بعد قصف 3 سفن أميركية.. ما هي صواريخ الحوثي المضادة للسفن؟
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
ترسانة من الصواريخ استولت عليها مليشيات الحوثي خلال انقلابها على الحكومة اليمنية عام 2014، تستخدمها في استهداف السفن وخطوط الملاحة الدولية في خليج عدن وبحر العرب، ما دفع عديد شركات الشحن إلى تغيير خطوط سفنها التجارية إلى رأس الرجاء الصالح بعيدا عن قناة السويس المصرية تجنبا لتلك الهجمات.
وبعد تبادل القصف لمدة أسبوع بين قوات أميركية والميليشيات الحوثية، تعرض معسكر الجبانة بمدينة الحديدة، غربي اليمن، يوم الجمعة، لـ3 هجمات صاروخية تبنتها الولايات المتحدة.
وجاء هذا التطور بعد أن شن الحوثيون بصواريخ بحرية متنوعة من ترسانتهم العسكرية التي تضم صواريخ مضادة للسفن أصلها تكنولوجيا إيرانية وسوفيتية وصينية، 3 هجمات متتالية طالت سفنا أميركية في خليج عدن، حيث شملت: السفينة الأميركية "جيبرالتار إيغل" والسفينة "جينكو بيكاردي"، والثالثة "كيم رينجر" في خليج عدن.
فماذا تضم ترسانة الحوثي؟
وفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره بريطانيا، فإن أهمية الصواريخ الحوثية المضادة للسفن التي يتم إطلاقها من منصات أرضية باتجاه البحر، تكمن في صعوبة تنفيذ هجمات مضادة ضد مواقع إطلاقها لأنها غالبيتها محمولة على مركبات ما يسمح لها بالمناورة وتغيير مواقعها في وقت قصير، مضيفا أن:
ميليشيات الحوثي تستهدف السفن الأميركية والبريطانية بطائرات مسيرة وأنواع مختلفة من الصواريخ.
الحوثي يستخدم 12 نوعا من الصواريخ المجنحة والباليستية المضادة للسفن التي تؤدي مهامها بكفاءة عالية.
الميليشيات أصبحت تمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ المضادة للسفن تشمل صواريخ باليستية وأخرى مجنحة، وبعضها كان ضمن ترسانة الجيش اليمني وأخرى طرازات صينية أو سوفيتية قديمة إضافة إلى ما يتم تصنيعها محليًا.
إيران تمثل مصدرًا مهمًا لحصول الحوثي على تكنولوجيا تصنيع الصواريخ المضادة للسفن.
ما هي أبرز صواريخ الحوثي لاستهداف السفن؟
تضم ترسانة الحوثيين صواريخ مجنحة وأخرى باليستية، وفق وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، ومن أبرز أنواعها:
"روبيج".. صواريخ تحمل اسم "بي - 21 / 22" وهي سوفيتية مضادة للسفن كانت ضمن مخزون الجيش اليمني وموجهة بالرادار والأشعة تحت الحمراء بمدى يصل إلى 80 كيلومترًا.
"المندب – 1".. تحمل اسم "سي – 801" ضمن ترسانة الجيش اليمني وهي صينية مضادة للسفن و موجهة بالرادار بمدى يصل إلى 40 كيلومترًا.
"المندب - 2".. اسمها "غدير" وهي إيرانية موجهة بالرادار يصل مداها إلى 300 كيلو متر.
"سياد".. باسم "بافي - 351" وهي إيرانية مجنحة "أرض – أرض" موجه بالرادار، وتم تطوير نسخة بحرية منها بمدى يصل إلى 800 كيلومتر.
"قدس".. بتوجيه إلكتروني وأشعة تحت الحمراء، وهي إيرانية مجنحة "أرض – أرض" تم تطوير نسخة بحرية منها بمدى يصل إلى 800 كيلومتر، وتحمل اسم "بافي - 351" .
"سجيل".. صاروخ إيراني مداه 180 كيلومترًا.
