بوابة الوفد:
2024-06-12@06:38:05 GMT

أحمد الجوهري يكتب: رجب.. حكم فضله وصومه

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

 

 

هل وردت أحاديث في فضل صوم شهر رجب؟

ما حكم صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب؟

 

الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. وبعد:

 

اولا:

 

شهر رجب من الأشهر الحرم

 هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة/36، والأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.

 

وروى البخاري ومسلم  عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).

 

وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين:

 

1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو.

 

2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها.

 

ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة/36، مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها، إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.

 

قال السعدي رحمه الله (ص 373):

 

"(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) يحتمل أن الضمير يعود إلى الاثني عشر شهرا، وأن اللّه تعالى بَيَّن أنه جعلها مقادير للعباد، وأن تعمر بطاعته، ويشكر اللّه تعالى على مِنَّتِهِ بها، وتقييضها لمصالح العباد، فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها. ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم، وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها خصوصاً، مع النهي عن الظلم كل وقت، لزيادة تحريمها، وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها." انتهى.

 

ثانياً:

 

هل وردت أحاديث في فضل صوم شهر رجب؟

وأما صوم شهر رجب، فلم يثبت في فضل صومه على سبيل الخصوص أو صوم شيء منه حديث صحيح.

 

ما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض الأيام منه بالصيام معتقدين فضلها على غيرها: لا أصل له في الشرع.

 

غير أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم (ورجب من الأشهر الحرم) فقَالَ صلى الله عليه وسلم: (صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ) رواه أبو داود (2428) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود.

 

فهذا الحديث - إن صح - فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم، فمن صام في شهر رجب لهذا، وكان يصوم أيضاً غيره من الأشهر الحرم فلا بأس، أما تخصيص رجب بالصيام فلا.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (25/290):

 

" وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات. وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم: وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا." انتهى باختصار.

 

وقال ابن القيم رحمه الله:

 

" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى." انتهى من "المنار المنيف" (ص96).

 

وقال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11):

 

" لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة." انتهى.

 

وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/383):

 

"وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الأشهر الحرم، ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه، وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به." انتهى.

 

واما حكم صيام تخصيص يوم السابع والعشرين من شهر رجب

فليس من السنة

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام يوم السابع والعشرين من رجب وقيام ليلته.

 

فأجاب: "صيام اليوم السابع العشرين من رجب وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة، وكل بدعة ضلالة." انتهى. "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/440).

 

والله أعلم

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة وأيام التشريق

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة، مؤكدة أنه يحرم صيام هذا اليوم باتفاق الفقهاء، لأنه يوم عيد الأضحى. 

كما أوضحت تحريم صوم يومي عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر.

 

حكم صيام أيام التشريق

استشهدت دار الإفتاء بحديث أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر. 

وجاء في صحيح مسلم حديث نبيشة الهذلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله".

حكم صوم الحاج في الأيام العشرة من ذي الحجة

أشارت دار الإفتاء إلى أنه يستحب للحاج أن يصوم الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، وأن يفطر يوم عرفة. فإن صامه فلا إثم عليه، ولكن الأولى عدم صومه، حيث يُستحب صوم الأيام السبعة الأولى من ذي الحجة للحاج وغيره.

 أما صوم يوم عرفة ويوم التروية للحاج، فيجوز إذا كان الصوم لا يضعفه عن أداء أفعال الحج ولا عن الوقوف بعرفة والدعاء في ذلك الموقف الشريف.

نصائح للحاج

استنادًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "نهى النبي ﷺ عن صيام يوم عرفة بعرفة" (رواه أبو داود)، يُفهم أن النهي محمول على ما إذا كان الصوم يضعف الحاج. 

وبالتالي، يُستحب للحاج صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة إذا كان ذلك لا يضعفه عن القيام بأعمال الحج والعمرة. كما يُستحب له فطر يوم عرفة للتقوي على الوقوف والدعاء في هذا اليوم المبارك، فإن صامه وكان الصوم لا يضعفه عن ذلك فلا حرج عليه.

مقالات مشابهة

  • فضل يوم عرفة.. وهل يجوز صيامه لمن لم يصم الثمانية أيام قبله؟
  • تعرف على فضل يوم عرفة.. يوم الصوم والدعاء
  • فضل صيام يوم عرفة.. تعرف على الاستفادة من اليوم العظيم
  • ما حكم صيام أول أيام عيد الأضحى؟.. الإفتاء توضح
  • حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة وأيام التشريق
  • حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة.. «الإفتاء» توضح
  • فضل صيام يوم عرفة.. (فرصة العُمر لمحو الذنوب)
  • حكم صيام يوم عرفة لـ الحاج.. «الإفتاء» تُجيب
  • هل يجوز صيام 7 أيام فقط من ذي الحجة؟.. «الإفتاء» توضح
  • يوم التروية.. فضله وحكم صيامه وسبب التسمية والأدعية المستحبة فيه