مواطنون: أقل واجب نقدمه لإخواننا الفلسطينيين مقاطعة المنتجات الأمريكية الإسرائيلية تُجّار: المقاطعة زادت من الإقبال على المنتجات الوطنية مراقبون: قرار بحظر استيراد منتجات الكيان ومن يتعامل معهم حصار اقتصادي آخر للعدو

كنتيجة طبيعية وأقل واجب ديني وإنساني، نفذت الأسر اليمنية حملة مقاطعة واسعة لكل المنتجات الامريكية والاسرائيلية واستبدلتها بمنتجات محلية الصنع أو منتجات لم تشارك بلدانها في الحرب العدوانية على غزة، في مشهد يتضح من خلاله جلياً مدى الوعي المجتمعي بتفعيل كافة الوسائل الممكنة للضغط على العدو الصهيوني لوقف آلته الحربية عن قتل الأبرياء في فلسطين المحتلة.

.
رجال ونساء وأطفال اليمن متى ما دعو للنصرة لبوا النداء كلاً في مجاله وميدانه..

الثورة / أسماء البزاز

“الثورة” نزلت لعدد من المحلات التجارية والتقت بعدد من أصحابها.
محمد الضيفي صاحب أحد المحلات التجارية المورّدة قال: صار المواطنون عندما يشترون أي مواد أو سلع غذائية يبحثون عن البلد المنتج لها فإذا وجدوا أن منشأها.
مرتبط بدول العدوان على غزة يُعرضون عن شرائها ويبحثون عن البديل وقال الضيفي: ونحن بدورنا كتجار وبعد معرفتنا بأسماء تلك الشركات المرتبطة بالكيان الصهيوني قاطعنا استيراد كافة منتجاتها كأقل واجب نقدمه لإخواننا المستضعفين في غزة وكواجب ديني وإنساني أمام تلك المجازر البشعة التي من هولها لا نتحمل مشاهدتها في ظل صمت عالمي مخزي .
يوافقه في الرأي علي عامر – تاجر تجزئة، مضيفا إلى حديثه أنه: من العار علينا أن نرى تلك الوحشية الاسرائيلية بحق الأبرياء ونسكت ولا نحرك ساكنا. قواتنا العسكرية قامت بدورها ونحن كمواطنين وتجار علينا أن نقوم بالمقاطعة لتلك المنتجات المشمولة بالمقاطعة ولا نشارك في قتل أطفال وأبناء فلسطين كأقل واجب.
وأضاف: إن المواطنين ينفذون حملة المقاطعة بوعي وإيمان ويقولون لو يوزعوا تلك المنتجات ببلاش لأحرقناها .
وعي وبصيرة
الناشط والاعلامي الحسين عبدالكريم السقاف أوضح بأن ما يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني الصامد من جرائم وحرب إبادة جماعية ممنهجة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب كان له أثر بالغ في نفوس كافة أبناء الشعب اليمني دفعهم كشعب وقيادة إيمانية حكيمة إلى النفير والهبة القوية لمساندة أبناء الشعب الفلسطيني، بالفعل المباشر وخوض معركة عسكرية وتفعيل معادلة البحر الأحمر، أو الفعل غير المباشرة من خلال المقاطعة الاقتصادية.
وبيّن السقاف أن المقاطعة الاقتصادية سلاح مهم، وأن اليمنيين كانوا سباقين لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها.
وقال: تعتبر المقاطعة سلاح مؤثر جدا لا يقل عن تأثير السلاح العسكري وعندما لا نقاطع فنحن ندعم الشركات الأمريكية والاسرائيلية التي تدعم آلة القتل الصهيونية، وعندما وجّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، بالمقاطعة وبعمل حملة إعلامية كبيرة لتوعية المجتمع بأهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والاسرائيلية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب، لاقت هذا الدعوة استجابة كبيرة من قبل كافة أبناء الشعب اليمني كما نفذت الجهات المعنية في وزارة الصناعة والتجارة قرارات حازمة بمنع تداول جميع السلع والبضائع التي تتبع الشركات الامريكية التي هي أساسا شركات إسرائيلية.
وتابع السقاف: نشاهد اليوم الكثير من المنتجات التي تتبع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني مكدسة في كل مكان تقريبا وهذا يعكس موقف الأسرة اليمنية الحازم والتزامها بالمقاطعة نصرة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المدن الفلسطينية.
حرص المواطنين
وفاء الكبسي – مواطنة قالت: مستحيل أن نشتري تلك المنتجات التي هي أسلحة في صدر إخواننا في فلسطين المحتلة وقالت: ما يحدث في غزة من دمار ومجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية وحصار خانق هي حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان تقشعر لها الأبدان، ولابد لنا جميعًا كمسلمين من وقفة جادة نرضي بها ربنا أولًا؛ لأن قضية فلسطين بالنسبة لنا كمسلمين هي قضية عقائدية دينية في المقام الأول قبل أن تكون مسؤولية أخلاقية وإنسانية.
وأوضحت الكبسي أن المقاطعة الاقتصادية سلاح وموقف إيماني جهادي له أهميته الكبرى باعتباره سلاح مؤثر فاعل وموقف قوي، كما أن هذا الموقف شكل من أشكال المقاومة؛ لأن هذه المنتجات والبضائع تمثل الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني لقتل الشعب الفلسطيني، ويعتبر سلاحاً فعالاً يجب أن يتبناه شرفاء العرب والعالم من الأحرار، فبمقاطعتنا نستطيع أن نقطع شريان الحياة عن الاحتلال الصهيوني.
