عبد المهدي: شعارات الابتعاد عن صراعات المنطقة غير قابلة المراوغة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
رأى رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي، اليوم الجمعة، أن شعارات الابتعاد عن صراعات المنطقة غير قابلة للتبسيط والمراوغة. وقال عبد المهدي، في بيان ورد لـ السومرية نيوز، إن "العراق منذ عقود هدف، وهو في قلب الحدث تفرض عليه اجندات خارج إرادة شعبه، فلنستذكر ونفهم ونستنتج، فالحاضر وريث الماضي".
وتساءل، "لماذا لم يهاجم صدام ايران زمن الشاه وقدم التنازلات، وهاجمها بعد الثورة الإسلامية؟ ولماذا وقفت معه معظم الدول العربية والغربية؟، ولماذا اعدام العلماء من ال الصدر وال الحكيم وبقية المراجع من الشيعة والسنة وقتل وسجن وتعذيب وتهجير الملايين، ولماذا هاجم الكيان مفاعل تموز؟ ولماذا اجتياح الكويت وحرب الخليج الثانية؟".
واكمل عبد المهدي، تساؤلاته، "لماذا الأنفال وحلبجة وأسلحة الدمار الشامل؟، ولماذا العقوبات والحصار والحظر الجوي وخيمة صفوان؟، ولماذا الانتفاضة الشعبانية وتداعياتها؟ ولماذا الاجتياح الامريكي والاحتلال وتواجد القوات؟، ولماذا اكبر سفارة امريكية في العالم في العراق؟ ولماذا توسع عمل القاعدة ثم داعش. ودولة خلافة العراق والشام بعد ٢٠٠٣؟".
وتابع، "لماذا وجود الـPKK وقسد وقوات المعارضة الايرانية المسلحة؟ ولماذا وجود القوات التركية وعملياتها الحربية؟ ولماذا استفتاء كردستان؟ ونجاحه كردستانياً وفشله عراقياً. وما معنى من النيل الى الفرات؟ وحالة الحرب مع الكيان منذ ١٩٤٨؟ ولماذا تهجير أكثر من ٣٠٠ الف عراقي يهودي بعد تأسيس الكيان؟".
وأردف، "هل فلسطين قضية تضامن؟ ام اننا اما في قلب مشروع الاستلاب او التحرير؟ ولماذا يقصف الكيان وامريكا الحشد، وقوائم الارهاب؟ ولماذا اغتيال قادة النصر؟ ولماذا القصف الايراني والفصائل؟ ولماذا تملأ المسيرات والطيران الاجنبي الحربي اجواء العراق؟".
واستدرك عبد المهدي: "كثير من الاسئلة التي راكمت وقائع على الارض تفعل فعلها المؤثر في يوميات واقعنا السياسي. وفي جميع العناوين اعلاه قد يختلف اللاعبون، عدا واحد دائم الحضور على المسرح او في كواليسه".
وأكد، أن "شعارات الابتعاد عن صراعات المنطقة غير قابلة للتبسيط والمراوغة. بل تتطلب رؤية شاملة وصادقة ترى الاهم ثم المهم. تتطلب تفكيك وإغلاق او تحييد هذه الملفات وما يتلازم معها من تسويات. تتطلب انسحاب جميع القوات النظامية وغير النظامية، وهذه ملفات معقدة ومتداخلة ولا تتعلق بارادتنا فقط. فالآخرون لهم أجنداتهم. وسنُحارب ان كسرنا عصا الطاعة. ونطالب بمواقف ملموسة للتخادم ـولو الضمني- مع نظام الهيمنة الاقليمي والعالمي الدائم الحضور. ونُطالب بالتطبيع السري او العلني. ونُطالب بالتماهي مع ممارسات النوع الاجتماعي. ونطالب بتطبيق العقوبات على ايران وسوريا. ونُطالب بعدم التعامل مع أنصار الله وحزب الله وحماس والجهاد والمقاومة ومئات القضايا الاخرى لكسب شهادة حسن النية والسلوك. فالعالم ليس دولاً مستقلة متساوية كما يريد الميثاق الأممي او الشعارات المنمقة والمواقف التبسيطية. بل منظومة متكاملة فيها حاكمية صارمة هدفها تدجين الاخرين. فاما ان ترضى عنا فتمنحنا فسحة ما ولو ضيقة وذليلة. او مغضوب علينا فتحاربنا. فسلوكيات القوى المهيمنة خارج بلدانها ومع بقية الشعوب تختلف عن سلوكياتها داخل بلدانها ومع شعوبها".
ورأى، أن "الوضع بكل تعقيداته افضل بكثير من السابق بفضل الصبر والتضحيات. لدينا العديد من نقاط الضعف، لكننا نمتلك كشعب ودولة اوراقاً قوية ايضاً لتفكيك هذه التعقيدات او تحييد العديد منها ووضع البلاد في التيارات الصاعدة".
