الوطن:
2025-07-31@16:15:26 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

«عام الأرقام القياسية فى الكوارث»، هكذا أطلق على عام 2023، الذى شارف على الانتهاء تاركاً خلفه الكثير والكثير من الأحداث الدموية والدمار، بدءاً بالفيضانات المدمّرة فى الهند واليابان وليبيا، مروراً بحرائق الغابات الواسعة فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة فى شرق أفريقيا ونيوزيلندا والبرازيل.

إذ بدأ العام بموت 160 شخصاً من البرد فى أفغانستان جراء موجة البرد التى أصابتها فى 10 يناير، حيث وصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر، فيما سجلت موجة الحر فى اليونان وفاة ما يقرب من 170 شخصاً، لكن كانت الكارثة الأكبر حينما استيقظ العالم على سلسلة الزلازل التى ضربت تركيا وسوريا والمغرب، ففى المغرب أوقع زلزال قوته 7 ريختر فى منطقة جبال الأطلس الكبير، نحو 3 آلاف قتيل وأكثر من 5500 مصاب، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.

وفى فبراير شهدت تركيا وسوريا واحداً من أسوأ الزلازل الذى خلّف أكثر من 50 ألف ضحية ودماراً واسعاً وأكثر من 25 مليون متضرّر. أما ليبيا، فشهدت وصول العاصفة «دانيال» وانهيار السدين الرئيسيين على نهر وادى درنة الصغير مما تسبّب فى انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسوراً وجرفت الكثير من المبانى مع سكانها، مما أدى إلى آلاف الضحايا و10 آلاف شخص مفقود وتشرد نحو 30 ألف شخص على الأقل، وفقاً لمسئول فى الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وضرب العالم الكثير من الأعاصير التى سجّلت أرقاماً قياسية فى القوة والقدرة على الدمار، فى الفترة بين 4 فبراير و15 مارس اجتاح الإعصار فريدى جنوب المحيط الهندى بفاعلية هى الأعلى واستمرارية هى الأطول لإعصار مدارى ليُصنّف كثالث أخطر إعصار مدارى فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1434 شخصاً، فيما تسبّب الإعصار المدارى «غابرييل» فى تدمير أجزاء من جزيرة نورث آيلاند فى نيوزيلندا، وقُدّرت أضرار هذا الإعصار بنحو 8.4 مليار دولار على الأقل، مما يجعله الإعصار الأعلى كلفة فى نصف الكرة الجنوبى.

وفى مايو، ضرب إعصار موكا ميانمار وتسبّب فى وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار، كما أسفر إعصار «بيبارجوى» عن مقتل أكثر من 12 شخصاً فى الهند خلال شهر يونيو، وفى البرازيل شهدت ولاية ريو جراندى إعصاراً فى 6 سبتمبر أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل.

كما أدّت حرائق الغابات فى الكرة الأرضية إلى كوارث طبيعية وخسائر فى الأرواح، ففى جنوب وسط تشيلى أدى حريق إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة نحو ألفى شخص، وإحراق أكثر من 800 ألف فدان من الأراضى، فيما تعرّضت اليونان فى الأسبوعين الأخيرين من يوليو إلى مضاعفة أعداد حرائق الغابات، وتسجيل البلاد أكبر عملية إجلاء بسبب المناخ شملت 30 ألف شخص فى جزيرة رودس، وفى جزيرتى إيفيا وكورفو.

وأفادت المفوضية الأوروبية بأن حرائق الغابات فى شمال شرقى اليونان أكبر ما تم تسجيله على الإطلاق فى الاتحاد الأوروبى. ووصلت حرائق الغابات إلى الوطن العربى، فاندلعت الحرائق فى لبنان وسوريا والجزائر، وشهد المغرب خلال الصيف ما بين 5 و6 حرائق يومياً، وما إن خمدت الحرائق، حتى أغرقت الفيضانات مناطق واسعة فى وسط وجنوب أوروبا خلال شهر أغسطس، فغطت السيول إسبانيا والبرتغال وسلوفينيا واليونان وتركيا، وشهدت فرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والمملكة المتحدة، ضغطاً مرتفعاً تسبّب فى موجة حارّة فى أواخر الصيف.

وفى 7 أغسطس ضربت السيول الصين، مما تسبّب فى مقتل نحو 33 شخصاً وانهيار وتضرّر أكثر من 200 ألف منزل، وسجّلت درجة الحرارة رقماً قياسياً. وفى 18 مايو انتهت قصة الغواصة السياحية «تيتان»، التى كانت فى رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة «تيتانيك» بمأساة. فقد انتهت الرحلة بانفجار الغواصة ومقتل ركابها الخمسة.

بدوره، قال الدكتور أيمن زهرى، خبير السكان ودراسات الهجرة، لـ«الوطن»، إن العالم شهد خلال 2023 كوارث إنسانية ضخمة جعلته العام الأكثر دموية فى القرن الحالى، إذ بدأ العام بأحداث طبيعية أدت إلى حراك بشرى كبير جداً، مثل زلزال تركيا وسوريا والمغرب، أو ضرب العاصفة «دانيال» لليبيا، وأحداث أخرى من صُنع البشر، وهى الحروب والنزاعات التى أدت إلى نزوح وهجرة مئات الآلاف من البشر، مشيراً إلى أن تحرك الناس مدفوعين بعوامل قهرية أو قسرية، يخلق حالات من التشرّد أو عدم التموضع.

