أعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إصدارة جديدة من مجلة «بوصلة السياسات»، التي تهدف إلى متابعة تطورات السياسات العامة حول العالم ونقل الاتجاهات المبتكرة وغير المطبقة حاليًا؛ تمهيدًا لتبنيها في الدولة المصرية، حيث يسلط العدد الجديد من الإصدار الضوء على الأطر التشريعية المتبناة من قِيل عدد من الدول؛ بهدف تعزيز التوجه والاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر بمصر.

أخبار متعلقة

تحرير 227 مخالفة للمحال غير الملتزمة بترشيد استهلاك الكهرباء

«الداخلية» تكشف تفاصيل فيديو قيام 4 متهمين بالتعدي على آخر بسلاح أبيض في الشرقية

بدء تشغيل وصلات الصرف الصحي المنزلية بقرية دير درنكة ودرنكة بمركز أسيوط

وأفاد مركز المعلومات، بأن مصر تعد إحدى الدول الواعدة في مجال الهيدروجين الأخضر بما تمتلكه من إمكانات في جذب الاستثمارات المختلفة المحلية والأجنبية في هذا المجال، خاصةً في ظل الخطط المستقبلية المستهدف تنفيذها في مشروعات الهيدروجين الأخضر، وهو ما يسلط الضوء على أهمية توفر إطار تشريعي لتنظيم مشروعات إنتاج الهيدروجين واستخداماته المختلفة في مصر، لتعظيم اندماج مصر في السوق العالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الأمر الذي يضفي مزيدًا من الأهمية على هذا العدد من المجلة والذي يتناول هذا الموضوع.

وأشار الإصدار إلى تزايد توجه العالم خلال الآونة الأخيرة نحو استخدام المصادر المتجددة من الطاقة والتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة ومن بينها الهيدروجين الأخضر، وذلك على خلفية الرغبة في التخلص من الكربون الزائد من الغلاف الجوي؛ للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية خالية من الكربون، وتبنت الدول استراتيجيات متكاملة بهدف تعزيز هذا التوجه.

وتابع: من الدول الأوليات في هذا المجال دولة اليابان بالإعلان عن استراتيجيتها عام 2017 ثم توالت الدول في تبني استراتيجيات وطنية للهيدروجين، ليصل عدد الاستراتيجيات إلى نحو 30 استراتيجية، هذا فضلًا عن الأطر التشريعية التي أعلنت الدول عن تبنيها أو تعديلها لتحفيز الاستثمارات نحو الهيدروجين الأخضر.

وبلغ الإنتاج العالمي من الهيدروجين الأخضر خلال عام 2022 حوالي 75 مليون طن متري سنويًا و45 مليون طن سنويًا إضافية كجزء من مزيج الغازات، وهذا الإنتاج العالمي للهيدروجين الأخضر يعادل 3% من الطلب العالمي النهائي على الطاقة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة السنوي لألمانيا.

يذكر أن بنك «جولدمان ساكس» أشار إلى أنه من المتوقع أن يوفر الهيدروجين الأخضر حوالي 25٪، من احتياجات الطاقة في العالم بحلول عام 2050، وأن يصبح سوقًا قابلة للتوجيه بقيمة حوالي 10 تريليونات دولار خلال نفس العام، بالإضافة إلى أنه من المقرر أن يتجاوز الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر مليار دولار سنويًا عام 2023، وفقًا لمزود المعلومات الأمريكي البريطاني Markit IHS.

ولفت مركز المعلومات إلى أن الصين أكبر منتج ومستهلك للهيدروجين النقي في العالم، حيث تنتج حوالي 24 مليون طن سنويًّا وهذا الإنتاج يعادل تقريبًا ثلث الإنتاج العالمي، فيما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثانية في استهلاك وإنتاج الهيدروجين في العالم؛ حيث تمثل 13 % من الطلب العالمي على الهيدروجين خلال عام 2022.

وسلَّط المركز الضوء على دوافع تشجيع الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر، ومن أبرز هذه الدوافع:

- توفير العديد من فرص العمل مما يسهم في الحد من البطالة وتعزيز التنمية الاقتصادية، فعلى سبيل المثال توفر بالفعل صناعة الهيدروجين الأخضر فرص عمل لحوالي 420 ألف عامل في كوريا الجنوبية.

- أهمية الهيدروجين في توفير فرص استثمارية خلال السنوات المقبلة، حيث من الممكن أن توفر فرص استثمارية بحوالي 11.7 تريليون دولار أمريكي خلال الثلاثين عامًا المقبلة.

