إسرائيل: لن نوافق على أي اتفاق للتهدئة يسمح لحماس بالسيطرة على غزة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيالون ليفي، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل لن توافق على أي اتفاق وقف إطلاق نار يسمح لحركة "حماس" بالسيطرة على سلطة قطاع غزة، ولا يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزهم المقاومة في القطاع.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ليفي أشار إلى أن هناك جهودًا جارية لضمان إطلاق سراح الأسرى، ولكنه لم يقدم تفاصيل إضافية.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد أصدرت بيانًا أكدت فيه مسؤوليتها عن العملية التي أسفرت عن مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا، حيث استهدفت بقذيفة مضادة للأفراد منزلًا تحصنت فيه قوة هندسية إسرائيلية، ما أدى إلى انفجار الذخائر والعتاد الهندسي وتدمير المنزل بشكل كامل.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عن نجاحها في عمليات هجومية جديدة، حيث أكدت تدمير دبابة "ميركفاه" وإحدى الآليات الإسرائيلية بقذيفة "الياسين 105"، إضافة إلى تفجير حقل للألغام أسفر عن إصابة وقتل جنود إسرائيليين. وذكرت الفصائل أن مقاتليها انسحبوا بسلام إلى قواعدهم بعد تنفيذ العمليات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن صباح اليوم عن مقتل 24 ضابطًا وجنديًا في معارك قطاع غزة، في أسوأ خسائر يتكبدها الجيش الإسرائيلي خلال يوم واحد منذ بداية الهجوم البري في أكتوبر الماضي.
في وقت لاحق، عقد أعضاء حكومة الطوارئ الإسرائيلية مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على فقدان 24 جنديًا وقال: "نحني رؤوسنا للشهداء، ومع ذلك، سنواصل السعي لتحقيق النصر المطلق".
وأضاف نتنياهو أن "الإنجازات العظيمة التي حققتها الحملة تأتي بثمن باهظ"، معلنًا عن استمرار القتال والتصدي للتحديات.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، التزام بلاده بمواصلة القتال في قطاع غزة، معربًا عن قوة القوات الإسرائيلية التي تعمل في عمق أراضي العدو، خاصة في منطقة خان يونس، حيث يشارك مقاتلون من المظليين واللواء السابع جفعاتي في الجهود العسكرية، وأكد جالانت على الالتزام بإكمال المهام والقيام بكل ما هو مطلوب لتحقيق الأهداف المرسومة.
وفي سياق آخر، أشار جالانت إلى الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية، محذرًا من استمرار تحركات حزب الله واستفزازاته. وقال: "نحن مستعدون، لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطور في الشمال".
من ناحية أخرى، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، عضو كابينيت الحرب، عن تعازيه لأسر الجنود الـ24 الذين قتلوا، مشيرًا إلى أنهم قدموا تضحيات كبيرة في حرب غزة، ووصف الحادث بأنه "كارثة فظيعة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحكومة الإسرائيلية إسرائيل حماس غزة
إقرأ أيضاً:
خلافات داخلية في إسرائيل حول خطة “ويتكوف” لوقف إطلاق النار
البلاد – القدس
في ظل التصعيد المتواصل في قطاع غزة وسقوط عشرات القتلى في غارات إسرائيلية عنيفة، تصاعدت حدة الخلافات داخل المشهد السياسي الإسرائيلي بشأن المبادرة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد، اليوم الخميس، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى قبول خطة الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف “علناً وفوراً”، معتبراً أن هذا المقترح يمثل فرصة نادرة لتحقيق انفراجة إنسانية وسياسية بعد شهور من الحرب المستمرة في القطاع.
وقال لابيد في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت: “أُذَكّر نتنياهو بأنني أؤيد قبول المخطط، حتى لو حاول بن غفير وسموتريتش إفشاله”. في إشارة إلى وزيري الأمن القومي والمالية، اللذين يُعدان من أبرز المعارضين لأي اتفاق من شأنه أن يُفضي إلى تهدئة أو تبادل أسرى.
وكان ويتكوف قد عرض، صباح اليوم، خطة جديدة تقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين خلال أسبوع، وتسليم جثث 18 أسيرًا آخرين تحتجزهم حركة حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وتأتي هذه المبادرة وسط تقارير عن تقدم جزئي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية، إلا أن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية تهدد بإفشالها قبل أن ترى النور.
وفي موقف يعكس حجم الانقسام داخل الائتلاف الحاكم، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير معارضته الشديدة لأي اتفاق لتبادل الأسرى أو لوقف إطلاق النار، مهددًا مجددًا بالاستقالة من الحكومة في حال تم تجاوز “خطه الأحمر”، من دون أن يوضح ماهية هذا الخط.
وقال بن غفير في حديث إذاعي: “أنا الوحيد الذي استقال من حكومة سابقة، ولا أكتفي بالتهديد فقط. إذا تم تجاوز خطي الأحمر، فسأفعل ما أراه مناسبًا”، مضيفًا: “نتنياهو يعرف تمامًا ما هو خطي الأحمر”.
كما رفض بن غفير إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، معتبرًا أن “الصفقة الجزئية خطأ جسيم، وأن استمرار القتال هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على الركوع”.
وفي الأثناء، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 44 شخصًا منذ فجر اليوم الخميس، بينهم 23 من عائلة واحدة، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن “القطاع يشهد أوضاعاً كارثية”، مشيرة إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 60 آخرين خلال الـ48 ساعة الماضية قرب مناطق توزيع المساعدات في مدينة رفح.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل وروضة أطفال تؤوي نازحين في جباليا، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفلتان.
وتُفاقم هذه الهجمات، إلى جانب إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، من خطر المجاعة التي تهدد سكان القطاع، بحسب وكالات الإغاثة المحلية والدولية.
تأتي هذه التطورات فيما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج لإنهاء الحرب أو تخفيف حدتها، مع تصاعد الانتقادات حول إدارة ملف الأسرى، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، وتآكل التأييد الدولي لمواصلة العمليات العسكرية دون أفق سياسي.
في الوقت ذاته، يخشى محللون من أن تؤدي مواقف بن غفير وسموتريتش المتشددة إلى تقويض فرص التوصل إلى أي اتفاق، بما قد يعجل بانهيار الائتلاف الحاكم أو فرض انتخابات مبكرة.
وبين مساعي التهدئة وتهديدات التصعيد، يراوح المشهد الإسرائيلي مكانه وسط انقسامات داخلية حادة ومأساة إنسانية متفاقمة في غزة. ومع تزايد الضغوط الأميركية والدولية، يبقى السؤال الأبرز: هل ينجح نتنياهو في تمرير خطة ويتكوف رغم معارضة حلفائه المتشددين، أم تنفجر الحكومة قبل أن تهدأ الجبهة؟.