الكاتبة سلوى بكر: مقررات الأدب في المناهج الدراسية يجب أن تكون معاصرة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
قالت الروائية والناقدة سلوى بكر، إنّ المجلس الأعلى للثقافة، حاول منذ عهد الراحل الدكتور جابر عصفور أن ينشئ علاقة مع وزارة التربية والتعليم، فيما يخص بمقررات الأدب، لتكون مقررات معاصرة.
وأضافت «بكر» خلال استضافتها ببرنامج «الشاهد»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، ويقدمه الإعلامي محمد الباز، أنه ليس من المعقول أن يدرس طفل في الصف الثاني الإعدادي قصائد من الشعر الجاهلي، فهي قصائد جميلة، لكن الطالب في هذا السن المبكر لا يستطيع استيعابها ولا يمكنها أن تعبر عنه، فالشعر يجب أن يعبر عن الناس.
واستكملت: «درسنا الأيام لطه حسين في المرحلة الثانوية، ودرسنا رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير، ودرسنا بعض النصوص لأحمد أمين، ولكن لا يوجد شاعر أو كاتب معاصر في مصر له نص يدرس في التربية والتعليم، مثل جمال الغيطاني، وكذلك نجيب محفوظ، مؤكدة أنه تم المحاولة للتوجه لذلك من خلال بروتوكولات ولكن بدون فائدة، وهذا الامر يتعلق بالعقلية السائدة في التربية والتعليم، نحتاج إلى إرادة، وأرى أن مدارس الدولة والحكومة ستفرز أفضل وخيرة ما لدينا في كل المجالات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأدب المصري طه حسين وزارة التربية والتعليم
إقرأ أيضاً:
شَظَفُ الطَّبْع
بقلم: دانيال حنفي القاهرة (زمان التركية)- ليس إسلامُ الشخصيات العظيمة وتحولها من معتقد ديني أو حالة عقائدية ما إلى الإسلام سوى رحلةٍ في الأدب الإنساني، تعكس تطورًا مرموقًا وجديرًا بالإعجاب في شخصية الإنسان الذي يملك كل مطامع الحياة التي يسعى إليها الناس أجمعون تقريبًا: المال، والشهرة، والجنس، والأسرة، والسلطة، والعلاقات، والأموال، والعقارات.
فنرى في الشخصية الشهيرة، بعيدةِ النجوم، إنسانًا أكثر تواضعًا وبساطةً من بعض البسطاء، وذلك أدبًا واحترامًا للحقيقة التي قادته إليها محاولاته المخلصة، صافيةِ الهدف والغرض، للتوصل إلى حقيقة نفسه، وإلى حقيقة الوجود، عبر سنوات، وربما عقود طويلة من التفكر والبحث.
وأدبًا واحترامًا لما عثر عليه في محاولاته للتخلص من الخواء الإيماني الذي ملأ صدره عبر عشرات السنين، وأصبح معلَّقًا بكثير من الأسئلة الدقيقة التي تحتاج إلى أجوبة شافية، لا مجاملة فيها لأي اعتبار.
فعندما يرحل النهار، ويقبل الليل، وتضع ضوضاء الحياة رحالها، وينفض الناس والأصدقاء والجيران، كلٌّ إلى سبيله أو إلى بيته، لا يسمع المرء سوى صوت نفسه، وصوت ضميره، وصوت آلامه وأوجاع أحزانه التي تحرمه من الاسترخاء أحيانًا، ومن النوم أحيانًا، ومن الاستمتاع بحياته أحيانًا، وتدفعه إلى البحث عن إجابات نزيهة مفصّلة حتى النهاية، لا شبهة فيها ولا رياء.
فاتباعُ الإجابةِ السليمةِ القلبِ هو السبيل إلى الراحة الدائمة، وإلى السلام النفسي. وما خلا ذلك، فلن يكون سوى مرحلة جديدة من الضياع في متاهات الظن، والفكر، والتاريخ.
ومن ناحية أخرى، يجد المرء أن تجاهل تساؤلات القلب واستفسارات الضمير ليس قوة ولا عظمة ولا “شطارة”، بل هو استكبار وعلوّ، لا خير فيه، ولا نماء، ولا أدب.
فإن لم يكن هناك التزامٌ خارجيٌّ مسلَّطٌ على المرء يدفعه للبحث عن إجابات لأسئلته، فإن الكرامة الإنسانية، والفضول الحميد، يدفعان الإنسان إلى إنكار الكذب، ولو جاء من المقرّبين، ومن الأصدقاء، ومن نادٍ من الرفاق وأصحاب المصالح، ويدفعانه إلى تلمّس النور والاقتراب منه.
والاقتراب من النور يمنح شعورًا بالرضا عن النفس، وشعورًا بالفرح والابتهاج، ويُبيّن للباحث أنه في طريقه إلى الخروج من الظلمات إلى النور.
ولأن الإنسان مفطور على الخير، وعلى محبة الخير، فلا يجد الباحث عن الحقيقة أجمل ولا أمتع من تتبّع شعاع النور الذي يتلألأ من بعيد، ويشق طريقه إلى القلب وإلى الروح، في يسر وبساطة، لا ريبة فيها.
ولولا الأدب في طبع هذه الشخصيات العظيمة، واسعة الشهرة، والسلطة، والتأثير العالمي، لما وجدوا طريقًا إلى الخير الأكبر، وإلى الإيمان، وإلى الإجابات الصافية الحقيقية لكل أسئلتهم المعقدة.
فالعظمة بين الناس تُغري بكل تجبّر، وتُغري بالتجاهل حتى النهاية، وحتى السقوط. ولكن الأدب يهزم الغرور، ويهزم شظفَ الطبع، ويُنصف صاحبَه، وينصره على نفسه، وعلى الغير، وعلى تحديات الحياة.
Tags: الاسلام