اليوم الـ 110.. استمرار الهمجية الإسرائيلية وسط ارتباك كبير داخل الحكومة وحماس ترفض هدنة مؤقتة
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
وسط حملة عنيفة من القصف الجوي والمدفعي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين تلقنهم المقاومة ضربات مؤلمة من خلال استهداف القوات المتوغلة برياً في محاور القتال.
وبينما تدخل الحرب يومها العاشر بعد المائة كان الحدث الأبرز هو مقتل 24 جنديا إسرائيليا في يوم واحد (الاثنين) بالإضافة إلى إصابات خطيرة.
و أعلنت كتائب القسام ( الاثنين) تنفيذ عملية مركّبة شرق مخيم المغازي، استهدفت خلالها "منزلاً تحصنت فيه قوة هندسية من جيش الاحتلال بقذيفة مضادة للأفراد، أدت لانفجار الذخائر، والعتاد الهندسي الذي كان بحوزة القوة، وتم نسف المنزل بشكل كامل عليها.
كما أعلنت "سرايا القدس" الثلاثاء قصف تجمّعات جيش الاحتلال في خانيونس.
وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي من الضباط والجنود منذ بدء العملية البرية إلى نحو منهم 221 منذ بداية الاجتياح البري، في حين بلغ الإجمالي منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 556؛ وفق التقديرات الرسمية الإسرائيلية، رغم شكوك حول صحتها.
وتوسعت الآلة الإسرائيلية بشكل ملحوظ الساعات الأخيرة في خان يونس، في حين تتواصل أزمة الجوع جراء انقطاع المواد الغذائية الأساسية، مع عودة المعارك البرية العنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في محاور عدة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عدداً من الجرحى سقطوا إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين بجوار مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، جنوبي القطاع.
اقرأ أيضاً
الأمين العام للأمم المتحدة: رفض إسرائيل حل الدولتين غير مقبول
اعتقالات بالضفة ونابلس
كما تشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق بالضفة الغربية، وتفجّر منزل أسير فلسطيني جنوب نابلس.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارة جوية استهدفت شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، فيما لم يتضح على الفور إن كان هناك شهداء أو مصابون جراء القصف.
فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب إلى 25,490 شهيدا و63,354 مصابا، وفق آخر حصيلة صدرت عن وزارة الصحة.
22 مجزرة خلال 24 ساعة
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الأخيرة 22 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 195 شهيدا فيما أصيب نحو 354 شخصا، بحسب ما أفادت وزارة الصحة، وأوضحت أن "عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات"، في ظل عدم قدرة "طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة التربية والتعليم بغزة، أن أكثر من 4 آلاف طالب استشهدوا، وتعرّض ما يزيد عن 280 مدرسةً حكومية، و65 تابعة للأونروا، للقصف.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن الاحتلال يعزل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، ويعرض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر.
اقرأ أيضاً
الأسرى وارتفاع حصيلة القتلى.. أزمات متصاعدة تواجه حكومة نتنياهو
كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الثلاثاء، أن إسرائيل منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية الوصول إلى شمال قطاع غزة.
وعلى ساحة الفضاء الإليكتونري تداول المعلقون والمغردون في وسم "أنقذوا غزة من المجاعة"، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو للمأساة التي وصل إليها أهالي قطاع غزة جراء الحصار المستمر ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
"حماس" ترفض طلب إسرائيلي
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تل أبيب أبلغت واشنطن بنيتها بناء منطقة عازلة بعرض كيلو متر على حدود غزة.
قال مسؤول مصري بارز إن حركة "حماس" رفضت عرضا إسرائيليا لهدنة مدتها شهرين مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم في غزة، وفقا لما نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس".
قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيلون ليفي، الثلاثاء، إن تل أبيب لن توافق على اتفاق مع "حماس" بشأن وقف إطلاق نار يسمح باستمرار احتجاز الأسرى في غزة أو بقاء الحركة على رأس السلطة في القطاع.
ومن جهته صرح نتنياهو بأن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ستستمر 6 أشهر.
ذكرت وسائل إعلام غربية أن حكومة نتنياهو، تتواصل فيها حدة الأزمات بسبب فشله في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس حتى الآن، بالإضافة إلى نزيف الخسائر البشرية بين صفوف قواته.
ذكرت صحف عبرية أن وزارة القضاء الإسرائيلية تعمل على سن إجراءات تشريعية سريعة لقانون جديد يتعلق بمحاكمة آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة الذين تم اعتقالهم منذ هجوم "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخلال المناورة البرية الإسرائيلية.
كشف وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن موافقة على تسليم أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية بشرط "اقتطاع حصة غزة منها".
ومن جانبه، علق رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على موافقة "الكابينت" الإسرائيلي، على تحويل أموال المقاصة للسلطة، واقتطاع حصة غزة منها، قائلا: "قطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية، ويحظى الشعب هناك بالأولوية ولن يتم التخلي عنه".
اقرأ أيضاً
مقتلة خان يونس.. جيش إسرائيل يكشف نتيجة تحقيقاته في الضربة الأكثر قسوة ضده
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل خان يونس حكومة نتنياهو الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال
ما زالت الأوساط الاسرائيلية تترقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الشروع في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى بدون إعادة جثة آخر جندي قتيل في غزة، وبدون نزع سلاح كامل من القطاع، وفي الوقت الذي يُطلب من الولايات المتحدة تضييق الفجوة مع دولة الاحتلال، يبقى السؤال عما إذا كان ذلك على حسابها.
