تحل اليوم الخميس الموافق 13 رجب ذكرى ميلاد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه، ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة. 

من هو علي بن أبي طالب ؟ 

هو أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م).

وهو أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضي الله عنه وكرم وجهه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج السيدة فاطمة الزهراء، وأبا لسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، كُنى: بأبى تراب، وأبى القسم الهاشمي.

أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويقال: إنها أول هاشمية ولدت هاشميا، وكان له من الأخوة طالب، وعقيل، وجعفر، وكانوا أكبر منه، بين كل واحد منهم وبين الآخر عشر سنين، وله أختان: أم هانئ، وجمانة، وكلهم من فاطمة بنت أسد، وقد أسلمت وهاجرت.

الإمام علي هو رابع الخلفاء الراشدين، والذي أسلم مبكرًا، وشهد الغزوات مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتزوج ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة، واشتهر بالشجاعة والفصاحة والبلاغة، وقد اغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الحميري، وهو ابن ثمان وخمسين.

كان على أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان ممن توفى ورسول الله ﷺ راضٍ عنهم، وكان رابع الخلفاء الراشدين، وكان رجلا آدم شديدا الأدمة أشكل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، وهو إلى القصر أقرب، وكان عظيم اللحية، قد ملأت صدره ومنكبيه، أبيضها، وكان كثير شعر الصدر والكتفين، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشى على الأرض.

مولد علي بن أبي طالب

ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

مشاركة علي بن أبي طالب في الغزوات 

وشارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة.

وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملًا مهمًا في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

وبويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر ، تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.

وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.

ذكرى استشهاد علي بن أبي طالب 

و كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين ضربه ابن ملجم؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. 

وظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال. وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل جثمانه وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من ابن ملجم بقتله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علی بن أبی طالب

إقرأ أيضاً:

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يستعرض تأثير رحمة النبي في فتح مكة

عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "رحمة النبي صلى الله عليه وسلم "فتح  مكة نموذجا" وذلك بحضور كل من؛ أ.د أسامة المهدي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأدر الحوار الأستاذ محمد جمعة، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.

في بداية الملتقى، أوضح فضيلة الدكتور حسن القصبي أن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته في كل أفعاله وأقواله، هي التي فتحت قلوب الناس لهذا الدين، ويؤكد القرآن الكريم هذا المعنى بقول الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، هذه الآية تبين أن الرحمة ليست مجرد صفة عابرة، بل هي جوهر الدعوة النبوية، لأنها مفتاح القلوب وسر الألفة والمودة بين الناس، ويجب علينا  أن نقتدي بهذا الخلق النبوي  في حياتنا، فالرحمة هي التي تزيل الحواجز وتذيب الخلافات، وتجعل المجتمعات أكثر تماسكا، وعلينا أن ندرك جيدا أن الرحمة ليست مجرد شعور، بل هي سلوك ينعكس في تعاملاتنا مع أسرنا، جيراننا، وجميع من حولنا، فإذا ما غلبنا خلق الرحمة، تفتح القلوب، وتزداد المودة، وتنتشر السكينة بين الناس، مما يعزز  الترابط ويجعلنا أمة متماسكة مترابطة.

حكم ترك الدعاء لتأخر الإجابة ؟.. الإفتاء ترددعاء تفريج الهم والحزن.. ردده يوميا ينشرح صدرك وتكن في معية الله

وأشار فضيلة الدكتور حسن القصبي إلى أن فتح مكة يقدم دروسًا للمسلمين، فمن أبرز تلك الدروس  أن من ينقض عهدًا قد قطعه، يكون قد ارتكب خيانة ومكرا، وهو ما يستوجب الحذر التام ممن يتعاملون بهذه الأخلاق، لهذا، كان تحرك النبي صلى الله عليه وسلم تجاه تصرف قريش بنقض عهدهم "صلح الحديبية" أمرا حتميا لرد الظالم عن ظلمه، ومن الدروس الأخرى  التي نتعلمها من فتح مكة، هو  حظر الشائعات ووأد الفتن في مهدها، يتجلى ذلك بوضوح في موقف النبي صلى الله عليه وسلم الحكيم تجاه مقولة سعد بن عبادة  عند دخول مكة، حين قال: "الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، الْيَوْمُ تُسْتَحَلُّ فِيهِ الْكَعْبَةُ"، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة بالغة: "كَذَبْتَ يَا سَعْدُ، هَذَا يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، هَذَا يَوْمٌ تُعَظَّمُ فِيهِ الْكَعْبَةُ"، بل وأرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليلحق بسعد ويأخذ الراية منه، ليكون دخول مكة سلميا، موقف النبي صلى الله عليه وسلم هذا كان حائلا بين انتشار الشائعات، التي يمكن أن تؤدي إلى الفتنة وسفك الدماء.

