البوابة نيوز:
2025-06-03@07:22:14 GMT

منير أديب يكتب: المأزق الأمريكي في غزة

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

مائة يوم مرت على الحرب الإسرائيلية في غزة، تلك التي ورطت فيها تل أبيب واشنطن، فلا أوقفت إسرائيل هذه الحرب ولا نجت أمريكا من الفخ الإسرائيلي، خاصة وأنّ الأخيرة كانت تبحث عن شريك في الحرب وليس مجرد داعم.

دعم واشنطن لتل أبيب في الحرب الحالية سوف يُكلفها تبعات تدفع ضريبتها حاليًا ومستقبلًا، فضلًا عن الضريبة التي تدفعها إسرائيل يومًا بعد الآخر خاصة وأنها مازالت مستمرة في الحرب رغم خسائرها العسكرية والبشرية والإستراتيجية والدبلوماسية أيضًا.

باتت القوات الأمريكية هدفًا في منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا في العراق، بل طالبت الأخيرة برحيل قوات التحالف الدولي عن أراضيها فكان التصريح الأمريكي بأنه لا تفاوض على خروج القوات وقت الصراع، بل بات البحر الأحمر منطقة نزاع وحرب حتى بعد أنّ تحركت البوارج الأمريكية لحماية مياهه.

 الضربة الأمريكية البريطانية لـ ميناء ومدينة الحديدة هو دليل على المأزق الأمريكي الذي لم يجد بدًا غير المواجهة العسكرية، وما سوف يستتبعها من رد ورد مقابل، وهو ما لا تُريده واشنطن ولكنها أجبرت عليه.

وهنا يبدو المأزق الأمريكي، حيث شعرت واشنطن مؤخرًا أنّ ضريبة دعم إسرائيل ذات تكلفة باظه وأنها ما عادت قادرة عليها، خاصة وأنها أدركت منذ اللحظة الأولى أنّ أهداف حليفتها المعلنه من القضاء على حماس ثم تفكيكها وتحرير الإسرى الإسرائيليين يبدو أمرًا صعبًا للغاية.

فتورطت أمريكا في الحرب الإسرائيلية، صحيح كانت تُريد الأخيرة أنّ تدخل واشنطن الحرب بنفسها حتى يصبح موقف تل أبيب العسكري أفضل حالًا مما هو عليه الآن، ولكن الدعم الذي قدمته واشنطن ومازالت لإسرائيل جعلها شريكًا وليس مجرد دعم.

فصورة واشنطن في العالم العربي حاليًا لا تقل عن صورتها في العام 2003 وما بعد عندما أحتلت العراق، بل أسوأ وهذه تكلفة كبيرة تدفعها واشنطن حاليًا، فضلًا عن التهجم عليها واحتمال تهديد مصالحها في المنطقة بصورة أكبر، ولعلها تسير في نفس الطريق الذي سارت فيها فرنسا فخرجت من وسط وغرب أفريقيا في العام 20023، على خلفية الانقلابات العسكرية الأخيرة هناك.

وهذا يقودنا إلى نقطة مهمة تتعلق بجهود مكافحة الإرهاب التي تأثرت كثيرًا؛ فلا شك أنّ دخول واشنطن الحرب في شرق أوروبا وتحديدًا في أوكرانيا قبل عام ونصف ثم الحرب في الشرق الأوسط وتحديدًا في فلسطين أثر على دورها في مكافحة الإرهاب، وهو ما سوف تستفيد منه جماعات العنف والتطرف عابرة الحدود والقارات.

لا شك أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن خسر معركته الإنتخابية القادمة بسبب موقفة من دعم إسرائيل بالصورة التي شاهدها الأمريكان؛ نجاح بايدن مرتبط بضعف المرشح المنافس أمامة، فالرجل خسر شعبيته وبات في أضعف حالاته، خاصة وأنّ عدد كبير من الدبلوماسيين الأمريكان أعلنوا رفضهم وتمردهم على السياسة الأمريكية في العراق.

وربما وجدنا هتافات مناهضة في وجه جو بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، وعبارات من عينة أوقفوا الحرب في غزة وأخرى قد تصفه بالسفاح؛ فشلت واشنطن في اقناع إسرائيل في أنّ تستمع لصوت العقل بينما أرادت الأخيرة أنّ تنتصر لنفسها أو أنّ تحقق أي انتصار فورطت واشنطن معها في الحرب ولم يحققا كل منهما أيًا من أهدافهما بعد المائة الأولى للحرب.

أمريكا دخلت مستنقع الشرق الأوسط من جديد ولعلها لا تُريد أنّ تخرج، سبق ودخلته باحتلالها للعراق وخرجت منه تلملم أذياع الهزيمة بعد سنوات من الاحتلال، ونفس الشيء في أفغانستان، ولعلها تورطت في فلسطين الآن، صحيح هي لم تدخل بقواتها العسكرية على غرار العراق وأفغانستان، ولكنها باتت الآن في مرمى الأهداف على الأقل في البحر الأحمر.

لم تنتهي الحرب في غزة ولا أحد يُدرك على أي صورة سوف تنتهي ومازالت كل السيناريوهات مطروحه ولا توجد رؤية واضحه تتعلق بوقف آلة الحرب ولا بترميم أمريكا لعلاقاتها في منقطة الشرق الأوسط، خاصة وأنّ تل أبيب ترفض النصائح الأمريكية التي تتعلق بضرورة السير في طريق حل الدولتين.

واشنطن تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على أمن إسرائيل عبر مقترحات حل الدولتين وطلب وقف إطلاق النّار، خاصة وأنها مدركه بأنّ تل أبيب لن تستطيع أنّ تحقق في حربها الحالية أي انجازات غير مزيد من الخسائر العسكرية والبشرية والأهم الخسارة الإستراتيجية.

وهنا يبدو المأزق الأمريكي ممثلًا في الدعم المتواصل لإسرائيل على مدار مائة يوم، فضلًا عن فشل واشنطن في اقناع تل أبيب بإنهاء الحرب أو حتى إقامة الدولة الفلسطينية من أجل حماية إسرائيل، ويُضاف لهذا وذاك المأزق الذي سوف يعيشه العالم مستقبلًا بتنامي جماعات العنف والتطرف على خلفية هذه الحرب. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: منير أديب واشنطن اتفاق الحديدة اليمن الحوثي الضربات الأمريكية البريطانية الشرق الأوسط فی الحرب الحرب فی تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، أنها قدمت احتجاجًا رسميًا إلى الولايات المتحدة، على خلفية تصريحات وصفتها بـ"المسيئة" أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال كلمته أمس في منتدى حوار شانجري-لا في سنغافورة، والتي اعتبرت أنها تتجاهل دعوات دول المنطقة إلى السلام وتروج لصدام القوى.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزية

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هيجسيث شوه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية، واصفًا إياها زورًا بأنها تمثل "خطرًا حقيقيًا ووشيكًا" في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو ما اعتبرته بكين ترويجًا لعقلية الحرب الباردة والسعي لإشعال التوتر في المنطقة.

نشر أسلحة هجومية

واتهم البيان الجانب الأمريكي بـ"نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي"، محذرًا من أن هذه السياسات تدفع منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى شفا صراع مسلح، في وقت تطالب فيه شعوب المنطقة بـ"السلام والتنمية".

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة توسعية عسكرية، مشيرًا إلى نشر قاذفات "تايفون" القادرة على ضرب أهداف داخل الصين وروسيا من جزيرة لوزون الفلبينية، في إطار التعاون الدفاعي المتزايد بين واشنطن ومانيلا، الأمر الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزيةأزمة تايوان تتصدر الخلافات

وجددت الخارجية الصينية تحذيرها لواشنطن من "اللعب بالنار" في ملف تايوان، معتبرة أن تصريحات هيجسيث التي حذّر فيها من "عواقب وخيمة" لأي محاولة صينية لغزو تايوان، تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين.

وكان هيجسيث قد أكد خلال كلمته أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت الصين التحرك عسكريًا ضد تايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتأكيد على أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة أمر لا مفر منه، وبالقوة إذا لزم الأمر، مجددة رفضها التام لأي دعم أمريكي لـ"الانفصاليين" في تايبيه.

صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبي

وتشهد مياه بحر الصين الجنوبي توترًا متزايدًا، مع تصاعد المناوشات بين الصين والفلبين حول عدد من الجزر والجزر المرجانية المتنازع عليها، حيث كثف الطرفان من دوريات خفر السواحل خلال الأشهر الأخيرة، وسط تنامي النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة.

وتختم بكين بيانها بتأكيد رفضها الكامل لما وصفته بـ"السياسات العدائية الأمريكية"، داعية واشنطن إلى "الكف عن إثارة الفتن"، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

طباعة شارك الصين أمريكا تايوان بكين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • إذاعة أمريكية: نداءات من شمال غزة لاغتنام الفرصة الأخيرة
  • أديب: مصر أبلغت إسرائيل رفضها إقامة مراكز لتوزيع المساعدات على الحدود مع غزة
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • لأول مرة... الهند تقرّ بخسائرها في الحرب الأخيرة مع باكستان وتؤكد: التصعيد النووي لم يكن مطروحًا
  • الجيش الأمريكي يستعرض قوته الشهر الجاري في ذكرى تأسيسه ال250
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي السيناتور "تيم شيهي" عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي
  • متخصص: طابع شرفي لوجود واشنطن بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي في مشروع المساعدات بغزة