أما الصواريخ الباليستية التي تمتلكها مليشيات الحوثي فهي موزعة كالتالي:
"محيط".. نسخة من "سام - 2" الروسية تم تعديله بأنظمة توجيه إيرانية وتستخدم نظام رؤية إلكتروني والأشعة تحت الحمراء.
"عاصف".. نسخة من الصاروخ الإيراني المضاد للسفن "فاتح - 313" بمدى 450 كيلومترًا ويعمل برؤية إلكترونية والأشعة تحت الحمراء.
"تنكيل".. نسخة "رعد - 500" الإيراني بمدى 500 كيلومتر ونظام توجيه إلكتروني والأشعة تحت الحمراء.
"فالق".. مداه 140 كيلومترًا وله نظام توجيه إلكتروني ويعمل بالأشعة تحت الحمراء، ولا يعرف إن كان إيرانيًا أو تم تصنيعه محليًا.
"البحر الأحمر" يعمل بنظام رؤية إلكترونية وأشعة تحت الحمراء، لكن مداه غير معروف وربما يكون إيرانيًا أو صنعته الميليشيات محليا.
"مايون".. يستخدم الرؤية الإلكترونية والأشعة تحت الحمراء وقد يكون إيرانيًا أو تم تطويره محليا بنظام توجيه إيراني.
مسّيرات وصواريخ رخيصة الثمن
تستخدم الميليشيات وفق مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، صواريخ وطائرات مسيرة رخيصة التكلفة مقارنة بالجيوش الغربية التي تمتلك تقنيات عسكرية فائقة التطور تكلفتها باهظة الثمن، وأضافت أن:
تكلفة الطائرة المسيرة الواحدة للحوثي ضد السفن لا تزيد تكلفتها على 2000 دولار بينما الجيش الأميركي يستخدم صواريخ دفاع جوي تكلفة الواحد منها مليوني دولار.
تمكن الحوثيين باستراتيجية منخفضة التكلفة من تقويض قدرة الجيش الأميركي والجيوش الغربية المتحالفة في تحالف "الازدهار" للتصدي لعملية استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل من باب المندب والبحر الأحمر.
هناك تساؤلات حول أهمية الأهداف الحوثية التي يقصفها الجيش الأميركي والبريطاني لأن الأمر يرتبط بالتكلفة.
ميليشيات الحوثي تستخدم منصات خفيفة ورخيصة ويمكن نقلها من مكان إلى آخر وتشغيلها عن بُعد، وهو ما يعني أن قصفها سيكلف الجيش الأميركي ثمنا باهظا دون تحقيق أي نتائج تذكر.
رهان خاسر
ويقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد سنوات من الحرب الأهلية التي يشنها الحوثيون باليمن نقلت الميليشيات الخبرات التي تدربت عليها على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني من إدارة العمليات العسكرية من البر اليمني إلى البحر لتعطيل حركة الملاحة واستهداف السفن.
ممارسات الحوثي بطرق التجارة تنذر باتساع رقعة حرب غزة وتأثر التجارة الدولية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
المناوشات الحوثية تعكس رغبة الميليشيات في إظهار قوتهم على المستوى الداخلي اليمني والدولي.
بعد حرب اليمن ومحاولة الحوثي الاستيلاء على السلطة حصلت المليشيات على مساعدة فنية ولوجستية من إيران التي وظفت تلك الجماعة في خدمة مصالحها إقليميا ودوليا.
تحركات الحوثيين تعرض تخفيف الحصار على ميناء الحديدة ومطار صنعاء للخطر لأن تحالف "الازدهار" الغربي الذي تم تشكيله مؤخرا لحماية الملاحة والأساطيل المختلفة قد تفرض حصارا قاسيا على اليمن ما قد يمنع عبور المساعدات الإنسانية، وسيكون ذلك كارثيا على المدنيين اليمنيين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحوثي صواريخ البحر الأحمر سفن الجیش الأمیرکی المضادة للسفن بمدى یصل إلى من الصواریخ مضادة للسفن کیلومتر ا إیرانی ا
إقرأ أيضاً:
هواجس إسرائيل من الصواريخ اليمنية وسيناريوهات وقف الهجمات
القدس المحتلة- تتزايد في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية المخاوف من التهديد الإستراتيجي الذي باتت تشكله صواريخ جماعة أنصار الله وطائراتها المسيّرة القادمة من اليمن.