ونسرّع في زواله ونكبد أعداء الأمة خسائر اقتصادية كبرى، وهذا ما حدث اليوم بفضل تكاتف الملايين من الأحرار في العالم مسلمين وغير مسلمين في حملة المقاطعة الواسعة التي آتت أُكلها.
مختلف المحافظات
من جانبها بيّنت صفاء الشامي المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية الثقافية العامة لجميع المحافظات: أن هناك وعي كبير لدى الأسر اليمنية بالثقافة القرآنية وأصبح هذا الوعي يتنامى ويتزايد بفضل الله ثم بجهود العاملات في الهيئة في 14 محافظة حرة عبر برامجها الثقافية (مدارس الكوثر القرآنية وبرنامج الفرقان الثقافي) التي تستهدف كل فئات المجتمع النسائية، مقدمة الحقائق والبصائر والنور من كتاب الله وعترة نبيه الكريم والوعي المواكب لكل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإسلامية والعالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان على أهلنا في غزة العزة والضفة الغربية وقالت الشامي: المقاطعة خطوة متاحة للجميع واعتبرتها الأسر اليمنية أقل واجب تقوم به مقابل المجازر والعدوان الوحشي ضد أطفال ونساء غزة، وهو واجب يطلق من الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
وأشارت الشامي الى التأثير الإيجابي للمقاطعة في تنمية الاقتصاد المحلي بإنتاج بدائل محلية وتشجع الترويج للمنتجات الوطنية.
تحركات شعبية
الناشط والاعلامي يحيى الرازحي بيّن أنه منذ أن انطلقت المسيرة القرآنية من جبال مران في صعدة وهي تحمل مشروع العداء والمقاطعة لأمريكا وإسرائيل وهذا ما أكد عليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في (ملزمة الشعار سلاح وموقف المقاطعة الاقتصادية) والذي أكد على ضرورة اهتمام الأسر اليمنية بموضوع المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية بقدر الاستطاعة وقال الرازحي: أن المقاطعة مؤثرة جداً وحتى وأن كانت بسيطة أو لمنطقة واحدة فقط ، ومن المهم التأكيد على ألا يتأثر المواطن بمن حوله ممن لا يرفض المقاطعة خصوصا في بعض الدول العربية التي تعتمد في منتجاتها على المنتج الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.. فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعوا، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية التي تقاطع .
وأضاف: منذ بداية العدوان الصهيوأمريكي على غزة في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعالت دعوات المقاطعة وحققت رواجا كبيرا بين الأسر اليمنية، وشملت حملات المقاطعة جهودا شعبية للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني، ورافق تلك الحملات تحركات سريعة ونداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتها تحقق نجاحا شعبيا غير مسبوق، لدرجة أن تلك المنتجات بدأت في الاختفاء من الأسواق .
قرار حكومي
هذا وكانت وزارة الصناعة والتجارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها قد دشنت حملة التعبئة والاستنفار لإسناد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، بتنفيذ إجراءات المقاطعة وتفعيل جبهة المقاطعة الاقتصادية في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكد وزير الصناعة والتجارة في تصريح سابق له أن الوزارة مضت في رفع سلاح المقاطعة للبضائع الامريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، لافتا إلى أن القرارات دخلت حيّز التنفيذ، مثمنا تعاون القطاع الخاص في تنفيذ القرارات، وأشاد بالتفاعل الشعبي مع قرارات المقاطعة، مبينا أن ذلك يجسد الموقف اليمني الغيور والمشرف على دينه ومقدساته.
تأثيرات اقتصادية
ويتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لانهيارات بتأثيرات المقاطعة، ويقول خبراء إن
الاقتصاد الصهيوني يمر بأكبر أزماته، ويؤكد خبراء أن حركة المقاطعة أظهرت الاقتصاد الصهيوني هشا بشكل غير مسبوق وتقول «حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي إس)، حركة فلسطينية عالمية، إن «المقاطعة التي يقوم بها المستهلكون أجبرت الكثير من المحال التجارية على مستوى العالم، على التخلي عن بيع منتجات إسرائيلية معينة».
ولفتت الحركة إلى أن «جميع الشركات الإسرائيلية متورطة بطريقة أو بأخرى في نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي»، على حد وصفها، وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن «المقاطعة هي إحدى وسائل المقاومة الفلسطينية الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين».

