مسؤول في الحشد الشعبي: واشنطن تزعزع استقرار المنطقة ووجود قواتها غير مبرر
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أدان المسؤول في "الحشد الشعبي" العراقي، مؤيد الساعدي، تكرار الاعتداءات الأمريكية على مواقع تابعة لقواته في العراق، مشيرا إلى أن "واشنطن إما تتحجج بأنها تقصف المواقع عن طريق الخطأ، أو تدعي وجود عناصر تابعة للمقاومة الإسلامية".
وفي حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أكد الساعدي أن "المقرات العسكرية التابعة للحشد الشعبي مسجلة لدى القوات المسلحة العراقية (الجيش العراقي)، واستهدافها يمثل انتهاكا صارخا لسيادة العراق".
وشدد الساعدي، بالقول إن "الاعتداءات الأمريكية المتكررة تدفع إلى تقويض الأمن في البلاد وتهدم كل محاولات الإصلاح التي تقوم بها الحكومة العراقية، وستؤدي إلى إعادة تنظيم داعش الإرهابي (محظور في روسيا ودول عديدة) إلى الواجهة".
وأضاف أن "هناك حاجة ملحة في العراق لخروج القوات الأمريكية وغيرها من القوات الغربية، لأن وجودها غير مبرر"، لافتا إلى أن "الجهات الرسمية الأمريكية، على رأسها البيت الأبيض وإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تماطل وتتجاهل رسائل حكومة السوداني، وترفض سحب قواتها".
وأشار الساعدي إلى أن "ادعاء واشنطن برغبتها في حماية العراق يضع السلطات العراقية في موقع حرج، إذ مساعي الأمريكيين تتنافى مع مفهوم السيادة، ما دفع بالحكومة العراقية إلى إصدار عدة بيانات تستنكر فيها السلوك الأمريكي".
وجدد الساعدي تأكيده أن "القوات المسلحة العراقية بكافة أصنافها وتشكيلاتها تقع تحت إمرة القائد العام لها، ومستعدة للدفاع عن أمن العراق وحمايته".
وأضاف أن "أمريكا تحاول توسيع دائرة الحرب في المنطقة لتغطي جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، وإعلان واشنطن عن وجود استراتيجية لتغيير شكل المنطقة نحو الأفضل، ليس إلا محاولة منها للهروب من تحمل مسؤولية ما يجري في القطاع".
وأكد الساعدي أن "انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة سيسهم في عودة العلاقات بين العديد من دولها وازدهار اقتصادها واستقرار أمنها وداخلها السياسي، إذ يعتبر وجود اليد الأمريكية في المنطقة مضر بعلاقات وأمن واقتصاد الدول".
ونوّه الساعدي بأن "المنطقة غنية بالثروات البشرية والطبيعية والصناعية ولدى دولها الرغبة في التقارب وبناء علاقات اقتصادية ناجحة، كما توجد دول مثل الصين، ترغب في التقرب منها وتوطيد العلاقات".
وفي وقت سابق، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" استهداف قاعدة حقل "كونيكو" للغاز، التي تضم قوات أمريكية في دير الزور شرقي سوريا، برشقة صاروخية.
وجاء القصف بعد ساعات من ضربات أمريكية استهدفت مواقع "للحشد الشعبي" وأخرى لـ"حزب الله" في العراق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحشد الشعبي واشنطن استقرار المنطقة العراقي الاعتداءات الأمريكية الجيش العراقي القوات المسلحة العراقية فی العراق
إقرأ أيضاً:
هل تخلّت واشنطن عن العراق؟
بقلم : تيمور الشرهاني ..
تبدو السياسة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بعيدة عن اتخاذ أي موقف عدائي مباشر تجاه العراق أو حكومته. فمنذ تولي ترامب السلطة، لم تصدر عن إدارته تصريحات رسمية تشير إلى معارضة واضحة للطبقة الحاكمة في بغداد. كما أن الساحة السياسية والعسكرية لا تحمل أي دلائل على وجود نية أمريكية للتدخل في العراق بالقوة، مما يعكس وضع العراق خارج قائمة الأولويات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية في المرحلة الحالية.
ففي هذا السياق، يبرز ما يتم تداوله داخل الكونغرس الأمريكي من مسودات قرارات، مثل مشروع النائب الجمهوري جو ويلسون بعنوان “تحرير العراق من النفوذ الإيراني”. هذه المبادرة، رغم حملها لعنوان مثير، لا تتعدى كونها مقترحاً برلمانياً يفتقر إلى أي صفة تنفيذية. وحتى إذا تمكنت المسودة من الحصول على دعم الأغلبية داخل الكونغرس، فإن تنفيذها يظل مرهوناً بقرار السلطة التنفيذية، التي غالباً ما تضع اعتبارات استراتيجية أكبر في حساباتها، وقد تؤجل أو تتجاهل مثل هذه القرارات تماماً.
أما على صعيد التوترات الأمريكية مع إيران، فإن الموقف الأمريكي يبدو أقرب إلى استعراض القوة والضغط السياسي منه إلى التحضير لأي مواجهة عسكرية شاملة. فالمعطيات على الأرض تشير إلى أن حجم الوجود العسكري الأمريكي الحالي في المنطقة لا يرقى إلى مستوى التحشيد اللازم لشن حرب كبرى، خاصة إذا ما قارناه بالتحشيد الأمريكي في حرب الخليج الأولى عام 1991 أو الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
هنا يتضح من المواقف والتحركات الأمريكية الأخيرة أن واشنطن تتبنى نهجاً جديداً في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط. هذا النهج يركز على تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة من دون الدخول في نزاعات عسكرية مكلفة. العراق، في هذا السياق، يبدو ملفاً ثانوياً مقارنة بملفات أخرى مثل التنافس مع الصين، أو احتواء روسيا، أو حتى إدارة العلاقة المتوترة مع إيران.
لذا فأن الإدارة الأمريكية الحالية، رغم الضغوط الداخلية والخارجية، لم تضع العراق على رأس أجندتها، بل اختارت التعامل مع قضاياه من خلال أدوات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، بعيداً عن خيار التصعيد العسكري. وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات بعض السياسيين داخل الكونغرس لتغيير هذا النهج، فإن القرار النهائي يظل بيد البيت الأبيض، الذي يبدو منشغلاً بأولويات أخرى أكثر إلحاحاً على الصعيد الدولي.
تيمور الشرهاني