هل تصعد اقتصادات السعودية والهند وإندونيسيا إلى مصاف الكبار؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أشارت صحيفة إيكونوميست البريطانية إلى التأثيرات الهيكلية التي تفرضها تحولات الاقتصاد العالمي بسبب التكنولوجيات الخضراء الناشئة والعلاقات التجارية المتشظية، مما يجعل الدولة تلعب دورا كبيرا، خاصة في البلدان الغنية، حيث تخصص الحكومات ميزانيات ضخمة للصناعات الإستراتيجية.
وتسعى العديد من البلدان النامية إلى تنفيذ خطط نمو طموحة بهدف التحول إلى دول مرتفعة الدخل في غضون فترة قياسية لا تتجاوز 25 عاما.
ووفقا للصحيفة، فإن خطط التنويع التي تتبناها الهند وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية تؤكد على التكامل العالمي والمشاركة في سلاسل العرض الخضراء، مما يشير إلى التحول عن إستراتيجيات التنمية السابقة.
ومن نواحٍ عديدة، يختار العالم النامي الاعتماد على العولمة سبيلا للعبور، حيث شهدت إندونيسيا تطورا اقتصاديا وتوسعا في البنية التحتية والاستثمارات الأجنبية بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، وكان تقرير لـ"فايننشال تايمز" قد ذكر أنه منذ العام 2014 -باستثناء فترة وباء كورونا- نما الناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي بنحو 5% سنويا.
وتعد إندونيسيا أكبر منتج للنيكل في العالم، وهو المعدن المهم الذي تقوم عليه التقنيات الجديدة، مثل السيارات الكهربائية والبطاريات.
ووفقا لبيانات البنك الدولي لعام 2022، تحتل الهند المرتبة الخامسة في مجموعة العشرين بناتج محلي إجمالي يقدر بـ3.39 تريليونات دولار، وهو ما يمثل نحو 3.37% من الناتج العالمي البالغ 100.56 تريليون دولار.
وقد شهد الاقتصاد الهندي معدلات نمو إيجابية بنسبة 6.4% في عام 2013 وارتفعت إلى 8.3% في 2016، وحتى بعد جائحة كورونا حقق نموا بنسبة 9.1% في 2021 و7% في 2022.
واستفادت الهند من العولمة وتحولت من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد متنوع، حيث تقلصت مساهمة الزراعة في الناتج من 30 إلى 15%، وفقا لدراسة صادرة عن جامعة القاهرة.
وأصبح القطاع الخدمي الهندي الأسرع نموا عالميا ويمثل 60% من الاقتصاد، مع تركيز على الصناعة من خلال مبادرة "صنع في الهند" منذ 2014، لتحقيق منافسة عالمية مع الصين وأميركا.
في المقابل، أشارت دراسة صادرة عن جامعة الزقازيق إلى أن الهند كانت مركزا رئيسيا لخبراء الحاسوب منذ الستينيات، مما أدى إلى تقدم صناعة البرمجيات في البلاد.
وذكرت الدراسة أنه في عام 2016 كان لدى الهند نحو 3.7 ملايين عامل مباشر في صناعة البرمجيات، وتقدر العمالة غير المباشرة بنحو 10 ملايين عامل.
ووصلت صادرات البرمجيات من الهند إلى 173 مليار دولار في العام نفسه مساهمة بنسبة 9.3% من الناتج المحلي، مع استهداف البلاد زيادة قيمة صادرات البرمجيات إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2025، وتسيطر الهند على 56% من سوق الأعمال التكنولوجية العالمية.
وأفاد تقرير حديث بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أنفق نحو 31.5 مليار دولار في 2023 من إجمالي 123.8 مليار دولار لصناديق الثروة السيادية في العالم.
وأشار التقرير إلى أن الإنفاق السيادي السعودي على التحول عن الاعتماد على الطاقة بلغ 25.9 مليار دولار في 2023.
وتمتلك الصناديق الخليجية الآن نحو 40% من استثمارات صناديق الثروة السيادية، ولم يتم الكشف عن الإنفاق الفردي للصندوق السعودي، لكن الاستثمارات في الرياضة والحصص المستحوذ عليها من الشركات العالمية كانت بارزة.
وفي بيان صحفي أشار الصندوق إلى أنه يخطط لإطلاق شركة طيران وعلامة تجارية للسيارات الكهربائية ويمتلك حصة بقيمة 8.1 مليارات دولار في شركات مشهورة، وتتوقع المؤشرات الاستثمارية للمؤسسات الحكومية لعام 2024 تجاوز الأصول القياسية السابقة التي بلغت 50.8 تريليون دولار.
لكن إيكونوميست ترى أن هذه التوجهات تنطوي على مخاطر كامنة، مشيرة إلى أن بعض الحكومات تخاطر بتشويه اقتصاداتها من خلال تطبيق سياسات صناعية ضخمة.
وتنقل عن خبراء أن الإنفاق الكبير في السعودية عبر صندوق الاستثمارات العامة والتدابير الحمائية التي اتخذتها الهند تثير المخاوف بشأن الاعتماد المفرط على صناعات معينة.
وفي خضم السياسة الحمائية التي تتبناها الدول المتقدمة فإن الدول النامية قد تستسلم لإغراء أن تحذو حذوها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطال فعالية إستراتيجياتها التنموية.
وتشير الصحيفة إلى دروس تاريخية عدة، أبرزها تباطؤ النمو في أفريقيا نتيجة للسياسات غير الصحيحة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مؤكدة على مخاطر اختيار الصناعات دون دراسة متأنية.
وقالت إن الطبيعة المتطورة للتصنيع -الذي أصبح الآن أكثر كثافة في استخدام رأس المال- تتحدى قدرة صناع السياسات على تحديد الصناعات المناسبة للتنمية، وبدلا من ذلك فإن الاستثمار في المنافع العامة مثل البنية الأساسية والتعليم مع إبقاء الاقتصادات مفتوحة يوفر مسارا أكثر فائدة واستقرارا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ملیار دولار دولار فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تهديدات ترامب تشعل الأسواق… النفط يصمد والذهب يترقب قرار الفيدرالي
حافظت أسعار النفط على مكاسبها، مدعومة بارتفاعها بنسبة تقارب 3% في الجلسة السابقة، وسط أجواء من التوتر الجيوسياسي المتصاعد، بعدما جددت الولايات المتحدة تهديدها بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا خلال عشرة أيام.
وبحسب بيانات التداول، سجّلت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” تسليم سبتمبر تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.09% لتصل إلى 66.65 دولارًا للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” العالمي للشهر نفسه بنسبة 0.06% لتستقر عند 70.00 دولارًا للبرميل.
وكان أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، أن المهلة التي حددتها واشنطن لروسيا تبدأ من اليوم، مهددًا بفرض رسوم جمركية “ثانوية” تصل إلى 100% على المنتجات الروسية وعلى الشركاء التجاريين المتعاونين مع موسكو، في حال فشل الأخيرة في تحقيق تقدم نحو إنهاء الحرب خلال عشرة أيام.
وتشهد أسواق الطاقة حالة من الترقب الحذر، حيث تنظر الأسواق إلى تصعيد لهجة العقوبات الأمريكية كعامل مؤثر قد يؤدي إلى اضطرابات في إمدادات النفط العالمية، لا سيما في ظل استمرار التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا وغياب مؤشرات جدية على انفراج قريب.
أسعار الذهب في حالة ترقب.. هل تبدأ موجة صعود بعد قرار الفيدرالي؟
شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا اليوم الأربعاء، وسط ترقب المستثمرين بحذر لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي) المرتقب بشأن السياسة النقدية، والذي من المتوقع أن يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار المعدن الأصفر خلال الفترة القادمة.
وجاء هذا الاستقرار في ظل انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي تساهم عادةً في جذب السيولة بعيدًا عن الأصول الآمنة كالذهب، بالإضافة إلى تراجع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، مما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية حوالي 3324.46 دولار للأونصة، في حين استقر سعر العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية عند 3321.90 دولار للأونصة.
وعلق كلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة “أواندا”، قائلًا: “هناك احتمالية لأن يبدأ الفيدرالي في الميل إلى الجانب التيسيري من السياسة النقدية، وهو ما ينعكس على عوائد سندات الخزانة”.
وأشار وونغ إلى أن قوة الدولار قد هدأت مؤقتًا، وهو ما يعزز مكانة الذهب كأصل آمن في ظل حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق المالية.
يجدر بالذكر أن المستثمرين يترقبون بفارغ الصبر مؤشرات الفيدرالي بشأن الخطوة التالية في سياسته النقدية، خاصة في ظل الضغوط التضخمية المتباينة في الاقتصاد الأمريكي، حيث يمكن أن تؤدي تحركات الفيدرالي إلى تقلبات قوية في أسعار الذهب وأسواق العملات.
ترامب يعلن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الهند وسط تعثر المفاوضات التجارية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عزمه فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات القادمة من الهند، معتبراً أن بلاده كانت تفرض رسوماً أعلى من معظم الدول الأخرى.
وفي تصريح للصحفيين، قال ترامب: “إنهم (الهنود) سيدفعون 25%”، مؤكداً أن المفاوضات التجارية مع الهند لم تُحسم بعد، وأضاف: “سنرى. كانت الهند صديقاً جيداً لكنها فرضت رسوماً أعلى من أي دولة أخرى تقريبا… والآن أنا في السلطة ولا يمكنهم أن يفعلوا ذلك”.