بوابة الوفد:
2025-12-14@02:14:29 GMT

أحفاد مانديلا

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

هؤلاء هم أحفاد مانديلا.. يكتبون التاريخ بوقفتهم الشجاعة أمام محكمة العدل الدولية يفضحون جرائم العدو الصهيونى.. تقدم أحفاد مانديلا لمقاضاة  العدو الصهيونى أمام المحكمة، بتهمة  الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة وهم يعلمون أن هذا يعنى تعرضهم  للنيران من كل مكان؛ إسرائيل وحلفائها فى الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها.

من حق أحفاد مانديلا الذين صالوا وجالوا أمام المحكمة دفاعا عن الحق أن يلتقطوا صورة تذكارية أمام مقر المحكمة بعد نهاية جلسات اليوم الأول.. من حقهم أن يسجلوا هذه الساعات فى سجل التاريخ.. من حقهم أن يفخروا بما فعلوا وما سيفعلون.

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بما فعلوا ولما لا.. فهم الذين أجبروا مجرم الحرب نتنياهو على التراجع والتخلى عن حديث العنجهية وأخذ يولول ويقول: «صراخ جنوب أفريقيا يصل إلى عنان السماء.. رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب».. هذا حدث مع الساعات الأولى لبدء المحاكمة.. ليس هذا فحسب بل تراجع عن تصريحاته السابقة بإبادة غزة وتهجير شعبها وإعادة احتلالها وتولى مقاليد السلطة فيها فقد قال نصا: «أريد أن أوضح بعض النقاط بشكل واضح: ليس لدى إسرائيل أى نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين».

صحيح أنه يراوغ ويكذب كما يتنفس.. إلا أننا أمام لهجة جديدة لم نتعود عليها من هذا المجرم وأعضاء حكومته.. لهجة فرضها عليه أحفاد مانديلا بقوة وعزم وثبات.

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا لكونها المرة الأولى التى تجرى فيها محاكمة الدولة اليهودية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، والتى تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية فى ضوء الوقائع التى ارتكبت ضد الشعب اليهودى خلال «الهولوكست».

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بعد أن نالوا من أمريكا وكشفوا القناع عن الدبلوماسية الأمريكية التى كانت تحاول أن تعالج الحرب بعبارات مطاطة.. فقد أجبرت المحاكمة وزير الخارجية الأمريكى بلينكن على التخلى عن الدبلوماسية والحديث عن عدم وجود أساس للدعوى.. انكشف بلينكن أمام العالم فلا أحد يعلم عن أى أساس يبحث.. ألا يكفيه المجاز والمذابح والإبادة الجماعية والقتل والخراب والدمار وتهجير الشعب وتحويل غزة إلى مقبرة لما يقرب من 30 ألف طفل وامرأة؟ عن أى أساس يبحث بلينكن.. ألا يكفيه ضرب المستشفيات ودفن المرضى أحياء ومنع الماء والغذاء ومواد الطاقة عن أكثر من 2 مليون من أبناء غزة؟ ألا يكفيه صور الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء التى نراها على الهواء مباشرة وقت حدوثها؟

ألم تحرك هذه الجرائم وعمليات الإبادة لشعب أعزل ضمير بلينكن كإنسان.. ألا يرى بلينكن أن كل عمليات الإبادة التى دخلت يومها المائة لا تستحق أن تكون أساسا لرفع الدعوى ضد الكيان الصهيونى؟

إنه يوم الفخر يا أحفاد مانديلا.. وكنا نتمنى أن تكون الجامعة العربية معكم.. لكن كما قال أمينها العام بأنه غير مسموح لها بذلك.. لكن قلوبنا معكم.. نشد على أيديكم.. نفخر بكم.. سيروا قاماتكم مرفوعة.. هاماتكم عالية.. تكتبون التاريخ.. ولما لا فأنتم خير خلف لخير سلف.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة حب أحفاد مانديلا يكتبون التاريخ محكمة العدل الدولية محكمة أوروبا