- أهمية الهيدروجين في التجارة العالمية ومدى مساهمته في خفض التكاليف في المستقبل، حيث سيتم تداول الهيدروجين ومشتقاته على نطاق واسع مما يقلل من تكاليف الإمداد بنسبة تصل إلى 25٪، ويؤدي تحسين تدفقات تجارة الهيدروجين العالمية إلى تسريع انتقال الطاقة وخفض تكاليف الاستثمار بمقدار 6 تريليونات دولار أمريكي عبر سلسلة التوريد حتى عام 2050.

- إزالة الكربون من الكوكب، ففي ظل النمو القوي في الطلب على الهيدروجين واعتماد تقنيات متجددة في إنتاج الوقود القائم عليه؛ يمكّن من تجنب ما يصل إلى 60 جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2021- 2050 في سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية، وذلك بما يمثل 6٪ من إجمالي التخفيضات التراكمية للانبعاثات.

- أهمية الهيدروجين في تخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء، فضلاً عن قابلية الهيدروجين للنقل وهو ما يوفر درجة من الموثوقية والاستقرار اللتين تفتقر إليهما مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

واستعرَّض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، الرؤى والأطر التشريعية للهيدروجين الأخضر في العالم والنقاط التي يمكن الاستفادة منها في الحالة المصرية والتي تتمثل في «وضع تعريف للهيدروجين وتحديد طرق الإنتاج الخاصة به»، «وتحديد متطلبات منح التراخيص للمنشآت العاملة في الهيدروجين سواء الأجنبية أو المحلية»، «واعتماد نظام تسعير للغاز الطبيعي المستخدم في إنتاج الهيدروجين لأغراض توليد الطاقة»، «وإدخال نظام اعتماد لمشروعات الهيدروجين النظيف وفقًا لحجم ثاني أكسيد الكربون المنبعث أثناء إنتاج ونقل الهيدروجين، ووضع قواعد لإلغاء هذه الشهادة».

و«وضع خطة لتخزين الطاقات المتجددة باستخدام الهيدروجين منزوع أو منخفض الكربون»، «وتحديد نسب معينة من الطاقة المتجددة يجب على مستهلكي الطاقة ومنتجي المواد الكيميائية استخدامها مما يمهد الطريق للهيدروجين الأخضر لاختراق قطاع الطاقة»، «وتحديد أدوات تمويلية لتشجيع الاستثمار في صناعات الهيدروجين ومن بينها صناديق الاستثمار»، «وتحديد لجان مختصة بالهيدروجين تتكون من عدد من الوزارات والجهات ذات الصلة، بالإضافة إلى الخبراء والأكاديميين، لوضع خطة رئيسة لتبني اقتصاد الهيدروجين».

و«تحديد الأطر التنظيمية والاشتراطات البيئية لعمليات نقل وتخزين الهيدروجين»، «وتحديد حزم الدعم والمزايا والإعفاءات للمشروعات العاملة في مجال الهيدروجين»، «وتحديد اشتراطات الحصول على الحوافز وحزم الدعم المقررة»، «وتحديد المنهجية المستخدمة لحساب انبعاثات غازات الاحتباس الناجمة عن استخدام أنواع الوقود المتجددة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة»، «وإعداد لوائح لضمان السلامة».

وأشار إلى مدى جاهزية الدولة المصرية لجذب استثمارات الهيدروجين الأخضر، حيث تتميز بكونها ثالث أكبر أسواق الطاقة الكهربائية من حيث قدراتها وحجمها الإنتاجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وذلك حسب التقرير الصادر عن وكالة فيتش في عام 2023 بعد إيران والمملكة العربية السعودية، كما تظهر التوقعات أن لدى مصر أحد أكبر معدلات النمو بين الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى هذا النحو.

وأن أداء مصر في قطاع الطاقة الكهربائية يتفوق على كل من المتوسطات العالمية والإقليمية، ويجدر الإشارة إلى أن هناك ما يقرب من 100 ألف ميجا وات من الطاقة المتجددة سيتم توجيهها لإنتاج الهيدروجين الأخضر خلال السنوات الـ 10 المقبلة، ومن المقرر أن توفر مشروعات الهيدروجين الأخضر المزمع إنشاؤها في مصر حوالي 44 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة و220 ألف فرصة عمل مؤقتة، بالإضافة إلى القضاء على 37 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا في مصر خلال السنوات العشر المقبلة.