وأتم عبد المهدي، "فقط بشعب مسلح قوي وموحد، ودولة تقف مع الشعب ويقف معها، وتمييز الاعداء الدائمي الحضور عن الاصدقاء الثابتين، ومركزية فلسطين، وتكامل العمل السياسي والمقاوم مع قيمومة الاخير. وتفهم صعوبات الاول الذي يحترم بدوره تحديات وخيارات الثاني، والتمسك الجاد بوحدة قوانا وبالقضايا الوطنية والعادلة يمكن حماية البلاد وتحقيق مطامحها".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: عبد المهدی
إقرأ أيضاً:
مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي المنتظر
ووفقا لما قاله ولد الوالد في حلقة 2025/6/21 من برنامج "مع تيسير"، كان الخلاف سببه شعور بن لادن بأن تنظيمه أصبح يقود الأمة في مواجهة أعدائها، وخصوصا بعد تفجير السفارات الأميركية شرق أفريقيا سنة 1998.
وتعزز هذا التصور عند بن لادن بعدما انهالت عليه التبرعات وتوافد المسلمون الراغبون في الجهاد من كل مكان للانضمام له بعدما اعتبروه الرجل الوحيد الذي يواجه أميركا رغم الاعتراضات الكبيرة على قتل المدنيين بهذه التفجيرات، كما يقول ولد الوالد.
اعتداد بن لادن برأيهلكن الخلاف بين بن لادن والملا عمر -حسب ولد الوالد- كان سابقا على هذه التفجيرات لأن مؤسس القاعدة عُرف بالاعتداد برأيه وشكا كثيرا من تضييق طالبان عليه، وهو أمر دفع الحركة لتخفيف هذا التضييق حتى لا تظهر بمظهر المعادي له.
ولم يخف بن لادن شعوره بقيادة الأمة وصارح به القريبين منه من قادة التنظيم -وفق ولد الوالد- الذي أكد رفض كثيرين لانفراد الرجل برأيه وتنفيذه عمليات دون إخبارهم، لكنهم طالبوه بعرض ما يخطط له على علماء الأمة لأنها تنعكس على المسلمين في كل مكان، غير أنه برر سلوكه بأن الأقدار هيأت الموجودين في أفغانستان لقيادة الأمة.
ولذلك، كان العارفون بما يخطط له بن لادن يعدون على أصابع اليد الواحدة -وفق والد الوالد- الذي أكد أنه من قاموا بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لم يتجاوزوا 25 شخصا بعضهم لم يعرفوا بطبيعة هذه العملية إلا بعد وصولهم للولايات المتحدة وقرب تنفيذها.
وزاد من تمسك بن لادن برأيه أن بعض من وفدوا عليه أخبروه برؤى تقول إنه المهدي المنتظر، ورغم أن هذا يتعارض مع الصفات التي ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم للمهدي والتي لا تنطبق على زعيم القاعدة كونه ليس قرشيا ولا ينتسب للنبي ﷺ ولا يحمل اسمه، لكنه عززت اعتداده برأيه.
وفي فترة من الفترات، بدأ بن لادن يفسر هذه الرؤى بأنه هو القحطاني الذي قال النبي ﷺ إنه سيسوق الناس بعصاه، رغم أن الأحاديث تشير إلى أن ظهور القحطاني سيكون بعد نزول المسيح، كما يقول ولد الوالد.
إعلان
الرؤى دعمت انفراده بالقرار
وعلى هذا الأساس، بدأ مؤسس القاعدة يتعامل مع الأمر وكأنه شخص ملهم يحظى بدعم إلهي ومن ثم فلا يوجد ما يجعله ينكسر أمام رأي طالبان ولا حتى قادة تنظيمه، حسب المفتي السابق للتنظيم الذي أكد أنه لم ير أحلم ولا أرجح عقلا من بن لادن، رغم أنه أخذ عليه الانسياق وراء هذه الأفكار.
ومع ذلك، حاول بعض المقربين تفكيك الخلاف بين بن لادن والملا عمر، حتى لا يتسع ويؤثر على مستقبل القاعدة وهويتها ومن ثم على المسلمين، سيما وأنهم كانوا يريدون منحها صورة مؤسسية ومراجعة مبادئها التأسيسية بينما كان مؤسسه يتجه نحو مزيد من المركزية، لدرجة أنه انفرد باختيار من ينضمون للتنظيم ومن لا ينضمون، على خلاف ما كان معمولا به، وفق ولد الوالد.
وبعد أن كان بن لادن يقبل التعامل والتعاون مع التنظيمات الإسلامية الأخرى ثم ألغى هذا الأمر، وكان يريد من كل الجماعات أن تبايعه بمن فيهم الملا عمر الذي يقول ولد الوالد إنه كان يدفع ثمن تصرفات بن لادن.
وعند هذه النقطة، قرر القريبون من بن لادن التدخل لتصحيح مسار التنظيم اعتمادا على الشهرة العالمية التي أصبح يتمتع بها والتي كانت تقتضي برأيهم تحويله إلى مؤسسة، وإيجاد طريقة يضمنون بها مستقبل حركة طالبان، حسب ولد الوالد.
ونجح هؤلاء في تحقيق أمور منها إعادة تشكيل اللجان الأمنية والعسكرية والمالية والشرعية والتعليمية، وكونوا مجلس شورى جديدا، لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم النهائي، حسب شهادة ولد الوالد.
25/6/2025-|آخر تحديث: 17:06 (توقيت مكة)