إقرأ أيضاً:

«الخلية»

لم يكن فيلم «الخلية» مجرد عمل سينمائى عن الإرهاب الأسود وقوى الظلام التى حاولت العبث بأمن المصريين، بل كان مرآة تعكس كيف تُحاك المؤامرات فى الخفاء، وكيف تُدار الخطط لاستهداف مفاصل الوطن الحيوية.. وفى النهاية يسدل الستار بالقضاء على التنظيم المتطرف.
ما لا يعرفه الكثيرون أن نسخة أخرى من «الخلية» تُعرض يوميًا، ولكن على شاشة البورصة المصرية.. السيناريو ذاته، لكن المشاهد مختلفة، والأبطال -أو بالأحرى الضحايا- مختلفون تمامًا.
على مدار سنوات، نشأت فى السوق «خلية»، مجموعة من الأفراد الذين ظلّوا يتحركون داخل المشهد بلا انقطاع، مُتقنين فنون التلاعب بالسوق كخبراء فى لعبة «الثلاث ورقات»، هؤلاء لا يكتفون بتحريك الأسعار، بل يصنعون حول الأسهم هالة من الوهم؛ يوهمون صغار المستثمرين بأن وراء الصعود أخبارًا جوهرية واعدة، بينما الحقيقة لا تتجاوز كونها مخططات ممنهجة لرفع أسعار أسهم لشركات يطاردها العجز والديون، وتخيم على ميزانياتها علامات استفهام عديدة.
لكى يُربكوا الجهات الرقابية، يتنقل أفراد الخلية بين أكواد مختلفة، ويوزعون عملياتهم بحرفية تبدو كما لو أنها تداولات طبيعية، ومع كل صعود صاروخى لسهم متهالك، تتصاعد الشكوك.. ما طبيعة علاقة هؤلاء المتلاعبين بهذه الشركات؟.. ومن المستفيد الحقيقى من كل خطوة محسوبة بينهم؟.. ولماذا ينجحون دائمًا فى تنفيذ خططهم بينما يتضرر صغار المستثمرين فى كل مرة؟
تساؤلات كثيرة دفعت الجهات الرقابية إلى تغيير استراتيجيتها.. فقد بدأت حملات تفتيش واسعة على شركات عدة، كشفت خلالها مخالفات بالجملة، وأصدرت قرارات رادعة بحقها.. وهذه خطوة لا يمكن إلا الوقوف أمامها باحترام، فهى محاولة جادة لتنظيف السوق من شركات استمرارها يمثل خطرًا على استقرار البورصة وعلى مدخرات المستثمرين البسطاء.
الأخطر من الشركات هم المتلاعبون أنفسهم.. تلك الأسماء التى تتكرر فى كل ملف، وتظهر فى كل قضية، وتطاردها مخالفات لا تُعد ولا تُحصى.. هؤلاء يمثلون «الجذور السامة» التى يجب اقتلاعها، لأن وجودهم هو الخطر الحقيقى الذى ينخر فى جسد السوق ويهدد ثقة المستثمرين.. وهو دور الجهات الرقابية.. فلم تعد مصمصة الشفاه تجدى.. وعليها الضرب بيد من حديد ضد هذه الأسماء، فالمشهد بات مضحكا للغاية، إذا ما أرادت استقرار التعاملات، وحماية السوق وأموال المستثمرين.

مقالات مشابهة

  • «الخلية»
  • لم يسمع نصيحتى!
  • مصر للطيران... احترافية بلا ضجيج
  • دفتر أحوال وطن "353"
  • عن فيلم أم كلثوم!
  • «فخ» كأس العرب
  • شموعى التى لا تنطفئ
  • روشتة التصدى للشائعات
  • إعادة على جميع المقاعد فى الدائرة الثالثة بالفيوم
  • محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال