غزة على شفا المجاعة .. اقتحام مستودع أممي واستشهاد مدنيين وسط فوضى توزيع الغذاء
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
أفادت تقارير إعلامية بأن حشوداً من الفلسطينيين الجياع اقتحمت مستودعاً تابعاً للأمم المتحدة في قطاع غزة، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مع اقتراب القطاع المحاصر من حافة المجاعة.
وأكد برنامج الغذاء العالمي، في بيان نقلته وكالة "رويترز"، أن التقارير الأولية تفيد باستشهاد شخصين وإصابة آخرين في المستودع المركزي التابع له في مدينة غزة، جراء التدافع والعنف الناتج عن حالة اليأس الشديدة.
وناشدت الوكالة الأممية المجتمع الدولي بـ"زيادة المساعدات الغذائية فوراً"، محذرة من أن الوضع أصبح خارج السيطرة، ومشيرة إلى ضرورة طمأنة السكان بأنهم "لن يموتوا جوعاً".
وشهدت منطقة غرب رفح، جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، حالة من الفوضى والتدافع بين السكان أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية ضمن آلية أطلقتها مؤسسة "غزة الإنسانية"، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق الذي يعيق دخول المواد الغذائية.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها "مهينة"، تظهر حشوداً من الفلسطينيين محصورين بين حواجز حديدية داخل أحد مراكز توزيع الغذاء، ما أثار موجة غضب واستنكار واسعة، خاصة مع تصاعد التحذيرات من مجاعة حقيقية تهدد مئات الآلاف من المدنيين، خصوصاً الأطفال.
وفي خضم المأساة، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترى فرصة قريبة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضح التقرير أن البيت الأبيض متفائل بإمكانية نجاح مبادرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي تهدف إلى سد الفجوات القائمة بين الجانبين، مضيفاً أن اتفاقاً قد يتم التوصل إليه خلال أيام إذا أبدت كل من إسرائيل وحماس استعداداً لتقديم تنازلات طفيفة.
ويأتي هذا التطور بينما تتعرض إسرائيل لانتقادات دولية متزايدة بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، بالتوازي مع تحذيرات منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد ما تبقى من سكان القطاع، في ظل دمار شامل للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب غزة قطاع غزة حماس حركة حماس توزیع المساعدات إطلاق النار فی قطاع غزة الحرب على على غزة
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي بغزة: مؤسسات ولجان أهلية بالقطاع تتولى توزيع المساعدات
أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن الأوضاع المعيشية لا تزال شديدة الصعوبة رغم دخول قرار وقف إطلاق النار الجزئي حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.
ومع بدء دخول أولى الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية إلى القطاع اليوم الأحد، أوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه المساعدات سيتم توزيعها من قبل المؤسسات واللجان الأهلية التي تعمل داخل قطاع غزة.
وقال الثوابتة -في تصريحات للجزيرة نت- إن القطاع يواجه ندرة حادة في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء، وسط دمار طال أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية وهجرة قسرية لنحو مليوني إنسان، مبينا أن الجهات الحكومية تعمل بطاقتها القصوى لتأمين الحد الأدنى من أسباب الحياة عبر خطط للطوارئ والتعافي.
وقد أتاح التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) توقفا جزئيا للقصف على القطاع، مما وفر فرصة ولو مؤقتة لالتقاط أنفاس سكان غزة بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية والدمار الكامل لكل مقومات الحياة، وفق تصريحات الثوابتة.
الوضع المعيشي
وبعد عامين من العدوان الإسرائيلي يعيش أبناء قطاع غزة اليوم تحديات جمّة، وذلك مع استمرار ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء، مما يجعل الاحتياجات الحياتية الأساسية تحديا يوميا في ظل شح الموارد واستمرار الحصار.
ويؤكد الثوابتة أن الجهات الحكومية في غزة تواصل العمل على توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة، وإطلاق خطط طوارئ للتعافي والإيواء، وذلك بهدف الحفاظ على كرامة المواطنين وتخفيف معاناتهم في مواجهة الظروف الاستثنائية التي فرضها العدوان.
ورغم الجهود الحكومية، تبقى الحياة اليومية في غزة معلقة بين تطلعات الناس للعودة إلى حياة طبيعية، وبين واقع الدمار ونقص الضروريات، خاصة مع استمرار انهيار القطاع الصحي وخروج 38 مستشفى عن الخدمة، وافتقار الدفاع المدني لأبسط الإمكانات بعد فقدان 140 من أفراده وتدمير عشرات المقرات والمركبات.
وحول أوضاع حركة العودة إلى الشمال، أشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن العودة تجري تدريجيا وبحذر، وتحت إشراف حكومي مباشر لضمان الأمن وسلامة العائدين، حيث إن مناطق الشمال لا تزال مدمرة بالكامل وتفتقر إلى الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
إعلانلكن المسؤول الحكومي في غزة استدرك بأن فرق العمل الحكومية تواصل جهودها الميدانية لتأمين طرق العودة وتوفير المساعدات الطارئة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل بعض المراكز الخدمية والإغاثية بشكل محدود.
وتكمن الأولوية -حسب الثوابتة- في إزالة الأنقاض وتوفير نقاط مياه وغذاء وإيواء مؤقتة للعائدين، في إطار خطة منظمة تسعى لإعادة الحياة تدريجيا رغم ضيق الإمكانات. مشددا على أن هذا كله يتم في ظل انتشار أمني منظم لضبط الأوضاع، ومتابعة أي تجاوزات، مع استمرار الجهود لتثبيت الاستقرار في المناطق المنكوبة.
يذكر أنه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا شاملا على قطاع غزة، مما خلف دمارا هائلا أصاب أكثر من 90% من بنيته التحتية، وأجبر كل سكان القطاع تقريبا على النزوح القسري أكثر من مرة، هذا بالإضافة إلى استشهاد وإصابة وفقد مئات الآلاف من الفلسطينيين.