وزير الخارجية: الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تقدير لدور مصر بقيادة «السيسي»
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن هناك رغبة متبادلة لتطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى بهدف بناء شراكة استراتيجية شاملة فى جميع المجالات، مؤكداً أن هذه الشراكة تأتى تقديراً للدور المحورى لمصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، وتبرهن بما لا يدع مجالاً للشك على أن مصر شريك استراتيجى دولى موثوق به، وواحة للاستقرار فى منطقة شديدة الاضطراب.
وكشف «شكرى»، خلال لقاء فى أحد فنادق العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء أمس الأول، مع رئيس مجلس إدارة «الوطن» ورؤساء تحرير «الأهرام» و«الشروق» و«الأهرام ويكلى»، عن جانب من تفاصيل مباحثاته مع عشرين من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، موضحاً أنه شرح للوزراء الرؤية المصرية بشأن العلاقات الثنائية، إضافة لتطورات الأوضاع فى قطاع غزة، ووجد تقديراً أوروبياً شديداً لما فعلته مصر فى هذه الأزمة، بداية من دورها المحورى فى مفاوضات تبادل الأسرى والإفراج عن مزدوجى الجنسية الأوروبيين من غزة، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وبالتزامن مع الدور المصرى المستمر نحو حل الأزمة وإنهاء الحرب والوصول إلى سلام عادل وشامل.
شرحنا للوزراء الأوروبيين الرؤية المصرية وتطورات الأوضاع فى غزة.. ووجدنا تقديراً أوروبياً شديداً لما فعلته مصر فى هذه الأزمةوكشف «شكرى» عن أنه شرح للوزراء الأوروبيين الموقف الاقتصادى الحالى، والتحديات التى واجهتها مصر، إضافة للمشروعات القومية الكبرى التى نفذتها طوال السنوات الماضية، ثم تأثيرات كل من أزمتى كورونا وأوكرانيا، وما قادتا إليه من تضخم عالمى كان له تأثير كبير على الاقتصاد المصرى، إضافة لتأثيرات الحرب فى غزة حالياً، والأزمة الراهنة الأخرى فى البحر الأحمر، الأمر الذى قاد إلى ارتفاع معدلات التضخم والأسعار نتيجة لتلك الأزمات العالمية.
وشرح الوزير للصحفيين المصريين، فى اللقاء الذى حضره السفير المصرى فى بروكسل بدر عبدالعاطى، وأمين عام الأمانة التنسيقية لاتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى، السفير عمر أبوعيش، التقدم الكبير فى العلاقات المصرية - الأوروبية، مؤكداً أنه من المقرر فتح مجالات كثيرة للتعاون بين الجانبين، وأن الوزراء الأوروبيين عبروا عن رضاهم عن سير العلاقات مع مصر، وأشادوا بوثيقة الأولويات التى تم إقرارها من ٢٠٢١ حتى ٢٠٢٧. وجارٍ الاتفاق على الجزء الثانى منها، والذى يبدأ من هذا العام ٢٠٢٤ حتى نهاية الفترة فى ٢٠٢٧. وأوضح الوزير شكرى أن الارتقاء بالعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى من شأنه أن يقود إلى استراتيجية شاملة، مشيداً بالدور الذى يلعبه السفيران بدر عبدالعاطى وعمر أبوعيش.
وعن الأوضاع فى غزة، قال وزير الخارجية: «الموقف المصرى واضح، وقد شرحت للأوروبيين حقيقة وجوهر هذا الموقف، وهناك تقدير حقيقى لدور مصر، وقد أدى ذلك، ضمن أدوار أخرى، إلى تعديل واضح فى مواقف العديد من الدول الأوروبية بشأن الأزمة، ورأينا ١٨ دولة أوروبية تصوت لصالح قرار إدخال المساعدات فى مجلس الأمن».
كما أشار «شكرى» إلى المحاولات الأوروبية لحل الأزمة، خصوصاً التصور المتكامل الذى قدمه رئيس المجلس الأعلى للشئون الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، لإنهاء الصراع، موضحاً أن أهم ما فيه أنه لا يتحدث عن مسار عملية السلام بل عن تطبيق حل الدولتين على الأرض. وأضاف أنه لا يصح أن يتم تغليب وجهة نظر طرف واحد وإغفال وجهات نظر ومصالح بقية الأطراف، مشدداً على أن بقاء إسرائيل فى قطاع غزة أو محاولة السيطرة على الجانب الفلسطينى من معبر رفح سوف يعمق من حقيقة كونها قوة احتلال.
قلنا للأوروبيين إن مصر سوف تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية حقوقها المائية إذا تعرض هذا الأمن لأضرار لا يمكن تحملهاوعن قضية سد النهضة، قال «شكرى»: «عرضنا الموقف المصرى على الاتحاد الأوروبى، وأكدنا أن مصر سوف تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية حقوقها المائية إذا تعرض هذا الأمن لأضرار لا يمكن تحملها». وكشف عن أنه أخبر الإثيوبيين فى السنوات الماضية أن مصر سوف تقبل أى اتفاق يصيغه البنك الدولى وستوقع عليه فوراً، وستقبل بأى نظم رشيدة لإدارة السدود، مثل الدانوب فى أوروبا، أو حتى نهر السنغال فى أفريقيا، لكن إثيوبيا تعنتت ورفضت كل شىء.
