المستوطنون ينتحلون صفة الجيش الإسرائيلي ويهددون حياة الفلسطينيين بالضفة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
نابلس- في مهمة غير عادية، ومن أشخاص ظهروا وكأنهم عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أُرغم المواطن الفلسطيني قاسم برهم على الوقوف عند حاجز عسكري طارئ قرب قريته، وأُجبر على النزول من سيارته والخضوع لإجراءات عسكرية عنيفة، وسط تنكيل غير مسبوق.
لم يكن ذلك مجرد حاجز، بل أشبه بكمين نصبه مستوطنون متطرفون ينتحلون شكل وزي جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويمارسون عنفا وقمعا غير مسبوق تجاه الفلسطينيين، في مشهد بات يتكرر كثيرا وكأنها وظيفة جديدة للمستوطنين تجاوزت كل مهامهم السابقة، من اعتداء وتحريض على الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم وتشريدهم، ومهاجمة المزارعين وحرق محاصيلهم ومنازلهم.
بين قريتي عصيرة القبلية وعوريف قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، احتجز مستوطنون بزعامة "يعقوب" حارس أمن مستوطنة "يتسهار"، الجاثمة على أراضي تلك القرى الفلسطينية، المواطن برهم (35 عاما) مع فلسطينيين آخرين قبل أيام، وأخضعوه لتتفيش كامل بعد إجباره على رفع ملابسه وجلوس القرفصاء، ووضع يديه فوق رأسه تحت تهديد بالسلاح الذي كانوا مدججين به.
يقول برهم المنحدر من قرية عصيرة القبلية للجزيرة نت "نكّل المستوطنون بي، وركلني أحدهم على بطني، وبعد احتجازي لساعة ونصف الساعة غادروا المكان، وأبقوا علي وعلى المحتجزين في الشارع".
الأمر الأخطر بحسب برهم أن هؤلاء المستوطنين المنتحلين صفة الجيش، فتشوه بدقة وعبثوا بسيارته وبهاتفه الخلوي، وسرقوا مبلغ 200 شيكل (حوالي 55 دولارا أميركيا) من محفظته، يقول "تعرضت للترهيب والاعتداء والقرصنة".
وبالرغم من مروره اليومي على حواجز الاحتلال فإن "حاجز المستوطنين" حسب وصف برهم "بدا أكثر عنفا وإرهابا وحقدا أيضا، شعرت بالخوف فعلا وأن شيئا يهدد حياتي، ولم أتوقع أن يخلوا سبيلي، فقد كانوا مستعدين لإطلاق النار وقتلنا بأي لحظة".
ومنذ ذلك الحين لم يمر برهم من ذلك الطريق، في وقت لا يجد فلسطينيون آخرون طريقا بديلا يستخدمونه عبر تنقلاتهم، مما يجعلهم عرضة لاعتداءات المستوطنين وتنكيلهم اليومي.
يقود "يعقوب" مجموعة من المستوطنين مكونة من 6 إلى 8 أشخاص، مدججين بالأسلحة وبهيئات مرعبة، ويقومون بنصب حواجز وتسيير دوريات ملاحقة الفلسطينيين في أراضيهم، والاعتداء عليهم وطردهم منها.
وخلال 2023 فقط، شنَّ المستوطنون وفق مركز معلومات فلسطين "معطى" أكثر من ألفي اعتداء ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، بينما تشير بيانات هيئة الجدار والاستيطان إلى أن المستوطنين قتلوا في العام نفسه 22 فلسطينيا، منهم 10 بعد بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
يقول رئيس مجلس قرية عصيرة القبلية حافظ صالح، التي يكثر فيها عنف المستوطنين، إن "يعقوب تعدى دوره في حراسة أمن المستوطنة، وأصبح ينتهج سياسة التهجير لطرد المواطنين (الفلسطينيين) من أرضهم ووضع اليد عليها لتنفيذ مخططات استيطانية، ويتخذ من الحواجز العسكرية شكلا في الاعتداء على المواطنين" الفلسطينيين.
