على جزيرة خارجة عن القانون.. موسيقى قاتلة وحرمان من النوم
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
بدا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، واثقا من نفسه وهو يصدر أول مرسوم في 22 يناير 2009، بإغلاق معتقل غوانتانامو سيء السمعة في مدة أقصاها عاما واحدا إلا أن توقيعه بقي حبرا على ورق.
الرئيس الأمريكي رقم 44، وضع حينها مسألة إغلاق معتقل غوانتانامو في صميم برنامجه الانتخابي في عام 2008، وبعد النجاح في الانتخابات خاطب الرئيس الأمريكي في عام 2009 الكونغرس قائلا "أمرت بإغلاق مركز سجن خليج غوانتانامو وسأسعى إلى محاكمة سريعة وعادلة للإرهابيين الأسرى".
وفي تقرير لها وصفت بوابة "aclu" الأمريكية ،هذا المعتقل بأنه حلقة مخزية في التاريخ الأمريكي، مشيرة إلى أنه "أطول سجن حرب في تاريخ الولايات المتحدة. لقد مر ما يقرب من 800 رجل عبر غوانتانامو. اليوم لا يزال فيه 40 رجلا. غوانتانامو صمم ليكون (جزيرة خارجة عن القانون) حيث يكون بالإمكان احتجاز المشتبه بهم بالإرهاب من دون إجراءات قضائية واستجوابهم من دون ضبط للنفس، وكان فشلا ذريعا على كل الجبهات، وكان يتوجب منذ وقت طويل وضع حد لهذه الحلقة المخزية في التاريخ الأمريكي".
باراك أوباما وكان في أوج حماسته مع توليه مقاليد منصبه مطلع عام 2009، أمر بالإسراع في إغلاق هذا المعتقل "الخارج عن القانون"، وزاد عليه بقرار يقضي بإجراء بحث عاجل في ملف كل سجين في هذا المعتقل، إلا أنه أكمل ولايتيه في عام 2017، وبقي معتقل غوانتانامو على حاله.
الموقف من إغلاق معتقل غوانتانامو، أظهر أن الرئيس الأمريكي قد يكون عاجزا تماما أحيانا عن البت في بعض الأمور، خصوصاً ان أوباما ذاته بعد وعود وعهود رددها كثيرا بهذا الشأن، وقع مرسوما في عام 2011 ينص على فرض قيود إضافية على نقل السجناء من غوانتانامو، ما أخر في عملية التخلص منه بعد انتشار الفضائح عن وسائل التعذيب المختلفة التي تستخدم بين جدرانه. وزير الدفاع الأمريكي في إدارة بارك أوباما في ذلك الوقت روبرت فيتس، صرّح قائلا بأن معارضة المشرعين في الكونغرس لم تسمح بإغلاق المعتقل، في حين أن البيت الأبيض كان رفض في ديسمبر عام 2015 خطة للبنتاغون لإغلاق المعتقل، بسبب تكلفتها العالية جدا.
قاعدة غوانتانامو البحرية الأمريكية على الأراضي الكوبية والمستأجرة لمدة 100 عام، كانت تحولت في عام 2002 إلى "معسكر اعتقال" للأشخاص المشتبه بهم أو المدانين في أنشطة إرهابية، والهدف من ذلك تلافي أي قيود قانونية أمريكية في التعامل مع هؤلاء.
ببساطة، لأن غوانتانامو توجد في خليج بكوبا، ما يعني أن قوانين الولايات المتحدة لا تنطبق على هذه المنطقة، والدولة الامريكية ليست مسؤولة عن احترام حقوق السجناء.
المعتقلون في غوانتانامو تعرضوا لصنوف من التعذيب، منها محاكاة الغرق والتعرض لساعات طوال للموسيقى الصاخبة والحرمان من النوم، في حين يقول معتقلون، أطلق سراحهم، إنهم "تعرضوا للضرب بانتظام والتهديد بالاغتصاب ومطاردة الكلاب وإجبارهم على الركوع لعدة ساعات متتالية".
من بين أكثر الأشكال شيوعا في غوانتانامو نوع من التعذيب باستخدام بعض المقطوعات الموسيقية، والتي يتم بثها لعدة ساعات متتالية بأصوات تصم الآذان. في البداية، تم "بث" الأغاني الصاخبة، ومنذ عام 2010 بدأ المعتقل في استخدام موسيقى برنامج الأطفال التلفزيوني الشهير "شارع سمسم"، لمدة بين 15-18 ساعة في اليوم.
حين علم كريس سيرف، مؤلف تلك الموسيقى بالأمر شعر بالرعب، وكان منذهلا وغير مصدق في أن تتحول قطعه الموسيقية إلى وسيلة لإذلال مجموعة من البشر، مشيرا إلى أنه "بغض النظر عن الجرائم الوحشية التي يتهم بها الشخص، فإن السخرية منه دون محاكمة هي البربرية الأكثر واقعية".
فشلت جميع محاولات باراك أوباما لإغلاق معتقل غوانتانامو، وخرج من البيت الأبيض فيما بقي المعتقل يعمل، ولا يزال حتى ديسمبر عام 2023 يأوي بين جدرانه 30 معتقلا.
وزارة العدل الأمريكية، سبق لها ان رفضت محاكمة السجناء وفقا للقوانين الأمريكية، ووقفت أجهزة الأمن الأمريكية ضد نقل السجناء إلى السجون الأمريكية، فيما أقر الكونغرس قانونا يحظر نقل السجناء إلى الولايات المتحدة، في حين أن البنتاغون منذ البداية، نفى وجود أي داع لإغلاق هذا المعتقل "الخارج عن القانون". الحجة التي يتحدث عنها حتى بعض القضاة تقول إن المتهمين الأجانب أو المدانين بجرائم الإرهاب يوضعون في خانة "الجنود الأعداء" ولكن لا تطلق عليهم صفة "أسرى الحرب".
المصدر: روسيا اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی عن القانون فی عام
إقرأ أيضاً:
الطفل المعجزة.. عض كوبرا قاتلة فماتت ونجا هو (صورة)
في حادثة نادرة ومثيرة، أصبح طفل هندي يبلغ من العمر عامًا واحدًا محط أنظار وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تمكن من النجاة من مواجهة قاتلة مع واحدة من أخطر الأفاعي في العالم، الكوبرا.
وكان الطفل، الذي يدعى غوفيند كومار، يلهو في حديقة منزل عائلته بقرية "موهتشي بانكاتوا" في ولاية بيهار شرق الهند، حين اقتربت منه أفعى كوبرا سامة، وبدافع الفضول الطفولي، أمسك بها الطفل بأسنانه وعضها بقوة، قبل أن يفقد وعيه لاحقًا بسبب تعرضه لكمية من السم.
وقالت جدة الطفل، ماتيساري ديفي، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية: "كانت والدته منشغلة في الحديقة الخلفية، وفجأة، لاحظنا أنه أمسك بأفعى وقام بعضها، لم نكن نعلم أنها كوبرا إلا بعد دقائق، فقد الوعي سريعا، ونقلناه على الفور إلى المستشفى".
وبحسب شبكة "بي بي سي" استقبل الطبيب في مستشفى كلية الطب الحكومية بمدينة بيتياه، كومار سورابه الحالة العجيبة، وقال: "عندما أدخل الطفل، كان وجهه متورما بشدة، خاصة حول الفم. لكن الغريب أن الطفل نجا، رغم أنه كان في مواجهة مباشرة مع أحد أكثر الزواحف فتكًا".
ويشرح الطبيب السبب الطبي وراء نجاته:"الفرق الجوهري بين من يعض من أفعى الكوبرا، وبين من يعضها، أن السم حين يدخل إلى مجرى الدم يسبب شللا عصبيا قد يؤدي للوفاة، بينما إذا دخل السم عن طريق الفم، فإن الجسم غالبا ما يعالجه عبر الجهاز الهضمي ما لم تكن هناك جروح داخلية".
ومن المفارقة أن المستشفى نفسه استقبل في نفس اليوم طفلًا آخر تعرض لعضة كوبرا تقليدية، وتم إنقاذه هو الآخر، مما يسلط الضوء على أزمة لدغات الأفاعي في الهند.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الهند تسجل نحو 58 ألف وفاة سنويا بسبب لدغات الأفاعي، وتعرف عالميًا بلقب "عاصمة لدغات الأفاعي".
ورغم خطورة الوضع، فإن هذه الحادثة النادرة تحولت إلى قصة "أعجوبة"، حيث صمد الطفل أمام سمّ قاتل، ليس فقط بالنجاة، بل وبقتل الأفعى بأسنانه.