وتحدث «زهرى» عن التغييرات الشخصية، التى تطرأ على الأشخاص بعد الهجرة، إذ يترك الشخص المكان الذى عاش وتربى فيه فجأة ليصبح فى مكان جديد فيعامل كمشرد أو لاجئ، وهو ما يجعل الأمر مدفوعاً بالخوف، وبالتالى تكون لديه صعوبات فى ما يخص الانتماء والشعور بالغضب والحنين إلى وطنه الذى حوّله لمشرد، إضافة إلى تنامى الشوفينية الوطنية فى البلاد التى يقيم فيها اللاجئون وتنامى التيارات اليمينية التى تدعو إلى لفظ المهاجرين واللاجئين، وهو ما ظهر بشدة فى أوروبا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية حرائق الغابات أکثر من

إقرأ أيضاً:

غزال الطائف.. رشاقة الطبيعة ونشاط السياحة

يُعدّ وادي ذي غزال في مركز الشفا بالطائف مزيجًا متكاملاً من الطبيعة الساحرة والخدمات السياحية المميزة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لقضاء عطلة هادئة مليئة بالمغامرة والاستجمام بين أجواء ثقافة الطبيعة المحلية، وقُربه النسبي من مرافق ترفيهية وأماكن ألعاب للأطفال.

ويمتاز الوادي بتضاريسه الجبلية المتنوعة التي تحيط بالممرات المائية من الصخور الكبيرة، والنباتات الجبلية، والمساحات الخضراء التي تكسو جناباته، ومزارع الورد الشهيرة ومزارع عسل النحل، مما يجعله محطة بارزة لعشاق الطبيعة والثقافة المحلية.

وأوضح لوكالة الأنباء السعودية "واس" المرشد السياحي في مركز الشفا حميد السفياني، أن وادي غزال يقع على بُعد نحو 5 كيلومترات قبل مركز الشفا الرئيس، ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر طريق جبلي مزيّن بأكشاك بائعات ورد الطائف والفاكهة، إذ يوفر موقعه الإستراتيجي تجربة التنزه وسط الطبيعة، والمشي على الصخور والتخييم على ضفاف المياه وكذلك الإطلالات الجبلية المتنوعة والمسطحات الخضراء والشلالات المؤقتة التي تظهر بعد الأمطار، مؤكدًا أن الوادي بمثابة لوحة طبيعية خلابة تجمع الصخور الصمّاء والمياه المتدفقة والنباتات الموسمية الخضراء.
من جانبه تحدث المهتم في الموروث الثقافي الجبلي خالد الوقداني، أن وادي غزال يمتاز ببيئة ثقافية تمزج بين الطبيعة الجبلية والهوية التراثية للمنطقة، مما يمنح الزائر تجربة ثقافية أصيلة تعكس عمق الطائف بصفتها مركزًا حضاريًا وسياحيًا في المملكة، مشيرًا إلى أن فاكهة الوادي ومزارعه هي مهرجان زراعي بحد ذاته، حيث تنتشر في محيط الوادي مزارع الورد الطائفي، التي تُعد من رموز الطائف الثقافية والاقتصادية، ويُقام لها مهرجان سنوي يُجذب آلاف الزوار، كما يضفي وجود مزارع العنب والتين والرمان نمطًا جذابًا لأنماط الزراعة التقليدية في المرتفعات، بالإضافة إلى ثقافة العسل والنحل، حيث يحتوي محيط الوادي على خلايا نحل تقليدية لإنتاج عسل الشفا الشهير، ويُسوّق في الأسواق المحلية والمهرجانات الموسمية؛ فهو جزء من الهوية الغذائية للمنطقة، ويُقدَّم للضيوف في المناسبات الاجتماعية.

الطائفالسياحةالطبيعةوادي ذي غزالقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • البرتغال وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات
  • حكم بزراعة الأشجار على المتسببين في حرائق الغابات في بورصة
  • الحماية المدنية: إخماد حرائق الغابات، الأدغال والأحراش عبر 7 ولايات
  • صور | وسط أحوال جوية صعبة.. البرتغال وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات
  • رسالة الموساد إلى تركيا عبر حرائق الغابات
  • حرائق الغابات والعواصف والزلازل تكبد العالم أضرارا بقيمة 131 مليار دولار خلال نصف 2025
  • من كلكتا إلى نوبل.. طاغور شاعر الطبيعة والحزن وفيلسوف الحياة
  • تونس تستنفر طاقاتها لإخماد الحرائق المستمرة لليوم الثالث.. موجة حر ورياح قوية تُعقّد جهود السيطرة
  • قرار عاجل من ولايتي إسطنبول ويالوفا: حظر استخدام وبيع الألعاب النارية
  • غزال الطائف.. رشاقة الطبيعة ونشاط السياحة