فبعد أشهر من التصعيد، أصبح واضحا أن الهجمات المستمرة تمثل تحديا معقدا للأمن القومي الإسرائيلي، وتكشف عن فجوات مقلقة في قدرة الردع والدفاع الجوي، رغم الدعم الأميركي الكثيف وعمليات القصف الجوي التي نفذها الإسرائيليون ضد أهداف حوثية.
وبحسب تقرير لصحيفة "هآرتس"، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الخيار الأكثر واقعية لوقف هذه الهجمات هو التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في قطاع غزة.
قلق إسرائيليتعكس هذه القراءة، حسب المحللين العسكريين والسياسيين في إسرائيل، حجم القلق الذي تسببه الصواريخ والطائرات المسيّرة الحوثية، خصوصا بعد فشل أنظمة الدفاع في اعتراض عشرات المقذوفات التي سقطت في عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وتسببت الهجمات بالفعل في قتلى وجرحى كما حدث في يوليو/تموز 2024، حين قُتل إسرائيلي في هجوم بطائرة مسيّرة على تل أبيب، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية وقطاع الطيران، مثلما حدث في مايو/أيار الماضي، عندما سقط صاروخ باليستي قرب مطار بن غوريون وتسبب في موجة إلغاء واسعة للرحلات الجوية.
أمام هذا التهديد المتنامي، يبحث صناع القرار في تل أبيب سيناريوهات عدة، من بينها استمرار سياسة الاستنزاف العسكري ضد الجماعة اليمنية عبر الغارات الجوية، أو محاولة التوصل إلى تفاهمات سياسية مع إيران، أو حتى تشجيع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على التحرك ضد الجماعة، وهي خيارات تبدو معقدة وغير واضحة الآفاق.
لكن بحسب مصادر إسرائيلية، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا هو التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حتى مع طهران، بشكل مباشر أو غير مباشر، يشمل صراحة أو ضمنا وقف إطلاق النار من اليمن، وفق ما جاء في صحيفة "هآرتس".
إعلانويقر مسؤولون أمنيون في تل أبيب بصعوبة الرهان على حل مستدام يقتصر على إنهاء الحرب في غزة، محذرين من أن الحوثيين قد يستأنفون هجماتهم في أي جولة تصعيدية مقبلة، سواء في الضفة الغربية أو غزة أو بسبب توترات في المسجد الأقصى.
وترى تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن أي حل طويل الأمد قد يتطلب تفاهمات أوسع مع إيران في إطار جهود الحوار التي ترعاها واشنطن، لتقليل التوترات الإقليمية واحتواء الجبهات المتعددة التي تهدد الأمن الإسرائيلي في آن واحد.
أعباء كبيرةيشرح الكاتب مردخاي إيش- شالوم، خريج "كلية الأمن القومي"، في مقال له بالموقع الإلكتروني لـ"زمان يسرائيل"، أن تل أبيب تواجه صعوبة في التعامل مع تهديد صواريخ الجماعة، خلافا للولايات المتحدة التي تستطيع ضرب اليمن ثم الانسحاب معلنة "النصر".
وأوضح أنه رغم الضربات الجوية الإسرائيلية المكلفة جدا، يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ يوميا تقريبا، مما يفرض أعباء اقتصادية ونفسية كبيرة على الجبهة الداخلية، وهو ما يعزز القلق بأنهم يشكلون تهديدا إستراتيجيا على الأمن القومي الإسرائيلي.
