لأكثر من 2000 عام، أبهرت مدينة أتلانتس الباحثين عن الكنوز والمستكشفين، وعلى الرغم من النظريات العديدة وعقود من البحث، ظلت المدينة المفقودة لغزاً حير العلماء. وفي حين أن أتلانتس قد تكون مجرد أسطورة، إلا أن علماء الآثار اكتشفوا مدناً غارقة حقيقية في جميع أنحاء العالم.

ومن بلدة ملعونة في ألمانيا إلى هرم غامض تحت الماء في اليابان، قد تكون هذه العوالم الغارقة أكثر غرابة من أي أسطورة.

وإذا كنت ترغب في البحث عن بعض الحضارات المفقودة، فقد أنشأت صحيفة ديلي ميل خريطة تفاعلية تكشف المدن المفقودة الغارقة حول العالم.
ثونيس هيراكليون، مصر

كانت ثونيس هيراكليون التي اكتشفها علماء الآثار قبالة سواحل الإسكندرية ذات يوم بوابة مصر القديمة إلى البحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة ميناء مزدهرة مبنية على امتداد مجموعة مترابطة من الجزر والمستنقعات. وفي تشابه مذهل مع أتلانتس، انزلقت هذه المدينة العظيمة، التي بنيت قبل 2700 عام، تحت المياه بعد أن ضربها زلزال.

وعلى الرغم من حضورها الكبير في السابق، سرعان ما تلاشت هذه المدينة في غياهب النسيان، ولم تذكر إلا على أنها المكان الذي وصل فيه هرقل لأول مرة إلى أفريقيا وحيث لجأت هيلين سبارتا ذات مرة في الأساطير اليونانية.

رونغولت، ألمانيا

كانت مدينة رونغهولت ذات يوم مركزاً تجارياً ثرياً على بحر الشمال، وكانت موطناً لحوالي 3000 شخص. لكن لعدة قرون، تساءل الباحثون عما إذا كانت رونغولت مجرد قصة خرافية. ووفقاً للأسطورة، تم لعن المدينة كعقاب على احتفالات سكانها المخمورين. وفي عام 1362، اجتاحت عاصفة ضخمة دفاعات المدينة ضد الفيضانات، مما أدى إلى غرقها. ومنذ ذلك الحين، ظلت مدفونة على عمق 40 متراً تحت المسطحات الطينية على الساحل الشمالي لألمانيا لأكثر من 660 عام.

بافلوبيتري، اليونان

في حين أن هناك اعتقاد على نطاق واسع أن قصة أفلاطون عن أتلانتس هي أسطورة، إلا أن بعض النظريات تشير إلى أنها ربما كانت إشارة إلى الحضارة المينوية العظيمة التي حكمت معظم أنحاء اليونان منذ حوالي 3000 إلى 1100 قبل الميلاد من مركز قوتها في جزيرة كريت.

 وتعد بافلوبيتري، المدينة الغارقة في جنوب لاكونيا، واحدة من أفضل الآثار المحفوظة لإمبراطورية العصر البرونزي، من المحتمل أنها استقرت لأول مرة منذ ما يقرب من 5000 عام، حوالي 2800 قبل الميلاد. ومع المنازل شبه المنفصلة والحدائق والشوارع المرتبة، فإنها تقدم لمحة نادرة عن قوة هذه الحضارة المبكرة المتقدمة.

نصب يوناجوني التذكاري، اليابان

في عام 1987، أصيب الغواص الياباني كيهاشيرو أراتاكي بالدهشة عندما اكتشف ما يبدو أنه هرم ضخم قبالة ساحل جزر ريوكيو جنوب اليابان. وما وجده أراتاكي كان عبارة عن صرح بقياس 50 × 20 متراً من درجات حجرية منحوتة. ويعتقد الخبراء أن هذا الهيكل الذي كان يُطلق عليه اسم “أتلانتس اليابان”، يعود إلى أكثر من 10000 عام.
بورت رويال، جامايكا

عندما نفكر في مدينة تنزلق تحت الأمواج، قد نميل إلى تخيل حدوث ذلك في مكان ما في الماضي القديم. لكن بورت رويال في جامايكا، شهدت في الواقع لحظاتها الكارثية قبل أقل من 400 عام. وأصبحت هذه المستوطنة الآن موقع بورت رويال الحديثة، وربما اشتهرت بكونها موطن مطار نورمان مانلي الدولي، وكانت في السابق مركزاً سيئ السمعة للقراصنة.

وفي عام 1692، ضرب زلزال مدمر المدينة، مما أدى إلى غرق 33 فداناً من المستوطنة ومقتل 2000 شخص. ولا تزال العديد من المنازل سليمة تقريباً تحت المياه الساحلية الضحلة.

بايا، إيطاليا

ربما تكون مدينة بايا قد ضاعت مع مرور الوقت، ولكن منذ 2000 عام مضت كانت هذه المدينة بمثابة لاس فيغاس الإيطالية. وكانت بايا مدينة الخطيئة الرومانية الحقيقية، مدينة احتفالات لا تتوقف حيث كانت النخبة الثرية في الإمبراطورية تتردد عليها للاسترخاء. واشتهرت المدينة بينابيعها الساخنة وتفاخرت بمنتجع صحي يُزعم أنه يعالج أي مرض. ومع ذلك، فإن النشاط الزلزالي الذي غذّى تلك الينابيع أدى في النهاية إلى زوال المدينة وتسبب في انزلاقها إلى خليج نابولي.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية

محمد حسن زيد

بعقليةِ الحريصِ على تحقيقِ ربحٍ مالي سهلٍ ظن ترامب أن القوةَ العسكريَّةَ الأمريكية أدَاةٌ مهمَّةٌ لممارسة الضغوط أثناء المفاوضات في حروبه التجارية التي فتحَها مع العالم، لكنه لم يدخل البيتَ الأبيضَ إلا وهو يعلمُ أنها مكلفةٌ جِـدًّا.

وبالتالي؛ لا بد من تقليص ميزانيتها؛ كونها سببًا رئيسًا لوصول ديون أمريكا إلى أرقام فلكيةٍ يصعب أن نتخيلها، لكنه كلاعب “بوكر” محترف أراد أن يلوِّحَ بالقوة العسكرية الأمريكية كورقةٍ رابحة؛ فبحث عن أضعفِ نقطة ممكنة ليستعرضَ فيها قوةَ أمريكا فوجد اليمن!

بلدٌ مدمّـر لم ينفض غُبارَ الحروب والصراعات منذ العام 2011م. بلدٌ فقيرٌ يعد من أفقر بلدان العالم؛ ومفكّك لن يشكِّلَ أيَّ تَحَدٍّ، بل سيكونُ المكانَ المثاليَّ لاستعراض عضلات أمريكا الفتَّاكة، وتوجيه رسائلَ قوية للصين وروسيا وإيران ودولِ الخليج والعالم أجمعَ، لترميمِ ما تآكل من هيبة أمريكا أَيَّـام “أوباما وبايدن”. لكن ما الذي حدث؟

اليمن التي ظنها ترامب أضعفَ نقطة تحوَّلت إلى تحدٍّ عظيم ومعضلة خطيرة، الطائرات الشبحية الاستراتيجية لم يكن لها التأثيرُ المرجو، بل أصبحت هدفًا قريبَ المنال بعد إسقاط أكثرَ من عشرين طائرة “درون – إم كيو9″، ثم طائرة “إف 18”.

حاملةُ الطائرات العملاقة ووَحْشُ البحار الفتاكة “ترومان”، لم تكن بمنأىً عن مشاهدَ من مسلسل الإذلال؛ فقد نابها الجزءُ الأخطرُ في تاريخها، وفرَّت هاربةً إلى شمالي البحر الأحمر، بعد أن استعانت بأُخرى أكبرَ منها ظلت بعيدةً ومتواريةً عن الأنظار اليمنية وسط َالمحيط الهندي.

وفيما بنكُ الأهداف المتاحة أصبحت الأسواقَ والموانئ المدنية والمقابرُ وبعضُ المنازل السكنية، ظهر العملاءُ عاجزين جبناءَ يبحثون فقطْ عن المال والمناصب الجاهزة، واتضح أن لا إمْكَانيةَ لديهم في تحقيق أيِّ اختراق عسكري.

ليس هذا فحسب، بل ظل اليمن -وهو تحَت أقسى الضربات الأمريكية- مُستمرًّا في إسناد غزة، وفارضًا قواعد اشتباك لم يشهد التاريخ أن سبقهُ إليها أحدٌ من العالمين، في معركةٍ أدخل ضمنها أسلحةً أكثر فتكًا وأبعد مدىً، وبما يستجيب لكل مراحلها.

هُنا؛ وجد ترامب نفسه مضطرًّا لإعلان وقف العدوان على اليمن؛ فصدم الإعلانُ العدوَّ قبل الصديق، وباتت الحقيقةُ جليةً؛ أن نتيجةَ حرب ترامب على اليمن جاءتْ بنتائجَ عكسيةٍ تمامًا؛ فهيبةُ أمريكا تآكلت أكثرَ، ومَن راهنوا عليها خائفون أكثر، وأعداؤها آمنون أكثر.

ومن نافلة القول: إن كانت الولاياتُ المتحدة الأمريكية قد عجزت عن تركيعِ اليمن، وهي بكامل قوتها وجبروتها وغطرستها؛ كيف بها سترفعُ عينَيها غدًا أمامَ الصين أَو روسيا أَو إيران؟!

مقالات مشابهة

  • الدوحة .. بينها مطعم عربي شهير.. البلدية تغلق 4 منشآت غذائية
  • "مدينة".. قصة أول مولودة لحاجّة أفغانية بمستشفى المدينة المنورة
  • بينها مركز جلدية بدون طبيب.. إغلاق مراكز طبية مخالفة بنجع حمادي
  • بينها نيوم.. منح 9 أندية سعودية رخصة محلية
  • الإنقاذ الدولية: اليمن سجل أكثر من 260 ألف إصابة بالكوليرا خلال 2024 بينها 870 حالة وفاة
  • هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح
  • بينها وضوح التسعيرة.. اشتراطات جديدة لمحلات البيع غير الغذائي
  • د. شيماء الناصر تكتب: صورة المرأة المصرية في الدراما بين الترويج السلبي والإيجابية المفقودة
  • نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
  • بينها الإعلام.. وزير التعليم العالي: الدولة تحتاج إلى كوادر مؤهلة في 10 قطاعات