تسير الحياة السياسية فى إسرائيل، بعد أكثر من 100 يوم على الحرب فى قطاع غزة، نحو تحولات فى الأفكار والشخصيات السياسية والانتماءات، وفُرضت أزمة قيادة للبحث عن شخص يسعى لإنهاء فصل الحرب والتفكير فى كيفية الخروج من أهوالها، ما دفع المجتمع الإسرائيلى لتسمية آخرين فى منصب رئاسة الوزراء، بدلاً من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالى، المتشبث بمنصبه لإنقاذ حكومته، بالبحث عن انتصار زائف يبرر به الفشل الأمنى لإسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر الماضى.

«ليمور»: رئيس الأركان وكبار قادة الجيش و«الشاباك» سيعودون إلى منازلهم بنهاية الحرب

الصحفى الإسرائيلى يوآف ليمور، قال إن ثقافة «الأنا» تهيمن على النظام السياسى الإسرائيلى برمته، فالجميع يهتمون بأنفسهم فقط دون تقديم أى إجابة للصعوبات الهائلة التى نشأت فى إسرائيل فى الصحة والتعليم والزراعة بعد هجوم 7 أكتوبر، والحرب التى تلته فى قطاع غزة، مشيراً إلى أن الأمور يجرى إضعافها بدلاً من تقويتها، ونتيجة لذلك، فإن المجتمع الإسرائيلى الذى يعانى من وطأة الضرر سيتحرك بعيداً عن السياسيين الحاليين، فور انتهاء الحرب وإسقاط الحكومة.

وأكد «ليمور»، فى تحليل نشرته صحيفة «يسرائيل هايوم»، الاثنين الماضى، أن ثقافة «الأنا» تحكم كل شىء فى الحياة السياسية فى إسرائيل، وقال: «قليلون، إن وجدوا، يضعون الحاجة المجتمعية أولاً أمام أعينهم»، مضيفاً أن هناك من القادة، سياسيين وعسكريين، من سيسلم ويرحل، وهناك من سيتمسك بالكرسى بعد الحرب». وأوضح أن رئيس الأركان سيعود إلى منزله فى نهاية الحرب، وكذلك سيعود كبار قادة الجيش و«الشاباك»، سيحيون العلم ويغادرون، فيما سيستمر السياسيون فى التمسك بالكرسى، حتى لو احترقت إسرائيل، مؤكداً أنه منذ أحداث 7 أكتوبر، لا شىء مما يفعلونه يشير إلى أنهم تعلموا الدرس.

وقال الكاتب الإسرائيلى، يوسى كلاين، إن «نتنياهو» يبحث عن انتصار يقدمه للمجتمع الإسرائيلى يغطى ويستر فشله هو وحكومته مما حدث فى 7 أكتوبر، الأمر نفسه أكده الكاتب يوسى فيرتر، الذى قال إن نتنياهو يخوض «حربه الخاصة لإنقاذ سمعته والبقاء فى السلطة»، وأضاف فى تحليل نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الجمعة الماضى، أن «نتنياهو» لم يعد رجل الدفاع أو الدبلوماسية أو الاقتصاد، بل مجرد «رجل الفشل متعدد التخصصات».

«يديعوت أحرونوت»: «واشنطن» قد تجبر «تل أبيب» على وقف العملية العسكرية والعودة إلى المفاوضات

وقال د. محمد اليمنى، أستاذ العلاقات الدولية، إن دولة الاحتلال لم تحقق انتصارات عسكرية تذكر سوى تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين والأطفال، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن الانضباط لا يزال سائداً عند مقاتلى الفصائل الفلسطينية، فعلى الرغم من مقتل ثلثهم لا يزال معظم قادتهم على قيد الحياة ولم ينكسروا.

وأضاف: الصراع بين وزراء حكومة الحرب أصبح فى أوج شدته، حتى إن الأخبار والتقارير تؤكد أنهم يتبادلون الإهانات، لا سيما «نتنياهو»، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وهو ما ظهر بوضوح فى المؤتمرات الصحفية الأخيرة، إذ انسحب الأخير من المؤتمر بسبب رفض حضور مساعده، كما أن التصريحات المتطرفة لبعض الوزراء، منهم وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، والتى تتعلق بتسليح المستوطنين وتهجير الفلسطينيين، جعل «تل أبيب» فى موقف محرج عالمياً، حتى إنه تم استدعاء السفير الإسرائيلى فى الولايات المتحدة لاستجوابه فى الكونجرس بسبب تصريحات بن غفير.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه فضلاً عن الأضرار الاقتصادية، فإن هناك أزمة جديدة خلفتها الفصائل الفلسطينية فى تل أبيب وهى انقلاب الرأى العام العالمى على إسرائيل، فعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يدعم إسرائيل منذ اليوم الأول فى حربها، فإنها أصبحت تواجه تحديات جديدة، لاسيما مع تصاعد غضب الشعوب العربية، ما يجعل الولايات المتحدة قد تحتاج إلى إحراز تقدم مع الفلسطينيين من أجل إرضاء الدول العربية.

