رهانات اسرائيل تجري بعكس ما تشتهي!!
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تتطوّر الأحداث العسكرية في المنطقة بشكل مُتسارع، إذ يبدو أن اسرائيل تسعى إلى توسيع رقعة الحرب الدائرة في غزّة بسرعة قياسية بعد أن قامت الولايات المتحدة الاميركية بسحب حاملة طائراتها من منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي من شأنه أن يشكّل تهديداً بتدحرج سريع للمعركة والوصول إلى حرب شاملة.
رغبة اسرائيل ستحقق لها من وجهة نظرها اهدافاً استراتيجية غاية في الأهمية، إذ إنها ستتمكّن بذلك من توجيه ضربة كبرى لخصومها؛ إما عن طريق حلفائها الذين سيتكتّلون عسكرياً للدفاع عنها، أو عن طريق الاغتيالات المتواصلة التي، بحسب ما وصفت مصادر عسكرية مطّلعة، لن يكونوا قادرين على الردّ عليها منعاً لتوسيع المعركة.
استراتيجية رابح - رابح التي تعتمدها اسرائيل قد تصل في لحظة ما الى انفجار المنطقة، وعندها قد لن يكون مؤكّداً أن واشنطن ستشاركها في حربها، بل ربّما سيكون من المناسب لها، وفق المصادر، أن تتلقّى اسرائيل ضربة عسكرية قوية تجبرها على الذهاب الى تسوية لأنها باتت متفلّتة من القرار الاميركي.
ومما لا شك فيه أن هذا التفلّت غير المنضبط الحدود لا يعجب واشنطن، خصوصاً في اللحظة التي ترغب فيها بالتفرّغ لجبهات ساخنة أخرى من بينها ساحة روسيا - اوكرانيا والصراع الاقتصادي مع الصين. لذلك فإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تلقّى دعماً اميركياً غير محدود وحماية غير مشروطة لن يستطيع، في ظلّ حاجته للأميركيين على مختلف المستويات، التفلّت من قراراتهم الحاسمة.
ولعلّ رهان نتنياهو على عدم ردّ خصومه عسكرياً هو رهان قد يكون خاسراً بنسبة عالية، سيما أن هؤلاء لا يملكون الكثير من الخيارات إنما يستطيعون توجيه ضربات نوعية في اللحظة المناسبة أو عند استشعارهم بأنّ تجاوُز الرّد سيؤدي الى خسائر أكبر من عملية الرد نفسها. وعليه فإن رهانات الاحتلال ستجري حتماً بعكس ما يشتهي!
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عائلات أسرى الاحتلال تطالب حكومة نتنياهو بوقف توسيع الحرب في غزة
تواصلت مطالبات عائلات أسرى الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين في قطاع غزة، اليوم السبت، لحكومة بنيامين نتنياهو، من أجل وقف توسيع حرب الإبادة في القطاع، والتوجه لعقد صفقة تبادل فورية.
وحذر أحد أقارب الأسرى الإسرائيليين خلال مؤتمر صحفي للعائلات، من أن توسيع حرب الإبادة قد يسفر عن مقتل المزيد من ذويهم الأسرى في غزة.
وتابع قائلا: "لا يمكننا السماح للحكومة بالخروج في عملية جديدة يسقط فيها مزيد من الجنود، ويصاب آخرون، ويُقتل مزيد من الرهائن. ولماذا كل هذا؟ فقط من أجل بقاء نتنياهو على الكرسي".
واعتبر قريب محتجز آخر، خلال المؤتمر، أنّ "الحكومة تسير نحو انهيار سياسي، وأمني وأخلاقي"، مضيفا أن "رفض إبرام صفقة يعادل خيانة للأسرى، وتجاهل لرغبة الأغلبية الساحقة من الشعب".
وتأتي هذه المطالب الإسرائيلية في وقت نشرت فيه كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، رسالة مصورة جديدة لأحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأشار الأسير الإسرائيلي إلى أنه يحمل رقم "21"، وبرفقته أسير آخر يحمل رقم "22"، ووضعه الصحي والنفسي صعب جدا، مشددا على أن استئناف الحرب يشكل خطرا على حياتهم.
وكتبت "القسام" تعليقا للفيديو قالت فيه: "إذا أردتم أن تعرفوا عددهم، بكل بساطة اسألوا سارة نتنياهو، على ما يبدو هي تعرف ما لا تعرفون!".
وذكر الأسير الإسرائيلي أن رفيقه يحاول إيذاء نفسه وإيذاءهم، مضيفا أن "كل دقيقة هنا حرجة، ولا يمكننا النوم، وهناك القليل من الطعام فقط".
والاثنين الماضي، قال نتنياهو، إن "الكابينت" صادق خلال اجتماع مطول الأحد، على توسيع عملية الإبادة المستمرة في غزة، مؤكدا العزم على احتلال القطاع المحاصر.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 21 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
يأتي إعلان نتنياهو وسط تحذيرات دولية متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، بفعل الحصار الشديد والإبادة المتواصلة منذ نحو 20 شهرا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 11 ألف مفقود.