#شذرات_عجلونية (52)
ألا حيّها #عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدرًا؛ فترسمني شمســا
الدكتور: #علي_منعم_محمد_القضاة
القراء الأعزاء؛ أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أينما كُنتُم، وحيثما بِنتُم، نتذاكر سويًّا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذَّهب، عجلون الحُبِّ والعتب؛ لنطوف العالم بشذراتنا، راجيًا أن تستمتعوا بها.
نظرة موضوعية في الحزبية
لست حزبياً، ولن أكون؛ لأنني غير مقتنع حتى الآن بما يجري على الساحة الحزبية، رغم محاولة العديد من قيادات الأحزاب في كل الاتجاهات دعوتي، وأنا أحترم عروضهم وأقدرها ولكنني لن أكون.
قرأت مقال الزميل العزيز حسين الرواشدة، وهو بعنوان: “هكذا يفكر الإخوان؛ أمين عام حزب جبهة العمل يؤكد ذلك”.
وأنا هنا لا أدافع عنهم ولن أدافع عن أحد، فلكل حزبٍ رجالاته وهم أولى بذلك مني، ولكنني أظن أنه مقال في غير موقعه، ولا هو توقيته على الإطلاق، وإنّ تاريخ الإخوان المسلمين مع الأردن لم يثبت يوماً أنهم كانوا ضد الدولة الأردنية، ولم يقفوا يوماً في صف أعداء الأردن، كما كانت الأحزاب اليسارية ومنها “البعث والشيوعية” الذين حاولوا الانقلاب على الأردن منتصف خمسينيات القرن الماضي، ولا أظن حتى اللحظة أنهم ابتعدوا كثيرا عن تفكيرهم السابق، رغم أن التسميات أردنية صرفة.
بل كان الإخوان في الأردن مع الأردن بكل الظروف العصيبة التي مرت بالأردن منذ قيام واستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، كما أنهم كانوا على علاقة ودية كبيرة جداً أحياناً، وإن كانت علاقة تتسم بين مد وجزر في معظم الأحيان، فموقفهم لم يكن موقف العداء حتى وقت انفصال أعضاء الجماعة وتشكيل جماعات جزئية لهم، لم يظهر عداء أي مجموعة منهم للأردن، ولم يكونوا ضد دولتهم ولا مملكتهم، كما أنهم موجودون في كل المؤسسات والدوائر الرسمية والشعبية بما فيها مجلس النواب والأعيان والنقابات والوزارات في مرحلةٍ زمنية سابقة، وهم شريحة من شرائح المجتمع الأردني لهم ما له وعليهم ما عليه.
وعندما وضعت الحكومة الأردنية يدها على جمعيتهم “جمعية المركز الإسلامي الخيرية” لم تجد عندهم أية اختلاسات، ولا اختلالات مالية، أي إنهم ليسوا مفسدين ولا فاسدين، كما أنهم ليسوا ملائكة ولا معصومين، أكرر القول إنهم شريحة من هذا المجتمع بكل تفصيلاته.
شتان بين الموقفين
كل الأحزاب الأردنية لها علاقات خارجية، سواء أكانت علاقات فكرية، أم أنها أُسست مسبقاً بارتباطات خارجية، وكانت تمول من دول خارجية، فلطالما درس عشرات الآلاف من أبنائنا في سوريا والعراق وروسيا، وغيرها من الدول الاشتراكية، بتوصية شخصية من أحزاب داخل الأردن، هذا معروف للعيان، ولا يحتاج الناظر أيَّ دليل على ذلك.
لا، بل إنّ بعضهم ما زال يدافع عن أنظمة عربية مجرمة تقتل شعبها، وتدمر البُنى التحتية تماماً كما تفعل إسرائيل الآن في غزة، ومنها أحزاب وحركات قومية موجودة الآن على الساحة الأردنية بالمسميات نفسها خارج الأردن، وبترخيص أردني، مع اتحاد الفكر ذاته.
ولذلك فإنني أرى ويرى معي كثيرون في الأردن أن التشابه في الفكر والمبادئ العامة لا يعني بحال أن أكون منقاداً تنظيمياً لما يجري في تلك الدول، ولا موافقاً عليها، وخصوصاً ما يفعله نظام البعث في سوريا والنظام الشيوعي الروسي بحق الشعب السوري، وتدمير المدارس والمساجد والمشافي، ولا يمكن أن يقبل أردني بذلك، حتى لو تشابهت أفكاره الحزبية مع تلك الدول المجرمة.
إخوان الأردن وفلسطين
لذا أستطيع أن أقول بأن علاقة فكرية بين تنظيمٍ في الأردن وشبيهه في فلسطين سيكون مختلفا بكل المقاييس والمعايير، فطبيعة العلاقة بين الأردن وفلسطين لا يمكن أن يشبهها علاقة بين أي شعبين في العالم أجمع، وإن اجتزاء كلمات وتصريحات لهذا، أو ذاك ليس لها أي دلالة عدائية تجاه الأردن، وليست تنظيمية بكل تأكيد، ولم أكن لأقول هذا لولا أن الكاتب عاد بالتاريخ إلى سنوات ماضية، علماً بأن جميع الأحزاب الأردنية قد صوبت أوضاعها واستقرت، فلماذا ننكأ جراح الماضي، ولماذا لا ندع المركب يسير فينا نحو برِّ الأمان، فلا السلطات الأمنية ولا وزارة التنمية السياسية تقبل أن يكون هناك أي حزب غير أردني، أو غير مرخص من قِبلها ويحقق الشروط الأردنية. ولذلك فإنّ هناك فارقاً كبيراً بين ما قيل وبين الحقيقة على أرض الواقع.
ولذلك؛ فإنني أعتقد أن أبناء الإخوان في الأردن يفتخرون بانتمائهم لبلدهم وأمتهم، ويدافعون عن الأردن وفلسطين وكل بلاد المسلمين، ويقدمون لذلك ما يملكون من أنفسهم وأهليهم وأموالهم دون أن يمنّوا على أحد ولا يزايدوا على أحد، بل يقدمون ذلك عبادة خالصة لله تعالى. وإن كل محاولات زجهم في صراعات جانبية داخلية لن تفلح أبداً، حتى لمّا عصفت بالأردن عواصف كثيرة لم ينخرطوا فيها كما فعل الآخرون، وبقوا في صف وطنهم ولم يحيدوا عن طريقه.
الدكتور علي منعم القضاة
أستاذ مشارك في الصحافة والإعلام الرقمي
E-mail:dralialqudah2@gmail.com
Mob: +962 77 77 29 878
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
نمو الصادرات الأردنية 8.1% لنهاية شباط
صراحة نيوز ـ أشارت دائرة الإحصاءات العامة، في تقريرها الشهري حول التجارة الخارجية في الأردن، إلى ارتفاع الصادرات الكلية حتى نهاية شباط من عام 2025 بنسبة 9.1% مقارنه بنفس الفترة من عام 2024، والصادرات الوطنية بنسبة 8.1%، والمعاد تصديره بنسبة بلغت 19.7%.
ووفق التقرير، ارتفعت المستوردات بنسبة 7.9%، وعليه فقد ارتفع العجز في الميزان التجاري بنسبة 6.9% حتى نهاية شباط من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
وبلغت القيمة الدينارية للصادرات الكلية حتى نهاية شباط من عام 2025 ماقيمته 1,449 مليار دينار أردني، منها الصادرات الوطنية 1,309 مليار دينار أردني، والمعاد تصديره 140 مليون دينار اردني، كما وبلغت قيمة المستوردات 3,065 مليار دينار أردني خلال نفس الفترة.
وعليه يكون العجز في الميزان التجاري (الذي يمثل الفرق بين قيمة الصادرات الكلية وقيمة المستوردات) بلغ 1,616 مليار دينار اردني حتى نهاية شباط من عام 2025، مقارنة مع 1,512 مليار دينار أردني في الفترة المقابلة من عام 2024.
وعلى الصعيد الشهري بلغت قيمة الصادرات الكلية خلال شهر شباط من عام 2025 مامقداره 747 مليون دينار دينار، منها 675 مليون دينار اردني للصادرات الوطنية، و72 مليون دينار أردني للمعاد تصديرة، فيما بلغت المستوردات 1,442 مليار دينار أردني، مما أدى إلى عجز في الميزان التجاري بقيمة 695 مليون دينار أردني خلال شباط من عام 2025.
ويعكس ذلك ارتفاع الصادرات الكلية بنسبة 18%، والصادرات الوطنية بنسبة 17.8%، والمعاد تصديرة بنسبة 20.0%، فيما انخفضت المستوردات بنسبة 5.3%، وعليه فقد انخفض العجز الشهري في الميزان التجاري بنسبة 21.8% خلال شهر شباط من عام 2025 مقارنة بالشهر المقابل من عام 2024.
أما بالنسبة لتغطية الصادرات الكلية للمستوردات، بلغت مانسبته 47% حتى نهاية شباط من عام 2025، وهي نفس النسبة للفترة المقابلة من عام 2024، وبلغت نسبة تغطية الصادرات الكلية للمستوردات 52% خلال شهر شباط من عام 2025، مقارنة بنسبة 42% خلال نفس الشهر من عام 2024 بارتفاع مقداره 10 نقاط مئوية.
وعلى صعيد التركيب السلعي لأبرز السلع المصدرة، ارتفع كل من مجموعات “الألبسة وتوابعها”، “الحلي والمجوهرات الثمينة”، “الأسمدة”، فيما انخفض كل من “البوتاس الخام”، “الفوسفات الخام”، “محضرات الصيدلة”.
وعلى صعيد المستوردات، ارتفعت مستوردات كل من مجموعات “الآلات والأدوات الآلية وأجزائها”، “الآلات الكهربائية وأجزائها”، “الحبوب”، بينما انخفض كل من”النفط الخام ومشتقاتة”،”العربات والسيارات وأجزائها”، “الحلي والمجوهرات”، مما ساهم في الحد من ارتفاع المستوردات بقيمة أكبر.
وبالنسبة لأبرز الشركاء في التجارة الخارجية، ارتفعت قيمة الصادرات الوطنية إلى دول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومن ضمنها السعودية، ودول اتفاقية التجارة الحرة لشمال القارة الأميركية ومن ضمنها الولايات المتحده الأميركية. والدول الآسيوية غير العربية ومن ضمنها الهند، فيما انخفضت الصادرات الوطنية إلى دول الأتحاد الاوروبي ومن ضمنها بلجيكا.
أما بالنسبة للمستوردات، ارتفعت قيمة المستوردات من دول منطقه التجارة الحرة العربية الكبرى ومن ضمنها السعودية، ودول اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية، والدول الآسيوية غير العربية ومن ضمنها الصين الشعبية، ودول الاتحاد الاوروبي ومن ضمنها ألمانيا