إخراج أموال بدلًا من الأضحية.. أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأضحية في الإسلام هي سنة مؤكدة وليست فرضًا، مشيرًا إلى أن أهميتها تكمن في نية التقرب إلى الله خلال أيام عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق، مضيفًا أن الأضحية تعتبر ذبيحة تقربًا إلى الله في هذه الأيام المحددة بنية الأضحية، وليس مجرد تقديم مال.

وأشار شلبي، في حديثه، إلى أنه لا يجوز استبدال الأضحية بالمال، مستندًا إلى النصوص الشرعية التي توضح أن الأضحية يجب أن تكون ذبحًا فعليًا، موضحًا أن فكرة إخراج مال بدلاً من الذبح لم ترد في الأحاديث النبوية أو الفقه الإسلامي التقليدي.

هل يُعتبر إخراج المال بدلاً من الأضحية حلاً في بعض الحالات؟

بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء أضحية أو ذبحها لأسباب مالية، أكد شلبي أنه لا حرج في ترك الأضحية إذا كانت الظروف المالية صعبة، دون أن يكون ذلك إثمًا، مضيفًا أن الأجر في هذه الحالة يُثاب عليه من يترك الأضحية في هذه الظروف، مستشهدًا بما كان يفعله الصحابة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، الذين أحيانًا لم يضحيان في بعض السنوات حتى لا يُفهم الأمر على أنه فرض.

هل يمكن للإنسان التصدق بالمال بدلاً من الأضحية؟

في ردّه على هذا السؤال، أكد الدكتور شلبي أن التصدق بالمال لا يُعتبر بديلاً شرعيًا للأضحية. رغم أن التصدق يعد من الأعمال الفضيلة في الإسلام، إلا أنه لا يحل محل الذبح الذي يُعد ركنًا في شعيرة الأضحية، مؤكدًا أن الأصل هو الالتزام بالأضحية بنفسها، لكن إذا تعذر ذلك، يظل التصدق أو تقديم المساعدة للفقراء عملًا جليلًا ومجزى في حد ذاته.

ما حكم المساعدة المالية لأبناء الأسرة في حال الضائقة المالية بدلاً من شراء الأضحية؟

من جانب آخر، أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيدة أرملة تبلغ من العمر 58 عامًا، والتي كانت تخطط لجمع المال من معاش زوجها لشراء أضحية، ولكن ابنتها كانت تمر بضائقة مالية شديدة. سألته السيدة: هل يمكنها مساعدة ابنتها بدلًا من شراء الأضحية؟

أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم قائلاً: «لا إثم مطلقًا إذا قررت السيدة توجيه المال لمساعدة ابنتها بدلاً من شراء الأضحية»، مؤكداً أن الأضحية تعتبر سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ولا يُعاقب من يتركها، مضيفًا أن مساعدة الابنة في هذه الحالة أولى من أداء السنة، لأنه في الإسلام، رفع المعاناة عن محتاج، خاصة إذا كان قريبًا، يعتبر أولوية، ويُثاب المسلم عليه.

هل يمكن أن تُؤجل الأضحية في حالات معينة؟

أشار الشيخ أحمد عبد العظيم إلى أن الإسلام يراعي ظروف الناس، وأن التراحم والتكافل هو جزء أساسي من الدين. وفي حال وجود حاجة ملحة لدى الأهل أو أفراد الأسرة، فإن تقديم الدعم لهم يُعتبر أمرًا ضروريًا وأفضل من أداء الأضحية في تلك الحالة، خاصة إذا كانت الظروف المالية صعبة، مضيفًا أن الإسلام دين توازن، حيث يولي أهمية لاحتياجات الأسرة قبل أداء بعض الشعائر التي لا يُؤثم على تركها.

اقرأ أيضاًأهم الإرشادات لاختيار الأضحية المثالية في عيد الأضحى 2025| خاص

ما حكم شراء الأضحية بالوزن وهي حية؟.. الإفتاء توضح

ما هو السن الشرعي للأضحية ومتى موعد الذبح؟.. الإفتاء توضح الشروط

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: دار الإفتاء أمين الفتوى السنة النبوية عيد الأضحى الأضحية ضائقة مالية التكافل الاجتماعي حكم الأضحية السنة المؤكدة مساعدة المحتاجين التراحم فرض الأضحية شراء الأضحیة أن الأضحیة الأضحیة فی مضیف ا أن فی هذه

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: الوقوف على عرفة تذكير بالعرض أمام الله في يوم الحساب

أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور خالد عمران أن الوقوف على عرفة يُعد تذكيرًا بالعرض أمام الله سبحانه وتعالى في يوم الحساب، مشددًا على أن هذا الموقف يذكرنا بمصيرنا النهائي، حيث يتساوى الجميع أمام الله، معبرًا عن أهمية الوقوف أمام هذه اللحظة الروحية والتدبر في معانيها.


وأضاف عمران - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الخميس/ - أن هناك مكروهات في الحج عموما وفي يوم عرفة بشكل خاص، محذرا من بعض التصرفات التي قد تؤثر سلبًا على تجربة الحج الروحية. 


وأوضح أنه من أبرز المكروهات في هذا اليوم العظيم هو انشغال الحاج في الحديث عن أمور غير مهمة، حيث أن الاستغراق في بعض المواضيع التي يمكن الاستغناء عنها قد يقلل من تأثير هذا اليوم المبارك في القلب، مشيرا إلى أن من المكروهات أيضًا إيذاء مخلوقات الله، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا أو حتى نباتًا، وأكد أن الإنسان يجب أن يكون حذرًا في كل أفعاله، خاصة في هذا اليوم الذي يُعتبر من أقدس الأيام في حياة المسلم، وألا يسمح لأي تصرف يؤذي مخلوقًا مهما كان نوعه.


وشدد على ضرورة أن يُحسن المسلم ظنه بالله في هذا اليوم الفضيل، حيث أن من أكبر المكروهات أن يسيء المسلم الظن بالله في هذا اليوم، ويعتقد أنه لن يُغفر له، بل يجب أن يكون على يقين تام بأن الله رحيم غفور في هذا اليوم، وأنه من خلاله يمكن أن تُمحى الذنوب وتغفر الخطايا، منبها بأن فضل يوم عرفة عظيم، وأن صيام هذا اليوم يعادل صيام سنتين. 


وفي هذا السياق، سلط الضوء على تذكير هذا اليوم للمسلم بيوم القيامة، وهو ما أشار إليه الإمام الغزالي بعد تتبعه لمناسك الحج، والتي وجدها تشبه العديد من المشاهد التي ستحدث يوم القيامة، بدءًا من ملابس الإحرام التي تشبه الملابس التي يخرج بها الإنسان من الدنيا، مرورًا بحركة السعي والطواف التي تذكر بالحشود يوم القيامة.


وفي سياق الحديث عن الروحانيات في الحج، حذر من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والذي قد يؤثر بشكل كبير على الروحانية التي يتمتع بها المسلم خلال أداء مناسكه. 


وقال إن الانشغال المفرط بالأجهزة المحمولة والتفكير الدائم من جانب الحاج في تصوير ومشاركة كل شيء يفعله، سواء عبر التصوير أو المكالمات أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن يذهب بالكثير من قيمة هذه العبادة.


وأعرب أمين الفتوى بدار الإفتاء عن قلقه من أن بعض الحجاج قد يغرقون في استخدام التكنولوجيا أثناء الحج، مما يجعلهم يفقدون التركيز الكامل في العبادة والدعاء، مشيرا إلى أن التكنولوجيا قد خدمت الكثير من الحجاج في تسهيل مناسكهم، ولكن في حالة استخدامها بشكل مفرط، قد تفقد هذه اللحظات الروحية قيمتها الحقيقية.


ولفت إلى أنه على الرغم من أن التكنولوجيا قد تسهل بعض جوانب الحج، إلا أن القصور في استخدامها قد يؤدي إلى إبعاد الحاج عن الارتباط الروحي الكامل في هذا الموقف العظيم، مما يحرمه من التأثير العميق لهذا الحدث في قلبه وروحه.


ونوه بأنه على الحجاج أن يتعاملوا مع التكنولوجيا باعتدال، وأن يخصصوا وقتًا كافيًا للتفاعل الروحي في مكان هو بمثابة "محكمة روحية" قبل اللقاء مع الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
 

طباعة شارك أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور خالد عمران تجربة الحج الروحية أقدس الأيام في حياة المسلم ملابس الإحرام

مقالات مشابهة

  • الوقوف على عرفة خير تذكير بيوم القيامة.. أمين الفتوى يوضح
  • أمين الفتوى: الوقوف على عرفة تذكير بالعرض أمام الله في يوم الحساب
  • هل يجوز التبرع بقيمة الأضحية بدلا من ذبحها؟.. الأزهر يوضح
  • حكم الأكل أو الشرب ناسيا في صيام يوم عرفة.. أمين الفتوى يجيب
  • خطأ شائع في صيام يوم عرفة.. أمين الفتوى يحذر من ضياع الثواب
  • أمين الفتوى: الأضحية سنة للقادر ولا إثم على العاجز عنها
  • أمين الفتوى يوضح فضل قيام ليلة العيد
  • هل يجوز اشتراك اثنين في سهم واحد من الأضحية؟
  • عيد الأضحى 2025.. هل يجوز التوكيل على الأضحية؟