صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-28@23:44:57 GMT

حيز التنفيذ!!

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

حيز التنفيذ!!

صباح محمد الحسن تحدثنا بالأمس أن اللافتة التي وضعتها الخارجية السودانية والتي تؤكد أن الطريق مغلق أمام الحل السياسي للأزمة السودانية عندما أوقفت التعاون مع الإيغاد، هو قرار لايساوي الحبر الذي كتب به، لمعرفة الوساطة أن قرارات الحكومة السودانية تعبر عن وجهة نظر النظام البائد والتي لابد أن تكون ضد وقف الحرب لأنه يتعارض مع رغبة قياداتها التي تدير المعارك.

لذلك وبعد (٢٤ساعة) فقط أعلن الإتحاد الإفريقي، عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى معنية بالسودان، وقال في بيانه عبر منصة “إكس” إن رئيس مفوضيته، موسى فكي، عيّن 3 شخصيات إفريقية بارزة كأعضاء في لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان برئاسة محمد بن شمباس، الممثل السامي للاتحاد لإسكات السلاح، وستعمل اللجنة مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين وجميع القوات المدنية والأطراف العسكرية المتحاربة والجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية بما في ذلك الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لضمان عملية شاملة نحو الإستعادة السريعة لحكومة السودان والسلام والنظام الدستوري والاستقرار في السودان. والوساطة الإقليمية الدولية أرادت بهذه الخطوة ان تقول أن مسيرة قطار الحل لاتتوقف عند محطة الخارجية، وأن القطار المسرع نحو الحل لايحتمل حتى النظر لمثل هذه اللافتات، لذلك قال بيان الإتحاد الأفريقي (أن التعيين يدخل حيز التنفيذ على الفور)، إذن لا وقت لمماطلة الخارجية وما تمارسه من (حرد) ولا قيمة ووزن لما تحدده من مواقف وإصرار الوساطة على تنفيذ رغبتها في الحل يكشفه إعلان الإتحاد عن اللجنة قبل يوم واحد من عقد “إيغاد” قمة طارئة في كمبالا الأوغندية لبحث الأزمة السودانية. وأهم ماجاء في البيان انه إشتمل على عدة نقاط جوهرية تحمل رسائل مباشرة لوزارة الخارجية التي يجب عليها قراءة البيان أكثر من مرة. أولها: أن البيان وضع الممثل السامي للاتحاد لإسكات السلاح محمد بن شمباس، رئيسا وهذه رسالة واضحة تعني ان قرار وقف الحرب بالحوار قرار لارجعه فيه. ثانيها : وأهمها أن اللجنة ستعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية بما في ذلك الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والأمم المتحدة، مما يعني أن الخارجية السودانية لن تستطيع إبعاد المنظمة من غرفة الحل. وثالثها : أن البيان تقدم أكثر من خطوة وقف النار وقال إن اللجنة تعمل لضمان الإستعادة السريعة لحكومة السودان والسلام والنظام الدستوري والإستقرار في السودان وإستعادة حكومة السلام، مما يعني العمل الجاد من أجل زوال حكومة الحرب المدمرة للبلاد وَالمعرقلة لعملية السلام أي أن اللجنة لايتوقف عملها في عملية إسكات السلاح وإنما إسكات صوت الخارجية فما افصحت عنه لجنة الاتحاد الأفريقي أخطر على الخارجية مما دعت اليه إيغاد التي حصرت دعوتها فقط في الجمع بين قيادة طرفي الصراع، وليت الخارجية تعلم أن كل بيان ورفض (مشاتر) يجعل مركبها المثقوب يغرق أكثر. طيف أخير: رغم غياب السودان عن قمة إيغاد ولكن ربما تخرج القمة بتوصيات مهمة تجعل الطريق للحل أقرب من رغبة الحكومة في إستمرار الحرب. نقلاً عن صحيفة الجريدة الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات

كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد


٢٣ مايو ٢٠٢٣م
في العلاقات الدولية عادة ما يكون التلويح بإستخدام القوة رهين بمستوى مصلحة الدولة المباشرة تجاه الطرف أو الأطراف التي تمارس عليها تلك القوة، غني عن البيان أن القوة هي الأداة التي تمكن من ممارسة النفوذ الذي بدوره يجعل الطرف الآخر يزعن لتوجيهات وأوامر صاحب النفوذ.
ما لمح به وزير خارجية أمريكا أنتوني بلكن يوم ٢٣ مايو ٢٠٢٣ بالتلويح بإستخدام القوة لفرض الهدنة الموقعة في جدة بين طرفي الحرب في السودان تلويح غير مجد لأنها في الغالب ستحرك عقويات اقتصادية، وهذه بالطبع ممارسة للقوة الناعمة ولن تكون ذات أثر كبير ومباشر في إسكات صوت السلاح ولن تثني أطراف النزاع عن مواصلة الحرب، فالعقوبات حتى وإن فرضت لن تظهر آثارها الا بعد أن يكون السودان قد إحترق عمليا بالنظر لتصاعد وتائر العنف وضرواة الحرب في المدن خاصة في الخرطوم.. أما استخدام القوة الخشنة كوجود مراقبين مسلحين على الأرض Boots on the ground فهذا ما لن تقدم عليه أمريكا نظرا لعدم وجود مصالح تتهددها الحرب بشكل مباشر كالإستثمارات الكبرى أو كوجود مواطنين أمريكان يمكن أن تخاف على حياتهم ( لاحظ كيف تسرعت أمريكا بإجلاء رعاياها من السودان منذ الأيام الأولى للحرب)... أما قول بلنكن العودة لحكومة مدنية فهذا حديث يُلقى هكذا دون أن تحرك له مفاعيل حقيقية لاسيما وأن مسار التحول المدني الديمقراطي قد انقطع منذ إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ولم تتحرك إلا ضمن الرباعية وهي آلية مغلولة وممهولة بالدرجة التي أوصلت الجميع لهاوية الحرب.
بأختصار أمريكا لا مصلحة لها في إطفاء حريق السودان إلا ضمن شرطية توازن القوى في المنطقة حال تمدد النفوذين الروسي و / أو الصيني واللذين عادة ما تنظر لهما بعين الريبة.
فكلما بوسع أمريكا أن تفعله الآن هو أن تتبرع ببضع ملايين من الدولارات للمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين واللاجئين وهذا ما شرعت فيه فعلياً، وعندما تنضب تلك الأموال و المعونات ستصبح حرب السودان من الحروب المنسية.
د.محمد عبد الحميد
٢٣ مايو ٢٠٢٣م

 

مقالات مشابهة

  • إليكم هذا النبأ البالغ الأهمية!
  • أحمد موسى: الصحة السودانية أعلنت أكثر من 170 وفاة خلال أسبوع بسبب تفشي الكوليرا
  • الإتحاد الوطني يوضح موقفه من حل برلمان كوردستان
  • وزير الخارجية يترأس الجانب المصري خلال أعمال اللجنة المشتركة مع موريتانيا في نواكشوط
  • وزير الخارجية والهجرة يترأس الجانب المصري خلال أعمال اللجنة المشتركة المصرية الموريتانية في نواكشوط
  • محطات فى تاريخ الإسلاميين في السودان: علاقاتهم الخارجية ودورهم في النزاعات وتدمير الدولة
  • أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
  • ‌‏الخارجية الليبية تنفي المعلومات التي تحدثت عن اقتحام مقرها في طرابلس
  • استفزاز ودي وحميد للقوى المدنية السودانية
  • البعثة الدبلوماسية السودانية باديس ابابا تشارك في احتفالية يوم أفريقيا بمقر مفوضية الإتحاد الأفريقي