أمير بار شالوم المحلل العسكري في موقع زمان إسرائيل، ذكر أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، انعقد "منتدى الدوحة" في قطر، وهو مؤتمر جمع قادة عربًا قدّموا العديد من التصريحات البارزة حول قضية الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، ومع ذلك، كشف تصريحٌ باللغة الإنجليزية لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن نظرة الدولة المضيفة للمؤتمر إلى استمرار خطة ترامب للقطاع، قائلا إننا اجتمعنا هنا لفرض استمرار العملية، مستخدما كلمة "فرض"، ما لا يدع مجالاً للشك في مقصده".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ينبغي لهذه الكلمات أن تثير قلق الاحتلال، لأنها تشير إلى الاتجاه الذي تنظر به قطر، وربما تركيا أيضاً، إلى استمرار العملية، وتتمثل في فرض حل على الجانب الإسرائيلي، بدلاً من الحوار معه، ولذلك لم يكن استخدام المصطلحات القطرية مصادفة، بل نتاج تحليل لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة".
وأوضح أنه "من وجهة نظر إسرائيل، لا استمرار للمرحلة الثانية من الخطة ما لم تعد جثة الجندي القتيل ران غويلي من قطاع غزة، فقد ألمح بنيامين نتنياهو لذلك في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، قائلاً إننا أوشكنا على إتمام المرحلة الأولى، ولم يتبقَّ لنا سوى مختطف واحد لإعادته، ستكون المرحلة الثانية هي الأصعب، أما السؤال المطروح هو ما سيكون عليه الموقف الأمريكي من هذه المسألة، فهل سيتبنى النسخة الإسرائيلية أم القطرية لاستكمال العملية".
وأشار إلى أنه في غضون ذلك، وطالما أن حماس عاجزة عن العثور على جثة غويلي، فإن الاحتلال لا ينظر في الموضوع بتاتًا، و"ثمة نقطة اختبار أخرى يقترب منها بخطى حثيثة، وهي موعد ومدة وكيفية نزع سلاح حماس، فمن وجهة نظره، لا توجد خطة لإعادة إعمار غزة دون نزع سلاح كامل لها، وفي الوقت الراهن، على الأقل، لا توجد دولة مقبولة لديه ومستعدة لإرسال جنود إلى قوة متعددة الجنسيات يُفترض أن تدخل القطاع".
وأكد أنه "من وجهة نظر حماس، فالوضع مختلف تمامًا، فمن خلال ما يصدر عن قيادتها، يبدو أن هناك محاولة لإيجاد حل وسط يتمثل في إيجاد صيغة تُبقي الحركة مسلحة، وفي موقع قوة مؤثر، وليس من المستبعد أن تحظى هذه الخطوة بدعم من قطر وتركيا، وقد صرّح مسؤولوها بأنها منفتحة على جميع الخيارات بشأن مصير الأسلحة. يمكننا مناقشة تجميدها، أو تخزينها، أو التخلص منها، مع ضمانات فلسطينية بعدم استخدامها إطلاقاً خلال فترة وقف إطلاق النار".
وأكد أنه "بعبارة أخرى، لا يتضمن أي من هذه الخيارات نزع سلاح الحركة، ومن المحتمل أن تتوافق هذه الخيارات مع التعويضات التي وُعدت بها مقابل إطلاق سراح الرهائن، بمعنى آخر، من الممكن أن يكون الوسطاء قد أوضحوا لحماس أنه مقابل إطلاق سراح الرهائن، سيكون لها خيار البقاء في قطاع غزة بتشكيل معين، وعندما سُئل نتنياهو عن وضع جداول زمنية لنزع سلاح حماس، وعن المدة التي سيكون مستعدا للانتظار فيها، تهرب من الإجابة، وقال إنه سيناقش الأمر في اجتماعه المرتقب مع ترامب نهاية الشهر".
وأشار أنه "بات من الواضح الآن أن على الولايات المتحدة التدخل لسدّ هذه الفجوة من أجل المضي قدماً في خطة ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة، في غضون ذلك، يبرز اختلاف كبير وجوهري بين التفسيرين الإسرائيلي والقطري للمرحلة الثانية، وهذا التباين والانقطاع بين تل أبيب والدوحة قد يفسران الاجتماع الذي عُقد في الولايات المتحدة بين المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، وممثل رفيع المستوى للحكومة القطرية، ولعلّ موافقة القطريين على الاجتماع تحديدًا مع بارنيع دون غيره من الممثلين الإسرائيليين لم تكن عبثًا".
وأضاف أن "رئيس الموساد مسؤول عن الملف القطري نيابةً عن إسرائيل، لذا فمن المنطقي أن يكون هو الممثل في هذا الاجتماع، لكن ثمة حقيقة لا بد من التذكير بها، ففي سبتمبر، عارض المحاولة الإسرائيلية لاغتيال قيادة حماس في الدوحة، ولم يغب هذا الأمر عن أنظار كبار المسؤولين في الدوحة، وفي الواقع، يُعدّ الاجتماع الذي عُقد في نيويورك، من وجهة نظر الولايات المتحدة، استمرارًا مباشرًا لمحادثة الاعتذار التي فرضها ترامب على نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض في سبتمبر، عقب الهجوم الفاشل في الدوحة مباشرةً".
تكشف هذه القراءة الإسرائيلية القلقة أن هناك محاولة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين مجددًا، انطلاقًا من معرفة ترامب بأن قطر عاملٌ ذو تأثير كبير على حماس، وبالتالي فهي مفتاحٌ هام لنجاح المرحلة الثانية، لكن السؤال الإسرائيلي المقلق هذه المرة ما إذا سيكون ذلك على حساب الاحتلال هذه المرة.