بالشرق الأوسط.. حملة مقاطعة منتجات غربية ترفع أرباح شركات محلية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، توقفت نيرة أحمد، الطالبة البالغة من العمر 19 عاما في القاهرة، عن التردد على مقهى "ستاربكس" المحلي، بعد أن ظهرت سلسة القهوة الأميركية ضمن لوائح المقاطعة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بمصر.
وقالت أحمد لوكالة "بلومبرغ": "اعتدت الذهاب ستاربكس طوال الوقت مع أصدقائي"، لكن الآن "من العار أن تتم رؤيتك في أحد تلك الأماكن.
واعتبرت بلومبرغ في تقرير لها، الجمعة، أن اتجاه مقاطعة شركات المشروبات والأطعمة الأجنبية الكبرى "يتسع في أجزاء من الشرق الأوسط وحتى خارجه"، مشيرة إلى أن المستهلكين المقاطعين "مدفوعون بمشاعر الغضب"، زاعمين أن القوى الغربية "لا تبذل المزيد من الجهد لحمل إسرائيل على إنهاء هجومها على غزة".
ويُنظر إلى بعض الشركات التي تستهدفها الحملة على أنها اتخذت مواقف محابية لإسرائيل، وتردد أن بعضها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.
ومع بدء انتشار الحملة، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع بعض المتسوقين إلى التحول إلى البدائل المحلية.
وأوردت الوكالة، أنه بعدما جرت العادة أن تكون عشرات مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالدز بالقاهرة مزدحمة، تبدو اليوم فارغة تماما، "فارغة تماما"، مشيرة في المقابل إلى أن إحدى الشركات المصنعة لعلامة تجارية مصرية محلية للصودا، تقول إن مبيعاتها تضاعفت ثلاث مرات منذ بدء الحرب لأن المستهلكين يتجنبون مشروبات كوكا كولا وبيبسي.
وفي الأسابيع الأخيرة، حذر الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبكزينسكي، من أن "انتشار معلومات خاطئة عن الشركة تسبب في تأثير تجاري ملموس في الشرق الأوسط".
وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم مطاعم "أميركانا إنترناشيونال بي إل سي" الحاصلة على حقوق الامتياز لمطاعم كنتاكي وبيتزا هت وكريسبي كريم وهارديز، في دول الشرق الأوسط، بما يصل إلى 27 بالمئة في البورصة السعودية في الأشهر التي تلت بدء الحرب، مع توقع بعض المحللين حدوث ضربة قوية، على أرباحها بسبب المقاطعة.
ووجدت سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" نفسها هدفا رئيسيا لحملات المقاطعة، بعد إعلان "ماكدونالدز" ـ فرع إسرائيل، في أكتوبر، أنه قدّم آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، مما أثار استياء الرأي العام العربي.
ونشرت مجموعة "ماكدونالدز العالمية"، تؤكد فيه أن لا علاقة لها بـ"التصرف الفردي" من قبل الوكيل في إسرائيل، وأنها "لا تموّل أو تدعم بأي شكل من الأشكال أي حكومات أو جهات داخلة في هذا الصراع".
وأصدرت الشركات الأخرى المعنية بحملات المقاطعة، بيانات عامة للتأكيد على حيادها السياسي، ومع ذلك، تقول بلومبرغ، إنها (الحملات) اكتسبت زخما ثابتا خلال الأشهر الثلاثة التي تلت بدء الحرب، مع استمرار انتشار دعوات المقاطعة.
وأحالت ستاربكس وكالة بلومبرغ إلى البيانات المنشورة على موقعها على الإنترنت، بما في ذلك بيان جاء فيه: "ليس لدينا أجندة سياسية. نحن لا نستخدم أرباحنا لتمويل أي عمليات حكومية أو عسكرية في أي مكان – ولم نفعل ذلك قط"، مشيرة أنه ليس لديها متاجر في إسرائيل.
وفي الكويت، تشهد مقاهي ستاربكس المزدحمة قبل اندلاع الحرب، رواجا ضئيلا، منذ أوائل أكتوبر، بينما تعززت مبيعات المقاهي المحلية، وفقا للوكالة.
