دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك
تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية.
ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.
الطاقة في العصر الرقمي
الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.
أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.
تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع
تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.
يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.
أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.
تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.
الفصل التالي
ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ماكرون: ملتزمون بوضع حد للصراع في منطقة الشرق الأوسط
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الفرنسي ماكرون، قال ملتزمون بوضع حد للصراع في منطقة الشرق الأوسط، ونواصل التحرك باتجاه مسار حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وفرنسا لا تتبنى معايير مزدوجة بشأن القضية الفلسطينية والشرق الأوسط.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه لا يوجد أي شخص هزيل في قطاع غزة، ردًا على اتهام إسرائيل باستخدام التجويع سلاح حرب في قطاع غزة.
سلاح التجويع في غزة
ورفض نتنياهو، خلال خطاب ألقاه باللغة الإنجليزية في وزارة الخارجية مساء الثلاثاء اتهام دولة الاحتلال باستخدام التجويع سلاح حرب في قطاع غزة.
وقال نتنياهو : "لا ترى أحدا، ولا واحدا، هزيلا منذ بداية الحرب وحتى اليوم".
ووصف رئيس حكومة الاحتلال خطة توزيع المساعدات في غزة المدعومة من الولايات المتحدة، التي بدأت عملياتها في وقت سابق من الثلاثاء، بـ"أداة حاسمة لإضعاف حماس".
توزيع المساعدات في غزة
واعترف نتنياهو بأنه "كان هناك فقدان مؤقت للسيطرة"، لكن "لحسن الحظ استعدنا السيطرة سنضع المزيد من هذه المواقع"، في إشارة إلى الحادث الذي اجتاح فيه آلاف الغزيين لفترة وجيزة أحد مواقع توزيع المساعدات جنوبي القطاع.
وأوضح نتنياهو أن المبادرة "تهدف إلى جعل عناصر حماس مثل السمك بلا ماء، من خلال تركهم من دون أداة الحكم التي يستخدمونها، وهي في الأساس المساعدات الإنسانية التي ينهبونها"، وهي تهمة طالما نفتها الحركة.