وأضاف فضيلة الدكتور حسن القصبي أن الرحمة التي قابل بها النبي صلى الله عليه وسلم، قريشا عند  فتح مكة هي أعظم الدروس الإنسانية، وهي التي تجعلنا نطلق على فتح مكة فتح الأخلاق، فعلى الرغم من كل ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريش من إخراج من ديارهم وظلم واضطهاد على مدار سنوات طويلة، إلا أن خلق النبي العظيم تجلى في أبهى صوره يوم الفتح، فعندما دخل مكة منتصرًا، جمع قادة قريش الذين كانوا أشد أعدائه، وسألهم: "مَا تَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟"، فردوا: "خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ"، فقال صلى الله عليه وسلم كلمته الخالدة التي أذهلت العالم: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"،  هذا العفو الشامل لم يكن مجرد تسامح، بل كان درسا عمليا في القوة التي تتحلى بالرحمة، والقدرة التي تقابل بالإحسان، مما أثر في قلوب أهل مكة ودفعهم إلى الدخول في الإسلام أفواجا، هذا الدرس يعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس، وأن النصر لا يعني الانتقام، بل هو فرصة لإرساء قيم العدل والرحمة.

من جانبه أكد فضيلة الدكتور أسامة مهدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالا للرحمة الكاملة، كما تجلى هذا  في قول الحق سبحانه و تعالى في وصفه للنبي صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، كما أن هذه الرحمة النبوية ظهرت بوضوح في موقف الطائف، فحين شج رأسه الشريف وكسرت رباعيته، رفض الدعاء على المشركين، قائلا: "إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة"، ونراها في كل مواقف للنبي حتى  في تعامله الأبوي؛ فعندما رأى الأقرع بن حابس النبي يقبل الحسن والحسين، قال متعجبا: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا"، ليرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا أهمية الرحمة الأسرية: "من لا يرحم لا يرحم"، وفي هذه المواقف تجسيد أن خلق الرحمة دعامة أساسية للمودة والسكينة في الأسرة والمجتمع ككل.

وقال فضيلة الدكتور أسامه مهدي، لقد تجلت الرحمة كخلق عظيم  في دعوة الأنبياء والمرسلين أجمعين، يتضح هذا جليًا في مواقف عظيمة سطرها التاريخ، فنجد سيدنا يوسف عليه السلام عندما قال له الملك: "إنك اليوم لدينا مكين أمين"، لم يتردد سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا السلام، في استخدام علمه وحكمته في إدارة شؤون مصر الاقتصادية، فأغاث الناس من الجفاف والمجاعة، مظهرا أقصى درجات الرحمة بهم وببلادهم، هذا الموقف يتوازى مع موقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، حيث وقف شامخا وقال لأهل مكة الذين طالما آذوه وحاربوه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، هذان الموقفان الخالدان يؤكدان أن الرحمة جوهر رسالات الأنبياء، ودليلا ساطعا على عظمة أخلاقهم التي تدعو إلى التسامح والعطاء.

كما بين الإعلامي محمد جمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه، ولم يكن ليتحمل أعباء الدعوة وتبليغ الرسالة إلا لرحمته الفياضة التي شملت الجميع،  هذا المعنى الذي جاء في قول الحق سبحانه وتعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، هذه الآية الكريمة تبين مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وشفقته عليها، مما يجعله القدوة  لنا في إرساء دعائم مجتمع مبني على الرحمة والتراحم، مؤكدا أننا في أمس الحاجة لتطبيق خلق الرحمة في واقعنا المعاصر، مستلهمين ذلك من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي جسد هذا الخلق العظيم في كل موقف من مواقفه، لا نه لا يمكن لحياتنا أن تستقر أو تزدهر دون ترسيخ هذه المعاني السامية في كافة جوانبها: في الأسرة، في العمل، في الشارع، وفي كل تعاملاتنا اليومية، لأن الرحمة ليست مجرد صفة، بل هي دليل على رقة القلب ورأفته.


يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

طباعة شارك الجامع الأزهر السيرة النبوية فتح مكة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف عن وصف السيدة عائشة لعمل النبي
  • التشاؤم في شهر صفر.. ولماذا حذر النبي من أربعة أمور؟
  • دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. تعرف عليه وردده
  • هل يجوز قول سيدنا الحسين ؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي .. رددها الآن واغتنم فضلها
  • كيف تنال أجر تحرير 10 رقاب؟.. دعاء أوصى بترديده النبي مائة مرة
  • من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟.. 5 فئات لا تنالها
  • دعاء الحر الشديد .. ردد أفضل ما قاله النبي عند ارتفاع درجة الحرارة
  • لماذا أوصى النبي بصلاة الظهر في وقتها؟.. اعرف السبب
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يستعرض تأثير رحمة النبي في فتح مكة