وقالت العديد من الشركات المحلية في الشرق الأوسط إنها تستفيد من حملة المقاطعة ضد العلامات التجارية الأجنبية.
في هذا الجانب، يقول معاذ فوري، مؤسس سلسلة المقاهي الأردنية "اسطرلاب"، إن أعماله ازدهرت بعد المقاطعة، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 30 بالمئة في بعض المواقع، مع رفض السكان المحليين لستاربكس.
وفي مصر، شهدت شركة "سبيرو سباتيس"، وهي علامة تجارية محلية للمشروبات الغازية عمرها 100 عام، والتي كانت تكافح من أجل إحياء شعبيتها المتضائلة، ارتفاعا كبيرا في المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقا لمديرها التجاري، يوسف عطوان.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، حسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25900 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
دعوى ضد إسرائيل بتهمة عرقلة عمل الصحفيين الفرنسيين في غزة
أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين والنقابة الوطنية للصحفيين في فرنسا اليوم الثلاثاء عن تقدّمهما بدعوى في باريس ضد السلطات الإسرائيلية بتهمة "عرقلة حرية ممارسة الصحافة"، لمنعها الإعلاميين الفرنسيين من تغطية الحرب على غزة.
وأوضحا أن الأفعال التي تتهمان السلطات الإسرائيلية بها قد تشكّل "جرائم حرب" يحق للنيابة العامة لمكافحة الإرهاب في باريس التحقيق فيها، نظرا إلى كونها طالت مواطنين فرنسيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وفاة المعارض الكاميروني أنيسيت إيكاني في السجنlist 2 of 2المعارض التونسي جوهر بن مبارك يعلق إضرابه عن الطعامend of listوأضافا أن هذه أول دعوى يقدمانها "سندا إلى جريمة عرقلة حرية ممارسة الصحافة"، والأولى أيضا التي يطلبان فيها من النيابة العامة الفرنسية "تطبيق هذه التهمة في سياق دولي"، بحسب النص المرفوع إلى القضاء والمنشور على موقع "فرانس إنفو" الإخباري الإلكتروني.
وشرحت المحامية لويز اليافي التي شاركت في رفع الدعوى أنها تشير إلى "عرقلة متعمدة، وعنيفة أحيانا، تمنع الصحفيين الفرنسيين من العمل في الأراضي الفلسطينية وتسيء إلى حرية الصحافة".
أما زميلتها إينيس دافو، فأشارت إلى أن الدعوى "تتعلق أيضا بانعدام الأمن المتزايد الذي يستهدف الصحفيين الفرنسيين في الضفة الغربية" المُحتلّة.
جرائم حرب
واعتبرت أن "هذه الإساءات المخالفة للقانون الإنساني الدولي، تُشكّل أيضا جرائم حرب".
كذلك تقدّم صحفي فرنسي يعمل لدى وسائل إخبارية عدة طلب عدم نشر اسمه بدعوى يتهم فيها مستوطنين بالاعتداء عليه أثناء تغطيته الأحداث في الأراضي المحتلة.
وأحصت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل أكثر من 210 صحفيين على الأقل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين تؤكد إحصائيات أخرى أن العدد يتجاوز 250 صحفيا.
ومنذ بداية الحرب، منعت السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب من دخول غزة بشكل مستقل، ولم تسمح إلا لعدد قليل من المراسلين بمرافقة قواتها.
ورُفِعَت في فرنسا دعاوى عدة تتعلق بالحرب على غزة، تستهدف أبرزها جنودا فرنسيين إسرائيليين من وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، وشركة الأسلحة الفرنسية "يورو لينكز"، بالإضافة إلى فرنسيين إسرائيليين بتهمة التواطؤ في جريمة الاستيطان.
إعلانيذكر أن النيابة العامة لمكافحة الإرهاب طلبت من قاضي تحقيق باريسي فتح تحقيق في "جرائم حرب" في قضية مقتل طفلين فرنسيين بقصف إسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.