أكد السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، الأمير خالد بن بندر آل سعود، الثلاثاء، أن المملكة الخليجية "لا تزال مهتمة بالتطبيع مع إسرائيل"، بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، لافتا إلى أن حدوث ذلك مرتبط بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال الأمير خالد إن الرياض "منفتحة على إقامة علاقات مع إسرائيل، طالما أنها جزء من حل الدولتين".

وعن التطبيع مع إسرائيل، قال السفير السعودي: "بالتأكيد هناك اهتمام، منذ عام 1982 وما قبله. لقد كنا منذ فترة طويلة على استعداد لقبول إسرائيل، إنها حقيقة قائمة وعلينا أن نتعايش معها". وتابع: "لكننا لا نستطيع العيش مع إسرائيل دون دولة فلسطينية".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من لقاء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بمدينة العلا السعودية.

وقال بلينكن للصحفيين قبيل مغادرته المملكة، إنه فيما يتعلق بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية، "تحدثنا عن ذلك في الواقع في كل محطة (من الجولة) بما في ذلك بالطبع هنا في السعودية".

"دور سعودي مهم" .. "خطة أميركية" بالشرق الأوسط لمرحلة ما بعد الحرب تأمل الإدارة الأميركية في وضع خطة تؤسس لتسوية مستدامة في الشرق الأوسط بعد الحرب، حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.

وأضاف: "هناك اهتمام واضح هنا بالسعي إلى ذلك.. لكن الأمر سيتطلب إنهاء النزاع في غزة.. وإيجاد مسار عملي لقيام دولة فلسطين".

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن محمد بن سلمان، تأكيده على "أهمية وقف العمليات العسكرية، وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".

وعرقلت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر، جهود كانت الولايات المتحدة تقودها بهدف التوصل لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وفي سبتمبر، قال ولي العهد السعودي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إن تطبيع السعودية مع إسرائيل "يقترب كل يوم أكثر فأكثر"، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع المملكة الخليجية.

ولم تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم لاتفاقيات إبراهيم الموقعة في 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وقال خالد بن بندر في تصريحات الثلاثاء: "(قبل 7 أكتوبر) كانت المناقشات مستمرة لبعض الوقت. لست مخولا بالخوض في تفاصيل ما تمت مناقشته، لكنه كان قريبا، ولم يكن هناك شك في ذلك". 

واستطرد قائلا إنه بالنسبة للرياض فإن "النقطة النهائية لا تشمل بالتأكيد أقل من دولة فلسطينية مستقلة. وبينما لا نزال – حتى بعد 7 أكتوبر – نؤمن بالتطبيع، إلا أنه لا يأتي على حساب الشعب الفلسطيني".

وشدد الأمير خالد في حديثه، على أنه "لا يأتي أحدهما دون الآخر"، في إشارة إلى التطبيع مع إسرائيل وقيام دولة فلسطينية.

وبحسب تقرير إعلامي عبري، الثلاثاء، نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الولايات المتحدة تعيد طرح مبادرة السلام العربية التي رعتها السعودية قبل أكثر من 20 عاما، كإطار محتمل لإنهاء الحرب ضد حماس في غزة.

وذكر تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "تطرح الآن المبادرة مع إسرائيل، بحجة أن مثل هذا الاتفاق سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وبقية المنطقة"، وفقا لما نقلته الصحيفة ذاتها.

وتستند هذه المبادرة التي طرحت في مارس 2002، على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة ومرتفعات الجولان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: دولة فلسطینیة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل

نجح “ميناء نيوم” في المملكة العربية السعودية في تحقيق تجربة تشغيلية رائدة لممر تجاري إقليمي جديد متعدد الوسائط، يربط مراكز تجارية رئيسية في السعودية ومصر والعراق، ما يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التجارة الإقليمية وتطوير منظومة لوجستية متكاملة.

وأُطلقت أولى الشحنات ضمن هذا المشروع التجريبي من العاصمة المصرية القاهرة عبر ميناء سفاجا، وصولًا إلى ميناء نيوم السعودي، ومن هناك واصلت رحلتها برًا لمسافة تزيد على 900 كيلومتر إلى وجهتها النهائية في أربيل العراقية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، ساهم هذا الممر الجديد في تقليص زمن نقل الشحنات بنسبة تجاوزت 50% مقارنة بالمسارات التقليدية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتقليل التكاليف وتحسين كفاءة النقل.

وتجسد هذه المبادرة نموذجًا فريدًا للتكامل بين الجهات الحكومية في السعودية، من ضمنها الهيئة العامة للنقل وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، بالإضافة إلى شركاء القطاع الخاص مثل ملاك السفن والمصدرين والمستوردين ومجالس التصدير وشركات الخدمات اللوجستية، حيث نجح التعاون في تحقيق مستويات عالية من الكفاءة التشغيلية في مختلف مراحل النقل والمناولة.

ويستفيد ميناء نيوم من موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر قرب حدود عرعر، التي تعد بوابة رئيسية إلى العراق، ما يعزز دوره كمركز لوجستي وبحري رئيسي يربط بين طرق التجارة العالمية، ويُسهل تدفقات تجارية سلسة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وتأتي هذه الخطوة المهمة في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى بناء منظومة لوجستية عالمية المستوى تعتمد على التكامل بين الموانئ والمنافذ البرية والمراكز الجمركية، حيث يفتح هذا المشروع نموذجًا قابلًا للتوسع لتطوير الربط اللوجستي داخل المملكة وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي محوري في التجارة الإقليمية والدولية، مما يدعم النمو الاقتصادي ويزيد من فرص التبادل التجاري عبر الحدود.

مقالات مشابهة

  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل
  • العالم ينتفض بوجه الاحتلال.. مطالبات بوقف الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • ممثل النرويج بالأمم المتحدة: 50 دولة من بينها فرنسا تدعم قيام دولة فلسطينية
  • السعودية تؤكد أن السلام يبدأ بقيام دولة فلسطينية مستقلة.. وباريس: غزة أصبحت موطناً للموت
  • باكستان تؤكد دعمها مبادرة المملكة وفرنسا لإقامة دولة فلسطينية
  • السعودية: لا تطبيع علاقات مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية
  • السعودية: لا تطبيع دون وقف حرب غزة وإنشاء دولة فلسطينية
  • وزير الخارجية: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية
  • وزير الخارجية السعودي: إقامة علاقات مع إسرائيل لن يحدث بدون إعلان دولة فلسطينية