ويقول صالح للجزيرة نت إن "الحاجز الذي ينصبه يعقوب ومجموعته الاستيطانية أضحى يوميا، وأحيانا عدة مرات باليوم، وعليه يمارس أبشع جرائمه بقطع الطرق الواصلة بين القرى، في ظل إغلاق شامل تفرضه سلطات الاحتلال أصلا".
ويضيف المسؤول المحلي "يفتش المستوطنون المركبات والمواطنين (الفلسطينيين) بداخلها بعنف، وسط اعتداء وشتائم نابية، ويسرقون أموالهم ومقتنياتهم، وداخل الأراضي يمنعون المزارعين من العمل، ويلاحقون العمال ويطردونهم من أماكن عملهم، ويهاجمون منازل المواطنين (الفلسطينيين) قرب المستوطنات".
وسبق أن هاجم المستوطن "يعقوب" صالح داخل أرضه واحتجزه وأقاربه، وأخضعهم لتحقيق ميداني، وسط تحذير منهم "بقتل كل شخص من قريته يفتعل مشاكل"، ويضيف صالح "أطلق يعقوب النار فعلا على عائلة من قريته متعمدا قتلها، خلال مرورها بمركبتها في بلدة حوارة القريبة، وأصاب أفرادها بجروح وكسور خطرة، وبالأمس القريب أطلق النار على مركبة مواطن آخر من القرية".
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل أحد أولئك المستوطنين المزارع الفلسطيني بلال صالح (40 عاما) من قرية الساوية، بعد مهاجمته في أرضه خلال قطف ثمار الزيتون، ويقول صالح "نحن كمجلس قروي عملنا على إنارة الشارع لحفظ أمن الناس، ونبلغ الارتباط العسكري ليمنع المستوطنين، لكن لا أحد يحرك ساكنا".
انتحال دور الشرطةوغير بعيد عن قرية عصيرة القبلية، عمد حارس مستوطنة "مجدليم" الجاثمة فوق أراضي بلدة قصرة جنوب نابلس، لنصب حاجز عسكري عند مدخل القرية، وأغلق كذلك طرقها الفرعية داخلها، ليعيق حركة الفلسطينيين وتنقلاتهم.
ويقوم حارس المستوطنة بدور شُرَطي، حيث يقوم بتفتيش المركبات ومصادرتها واحتجاز الفلسطينيين وهوياتهم الشخصية، كما يتتبع البناء الفلسطيني بمناطق "ج" ويبلغ الجهات المعنية الإسرائيلية، والتي تقوم لاحقا بإخطار أصحابها وهدمها.
ومنذ عدوانها على غزة، دفعت الحكومة الإسرائيلية بعصابات المستوطنين من "فتية التلال" و"تدفيع الثمن" وغيرهما، بعد أن زوّدتهم بالسلاح، لحماية أمن المستوطنات والطرقات التي يسير عليها المستوطنون، لكنهم تجاوزوا هذه المهمة لنصب الحواجز وإرهاب الناس للضغط عليهم وتهجيرهم.
وبينما تقدم أكثر من 250 ألف مستوطن وفق مصادر إعلامية بعد "طوفان الأقصى" للحصول على طلب رخص لحمل السلاح، تسلح أكثر من 26 ألف مستوطن فعلا، وتلقوا تدريبات مختلفة، وفق المسؤول في هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية عبد الله أبو رحمة.
لا مساءلةيقول الناشط الحقوقي مراد علي، الذي يوثق انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في جنوب نابلس إن "المستوطنين استغلوا قانون الطوارئ المعلن في الضفة الغربية واستباحوا كل شيء، فلا ضوابط ولا روابط على أفعالهم أصلا".
ويضيف "فضلا عن أن الحكومة قدمت لهم تسهيلات، أهمها أنها ألبستهم الزي العسكري، بمعنى وفرت لهم الغطاء الكامل لجرائمهم، وزودتهم بالسلاح، وأعطتهم مظلة قانونية وشرعية، فهم لا يخافون المساءلة، بل لن يجدوا من يسائلهم".
وبالرغم من أنه لا فرق بين سلوك الجنود النظاميين والمستوطنين في عدوانهم، خاصة في هذه الأوقات، فإن خطر المستوطنين كما يراه الناشط علي "يكمن بحقد دفين يظهر بممارساتهم العنيفة والإجرامية، لا سيما وأن معظمهم من خلفية أمنية وعسكرية"، أما الجنود فيهدفون من خلال الحواجز لعرقلة حركة الفلسطينيين واحتجازهم، بغرض الفحص الأمني عادة، وعليه يترتب اعتقالهم أو إخلاء سبيلهم.
ويقول الناشط علي إن حكومة الاحتلال أوعزت لكل من يستطيع حمل السلاح من المستوطنين بحمله، وإرهاب الفلسطينيين الذين فقدوا الشعور بالأمان بعد ملاحقة المستوطنين لهم بكل مكان.
ويضيف "بسبب توثيق كبير لانتهاكات المستوطنين، دعت أميركا وبعض الدول الأوروبية الحكومة الإسرائيلية لكبح جماح المستوطنين ولجم سلوكهم، لكن لا تغيير منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 66 معتقلا
قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، اليوم الاثنين، إن سلطات الاحتلال أصدرت وجددت أوامر الاعتقال الإداري بحق 66 معتقلا، بينهم الأسيرة شهد حسن من رام الله .
وأوضحا في بيان مشترك، أن الاحتلال يواصل التصعيد من جريمة الاعتقال الإداري، تحت ذريعة وجود (ملف سري)، علماً أن عدد المعتقلين الإداريين يشكل النسبة الأعلى مقارنة مع أعداد الأسرى المحكومين والموقوفين، والتي شهدت تصاعدا غير مسبوق منذ بدء الإبادة حيث يبلغ عددهم اليوم (3629).
وفيما يلي قائمة بأسماء المعتقلين الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري بين (جديدة وتجديد):
أمير حسام حسن احمد ابو سعن- مخيم نور الشمس/ 5 أشهر
حمدي محمد حمدي بدوي – نابلس / 5 أشهر
حسام عبد الهادي احمد اشتيوي – قلقيلية/ 6 أشهر
يوسف معمر صبحي ابو حاشيه- نابلس/ 4 أشهر
كريم ابراهيم حمدي ابو ماريا – بيت أمر/ 3 أشهر
مصطفى جمال عبد الله – دير الحطب / 4 أشهر
رضوان محمد زكي حمدان-يعبد/4 أشهر
عز الدين رامي سمير الحسيني-جنين/5 أشهر
ابراهيم محمد ابراهيم وزوز- صوريف/ 6 أشهر
براء ابراهيم شاكر أجرب – قبيا/ 6 أشهر
بشار احمد كمال شكوكاني– البيرة/ 4 أشهر
جعفر محمد محمود ورني- العيزرية / 6 أشهر
خالد ابراهيم نور الدين ابو تركي– الخليل/6 أشهر
يزن أيمن محمود مرعي- جنين/ 4 أشهر
ماهر اياد حمدان قريب– نابلس / 4 أشهر
محي الدين ابراهيم محمود الغنيمات/6 أشهر
محمود خالد محمد حلحولي– قبيا/ 3 أشهر
محمد منذر فخري حشاش – نابلس/ 3 أشهر
شهد ماجد عبد المجيد حسن-دير السودان/4 أشهر
رامي نايف يونس المسالمة-العيزريه/6 أشهر
عماد فادي سليم سرسك-طولكرم/3 أشهر