وأن مصر بصدد الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والتي ستتضمن العديد من الحوافز الجاذبة، التي من شأنها أن تزيد من تنافسية مصر في هذا المجال، تعظيمًا لما تمتلكه من مقومات وإمكانات، يذكر منها:

1- توافر الإرادة السياسية لتبني رؤية وطنية للهيدروجين الأخضر: حيث أنه جارٍ العمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر في مصر بالمشاركة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وستتضمن الاستراتيجية إطارًا تنظيميًّا للإنتاج المحلي للهيدروجين الأخضر، وتسعى مصر للوصول إلى 8% من إنتاج العالم.

بجانب الاستراتيجية وقعت مصر العديد من الاتفاقيات بخصوص الهيدروجين ومنها: عقد اتفاقيات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بتكلفة استثمارية إجمالية 83 مليار دولار، بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن تنتج المشروعات مجتمعة معًا حوالي 7.6 ملايين طن من الأمونيا الخضراء و2.7 مليون طن من الهيدروجين سنويًّا.

2- توافر مصادر الطاقة المتجددة: حيث تتمتع مصر بوفرة أشعة الشمس والرياح مما يجعلها منجمًا للطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح اللتين تعدان أساسيتين لإنتاج الهيدروجين الأخضر منخفض التكلفة، حيث تقع مصر في قلب الحزام الشمسي العالمي، وهو بين خطي 31.5 و22 عرض شمالًًا، وتتمتع معظم مساحة مصر بإشعاع شمسي مباشر ما بين 2000 و3200 كيلو وات ساعة/متر 2سنويًّا، بمتوسط ساعات سطوع 10 ساعات يوميًّا (3600 ساعة سنويًّا).

وتتمتع منطقة غرب خليج السويس وعلى جانبي النيل وبعض المناطق بسيناء بسرعات رياح عالية، بما يؤهل لإقامة مشروعات كبرى لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح. حيث يبلغ متوسط السرعات في خليج السويس حوالي 10.5 م/ث على ارتفاع 50 مترًا، ومتوسط السرعات في مناطق شرق وغرب النيل تبلغ حوالي 7.5 م/ث على ارتفاع 80 مترًا.

3- التوسع المطرد في قدرات الطاقة المتجددة: حيث بلغت قدرات الطاقة المتجددة في نهاية عام 2021 حوالي 63787 ميجاوات، وتمثل حوالي 20 % من إجمالي الطاقة الكهربائية في مصر، كما من المخطط رفع نسبة مشاركة الطاقة المتجددة إلى ما يزيد على 42 % من قدرات الطاقة الكهربائية بحلول عام 2035، وقد تم تخصيص أكثر من 7650 كيلومترًا مربع لإقامة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة بقدرة 90 ميجاوات (55 ميجا وات طاقة شمسية + 35 طاقة رياح).

4- الأسعار الاقتصادية للطاقة المتجددة: فالتكلفة الحالية لإنتاج الطاقة المتجددة: 2 سنت/ كيلو وات ساعة للطاقة الشمسية و3 سنتات/ كيلو وات ساعة للرياح، وبحلول 2030 من المتوقع انخفاض أسعار الطاقة المتجددة ما بين 50% و65%.

5- الفائض الكبير في القدرات الاسمية للطاقة الكهربائية: حيث يتوفر فائض في القدرات الاسمية للطاقة الكهربائية الكلية وتبلغ نحو 25% (نحو 15 ألف ميجاوات)، كما يمكن دراسة إمكانية استغلال هذا الفائض أو جزء منه في إنتاج الهيدروجين الأخضر لاستخدامه في استقرار الشبكات الكهربائية.

6- البنية التحتية: نظراً لتوافر بنية تحتية كبيرة وتتمثل في شبكات نقل وتوزيع الغاز الطبيعي، بمجموع أطوال يبلغ نحو 60 ألف كيلومتر، والتي تربط جميع المناطق الصناعية والسكانية والمواني البحرية في مصر، كما يمكن دراسة تأهيلها، أو أجزاء منها، لنقل الهيدروجين أو خليط من الهيدروجين مع الغاز الطبيعي، مع تنفيذ أي تعديات فنية وهندسية لازمة في معدات المستخدمين لاستخدام خليط الغاز.

إلى ذلك، أشارت وكالة فيتش، أن مصر تعد من الدول السباقة في مشروعات الهيدروجين الأخضر والبالغة 11 مشروعًا بسعة 10.3 جيجاوات، كما تظهر توقعات الوكالة أن مشروعات الهيدروجين الأخضر سوف تعزز من جاذبية مصر للاستثمارات الأجنبية في مصادر الطاقة المتجددة، وعلى مدى العقد المقبل، سوف يستمر استهلاك الكهرباء في النمو مع وجود فائض في الإنتاج ومع زيادة الاستثمارات في شبكات النقل البيني.

