الرايات البيضاء تتلطخ بدماء المدنيين الفارين من أتون القصف البربري في غزة

 

استهداف المدنيين جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي

قناة بريطانية توثِّق لحظة اغتيال فلسطيني يحمل الراية البيضاء

قنص امرأة وطفلها حاملين الراية البيضاء

تعمُّد قتل شقيقين في خان يونس أحدهما لوّح بالراية البيضاء

 

الرؤية- غرفة الأخبار

منذ نشوب العدوان الإسرائيلي على غزة، تتكرر مشاهد قنص المدنيين الذين يحملون الرايات البيضاء أثناء سيرهم فيما يُسمى بـ"الممرات الآمنة" التي يحددها جيش الاحتلال، لترتكب إسرائيل جرائم متنوعة من جرائم الحرب في القطاع الذي يعاني منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتحظر قواعد الحرب وفق القانون الدولي الإنساني، استهداف المدنيين، كما يعد استهدافهم جريمة حرب، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتوفر تلك القواعد اعترافا بحق المدنيين في الحماية من أخطار الحرب، وبحقهم في الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها. ويجب توخي جميع أسباب الحيطة الممكنة لتفادي إلحاق الضرر بهم أو بمنازلهم أو تدمير وإتلاف سبل بقائهم، مثل مصادر المياه والمحاصيل والماشية وغيرها.

ولقد ثقت عدسة كاميرا مصور قناة "آي تي في" البريطانية مشهدا من هذه المشاهد، إذ اغتالت قوات الاحتلال الفلسطيني رمزي أبو سحلول، بعد أن أجرى معهم لقاء حول سبب رفع البطاقات المدنية والراية البيضاء.

وقال أبو سحلول: "عندي الحجة وأخويا ومعه من 50 إلى 70 نازحا، وبدنا نروح نطلعهم إن شاء الله"، وقبل مغادرة مراسل القناة ورغم أنه ومن معه لم يشكل أي تهديد لقوات الاحتلال وحمل الراية البيضاء، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا عليهم النار ما أدى لاستشهاد رمزي أبو سحلول.

وفي واقعة أخرى، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقطع فيديو يظهر لحظة إطلاق نار على امرأة فلسطينية فلسطينية تعرضت لإطلاق نار مباشر من قناص إسرائيلي، وكان معها طفل يحمل الراية البيضاء أثناء النزوح من مدينة غزة.

وبحسب الفيديو، فإن جيش الاحتلال تعمد إطلاق النار على المرأة الفلسطينية التي كانت في طليعة قافلة النازحين الذين تلقوا تعليمات ميدانية مفاجئة من الجيش الإسرائيلي تناقض طبيعة التنسيق مع الصليب الأحمر بخصوص حركة النزوح ومساراتها.

كما قتلت قناصة الاحتلال الإسرائيلي شقيقين من عائلة بربخ أثناء محاولة أحدهما إنقاذ الآخر بعد إصابته في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وغزا مشهد جثتي الشهيدين أحدهما فوق الآخر على الأرض، منصات التواصل، خاصة بعد أن كشف أقاربهما تفاصيل ما حدث، إذ أعلن عمّهما نضال رامز بربخ في منشور عبر فيسبوك، استشهاد ابني أخيه ناهض (13 عاما) ورامز (20 عاما)، معلّقًا على صورتهما "فلذات كبدي استشهدا خلال محاولتهم النزوح من بيتهم إلى مكان آمن".

وقال "لم تحمه رايته البيضاء، ولم تشفع له طفولته، خرج الطفل ناهض عادل رامز بربخ من بيته يحمل راية بيضاء ليخلي بيته حسب أوامر الجيش الإسرائيلي ويجتاز عرض الإسفلت أمتارًا ويتبعه باقي أفراد الأسرة فردًا فردًا، ومن ثم ذهابهم معًا إلى منطقة مواصي خان يونس بحثًا عن الأمان".

وتابع: "قنصه أحد الجنود الإسرائيليين في فخده، فحاول أن يقف، فقنصته رصاصة أخرى فسقط أرضًا ومرة أخرى حاول الوقوف فكانت الرصاصة الثالثة القاتلة في رقبته، وكان خلال ذلك قد حاول شقيقه رامز إنقاذه فقنصه الجندي في رأسه ليسقط فوق أخيه ناهض ويستشهدا".

وقال إن الفاجعة وقعت "أمام أعين أبيهم الذي كان عاجزًا عن فعل أي شيء بفعل رصاصات القناصة، وبقيت حسرة في قلبه وقلوب أفراد أسرته الذين شاهدوهما، علمًا أن الجريمة وقعت على بعد ثلاثة أمتار عن منزلهم، وسقطت رايته البيضاء".

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقصف 241 مركز إيواء بغزة.. ومجزرة جديدة بحق المدنيين

أظهرت معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منذ بدء عدوانها العسكري 241 مركزًا للإيواء، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح المكتب، في بيان صدر الإثنين، أن جيش الاحتلال ارتكب فجر الإثنين، مجزرة مروّعة في مدرسة "فهمي الجرجاوي" الواقعة بحي الدرج شرق مدينة غزة، والتي كانت تؤوي آلاف النازحين، حيث أسفر القصف عن استشهاد 31 مدنيًا على الأقل، بينهم 18 طفلًا و6 نساء، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح، بعضهم في حالة حرجة.

وأكد البيان أن هذه الجرائم تأتي في إطار سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لنزع أي ملاذ آمن عن المدنيين الفلسطينيين، الذين اضطروا إلى النزوح من مناطقهم بفعل العدوان المستمر.

ووفق شهود عيان ومصادر محلية، فقد تم استهداف المدرسة المكتظة بالنازحين بثلاث طائرات مسيّرة انتحارية، أصابت عددًا من الصفوف الدراسية بشكل مباشر، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة حاصرت العائلات داخل الغرف، وتسببت بتفحم جثامين العديد من الضحايا.


وأشار مسؤولون فلسطينيون ومؤسسات حقوقية إلى أن هذا الهجوم الدموي يأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي ترقى إلى مستوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية، والتي تُنفّذ بحق سكان قطاع غزة منذ نحو 600 يوم، وسط صمت دولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى.

وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وخروج غالبية المستشفيات عن الخدمة، وغياب الوقود والمستلزمات الطبية، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأغذية والأدوية، ما يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى.

وأدان البيان بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة الجرجاوي، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكافة المؤسسات والدول ذات الصلة، إلى التدخل العاجل لوقف حرب الإبادة التي تُشنّ ضد سكان القطاع، والعمل الجاد لإنهاء شلال الدم، ورفع الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا.

وكان المكتب قد أعلن في 7 أيار/مايو الجاري، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف منذ بداية عدوانه على القطاع 234 مركزًا للإيواء، كان أحدثها مدرسة "أبو هميسة" في مخيم البريج وسط القطاع.


ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّ حربٍ وصفت بـ"الإبادة الجماعية" ضد قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والدمار والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية، وحتى أوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.

وقد أسفر هذا العدوان، المدعوم بشكل مباشر من الولايات المتحدة، عن سقوط أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية، في ظل انتشار المجاعة التي أودت بحياة العديد من المدنيين، بينهم أطفال.

ويُذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحتل أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية منذ عقود، وترفض الانسحاب منها أو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب عام 1967، تكون القدس عاصمة لها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أضرار جرائم الاحتلال مروعة على المدنيين في غزة
  • المفوضية الأوربية: التصعيد الإسرائيلي واستخدام القوة لا يتناسب ضد المدنيين
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: "كفى.. طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة ليست أبدية وسنختصرها.. والحوثيون يطلقون صواريخ إسناد
  • المستشار الألماني: إسرائيل تؤذي المدنيين الفلسطينيين
  • تآكل مجتمع الصهيونية “اللقيط” من الداخل.. أرقامٌ ومؤشرات
  • الاحتلال يقصف 241 مركز إيواء بغزة.. ومجزرة جديدة بحق المدنيين
  • الصحف الصهيونية تحتفي بها.. تخاريف و أكاذيب داليا زيادة في جيروزاليم بوست الإسرائيلية
  • سوريا: قوات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز في القنيطرة وتعتدي على المدنيين
  • تعيينات على أنقاض الهزيمة.. من يحكم الشاباك الإسرائيلي في زمن الانكسار؟