ولمواجهة المخاطر الإستراتيجية، يطرح إيش- شالوم خيارين رئيسيين لإسرائيل:
الأول: الحل السياسي بالتوصل إلى اتفاق يوقف القتال في غزة مقابل وقف الجماعة اليمنية إطلاق الصواريخ. لكنه يعتبر هذا الحل هشا، لأن الجماعة قد تستأنف الهجمات عند أي تصعيد مستقبلي، "خاصة في ظل النفوذ الإيراني". الثاني: الحل العسكري "بالقضاء على قيادة الجماعة"، عبر قصف جوي دقيق أو عملية كوماندوز خاصة، وهو ما يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة.وانتقد إيش- شالوم تأخر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الاستعداد لهذا التهديد من اليمن، مذكرا بأن الحوثيين أثبتوا قدراتهم مبكرا، مثل الهجمات على شركة الطاقة السعودية أرامكو وعلى سفن الشحن في البحر الأحمر.
كما اقترح حلولا لتجاوز المسافة الطويلة إلى اليمن، مثل استخدام قواعد في أفريقيا أو غواصات، و"تمويل قراصنة صوماليين لتنفيذ اغتيالات".
وباعتقاده، فإن إسرائيل بحاجة إلى تفكير إستراتيجي جديد وجريء، بدلا من الاعتماد على ضربات جوية مكلفة وغير حاسمة أو اتفاقات هشة قد تنهار بسهولة.
فشل استخباراتيالقراءة ذاتها استعرضها المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الذي كتب أن تكرار الهجمات الصاروخية من اليمن أظهرت حدود قدرة الردع الإسرائيلية، رغم محاولات الحكومة تصوير الوضع كنصر وشيك.
ووفقا لهرئيل، فإنه على الرغم مما اعتبره نجاح المنظومة الدفاعية "حيتس" في اعتراض معظم الصواريخ، بيد أن الجيش الإسرائيلي يواجه حرب استنزاف جديدة تدار بشكل غير مباشر من إيران. وأوضح أن جيش الاحتلال يناقش مدى استقلال جماعة أنصار الله عن طهران، خاصة مع توقف الهجمات من لبنان والعراق وتراجع القتال في غزة، لتظل هي التهديد الرئيسي.
وقال إن إطلاق صاروخ واحد كل يومين من اليمن يكفي لإبقاء الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت الضغط، في حين يتطلب الرد الإسرائيلي عمليات جوية معقدة على بعد 1800 كيلومتر.
وتحت عنوان "وحش تحت الأنف: إسرائيل تجاهلت التهديد الحوثي في الوقت المناسب وأضاعت الفرص للتصدي له"، كتبت ليلاخ شوفال، مراسلة الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالا تناولت فيه الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي المتراكم في التعامل مع الجماعة اليمنية.
إعلانوأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لسنوات طويلة اعتبرت اليمن "ساحة ثانوية"، وانشغلت بتهديدات أخرى كإيران، وحزب الله وحماس، بينما جرى تجاهل التحذيرات بأن الحوثيين قد يوجّهون سلاحهم نحو إسرائيل.
ولفتت إلى أنه رغم توفر معلومات استخباراتية عن قدرتهم على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، لم يخصص لهم اهتمام جدي، بل كانوا يُذكرون في التقييمات بشكل عابر. وشددت على صعوبة ضربهم عسكريا من الجو، بسبب المسافة الطويلة من إسرائيل، وقدرتهم على البقاء في مناطق نائية ومعزولة.
وأشارت شوفال إلى أن البعض يرى أنهم مثل حماس وحزب الله، لا يمكن هزيمتهم إلا من خلال عملية برية، وهو خيار غير مطروح إسرائيليا أصلا.
وتضيف "أما مهاجمة إيران التي تمول وتسلح الجماعة اليمنية، فلن تكون بالضرورة حلا حاسما، لأن الجماعة تحتفظ بهامش كبير من الاستقلالية".
وختمت بالقول إن هذا التهديد، الذي اعتُبر طويلا ثانويا، أصبح الآن جبهة فعالة وخطيرة، تفرض على إسرائيل استنزافا طويل الأمد وتستلزم مراجعة شاملة لإستراتيجيتها الأمنية.