ومن المتوقع زيادة صادرات مصر من الكهرباء إلى الأسواق المجاورة وإلى أوروبا، بينما أشار البنك الأوروبي في تقريره عام 2021 إلى أهمية البنية التحتية للغاز وقيام مصر باستثمارات كبيرة في الغاز بالإضافة إلى إمكانية مزج الهيدروجين الأخضر في شبكات الغاز المتوفرة مما يشير إلى إمكانية توجيه أصول الغاز الطبيعي الحالية لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومدى توافر الحوافز الواضحة لاستكشاف الهيدروجين الأخضر.

وفي السياق، احتلت مصر المرتبة الخامسة على مستوى الوطن العربي وشمال إفريقيا في مؤشر الهيدروجين الأخضر لمؤسسة فيتش سوليوشنز 2022، كما تمت الإشارة إلى أن حوالي من 10-18 مليار دولار من المتوقع زيادتها في الناتج المحلي الإجمالي لمصر نتيجة مضاعفة اقتصاد الهيدروجين بمعدل سبع مرات تقريبًا بحلول عام 2050.

واستعرَّض المركز خلال إصدارة، أيضا، أهم التجارب الدولية التي تبنت أطر تشريعية من شأنها تعزيز مشروعات الهيدروجين الأخضر وذلك في ألمانيا وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي والهند وفرنسا وتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية للاستفادة منها.

مجلس الوزراء مجلس الشويخ مركز المعلومات الولايات الأمريكية المتحدة الهيدروجين الأخضر

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين مجلس الوزراء مركز المعلومات الولايات الأمريكية المتحدة الهيدروجين الأخضر مشروعات الهیدروجین الأخضر الطاقة الکهربائیة مرکز المعلومات الهیدروجین فی بالإضافة إلى من المتوقع فی العالم فی إنتاج ملیون طن مصر فی فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن وكالة فيتش والذي يتناول آفاق قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في إطار متابعة المركز المستمرة لأبرز التقارير والدراسات الدولية التي تتناول القضايا والموضوعات ذات الأهمية للشأن المصري، مشيراً إلى أن توقعات الوكالة أكدت على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشكل أحد المحركات الرئيسة لنمو المعروض العالمي من الطاقة خلال العقد القادم، مع زيادة الاستثمارات من أجل استغلال الموارد الواسعة في المنطقة.

وأشار المركز نقلاً عن فيتش، إلى أن النفط سيبقى المورد الأساسي، لكنه سيشهد تنافسًا متزايدًا من الغاز الطبيعي، خاصة مع توجه الحكومات لتطوير مواردها المحلية. ويتوقع أن ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير بالتوازي مع المعروض، بينما يستمر الطلب على النفط في الارتفاع مدعومًا بالعوامل السكانية والاقتصادية الكلية الإيجابية.

وأشار التقرير، إلى تراجع مستويات إنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث التزمت الدول المنتجة الرئيسية باتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده مجموعة أوبك+، ومع ذلك، ومع بدء المجموعة في التراجع عن خفض الإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، من المتوقع أن يشهد الإنتاج قفزة كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2025 وعام 2026، ومن المتوقع أن يتم إلغاء التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بالكامل خلال النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع إجمالي نمو الإمدادات للمجموعة إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العام بأكمله.

ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كيفية تطور استراتيجية أوبك+ استجابةً لتغيرات أوضاع السوق. فقد أصبح التوجه العام أكثر ميلًا للتراجع، وقد قامت الوكالة هذا الشهر بمراجعة توقعات سعر خام برنت نحو الانخفاض. وأبقت الوكالة على توقعاتها لعام 2025 دون تغيير، عند متوسط سنوي يبلغ 68 دولارًا للبرميل، لكن من المتوقع الآن متوسطًا سنويًا قدره 67 دولارًا للبرميل لعام 2026، انخفاضًا من 71 دولارًا في التقديرات السابقة. وإذا واجهت الأسعار تراجعات كبيرة ومستمرة، فقد تختار المجموعة التدخل، إما بإيقاف زيادات الإنتاج أو التراجع عنها.

