أعلنت الولايات المتحدة، فرض عقوبات تستهدف شحنات السلع التي تمول فيلق القدس الإيراني والحوثيين في اليمن، قبل أن تكشف عن دراستها إعادة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى قائمة "التنظيمات الإرهابية الأجنبية".

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، الجمعة، إنها فرضت عقوبات على شركتين في هونغ كونغ والإمارات لقيامها بشحن سلع لصالح الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى ميسّر مالي تابع لجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.

وقالت الوزارة في بيان إن العقوبات شملت السفينة (MEHLE) التي تملكها وتديرها شركة (Cielo Maritime Ltd) ومقرها هونغ كونغ، لقيامها بشحن سلع إيرانية إلى الصين لصالح سعيد الجمل، وهو وسيط مالي مهم للحوثيين مقيم في إيران، باستخدام وثائق شحن مزورة.

وطالت العقوبات كذلك السفينة (SINCERE 02) التي تديرها شركة (Global Tech Marine Services) المسجلة في جزر مارشال ومقرها الإمارات، لقيامها بشحن بضائع إيرانية لصالح الجمل.

وأشار البيان إلى أن الجمل، المصنف على قوائم العقوبات منذ عام 2021، شارك في مجموعة متنوعة من الأنشطة التجارية التي تنطوي على بيع السلع الإيرانية لخلق إيرادات للحوثيين وفيلق القدس.

وشملت العقوبات كذلك 4 سفن أخرى، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية.

اقرأ أيضاً

واشنطن تفرض عقوبات على متهمين بنقل الدعم المادي إلى الحوثيين

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون، إن "الولايات المتحدة تواصل اتخاذ إجراءات ضد الشبكات المالية الإيرانية غير المشروعة التي تمول الحوثيين وتسهل هجماتهم".

وأضاف أن واشنطن ستتخذ "جميع الإجراءات المتاحة لوقف أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار وتهديداتهم للتجارة العالمية".

وقالت وزارة الخزانة إن إيرادات مبيعات السلع المشمولة بالعقوبات تدعم الحوثيين وهجماتهم ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن.

يأتي ذلك في وقت كشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن واشنطن تدرس إعادة جماعة الحوثيين، إلى قائمة "التنظيمات الإرهابية الأجنبية".

وقال كيربي في حديث لقناة "سي إن إن"، الجمعة: "نراجع ذلك الآن. ونحن لم نقرر ما إذا سنلغي (القرار السابق بحذف الحوثيين من القائمة المذكورة) أم سنغيره مرة أخرى، ولكن بوسعي أن أقول إننا ندرسه بجدية".

يأتي ذلك بعدما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، ميليشيا الحوثي بأنها "تنظيم إرهابي"، بعد أن شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية عشرات الضربات الجوية على أهداف في أنحاء اليمن.

اقرأ أيضاً

مكافحة الإرهاب الحوثي.. "قناع" أمريكي لمواجهة روسيا والصين بالبحر الأحمر

وقال بايدن إن واشنطن سترد على ميليشيا الحوثي "الإرهابية"، إذا واصلت سلوكها، الذي وصفه بأنه "مثير للغضب".

وتقول لندن وواشنطن إن ضرباتهما الجوية ضد ميليشيا الحوثي كانت ردا على هجمات تشنها الميليشيا منذ شهور على السفن في البحر الأحمر.

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أدرجت "أنصار الله" على قائمة التنظيمات الإرهابية في يناير/كانون الثاني 2021، قبل أيام من ترك ترامب مهام الرئيس.

وفي فبراير/شباط 2021، اتخذ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قرارا بحذف الحوثيين من قائمة الإرهاب.

ويهاجم الحوثيون، وهم حركة مسلحة سيطرت على مناطق واسعة من اليمن العقد الماضي، الممرات الملاحية عند مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر حيث يمر 15 بالمئة من التجارة البحرية الدولية في الطرق بين أوروبا وآسيا.

ونشرت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة عمل بحرية في المنطقة في ديسمبر/كانون الأول، وتصاعدت الأوضاع في الأيام القليلة الماضية.

وأجبرت هجمات الحوثيين على السفن التجارية شركات الشحن على تحويل مسار سفنها إلى طريق أطول وأكثر كلفة يدور حول أفريقيا.

وأثار هذا مخاوف من حدوث جولة جديدة من التضخم العالمي واضطراب سلسلة التوريد.

اقرأ أيضاً

الحوثيون يرفضون تهديدات أمريكا بإعادة تصنيفهم جماعة إرهابية

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا عقوبات الحوثيون اليمن حرب غزة إسرائيل قوائم الإرهاب بايدن

إقرأ أيضاً:

تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن

قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.

ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.

ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات. 

وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.

الصلح القبلي… أداة نفوذ

وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات. 

وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية. 

ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.

 نزاعات متوارثة

ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.

 الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.

وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.

 تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.

في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان. 

وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.

تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!

مقالات مشابهة

  • أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • مشروع قانون في الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على الحوثيين
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • واشنطن تفرض عقوبات على 3 من أقارب مادورو
  • إشاعات العقوبات مكشوفة: توازنات الحكومة الإقليمية تثمر عن رسائل أمريكية إيجابية
  • أبناء شقيق مادورو.. الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات ضد فنزويلا
  • بعد إلغاء قانون قيصر وكشف شروط الكونجرس.. هل نصبت واشنطن فخا لسوريا ؟
  • لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية
  • واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي السفارة الأمريكية في اليمن