من تل أبيب.. بلينكن يُجدد تعازيه لوائل الدحدوح: «خسائر لا يمكن تحملها»
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التعازي للصحفي وائل الدحدوح، خلال مؤتمر صحفي بتل أبيب، نقلته قناة "القاهرة الإخبارية". وقال «بلينكن”،خلال حديثه مع أحد الصحفيين، إن الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، تحمل الكثير خلال هذه الحرب: "الخسارة التي عاني منها زميلك لا يمكن تخيلها
وفي وقت سابق قال أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل تحاول أن تحقق أي شيء تقنع به شعبها، لكن في الواقع كل المؤشرات وكل المحللين المستقلين الإسرائيليين أنفسهم يقولون إن إسرائيل ليست لديها رؤية أو استراتيجية أو تصور لليوم التالي لوقف الحرب.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، الثلاثاء، خلال مداخلة هاتفية عبر “اكسترا نيوز”، أن إسرائيل في اليوم التالي للحرب كانت ضعيفة ومنهكة، ودولة سكانها مهجرون أيضًا، حيث لدينا نحو 100 ألف إسرائيلي لا يستطيعون العودة مرة أخرى للمناطق الشمالية من إسرائيل بالقرب من الحدود اللبنانية، ولدينا نحو 55 ألف إسرائيلي من سكان غلاف غزة لن يستطيعوا العودة مرة أخرى لبيوتهم بدون أن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة.
وأوضح أن ما تدعو له مصر دائمًا هو الأفق السياسي والحل السياسي، حيث إن مصر كانت تقول إن ما جرى منذ 7 أكتوبر الماضي، وحتى الآن، من مجازر ومآسي هو نتيجة لسبب، لافتًا إلى أن السبب هو غلق إسرائيل كل مسارات الحل السياسي منذ اتفاقيات أوسلو التي كانت في سبتمبر 1993.
وتابع “منذ ذلك التاريخ كان يفترض أن تقوم الدولة الفلسطينية بشكل كامل خلال 5 سنوات أي بحلول 1998 كان من المفترض أن يكون هناك دولة فلسطينية على حدود كل الضفة الغربية وكل قطاع غزة وكل القدس الشرقية”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسرائيليين الحدود اللبنانية بلينكن
إقرأ أيضاً:
محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
دفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانا بشرية واقتصادية فادحة خلال الحرب الأخيرة، لكن ما دفعته إسرائيل من تماسكها الداخلي وصورتها العالمية لا يقل فداحة، بل ولا يمكنه تعويضه، كما يقول محللون.
فقد قتلت إسرائيل نحو 55 ألف مدني -أغلبيتهم من النساء والأطفال- خلال 600 يوم من الحرب، ودمرت القطاع بشكل شبه كامل تقريبا، لكنها لم تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء المقاومة واستعادة الأسرى وجعل غزة منزوعة السلاح، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفقا لما قاله حنا خلال برنامج "مسار الأحداث"، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق المنجزات العسكرية إلى مكاسب سياسية، في حين خسرت صورتها الإستراتيجية عندما باغتتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشلت في الحسم السريع، وتحولت من الردع العسكري إلى معاقبة المدنيين.
وإلى جانب ذلك، يقول حنا إن إسرائيل ذهبت إلى ساحة قتال أعدتها المقاومة مسبقا وحددت طريقة الحرب فيها، مضيفا أن تل أبيب غيرت تكتيكاتها أكثر من مرة لكن النتائج بقيت واحدة.
فشل سياسي وانقسام سياسي
ولعل هذا الفشل في استغلال النجاحات العسكرية سياسيا هو ما جعل الحرب سببا لانقسام داخلي إسرائيلي غير مسبوق بعدما كانت محط إجماع في بدايتها، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي.
إعلانولم يعد هذا الانقسام محصورا في جدوى مواصلة هذه الحرب، ولكنه تجاوزها إلى صراع على شكل إسرائيل التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية جعلها بلدا دينيا مستبدا يطوف حول شخصه هو، وفق تعبير عرابي.
ولا يمكن لإسرائيل تجاوز تداعيات هذا الخلاف -برأي عرابي- لأنه خلاف على مستقبل إسرائيل التي أسسها آباء علمانيون كملاذ آمن لكل يهودي في العالم، وحددوا طريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ومع العرب.
فعلى مدار تاريخها كانت هذه الدولة تقدم حياة اليهودي على أي مكسب، في حين نتنياهو واليمين المتطرف يقدمان ما يعتبرانها "أرض إسرائيل" على حياة اليهود، وبالتالي فهم يحاولون ضرب كل ما قامت عليه هذه الدولة، كما يقول عرابي.
وتكمن خطورة هذا الخلاف الإسرائيلي -برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي- في أنه يضرب كيانا لا جذور له، ودائما ما تعامل مع الحروب بجدية لم تعد موجودة اليوم.
خسارة لا يمكن تعويضها
لذلك، يرى مكي أن غزة دفعت ثمنا بشريا واقتصاديا هائلا خلال هذه الحرب، لكنه يرى أيضا أن "إسرائيل هي الأخرى دفعت أثمانا سياسية واجتماعية باهظة بعدما تمرد عليها الأوروبيون، وأصحبت الولايات المتحدة تتعامل معها كعبء".
كما خسرت إسرائيل أيضا -والحديث لمكي- من خلال تجميد اتفاقات التطبيع لأجل غير مسمى، فضلا عن طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ومع الاعتراف بأن لكل حرب أثمانها التي يجب دفعها -يضيف مكي- "سنجد أن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا سياسيا كبيرا خلال هذه المواجهة التي صمدت فيها 600 يوم، ووصلت إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، في حين حزب الله اللبناني -الذي كان أقوى جماعة مسلحة في العالم- لم يصمد أكثر من شهرين أمام إسرائيل".
إعلانلذلك، يعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن كلا الطرفين دفع ثمنا لهذه الحرب، وأن كليهما استفادا منها، لكنه يرى أن ما خسرته إسرائيل أخلاقيا لا يمكن تعويضه، خصوصا أنه دفع دولا إلى المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، في حين المقاومة ستفرض سرديتها لو خرجت من هذه المواجهة دون التخلي عن سلاحها.
وخلص مكي إلى أن أهل غزة "لن يتبخروا أبدا"، وأن العبرة بالمكاسب التاريخية وليست بالخسائر البشرية، مشيرا إلى أن حركة فتح -التي تحكم فلسطين اليوم- "اكتسبت شرعيتها بالمقاومة المسلحة التي جعلت الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث أمام الأمم المتحدة".