وقد تجبر «تل أبيب» على وقف العملية العسكرية والعودة إلى السياسة، والترويج لحل الدولتين، فضلاً عن تضاؤل الدعم العالمى لإسرائيل حيث ترتفع معدلات معاداة السامية بشكل كبير، على حد وصف الصحيفة العبرية، حيث تسببت المنظمات التى وصفتها الصحيفة أيضاً بأنها متطرفة وأنصار القضية الفلسطينية، فى نشر خطاب الكراهية تجاه إسرائيل واليهود فى العديد من المدن حول العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل تل أبیب

إقرأ أيضاً:

متظاهرون يقتحمون مقر حزب الليكود في تل أبيب

اقتحم عشرات المتظاهرين الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، مقر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- احتجاجا على عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الشرطة اعتقلت 30 متظاهرا ممن اقتحموا المقر الذي يقع في الطابق الـ11 من المبنى المسمى "قلعة زئيف" في تل أبيب.

وأضافت القناة أن الشرطة حاولت إخراج نحو 100 متظاهر اعتصموا داخل المقر وقالوا إن احتجاجهم ليس عنيفا وإنهم سيبقون لمدة 600 دقيقة في احتجاج رمزي على مرور 600 يوم على الحرب وبقاء الأسرى الإسرائيليين في غزة.

خلال تظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى..

مستوطنون يقتحمون مقر حزب "الليكود" في "تل أبيب"، وشرطة الاحتلال تقمعهم. pic.twitter.com/KpaVuJxRR5

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 28, 2025

وأظهرت صور ومقاطع فيديو عناصر الشرطة الإسرائيلية وهم يحاولون تفريق المتظاهرين بالقوة، بينما ربط بعض المحتجين أيديهم بالدرج أمام المقر.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المتظاهرين طالبوا نتنياهو بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى.

إعلان

وفي الخارج، نظم مئات المتظاهرين اعتصاما وأغلقوا الشوارع المجاورة للمبنى، وارتدى بعضهم أقنعة على صورة نتنياهو وعدد من وزرائه وملابس برتقالية على غرار ما يرتديه المحكومون بالإعدام.

وقالت صحيفة هآرتس إن عشرات المتظاهرين أغلقوا شارع الملك جورج في تل أبيب خلال مسيرة باتجاه "ساحة المختطفين".

وبعد مرور 600 يوم على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 54 ألف شخص، قرابة ثلثهم من الأطفال، لا يزال نتنياهو يتمسك بموقفه الرافض لوقف الحرب ويقول إنه يسعى لتنفيذ خطط للسيطرة على القطاع بالكامل.

ويواجه نتنياهو اتهامات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته من أجل تحقيق مصالحه الشخصية ولا سيما البقاء في السلطة.

مقالات مشابهة

  • متظاهرون يقتحمون مقر حزب الليكود في تل أبيب
  • المتظاهرون يقتحمون قلعة نتنياهو.. الغضب ينفجر في تل أبيب بعد 600 يوم من الحرب على غزة
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تواصل استفزاز العرب ومخططاتها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية لن تمر
  • مسقط.. غروندبرغ يبحث مع مسؤولين إيرانيين وعمانيين وقف العمليات العدائية بين واشنطن والحوثيين
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة تغلق طريقا بتل أبيب للمطالبة بإعادة ذويهم
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي في مرمى صواريخ الحوثيين
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي تحت مرمى صواريخ الحوثيين
  • الجيش يتحرك لإزالة الساتر الترابي الإسرائيلي في ميس الجبل
  • الأسلحة الصينية تُقلق تل أبيب: مخاوف من تراجع التفوق الجوي الإسرائيلي أمام مصر
  • صحيفة تكشف خطة نتنياهو السرية للعبور بحكومته حتى عطلة الكنيست بعد شهرين