على المدى الطويل، توقع التقرير استمرار الاستثمارات الرأسمالية في النمو بمعدل 4.2% سنويًا حتى 2029، وهو ما يفوق بكثير متوسط النمو العالمي في هذا المجال، وستكون دول الخليج في طليعة هذا التوسع، بإضافة 3.74 مليون برميل يوميًا خلال فترة التوقعات الممتدة لعشر سنوات حتى 2034، تليها دول الشرق الأوسط غير الخليجية وشمال إفريقيا. وستقود السعودية النمو الإقليمي بزيادة إنتاج تبلغ 1.71 مليون برميل يوميًا، تليها الإمارات التي سترفع إنتاجها بمقدار 1.31 مليون برميل، بينما تسجل قطر والكويت زيادات معتدلة.

أشار التقرير، إلى أن إيران والعراق يهيمنان على إنتاج النفط في الشرق الأوسط خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وفي العراق، من المتوقع أن يزداد الإنتاج بمقدار 1.43 مليون برميل، مدعومًا باستثمارات ضخمة أبرزها من شركة بي بي البريطانية. وعلى العكس، يبقى مستقبل إيران غير مؤكد بسبب الاضطرابات الجيوسياسية والقصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية وخطر العودة إلى صراع، رغم توقعات مبدئية بزيادة 1 مليون برميل. أما في شمال إفريقيا، فتسجل ليبيا وحدها نموًا ملحوظًا في الإنتاج رغم الأوضاع السياسية المعقدة، بينما تواجه الجزائر انخفاضات ناتجة عن التراجع المتزايد في الحقول الناضجة والاعتماد المفرط على شركة سوناطراك المملوكة للدولة. ورغم أن الإصلاحات الأخيرة والحوافز الموجهة للمشروعات الجديدة قد تحسّن من الآفاق المستقبلية، فإن المخاطر لا تزال قائمة.

أوضح التقرير، أن الطلب على الوقود المكرر في المنطقة سيواصل نموه بمعدلات قوية، حيث من المتوقع أن يزداد استهلاك المنتجات النفطية المكررة في المنطقة بمقدار 2.44 مليون برميل يوميًا خلال السنوات العشر المقبلة، ليصل إلى 11.94 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2034. تدعم هذه الزيادة عوامل ديموغرافية واقتصادية، مع تركّز أكبر للاستهلاك في السعودية وإيران، وهما الأكبر من حيث السوق المحلي.

على صعيد المصافي، أشار التقرير، إلى أن المنطقة أضافت قدرات كبيرة خلال العقد الماضي، لكن النمو المستقبلي سيكون محدودًا بـ170 ألف برميل فقط بين 2025 و2026، دون توسعات بعد ذلك. يتركز الاستثمار الحالي في تحديث المصافي القائمة، من خلال مشاريع لتحسين جودة الوقود ورفع الكفاءة التشغيلية، مع زيادة متوقعة في معدلات الاستخدام. تسجل دول الخليج أعلى معدلات الاستخدام، بينما تبقى ليبيا واليمن في أدنى المراتب.

أوضح التقرير، أن الغاز الطبيعي يمثل أولوية إستراتيجية للمنطقة، مع توقعات بزيادة الإنتاج بمقدار 202 مليار متر مكعب حتى عام 2034. وتقود دول الخليج هذا النمو، خاصة السعودية التي استثمرت 110 مليارات دولار لتطوير حقل الجافورة، والإمارات التي تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز غير التقليدي.

وتظل إيران منتجًا رئيسًا رغم تحديات التمويل والعقوبات، فيما تسعى العراق لاستغلال الغاز المحترق وتطوير موارده، وانطلاق مشاريع واعدة بدعم من شركات دولية.

اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: مصر حققت فائض تجاري مع 83 دولة خلال الربع الأول من 2025

معلومات الوزراء: أكثر من 100 صندوق استثمار متداول للذهب حول العالم حتى الآن

«معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء

مقالات مشابهة

  • مذكرة تفاهم لتطوير سلسلة قيمة الهيدروجين الطبيعي في سلطنة عُمان
  • مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء
  • جمال الطبيعة في بلدة مشقيتا.. إحدى أيقونات الينابيع والبحيرات في ريف اللاذقية السياحية
  • وزير البترول: التحول في مجال الطاقة أولوية استراتيجية وهذا لا يعني التخلي عن المصادر التقليدية
  • ما سلاح روسيا لمواجهة العقوبات الغربية؟
  • وزير العمل: نُطوّر التدريب المهني في مصر لخدمة وظائف الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة
  • عرقاب يستقبل المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا
  • تقرير جديد للأمم المتحدة و الأمين العام يؤكد: «التمويل الأخضر» ضرورة لتسريع الاستثمار في البلدان النامية
  • معلومات الوزراء يستعرض جهود وزارة التعليم العالي للارتقاء بالمعاهد وتحقيق التكامل مع الجامعات
  • «معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل