في الواحدة ظهرًا.. «قيد الصحفيين» تعقد لجنة المشتغلين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تعقد لجنة القيد بنقابة الصحفيين برئاسة هشام يونس وكيل النقابة وعضوية حسين الزناتي وأيمن عبدالمجيد، في الساعة الواحدة ظهرًا اليوم الأحد، بمقر النقابة لجنة المشتغلين، للزملاء الذين أمضوا مدتهم القانونية للنقل لجدول المشتغلين.
ومن المقرر أن تستمر انعقاد الجلسة؛ لمقابلة المتقدمين للنقل لجدول المشتغلين الساعة الواحدة ظهرًا، غدًا الإثنين وبعد غدِِ الثلاثاء الموافق ٣٠ يناير الجاري.
وبينما أكد هشام يونس في تصريحات له أنه سوف يعقد لجنة مشتغلين أخرى خلال النصف الأول من شهر فبراير المقبل للزملاء الذين أمضوا مدتهم الزمنية للنقل من جدول تحت التمرين إلى المشتغلين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصحفيين قيد الصحفيين الصحفي هشام يونس نقابة لجنة المشتغلين نقابة الصحفيين لجنة المشتغلين موعد لجنة المشتغلين نتيجة لجنة المشتغلين
إقرأ أيضاً:
رحالة مغربي على عجلتين.. سحر السفر البديل لتونس والجزائر
رحالة مغربي على عجلتين.. سحر السفر البديل إلى تونس والجزائر
في كتابه "وا دإتمودون المسافر" يقدم الكاتب والصحفي المغربي هشام آيت ألموح تجربة سفر بديلة في قلب شمال أفريقيا، انطلقت على دراجة هوائية وامتدت من المغرب إلى تونس مرورا بالجزائر، قاطعا مسافة 2750 كيلومترا.
يروي هشام تفاصيل هذه الرحلة كما عاشها، متنقلا بين مدن وقرى، وملتقيا بأشخاص من خلفيات مختلفة، في سياق يكشف الروابط القوية التي ما زالت تجمع بين شعوب المنطقة الثلاثة.
يمر المسار عبر مناظر طبيعية متنوعة ولقاءات إنسانية تلقائية، ويظهر كيف يمكن للسفر بواسطة الدراجة الهوائية أن يكشف عن جوانب لا تظهر في رحلات السيارة أو الطائرة.
يسلط الكتاب الضوء على نمط مختلف في السفر، يمنح فيه الوقت لكل مرحلة، وتعطى التفاصيل اليومية ما تستحقه من انتباه وفهم.
حين تقرأ الكتاب تكتشف أن المسافة التي قطعها الكاتب تحولت إلى سجل من الصور والانطباعات والتجارب التي بقيت حاضرة في الذاكرة، وموثقة في النص.
في هذا الحوار، نرافق هشام آيت ألموح على خطى رحلته، ونتوقف معه عند أبرز محطاتها، وما أثارته من أسئلة وتأملات.
من أين انطلقت الرحلة، وما هدفها، وما المحطات التي تركت بصمات عليك؟بدأت الرحلة من الدار البيضاء جوا إلى تونس، لكن الانطلاقة الفعلية بالدراجة كانت من بلدة منزل بوزلفة التي تبعد 40 كيلومترا عن تونس العاصمة.
زرت المهدية، المدينة التي بناها الفاطميون في أوائل القرن العاشر الميلادي، ثم جزيرة جربة، وقرى جبلية مثل توجان، كما عبرت كذلك سبخة شط الجريد الصحراوية.
وفي الجزائر، مررت من قسنطينة والقبايل، ثم الغرب الجزائري حتى منطقة "بين الجراف" المطلة على المغرب، بلدي. هذا المكان كان دائما يثير فضولي ويغويني.
إعلانأردت زيارة تونس والجزائر لأنهما يشكلان امتدادا طبيعيا وثقافيا لبلدي المغرب، وقد اخترت الدراجة لأنها طريقتي المفضلة في السفر، ولا تحول بيني وبين الطريق والمناطق التي أعبرها.
اعتمدت على تجاربي السابقة، واكتفيت بالحد الأدنى من الإعداد، لأنني كنت واثقا من علاقتي بهذا النوع من السفر.
الدراجة وسيلة صديقة للبيئة كما يقال، والسفر بالدراجة يفتح مجالات وآفاقا لا يمكن أن توفرها وسيلة أخرى، فهي تعطي المسافر الفرصة لقطع مسافات طويلة دون أن تشكل حاجزا بينه وبين محيطه، كما تفعل السيارة أو الطائرة.
كلما طالت الرحلة ازدادت القدرة على التحمل، لأن الجسد يتقوى بفضل الجهد البدني المتوالي يوما بعد يوم، كما أن الدراجة تجذب فضول الآخرين، وتفتح قنوات الحديث مع الناس دون مقدمات، ليظهروا رد فعلهم الإيجابي.
في تونس والجزائر، توقف لمارة وسائقون جاؤوا للترحيب به أو للسؤال عن رحلتي، وكان ذلك مدخلا لعلاقات إنسانية جميلة. جمعتني مع بعض من التقيتهم صداقات لا تزال مستمرة، نشأت من مجرد لقاء عابر.
وبالمناسبة، قد أسميت دراجتي "سيليا" وهو لقب المغنية والمناضلة المغربية سليمة الزياني، والتي سجنت خلال حراك الريف المغربي سنة 2017.
حين تقرر أن تسافر رغم الظروف ماذا تكتشف عن ذاتك؟لعل أول ما يستحق الذكر هو أنني شرعت في هذه الرحلة رغم أن ظروفي الشخصية والمهنية لم تكن على ما يرام، وهو ما أعتبره إنجازا شخصيا في ظل غياب الشروط الملائمة لمثل هذا النوع من المشاريع.
كان الإعداد سيئا إلى حد كبير، ومع ذلك لم يكن سببا للتراجع، بل كان الاستمرار في الطريق أحد أهم الدروس التي أهدتني إياها الرحلة. فالطريق نحو أي هدف لا يكون معبدا أو سهلا بطبعه، بل محفوفا بالتحديات، لا سيما عندما تكون الوجهة مجهولة.
وأي تجربة شاقة ومضنية، حين تخاض بإصرار لا تخلو من لحظات الاكتشاف والتعلم، وتحمل في طياتها دروسا ثمينة.
واستعير هنا من لغة الصوفية لأقول إن الرحلة، في معناها العميق، ليست مجرد انتقال في الجغرافيا، بل سلوك وتربية تعلم الصبر، وتعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والعالم.
تعتبر هذه المسافة عادية بالنسبة للدراجين الممارسين لهذه الرياضة بشكل منتظم، ولكني شخصيا لم استعد بدنيا لهذا الجهد المتواصل مما يجعل المسافة الإجمالية التي قطعتها إنجازا مهما بالنسبة لي.
ما ساعدني كثيرا هو التجربة والرحلات السابقة التي قطعت فيها مسافات طوال، وكوني أمارس الرياضة منذ الصغر أعطاني الثقة اللازمة في نفسي.
هل شعرت خلال الرحلة أن الحدود تفصل الشعوب فعلا؟التقيت في تونس برجل قال لي حرفيا إن أصوله تعود إلى الساقية الحمراء جنوبي المغرب، أي أنه صحراوي هاجرت قبيلته الى الجنوب التونسي. وفي قرية توجان الأمازيغية، التقيت بشخص من قبيلة بني حسان التي هاجرت قديما من جنوب المغرب إلى تونس.
زرت مدينة تحمل نفس اسم هذه القبيلة، وتعرف في تونس بـ "بني حسان"، وهي التي أعطت اسمها للهجة الحسانية في الجنوب المغربي وموريتانيا.
إعلانفي الجزائر، اكتشفت أسماء موجودة بالمغرب أيضا، سواء كانت أسماء قبائل أو تضاريس، مثل سيدي معروف، الدار البيضاء، والناظور، وتافوغالت، مما يدل على الامتداد الثقافي بين البلدين.
في مزغرن قرب مستغانم، استضافني جزائري من سلالة أولاد سيدي الشيخ. هذا الولي أسس زاويته الأولى في مدينة فكيك المغربية في القرن 16 الميلادي، ودفن في مدينة جزائرية تحمل اسمه، كما أن له خلوة في قصر إيش بالمغرب زرتها سنة 2019.
أحد أحفاد سيدي الشيخ هو الشيخ بوعمامة الذي قاوم الاستعمار الفرنسي في غرب الجزائر، ولد بقصر الحمام الفوقاني في فكيك، ودفن بقرية العيون سيدي ملوك قربة وجدة.
الصديق الذي استضافني ولد في مدينة وجدة المغربية، لأن والده كان في جيش الحدود الجزائري الذي استقر في المغرب قبل الاستقلال.
ما هي القصة أو التجربة الأكثر إثارة للدهشة خلال رحلتك؟كان اليوم الذي عبرت فيه الحدود من تونس إلى الجزائر مشهودا، فقد اقتدت أنا وصديق تونسي كان يرافقني إلى مركز الشرطة ببلدية فريانة بتونس، وكان الاستنطاق من أغرب ما رأيت في حياتي، حيث سأل الشرطي صديقي التونسي أسئلة غريبة عما إذا كان كنت أصلي وعن لحيتي وعن لباسي.
وفي اليوم نفسه، استجوبني حرس الحدود الجزائري قبل السماح لي بالدخول إلى الجزائر، ومرت الأمور في أجواء مرحة ويسودها الاحترام.
لكني تعرضت في جبال تبسة الجزائرية لحادثة كادت أن تكون خطيرة، بينما كنت أتنقل في الليل. ففي ذلك اليوم، قطعت 150 كيلومترا ووصلت إلى مأوى الشباب متأخرا ومنهكا كانت تجربة قاسية، لكنها عمقت إحساسي بقوة الجسد حين يترافق مع الإصرار.
كيف ساهمت رحلتك في تغيير بعض تصوراتك؟قطعت شمال الجزائر من معبر بوشبكة إلى بين الجراف، ولاحظت تمايزا في الطابع المعماري. بفعل الاستعمار الفرنسي الذي دام 132 عاما، تبدو المدن الجزائرية مختلفة عن تلك الموجودة في تونس والمغرب.
ذلك أن المدن لا تبنى حول نواة قديمة كما هو الشأن في تونس العاصمة أو المهدية بتونس، أو في مراكش أو فاس بالمغرب.
زرت قبر الرومية قرب مدينة تيبازة الجزائرية، ويسمى كذلك الضريح الملكي الموريتاني. هذا الضريح الذي يعود حسب المصادر المتضاربة لما قبل العهد الروماني، أو لهذه الفترة التاريخية، جعلني أعي أن هناك مآثر تاريخية غير رومانية بشمال أفريقيا تعود لهذه الحقبة.
كيف تنظر اليوم لوحدة المغرب الكبير بعد هذا السفر؟الوحدة المغاربية ليست فكرة عاطفية، بل واقع جغرافي وحتمية تاريخية. المغرب الكبير (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) مجال جغرافي واحد وموحد، ما يفصل بيننا مؤقت، أما ما يجمعنا فهو متجذر في التاريخ واللغة العادات.
تشرذمنا الحالي يتعارض مع حركية تاريخنا الممتد بين المحيط والصحراء.
منطقة الساحل التي تمتد من مالي الى النيجر (تشمل أيضا بوركينافاسو وتشاد) بما تحمله من امتدادات أمازيغية، مرتبطة أيضا بالمغرب الكبير.
الناس في الماضي تنقلوا للتجارة أو بحثا عن الكلأ للماشية أو العلم أو السلام، وكانوا ينسجون العلاقات خلال أسفارهم، حتى الحجاج الذين عبروا برا نحو الحجاز كانوا يوحدون المجتمعات من خلال تنقلهم. إن استعادة هذا الوعي المشترك تبدأ بالسفر، وتكبر حين نمنحه صوتا مكتوبا.
ما الرسالة التي تريد توجيهها للناس من خلال رحلتك؟السفر ليس استهلاكا للمكان بل اكتشافا للذات عبر الآخرين لأنه أحسن وسيلة للتعلم والمعرفة، كل من ارتحل وغامر، أضاف شيئا لفهمه للعالم وللنفس.
إعلانلقد أفاد المسافرون والمغامرون البشر بتجاربهم وكتاباتهم واكتشافهم لحضارات بعيدة، فمثلا كتاب "وصف أفريقيا" للحسن بن محمد الوزان ظل مصدراً عالميا عن شمال أفريقيا لمدة قرون.
نعرف نحن المغاربة مثلا بعض دول العالم أكثر مما نعرف المجال الذي ننتمي إليه في المملكة، لذا أدعو القارئ إلى أأن يعيد اكتشاف منطقته، لا بالأحاديث العابرة، بل بالتجربة الحية، فالمدن المنسية والقرى البعيدة تملك ما لا تحتضنه المدن الكبرى.
وحين ننتقل من مكان إلى آخر، نعيد تشكيل علاقتنا بالزمن والمكان والمجتمع.