إلهام أبو الفتح تكتب: ماكرون يغرد
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
استعرضت الإعلامية نهاد سمير، ببرنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد، مقال «ماكرون يغرد» للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار، ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد» المنشور في صحيفة الأخبار.
. تفاصيل مكالمة الرئيسين السيسي وماكرون
وقالت إلهام أبو الفتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاجأ العالم بتدوينه علي منصة اكس اعلن فيها ان فرنسا ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة كتب التدوينة باللغة العبرية اللغة، والمضمون كان إعلانًا سياسيًا يحمل أبعادًا أكبر من عدد كلماته، حين يكتب رئيس فرنسا بالعبرية، فهو لا يخاطب الداخل الفرنسي، ولا يوجه حديثه للدول العربية، بل يتحدث مباشرة إلى الرأي العام الإسرائيلي.
كأنّه يقول: نحن لا نقف ضدكم، ولكننا نؤمن أن الاعتراف بفلسطين ليس ضدكم أيضًا، هذا الإعلان لا يمكن فصله عن اللحظة التي جاء فيها، فالحرب في غزة مستمرة منذ شهور، والوضع الإنساني كارثي، والصورة أمام العالم واضحة: لا يمكن القبول باستمرار هذا الصراع بلا نهاية، ولا معنى لحل سلمي لا يبدأ من الاعتراف المتبادل، ومنح الفلسطينيين الحد الأدنى من حقهم في الوجود.
ماكرون لم يطرح خطوة رمزية، بل رؤية سياسية متكاملة، ربط الاعتراف بوقف إطلاق النار، بالإفراج عن الأسرى، بإدخال المساعدات، بنزع السلاح، بإعادة إعمار غزة، وبضمان أمن إسرائيل… ثم في النهاية: إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
قد يرى البعض أن هذه الرؤية غير كافية، أو لا تُرضي الفلسطينيين بالكامل.
لكنها، رغم تحفظات كثيرة، تكسر الصمت الأوروبي المعتاد، وتفتح ثغرة في جدار التردد والدبلوماسية الباردة.
لأول مرة منذ سنوات، تخرج باريس من "المنطقة الرمادية"، وتقول رأيًا صريحًا في مسألة حاولت أغلب العواصم تفاديها.
هذا التحوّل لا يُقاس فقط بمواقف الحكومات، بل بما يمكن أن يخلقه من تأثير على الرأي العام العالمي، وعلى الحكومات الأوروبية الأخرى التي ما زالت تتردد، رغم أن الواقع على الأرض لم يعد يحتمل التأجيل أو التجاهل فهناك حرب إبادة وتجويع تكاد تقضي علي شعب كامل.
وفي عالم مليء بالصراعات، يصبح الاعتراف بالحق موقفًا نادرًا، وحتى لو جاء متأخرًا، فإنه جاء في وقت تتضاعف فيه المعاناة ليمنح الفلسطينيين شيئًا من الأمل، ويذكّر العالم أن قضيتهم لم تُمحَ من الذاكرة. ما قاله ماكرون اعتبره بداية الطريق وهي محاولة لإرساء العدالة التي ابتعدت جدا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إلهام أبو الفتح فرنسا ماكرون إلهام أبو الفتح
إقرأ أيضاً:
بعد فرنسا وبريطانيا.. 9 دول جديدة تتحرك للاعتراف بدولة فلسطين
تتسارع وتيرة التحركات الدولية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، مع انضمام تسع دول جديدة إلى قائمة المؤيدين لهذا المسار، استعداداً لإعلان رسمي مرتقب خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “تحول دبلوماسي غير مسبوق” على الساحة الدولية.
وجاء هذا الزخم السياسي عقب اختتام “مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين” في نيويورك، الذي انعقد برعاية فرنسية سعودية، وبمشاركة واسعة من دول مؤيدة لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وبرز في ختام المؤتمر “إعلان نيويورك”، الذي دعا إلى إنهاء الحرب في غزة، وتسليم حركة حماس أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، وإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.
وفي بيان مشترك، أعلنت تسع دول، معظمها أوروبية، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين للمرة الأولى، وهي: أستراليا، كندا، فنلندا، نيوزيلندا، البرتغال، أندورا، مالطا، سان مارينو، ولوكسمبورغ، كما جددت دول أخرى سبق لها الاعتراف بفلسطين تأكيد دعمها، مثل إيسلندا، إيرلندا، وإسبانيا.
ووصف وزراء خارجية هذه الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه “خطوة أساسية لا غنى عنها لتحقيق حل الدولتين”، داعين بقية الدول التي لم تعترف بعد إلى اتخاذ القرار ذاته، لما فيه من دعم للسلام الإقليمي والاستقرار العالمي.
تحول بريطاني مشروط يحظى بدعم إقليمي
وفي تطور لافت، نقلت مصادر بريطانية أن رئيس الوزراء كير ستارمر أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن تنفيذ القرار مشروط بوقف إطلاق النار في غزة، وضمان عدم تنفيذ عمليات ضم جديدة في الضفة الغربية، وبدء مفاوضات سياسية جادة تفضي إلى حل الدولتين.
ورغم الضغوط الإعلامية والسياسية المتزايدة داخل بريطانيا، شدد ستارمر على أن قراره “نابع من قناعة استراتيجية، وليس نتيجة ضغوط داخلية”، وهو ما لاقى ترحيباً من السعودية والأردن، حيث وصفت وزارة الخارجية الأردنية الخطوة البريطانية بأنها “إشارة سياسية صحيحة نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل”.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد اعتبر القرار البريطاني “موقفاً تاريخياً”، داعياً بقية دول العالم إلى محاكاة هذا التوجه ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
قلق إسرائيلي وتحذيرات داخلية
على الجانب الإسرائيلي، قوبل التوجه الدولي المتسارع نحو الاعتراف بفلسطين بقلق شديد في الأوساط السياسية والدبلوماسية. فقد أصدر منتدى يضم 18 سفيراً إسرائيلياً سابقاً بياناً حذروا فيه من “انهيار سياسي غير مسبوق” يهدد إسرائيل نتيجة عزلتها المتزايدة بسبب استمرار الحرب في غزة، مؤكدين أن “أي خطوات ضم إضافية ستفاقم الوضع وتزيد من عزلة تل أبيب”.
ودعا البيان إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، وإطلاق سراح الرهائن، والبدء بعملية سياسية تؤدي إلى إنهاء حكم حماس في غزة ضمن إطار دولي.
إجماع دولي متنامٍ على دعم حل الدولتين
مؤتمر نيويورك الذي رعته باريس والرياض شهد مشاركة 17 دولة، منها بريطانيا، مصر، قطر، تركيا، كندا، والبرازيل، وأكد في بيانه الختامي على ضرورة استعادة المسار السياسي، وإنهاء الصراع عبر حل الدولتين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.
هذا التحول المتسارع في المواقف الدولية يعكس ضغطًا سياسيًا متزايدًا لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال حلول سياسية قابلة للتنفيذ، وسط تصاعد الغضب الشعبي والدولي من آثار الحرب المستمرة في غزة والانقسامات الحادة داخل إسرائيل.