نرفض اتفاق إثيوبيا لتوفير منفذ لها على البحر الأحمر.. وهو اتفاق غير معترف به ونؤيد موقف دولة الصومالوحول الأزمة الراهنة بالبحر الأحمر بين إثيوبيا والصومال، أكد وزير الخارجية أن الموقف المصرى واضح تجاه رفض اتفاق الحكومة الإثيوبية، غير المعترف به، لتوفير منفذ لإثيوبيا على البحر الأحمر، وأنها تؤيد موقف الدولة الصومالية فى هذا الصدد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزير الخارجية سامح شكري مصر السيسي بروكسل الاتحاد الأوروبي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق طال انتظاره يوم الأحد، يقضي بفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على صادرات الاتحاد الأوروبي، مع إعفاء بعض القطاعات. ومع ذلك، لا تزال التفاصيل الرئيسية غير واضحة. اعلان
بعد أسابيع من المفاوضات، توصّل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يوم الأحد 27 تموز/يوليو إلى اتفاق مبدئي بشأن النزاع الجمركي الذي تسبب في انقسام كبير بين الطرفين منذ منتصف آذار/مارس. وبحسب ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن الاتفاق ينص على فرض تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لاين: "لقد استقرينا على معدل تعريفة جمركية واحد بنسبة 15% للغالبية العظمى من صادرات الاتحاد الأوروبي. وينطبق هذا المعدل على معظم القطاعات، بما في ذلك السيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية"، وأضافت: "هذا المعدل الـ15% هو سقف واضح - لا تجميع، شامل للجميع - لذا فهو يعطي الوضوح الذي يحتاج إليه مواطنونا وشركاتنا بشدة".
ومن بين أهم بنود الاتفاق، أن السيارات التي كانت خاضعة لتعريفة جمركية بنسبة 27.5% خلال الأشهر الماضية، ستُعامل الآن بالتعريفة الموحدة الجديدة البالغة 15%، وهو ما اعتُبر انتصارًا متواضعًا لصالح المصنعين الألمان.
كما أعلنت فون دير لاين أن بعض المنتجات ستُعفى من التعريفة الجمركية، بحيث تُطبق نسبة صفر مقابل صفر على بعض المواد الكيميائية، وبعض الأدوية الجنيسة، ومعدات صناعة أشباه الموصلات، وبعض المنتجات الزراعية. غير أن الإعفاء يستثني صراحة جميع المنتجات المصنّفة "حساسة" مثل لحوم الأبقار، والأرز، والإيثانول، والسكر، والدواجن، وكذلك بعض الموارد الطبيعية والمواد الخام الحيوية.
ورغم الإعلان عن هذا الاتفاق، لا تزال هناك شكوك تحيط بالعديد من تفاصيله، خصوصًا ما يتعلق بالقطاعات المشمولة بنسبة 15%، والضمانات القانونية المرتبطة به، ومدى التزام الطرفين بعمليات الشراء والاستثمار المنصوص عليها.
1. لا يوجد اتفاق ملزم قانونيًا حتى الآنالاتفاق المُعلن عنه يوم الأحد لا يحمل حتى الآن أي طابع قانوني ملزم للطرفين. فلا يزال الموعد النهائي لإضفاء الطابع الرسمي عليه غير محدد. ومن المنتظر أن يصدر بيان مشترك في موعد أقصاه 1 آب/أغسطس، وهو الموعد الذي حدّده الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: "سيكون بيانًا مشتركًا خفيفًا نسبيًا"، مشيرًا إلى أن الاتحاد لا يزال في انتظار صدور أمر تنفيذي من الإدارة الأميركية، من شأنه أن يمنح بعض اليقين القانوني لما تم الاتفاق عليه. وإلى أن يتم ذلك، ستتواصل المفاوضات بشأن الإعفاءات من الرسوم الجمركية البالغة 15%.
وأضاف المسؤول: "نظرًا لأننا نريد أن نتأكد من أن الولايات المتحدة ستنفذ ما اتفقنا عليه بسرعة، فإننا نريد أيضًا أن ننفذ ما اتفقنا عليه بسرعة". كما أشار إلى أن المفوضية تبحث حاليًا في الأساس القانوني الدقيق للاتفاق بالتعاون مع المجلس والبرلمان الأوروبي، موضحًا أن التوصل إلى اتفاق دولي ثنائي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد يستغرق وقتًا، ما قد يدفع المفوضية إلى التفكير باستخدام أدوات قانونية أخرى مؤقتة.
Related فون دير لاين تكشف النقاب عن زيادة في ميزانية الاتحاد الأوروبي "الاستراتيجية" بقيمة 2 تريليون يوروترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% بروكسل وواشنطن تناقشان الرسوم الجمركية 2. ما هي منتجات الاتحاد الأوروبي المعفاة؟بموجب الاتفاق، ستُعفى الطائرات الأوروبية من التعريفة الجمركية البالغة 15%، مما يعني أنها ستُرسل إلى الولايات المتحدة من دون أي رسوم إضافية. ويمثل هذا بندًا حاسمًا نظرًا للتشابك العميق في خطوط الإنتاج بين الجانبين في هذا القطاع، مما يجعل من غير الواقعي بالنسبة للولايات المتحدة فرض رسوم تؤدي إلى ارتفاع أسعار طائراتها.
ورغم هذا الإعفاء، سيواصل الاتحاد الأوروبي التفاوض على إدراج إعفاءات إضافية، وعلى رأسها النبيذ والمشروبات الروحية. منذ بداية المفاوضات، عبّرت الصناعات الأوروبية عن خشيتها من تبعات اتفاق من شأنه أن يُلحق بها أضرارًا مباشرة.
وفي هذا السياق، قالت مارزيا فارفاغليون، رئيسة اللجنة الأوروبية لشركات النبيذ، في بيان صدر يوم الأحد: "نعتقد حقًا أن تجارة النبيذ ذات فائدة كبيرة لكل من شركات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على حد سواء، ويجب أن تكون مشمولة في ترتيب التعريفة الجمركية 0 مقابل 0"، وأضافت: "لا يمكن أن يكون النبيذ فقط هو الذي سيُستثنى من الاتفاق. ليس الجانب الأوروبي وحده من يقول ذلك - فنظراؤنا في الولايات المتحدة كانوا أيضًا مدافعين أقوياء عن حماية هذا التبادل الحيوي".
3. الصلب والألومنيوم: نظام الحصص ما زال غير محسومرغم الاتفاق الجمركي الجديد، فإن الولايات المتحدة لا تزال تفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم الأوروبية. ولن يُرفع هذا الإجراء إلا في حال التوصل إلى اتفاق حول نظام حصص متبادل.
ورغم أن المفوضية الأوروبية تبدي ثقة في قدرتها على التأثير في المحادثات المقبلة، فإن قطاع صناعة الصلب الأوروبي أبدى انزعاجًا يوم الاثنين. وقال أكسل إيجيرت، المدير العام لرابطة الصلب الأوروبية (EUROFER): "إذا تم تأكيد فرض تعريفة صفرية على صادراتنا التقليدية إلى الولايات المتحدة، فإننا سنكون في الاتجاه الصحيح"، لكنه أضاف: "لا يوجد وضوح حتى الآن. وكما هو الحال دائمًا، يكمن الشيطان في التفاصيل".
ويُقابل هذا الغموض التزام مشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتصدي لمشكلة الفائض العالمي في القدرات الإنتاجية، التي يُعتقد أن مصدرها الرئيسي هو الصين.
4. الطاقة: التزام الشراء الأوروبي مرتبط بقرارات القطاع الخاصوفقًا للاتفاق، تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بمعدل 250 مليار دولار سنويًا. وتشمل هذه المشتريات الغاز الطبيعي المسال، والنفط، وبعض منتجات الصناعات النووية الأميركية.
وقال أحد المسؤولين الأوروبيين إن هذا الالتزام يأتي في سياق خطة أوسع لتقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على واردات الطاقة الروسية. ومع ذلك، أوضح المسؤول نفسه أن الاتحاد ومؤسساته لن يقوموا بشراء الطاقة مباشرة، بل سيعملون على تيسير عمليات الطلب وتشجيع القطاع الخاص على إبرام العقود المطلوبة.
وأضاف المسؤول: "يمكننا المساعدة في تجميع الطلب وتسهيل بعض الأمور، ويمكننا أن ننظر في الأماكن التي ربما توجد فيها اختناقات في البنية التحتية".
كما تضمن الاتفاق بندًا آخر ينص على التزام الاتحاد الأوروبي بشراء رقائق ذكاء اصطناعي أميركية دقيقة، بنفس القيمة المخصصة للطاقة، أي 750 مليار دولار.
5. الاستثمارات الأوروبية في أميركا ستُترك للقطاع الخاصينص الاتفاق كذلك على أن شركات الاتحاد الأوروبي ستقوم باستثمار ما قيمته 600 مليار دولار في السوق الأميركية. ومع ذلك، لن تكون هناك جهة عامة مسؤولة عن تنفيذ هذا الرقم أو مراقبته، على خلاف ما حدث في الاتفاق الذي وُقّع بين اليابان والولايات المتحدة في 22 تموز/يوليو، والذي تضمّن استثمارات على شكل أسهم، وقروض، وضمانات من وكالات حكومية.
وأكدت المفوضية الأوروبية أنها أجرت نقاشات واسعة مع جمعيات الأعمال وممثلي الشركات الخاصة لفهم نواياهم في ما يخص الاستثمارات.
وقال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي: "لقد قمنا بشكل أساسي بتجميع ما نعرفه عن النوايا الاستثمارية للشركات الخاصة. والطريقة التي سيتم التعبير عن ذلك في البيان المشترك هي أنها نوايا"، مضيفًا: "لذا فهو ليس شيئًا يمكن للاتحاد الأوروبي كسلطة عامة أن يضمنه".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة