جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@09:59:26 GMT

مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

لست وحدي كنت أترقب منذ بضع أسابيع في هذا العالم الذي يموج ظلمًا وعدوانًا، أبحث من خلال جهاز تحكم شاشة التلفاز، عن قناة تنقل الحدث مباشراً لما قد تقدم به الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، وتسليمه الملف إلى مقرر محكمة العدل الدولية بتاريخ 2023/12/29م، كنت أتحدث مع نفسي ولا أجد أحدًا حولي، لكن ما شدني في تلك اللحظة هو الرقي الحضاري والأخلاقي الذي وصلت إليه جنوب أفريقيا، بعد حقبة طويلة من الاضطهاد والتمييز العنصري، رقي فيه إشارة صريحة إلى أن جنوب أفريقيا استوعبت النضال الحقيقي من أجل الحرية والعدالة والمساواة، هي القيم التي ناضل من أجلها الآلاف وعلى رأسهم المناضل نيلسون مانديلا، كما لا أجد ما أحتمي به من هواجس لم تجد غيري لتنتابه في هذا الوقت العصيب، شعرت أنها تُجمع طاقتها السلبية في شعاع واحد يتعامد على رأسي تمامًا، ولم لا؟! فهي لم تجد غيري.

. لقد انتهيت من اختيار القناة مبكرًا، وأصررتُ على سماع جلسة محكمة العدل الدولية، على الرغم من نصح البعض لي بعدم انتظار قرار منصف يضيء شمس الحقيقة في هذا الوقت، حيث درجة الظلم في ذروتها.

درجات قفزت بجنون خلال السنوات الأخيرة، لا تكتفي باختراق المحظور بل صارت تخترق القيم الإنسانية وتحرق البشرية.. وصارت وحشيتها تخترق النفوس، وتزيدها همًّا وغمّا.. كما امتلأ العالم بالمشوهين خلقياً وفكرياً، عقول فارغة ونفوس مريضة.. لكن لماذا لا يوجد غيري في هذه اللحظة؟ أتكون مقدمة لاستجابة السماء لدعاء المظلومين؟ فيأُخِذَ أصحاب البذاءات والأفكار المتدنية من هذه اللحظة، تمهيدًا لأخذهم جميعًا! وما أكثرهم!.. آه، أخيرًا! أتمنى أن يكون ما أراه على المدى القريب، محطة لمراجعة الحق بالفعل وليس سرابًا، ها أنا أدنو من الحقيقة كما تدنو الهواجس من رأسي.. أتصبب عرقًا غزيرًا، الصداع يكتنف رأسي.

حضر قضاة المحكمة بعد طول انتظار، ألقيت جسدي على مقعد من ثلاثة، لكن الهواجس ما زالت تستهدف رأسي؛ لا توجد مظلة من أي نوع تظلل العدالة.. أتذكر أني سمعت أحدهم يقول ذات مرة: كانت توجد مظلوميات قبل بضع سنين لكن ريح الظلم العاصف اقتلعتها وأطاحت بها بعيدًا، وقال آخر: لقد شوهت الحقائق، وفي جلستي هذه صرت أميل إلى الرأي الذي ينادي بأنه لم توجد عدالة من الأساس في هذا العالم.. أشعر بالغثيان، آه لو تأتي عدالة السماء في موعدها لتنقذ الإنسانية من احتفاء الظلم المبالغ فيه!.. حرارة جسدي ترتفع، الهواجس تحاصرني، بدأت كلمات رئيسة المحكمة تتسلل إلى داخل رأسي، تمس عقلي، النبض يتسارع، يهرول النفس خلفه، أين العدالة؟ كيف أصبحت الرؤية لدى المحكمة مع سطوع شمس الحقيقة؟!.. آه الظلم!.. الدم يغلي في رأسي، عقلي يذوب، الأفكار تتداخل، تتسارع، تتصارع.

لم استغرب أن الفريق القانوني للكيان الصهيوني يهود، من بينهم أستاذ القانون الدولي البريطاني اليهودي "مالكولم شو" صاحب مؤلفات عدة في القانون الدولي ومنها الإبادة، غير أن الذي صدمني وقوفه أمام أعلى هيئة للعدالة الدولية، وقوله إن جريمة الإبادة تستوجب وجود نية وقصد لارتكابها، وأن الكيان الصهيوني لم ينتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة لعدم توافر نية ارتكابها؟!، بل زاد على ذلك أنه اتهم حماس بارتكاب إبادة جماعية ضد الكيان؟!، وكأن ما حدث في فلسطين طوال 75 سنة لم يكن هناك نية وراء ذلك، بل كل ذلك حدث صدفة.. غير أنَّ الفريق القانوني الجنوب أفريقي فند جازما أن كل جرائم الكيان الصهيوني تم ارتكابها في غزة على مدى 70 عامًا، ارتكبت بيد جيش الكيان المحتل، وبتحريض من قادته وسياسيين، تضمن ملف الدعوى جملة من الطلبات المستعجلة واللاحقة التي على المحكمة إصدار قرارات بشأنها.

بعيد تلاوة حيثيات الدعوى من قبل رئيسة المحكمة، تأكد لي ما وقر في ضمير محكمة العدل الدولية، مبينة أن هناك انتهاك لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وما يؤكد ذلك العمليات العسكرية الصهيونية والتصريحات السياسية المحرضة على القتل والتدمير والتهجير والتهديد بالقوة النووية، وبعد سماع المحكمة لكل الأطراف ودراسة الطلبات العاجلة قبلت الدعوى المقدمة من جمهورية جنوب أفريقيا، باعتبار أن الأحداث في غزة تخضع لنصوص الاتفاقية وأن العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة كمجموعة محمية، وما ترتب عليها من آثار كالقتل والتشريد والتهجير والهدم والتجويع والحرمان من الأمن والطمأنينة والغذاء والعلاج والتعليم كلها تشكل خرقا وانتهاكا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبتها، التي هي ملزمة لكل الأطراف التي وقعت وصادقت عليها.. عاودتني الهواجس.. المحكمة لا تملك سلطة تنفيذ قرارتها وأوامرها.. عدت محدثا نفسي.. لكن ستحيل قرارها إلى مجلس الأمن الدولي، وفي حال اعترض أحد الأعضاء الذين يملكون ورقة الفيتو ومنها الولايات المتحدة، التي اعتادت الوقوف بجانب الكيان الغاصب، فإن قرارها سيؤول إلى الأمين العام للأمم المتحدة لطرحه للتصويت عليه في الجمعية العامة.. الإحباط لازال يلازمني.. لأن التنفيذ في حال حصوله على الأغلبية يتطلب موافقة مجلس الأمن.

هل توصلت إلى نتيجة تبدد الهواجس التي انتابتني قبيل النطق بقرارات المحكمة الدولية؟.. نتيجة لا يمكن التحقق منها للأسف، إنها نتيجة بلا برهان، عضلات جسدي تختلج جميعاً، نار تسري في جسدي، مخي يغلي، ثقل يطبق على صدري، لا أستطيع التنفس.. أخيرا، هل هذا كل شيء؟!، ما الذي يرمي إليه قرار المحكمة.. هو بصيص نور  لمراجعة الحق.. هل أبصر ما يثير عقلي ويستأصل الظلمة من صبري.. نعم، ربما ما أصدرته محكمة العدل الدولية،  هو أكبر انتصار للقضية الفلسطينية، وهو مكسب لأحرار العالم من المناضلين وعموم الناس في مختلف دول العالم، لأن أهم ما كشفته هذه المحاكمة غياب رجال القانون في الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مثل هذا الإجراء على مدى عقود، رغم تكرار أعمال المجازر والمذابح والتشريد والتهجير منذ عام 1948م، رغم سطوع الحقيقة، التي لا تخفى إلا على من لا بصيرة لديه، في حين تلقفها القانونيون الأجلاء في جمهورية جنوب أفريقيا ليصارعوا الظلم الصهيوني وأعوانه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

موعد صلاة الجمعة اليوم 12 ديسمبر 2025

موعد صلاة الجمعة .. خلال الساعات الاخيرة كثر البحث عن التوقيت الصحيح لـ صلاة الجمعة، للذهاب الى المسجد مبكرا والاستماع الى الخطبة واغتنام الثواب العظيم، لذلك سوف نذكر لكم مواعيد الصلوات اليوم.


موعد صلاة الجمعة 11 و49 دقيقة صباحاً.

 
مواقيت الصلاة فى القاهرة


الفجْر
٥:٠٩ ص
 

الشروق
٦:٤٢ ص
 

الظُّهْر
١١:٤٩ ص
 

العَصر
٢:٣٧ م
 

المَغرب
٤:٥٦ م
 

العِشاء
٦:١٩ م
 

موعد صلاة الجمعة.. التوقيت الصحيح للصلواتهل تارك صلاة الجمعة مرتين متتاليتين يخرج عن الملة؟.. علامات سيئة احذرهاحكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء تنصح بـ 3 أمورحكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد في صلاة الجمعة .. اعرف الضوابط

نص خطبة الجمعة اليوم:

التطرفُ ليسَ فِي التديُّن فقط

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، فطرَ الكونَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وأنزلَ الحقَّ على أنبيائِه ومُرْسلِيه، نحمدُه سبحانَهُ على نعمةِ الإسلامِ، دين السماحةِ والسلامِ، الذي شرعَ لنا سُبلَ الخيرِ، وأنارَ لنا دروبَ اليُسرِ، وَنَسْأَلُه الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فالتطرفُ ليسَ ظاهرةً قاصرةً على النصوصِ الدينيةِ ، أو محصورةً في الزوايا الشرعيِّةِ ، بل هو انحرافٌ سلوكيّ ، واقتتالٌ فكريّ، يظهرُ حيثما يختلُ ميزانُ العدل ، ويغيبُ  سندُ الاعتدال ، فالغلوُ حالةٌ تنشأُ حينما يُصَادَرُ الفهمُ ، ويُهمل العقلُ ، فيظهرُ في أماكنِ العبادة ، وملاعبِ الرياضة ، والخلافاتِ العائلية، والنَّعَراتِ القبليَّة ، فالمتأملُ يلحظُ تشابهًا في الجذورِ،  وإنْ تباينتِ الألوانُ ، وتعددتِ المظاهرُ ، والتعصبُ لفريقٍ يحملُ سماتَ التشنجِ لمذهب، وكلاهُما مرضُ الذهن، وعلةُ البصيرةِ، التي تُحوِّل الاختلافَ إلى خصامٍ ، والرأيَ المخالفَ إلى سُمٍّ زُعَافٍ، فالآفةُ ليست في حكمٍ مُنَزَّلٍ ، ولا رأيٍ معتبرٍ ، بل في نفسٍ لَمْ تَتزِنْ، وعقليةٍ لَمْ تُوَجَّهْ ، وصَدَقَ اللهُ القائلُ في محكمِ آياتِهِ مُرسِّخًا لِرِسَالةِ التوازنِ والأمانِ: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.  

سادتي الكرام: أَلَمْ يَكُنْ منهجُ النبوةِ عنوانهُ: «خيرُ الأمورِ أوسَطُها»؟،  أَلَمْ يُحذِّرْ الجنابُ المحمديُّ من الوقوعِ في مظاهرِ الغلوِ ودعاوى التعصبِ؟، لقد أضاءتْ تعاليمُ الإسلامِ بنورِها الوضَّاءِ، وحَمَلتْ أَخْلاقاً رصينةً وآداباً مَتينَة، وحَذرتْ من مزالقِ التطرفِ بِشَتى طرقِهِ وأصنافِهِ، فجاءتْ نصوصُ الوحيينِ صافيةً في دعوتِها، مُحْكَمَةٌ في غايتِها، تدعو إلى الوسطيةِ منهَجاً، والاعتدالِ سِراجَاً، فالإسلامُ يرسخُ فينا ميزاناً دقيقاً، يحفظُ للإنسانِ سكينَتَهُ وتوازُنَه، ويُجنِّبُه مغبةَ الانْدفَاعِ، وعواقبَ الانْقطَاعِ، حتى نكونَ شُهُوداً لله في الأرضِ على الحقِّ واليَقِين، لا على النِّزاعِ والتَّلوين، إنَّ هذا المنهجَ القويمَ يَتَجلى في أَبهى صُوَرِه، كَمَا أشَارَ إِليهِ الحقُّ سبْحانَهُ في وصْفِ عِبادِ الرَّحمنِ بقولِهِ سبحانه:  ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾.

 أيها النبلاء: إنَّ الانتماءَ المحمودَ فِطرةٌ إنسانيَّةٌ أصيلة، واعْتِزازٌ بالمحَلِ والمنشأِ والأصل، فاعتزازُ المرءِ بِقَبيلتِهِ أو وطنِهِ دون أنْ يُقصِيَ الآخرَ فعلٌ محمودٌ، وغرضٌ مقصودٌ، فمتى تجاوزَ الحدَّ، يَصيرُ تَعصُّبًا أعْمَى أو حميةً جَاهِليةً مذمومةً تقودُ إلى الشقاقِ والمفاصلةِ، واستدعاءِ العُصْبَةِ للنِزاعِ والمغَالبةِ، ليتحولَّ بذلكَ منْ شُعُورٍ طبِيْعيٍّ بالوحدةِ إلى داءٍ مقيتٍ يَقطعُ أَوَاصرَ الإيمانِ والمحبةِ، ويَصرفُ عن الهدفِ الأًسْمى وهو التعارفُ والتَّكامُل، ويستبدلُ ميزانَ التقوى والحقِّ، الذي هو أساسُ التفاضلِ، بِباطلِ الأحقادِ ودواعي التفرقةِ، وقَدْ كانَ هذا السلوكُ الانْحرافيُّ دعوةً جاهليةً، بعناوينَ قَبَلِيَّة، استنكرها الجنابُ المعظَّمُ  أشدَّ الاستنكارِ وقال متسائلًا:  «َبِدعوىَ الجاهليةِ وأنا بينَ أظهرِكُم؟»

*********

الخطبــة الثانية

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وبعدُ:

فالتطرفُ الرياضيُّ بمظاهرِهِ المُنْفلتَةِ، وبعصبيتِهِ المفرطةِ، هو انحرافٌ خطيرٌ عن سننِ الاعتدالِ، يضعُ صاحبَهُ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع المحظوراتِ الشرعيةِ والآدابِ الأخلاقيَّةِ، والسلوكياتِ البغيضةِ التي تشملُ السخريةَ المهينةَ، والتنابزَ بالألقابِ المشينةِ، وإطلاقَ عباراتِ السبِّ والشتمِ، وصولًا إلى الاحتقارِ الذي يهدمُ أساسَ الأخُوَّةِ والكرامةِ،  ولا يقفُ الأمرُ عندَ الإيذاءِ اللفظيِّ، بل قد ينجرفُ هذا التعصبُ إلى ما هو أشدُّ وأخطرُ، من اشتباكٍ بالأيدي واعتداءٍ جسديّ؛ لتخرجَ الرياضةُ من إطارِها النبيلِ كوسيلةٍ للتنافسِ الشريفِ والترفيهِ المباحِ، وتصبحَ بؤرةً للخصومةِ والصراعِ المذمومِ، فالمؤمنُ الحقُّ المستنيرُ بتعاليمِ الوحي، يدركُ أنَّ حفظَ اللسانِ وصونَ الأعراضِ من أهم الثوابتِ التي لا يجوزُ المساسُ بها تحتَ أيِّ ذريعةٍ، فالرياضةُ في أصلِها لا يمكنُ أنْ تكونَ مسوغًا للتعدي على حقوقِ الآخرينَ، أو تجاوزَ ضوابطَ السلوكِ القويمِ، قال تعالى:  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

أيها المكرمون:

اغْرِسوا في عقولِ شبابِ الأمةِ أن روحَ الشريعةِ الإسلاميةِ هي روحُ الألفةِ والوئامِ، فهي تُرَغِّبُ دائمًا في كلِ ما يجمعُ القلوبَ ويقيمُ الروابطَ، وتغرسُ في النفوسِ معاني الألفةِ بدلَ البغضاءِ والخصام، فالإسلامُ يقفُ موقفَ الرفضِ والتحذيرِ من كلِّ سلوكٍ يثيرُ العداوةَ أو يقطعُ وشائجَ العلاقاتِ الاجتماعيِّةِ، ويدعو إلى الاعتصام بحبلِ الوحدةِ ونبذِ الفرقةِ، فالتنازعُ يُبدّدُ الطاقاتِ، ويُضْعِفُ المجتمعاتِ، ويُذْهِبُ ريحَها، ويُوهِنُ قوتَها، فمهما كانت محبةُ المرءِ للرياضةِ، يجبُ ألا تُخرجَهُ هذه المحبةُ عن حدودِ الشريعةِ وواجباتِ الأخلاقِ وضوابطِ السلوكِ، فالرياضةُ كاشفٌ دقيقٌ لمعدنِ الخُلقِ الحقيقيِّ الذي يُظهِرُ مدى التزامِ الإنسانِ بضوابطِ الاعتدالِ، وعلاجُ التعصبِ الرياضيِّ يكمنُ في ضبطِ اللسانِ، واحترام المنافسِ، وتعميقِ الوعيِ بمقاصدِ الرياضةِ الأصيلةِ كأداةٍ لبناءِ الجسدِ والروحِ؛ ليظلَّ ميزانُ التفاضلِ هو التقوى والأخلاقُ الحسنةُ، لا التعصبُ الأعمى والانتماءاتُ الزائلةُ، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  وَاصْبِرُوا  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

اللهم احفظْ بلادَنا من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وابسُط فيها بِسَاطَ اليقينِ والأمنِ والأمانِ.

طباعة شارك صلاة الجمعة الجمعة موعد صلاة الجمعة الخطبة خطبة الجمعة مواقيت الصلاة فى القاهرة مواقيت الصلاة الظهر العصر المغرب العشاء

مقالات مشابهة

  • موعد صلاة الجمعة اليوم 12 ديسمبر 2025
  • ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية
  • أميركا تتوعد المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات جديدة
  • الولايات المتحدة تهدد المحكمة الجنائية الدولية بعقوبات جديدة
  • أمريكا تحذر المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات إذا لم تعدل نظامها الأساسي
  • "العفو الدولية": رفع ألمانيا قيود تصدير السلاح لـ"إسرائيل" متهور
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • المحكمة الجنائية الدولية تصدر حكمًا مخففًا على “علي كوشيب” قائد الجنجويد في السودان بإرتكاب جرائم في دارفور
  • المحكمة الجنائية الدولية تقضي بالسجن 20 عاما على زعيم الجنجويد
  • المحكمة الجنائية الدولية تحكم بالسجن 20 عامًا على قائد “الجنجويد” في دارفور