أحمد حسين عارف جناجرة – مخيم الفوار/ 6 أشهر
أحمد سمير محمود عودة – حوارة/3 أشهر
أحمد فلاح أحمد أبو غويل- البيرة/ 4 أشهر
حسني سمير حسني عبد العزيز – المزرعة الشرقية/6 أشهر
يوسف حاتم ابراهيم الديرية - بيت فجار/ 4 أشهر
يوسف عاكف فايز دراغمه – طوباس/ 4 أشهر
لؤي أحمد عبد الله طريج- جفتلك/ 4 أشهر
محمد عبد الله محمود لدادوة – المزرعه القبليه/6 أشهر
محمد هاني ابراهيم صومان – بيت لحم / 4 أشهر
محمد حسين حطاب ابو حيط – بيت فوريك/ 6 أشهر
محمد عبد الفتاح احمد حبيه – خربة/ 4 أشهر
محمود ابراهيم محمود مثولي- قلقيلية/ 6 أشهر
معتز محمد خليل ابو حسن- اليامون/ 6 أشهر
نافز ديب قاسم ابو عبيد – طولكرم/ 4 أشهر
نور الدين راشد محمود سعيد – اليامون/ 6 أشهر
عبد الله اياد علي ربايعه – ميثلون/ 6 أشهر
عدي عامر عدنان ياسين – طولكرم/ 4 أشهر
عدنان عبد الرحيم اسماعيل ابو شوشه – مخيم عسكر / 4 أشهر
رامي خضر محمد بشارات-طمون/6 أشهر
علاء سليمان موسى عبد ربه-يطا/6 أشهر
عز الدين جمال محمد بداد-قباطية/6 أشهر
عمر صادق محمد كميل-قباطية/3 أشهر
ابراهيم عبد الهادي اسماعيل شرحة – دورا / 6 أشهر
إياد عبد الرحمن أحمد بني عودة/ 6 أشهر
ناصر مراد جميل دار صافي- مخيم الجلزون/ 6 أشهر
سعد عيسى محمود العصافرة – بيت كاحل/ 4 أشهر
قصي انور حسن قاضي-الخليل/6 أشهر
عثمان خليل عبد القادر قطناني/نابلس/4 أشهر
انس عبد الرؤوف ابراهيم خمايسه/اليامون-4 أشهر
محمد نور احمد مصطفى السباعنه-قباطيه/3 أشهر
محمد عبد النبي مصلح مصلح/البيره/4 أشهر
براء احمد عارف العصافرة – بيت كاحل/ 6 أشهر
خليل جمال خليل حمدان – اذنا الخليل/ 4 أشهر
امير عبد الغني فوزي سوالمة-نابلس/5 أشهر
بهاء احمد محمد الصدر-طولكرم/6 أشهر
همام عمر عبد الكريم عمر-الخليل/6 أشهر
محمد عادل عفيف علاونه-قباطيه/3 أشهر
محمد فيصل دار داغر-مزارع النوباني/4 أشهر
محمود ابراهيم اسماعيل سعودي-نابلس/4 أشهر
محمود محمد علي مواس-بني نعيم/6 أشهر
مصطفى رامي مصطفى حماد-بيت لحم/4 أشهر
فوزي خالد فوزي ابو كويك-البيره/6 أشهر
تامر معتصم يوسف احمد-طولكرم/5 أشهر
احمد سلمان سليمان عرجان-الظاهرية/4 أشهر
جهاد سامر محمد ضراغمة-اريحا/6 أشهر
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأمم المتحدة: انهيار شامل لمنظومة الغذاء في غزة ثلاثة أسرى يعانون من إهمال طبي متعمد في سجن "جانوت" تمديد توقيف الصحفي ناصر اللحام وتحويله لمحكمة عوفر العسكرية الأكثر قراءة لجنة الكنيست البرلمانية تصادق على إقصاء النائب أيمن عودة صحة غزة تُصدر تقريرها المُحدّث عن أعداد الشهداء والإصابات قطر: متفائلون بالتصريحات الأميركية بشأن مساعي التوصل إلى اتفاق في غزة الاحتلال يسمح بإقامة حفل زفاف لمستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى! عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025