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الـتأطير والمقاطعة

#الـتأطير و #المقاطعة
م. #أنس_معابرة

تعالى النباح في الآونة الأخيرة المُهاجم للمقاطعة التي يخوضها الغيورون على هذه الأمة، أولئك الذين يرفضون التعامل مع شركات ومؤسسات ودول تدعم الاحتلال وجيشها الذي يقتل الأطفال والمدنيين، حتى لو كان ذلك عبر شراء علبة من مشروب غازي، أو مسحوق تجميل.

المهاجمون للمقاطعة مدعومون بلا شك، إما من المؤسسات والشركات التي تضررت جراء المقاطعة، وقاربت على اعلان افلاسها واغلاق فروعها، وخسرت الجزء الأكبر من قيمة أسهمها في أسواق التداول، أو هم مدعومون برغبات وأهواء شخصية بعد أن “تضررت مصالحهم” كما يدّعون، وكأنهم لا ينتمون لهذه الأمة، ويعيشون بمعزل عن المصائب التي يسوقها الاحتلال ومعاونيه.

وقد يكونون من الذباب الالكتروني الذي يعمل لصالح الاحتلال، ويحاول الإشارة إلى عدم جدوى المقاطعة، وكأن الناس اليوم لا يتابعون أسواق الأسهم، ولا يرون أفرع الشركات التي تدعم الاحتلال وهي خاوية على عروشها.

مقالات ذات صلة أسرار البحتري 2024/06/10

لقد آتت المقاطعة أُكلها رغم أنوفهم، ونرى بأعيننا ما يمكن أن يفعله الشعب الواعي، الذي يعلم مصلحته جيداً، ويرفض الانسياق وراء الإعلانات والعروض والخصومات المغرية، وسيترك تلك البضاعة لتكسد وتصدأ، ولن تجد من يلتفت اليها.

ويستخدم المهاجمون للمقاطعة اليوم أسلوب التأطير، والتأطير مصطلح يشير الى حالة تأطير للمعلومات، أو وضعها في إطار بحيث يُؤثر الإطار على طريقة تعامل الافراد مع المعلومة رغم عدم تغير مضمونها.

وعادة ما يسخر هؤلاء من المقاطعة، ويدعون المقاطعين إلى التخلي عن الملابس أو السيارات، أو التوقف عن استلام حوالات المغتربين، غيرها من المنتجات الغربية إذا كانوا مقاطعين.

لهؤلاء نقول: نعم نحن مقاطعون، وقد نستخدم بعض الأدوات والمنتجات الغربية، ولكننا نحاول أن نقتصر في ذلك على الأدوات الضرورية التي ليس لها بديل حالياً، ومتى ما وجدنا بديلاً عنها سنتركها إلى غير رجعة، ولن نعود لها حتى بعد نهاية الحرب.

لن أخسر شيئاً حينما اقاطع وجبة طعام لمطعم يفتخر بدعمه للاحتلال، ولن أخسر شيئاً عندما أترك علبة المشروب الغازي لتصدأ في مستودعات الشركة الوقحة التي تكابر وتتحدى المقاطعين، ولكنني سأكسب ديني وعروبتي وكرامتي وانسانيتي.

لقد وضع دانتي وصفاً للجحيم، فكان على شكل طبقات، وعندما سئل عن طبيعة الأشخاص الذين يقبعون في قعر الجحيم فأجاب: “هم هؤلاء الذين لا يتخذون موقفاً في الأزمات الأخلاقية”، ولا يوجد أزمة في الأخلاق والضمير كالتي يعيشها العالم اليوم، وعدم اتخاذك لموقف يتناسب مع حجم الجرائم التي يقوم بها الاحتلال هو غياب للضمير، وفقد للإنسانية، وتخل عن المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • رئيس مقاطعة بفاس يطلق إسم والده على شارع مكان يوسف بن تاشفين
  • إشادة واسعة بالإنجاز الأمني الكبير في كشف شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية
  • الـتأطير والمقاطعة
  • التصعيد الأمريكي الانتقامي في مواجهة تحذيرات القيادة اليمنية.. لن نظل مكتوفي الأيدي
  • سخط عالمي على مجزرة العدو الصهيوني بحق المدنيين في النصيرات
  • الشعب اليمني يطور الـقدرات ويصعد العمليات
  • وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في عين الحلوة
  • استهداف المدمرة البريطانية “دايموند”.. تطور نوعي في مسار المرحلة الرابعة من التصعيد
  • لجنة المرأة بـ«الصحفيين» تتضامن مع قصواء الخلالي: ندين الإرهاب الإسرائيلي
  • اعتراف صهيوني لأول مرة بوصول العمليات اليمنية إلى البحر المتوسط