وداد الإسطنبولي
مرنة، تنتقل بجسدها من اتجاه إلى اتجاه بطريقة مائلة عجيبة، ترفع قدمها ببطءٍ شديد، إلى الأعلى دون ثني أو تراخٍ، برشاقة تلتقي إصبع قدمها بسبابة اليد، حركة فنية، ولوحة تصميمية جميلة، تعرجاتُ جبيني متعجبة من تلك المهارة.
صماء، عيناها تحمل قصة كاملة متأملة ومتأثرة، ربما تفكر بالقدر المحتوم الذي لا محالة من الوقوع فيه، كنتُ أبتسم لها ولا أدري ما مصدر ابتسامتي، ولكنها ارتسمت هكذا بسخرية ولا أرمي بها لشيءٍ سوى اللاشيء للبقاء، التمطيط والتمدد لن ينفعكِ فأنا الآن "الأبديت"، أنت لي، وكلتانا نصنع ونمتزج في نقطة التقاء، ونمضي لإكمال مشوار يتزامن بعضه ببعض.
تقدمتُ خطوة ثم انطلقت، كانت تدفعني الريح إليها، فأنا أمتلئُ بحيوية قوية وهي، كنت أسمع بين ذلك الفن الصامت الممزوج بالرقصات لهاثَها وأنفاسها الأخيرة، ومع هذا تحاول الصمود لتتخلص من القلق والتوتر وكل أحداث الوقت، التقت عينانا ببعضها فقلت:
لا أملك لكِ شيئا فقط استرخي
قالت:
نعم، استرخ! أُفرغ عقلي ونفسي مما يشغله من الأشياء التي أجدها ثقيلة.
قلت: لا تقلقي فبدني المتكامل الآن يعزز فيني تلك الروح الإيجابية في نفسي، سأحمل عنكِ كاهل هذا الثقل فلا تخافي.
نظرت إلي بإعياء ولا زالت تتمايل لكي لا تفقد تلك الحيوية.. أم أنه الاعتزاز لا أدري!
لها حق هذا الامتلاك، أعلم بمرورها بتفاصيل كثيرة حلوة ومرة، ودُونتْ صفحات رحلة طويلة ممتلئة بالأحداث، سأُقلب أنا صفحاتها الأخيرة قريبًا، وسأكمل عليه المزيد لأبدأ من جديد.
أنتِ حقًا رائعة فقد كنتِ عونًا وسندًا، وجعلتني أبتسم فتأكدي تكمن قوتنا في رمزيتنا ودلالات وجودنا فشكرًا.
عام جديد نسأل الله تعالى أن يجعله مليئًا بالأمن والبشرى والسلام.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اللحظات الأخيرة في كارثة الطائرة الهندية المنكوبة
وكالات
قبل لحظات من سقوط الطائرة الهندية المنكوبة، التي أودت بحياة 279 شخصًا بعد إقلاعها من مطار أحمد آباد، التقط الصندوق الأسود صرخة استغاثة مدوّية من القبطان: “ماي داي.. لا قوة دفع، نفقد الطاقة!”، قبل أن تنقطع الإشارة وتتحطم الطائرة فوق مبنى طبي في مشهد مأساوي صدم العالم.
لكن ما أثار اهتمام خبراء الطيران ليس فقط ما قيل، بل “كيف يُقال” في هذه الثواني الحاسمة، تقارير وتحقيقات كشفت عن تقليد غير مكتوب بين الطيارين في حالات الطوارئ، حيث يختار البعض قول عبارات وداع إنسانية بصوت ثابت، مثل “وداعًا للجميع”، وهي جملة شهيرة تعود لحادث طائرة سويسرية عام 1970، قالها القبطان كارل بيرلينغر قبل انفجار الطائرة.
تلك الكلمات الأخيرة، سواء كانت نداءً فنياً أو رسالة وجدانية، تكشف الكثير عن اللحظات الحرجة داخل قمرة القيادة، وتُعد أحيانًا المفتاح الوحيد لفهم ما جرى عندما تصمت كل الأجهزة. وبينما يتكرر المشهد المؤلم في أكثر من حادث، تبقى هذه العبارات شاهداً حيًا على الثواني الأخيرة من حياة المئات.