عربي21:
2025-05-30@19:52:26 GMT

جوهر التحرّر العربي: مواجهة مشروع الصهاينة وحماتهم

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

ردَّد مسؤولون إسرائيليون، خصوصاً منذ الشهر الثالث على العدوان البربري على غزَّة، بأن إسرائيل تمر بمرحلة "مصيرية" أو "حاسمة". البعض يعلن ذلك من قبيل تبرير حرب الإبادة التي تشنها قوات العدو، وتأكيداً على المضيّ فيها حتى الانتصار "المطلق" كما ذكر المجرم نتنياهو بعد "كارثة المغازي". لكن بالنسبة إلى البعض الآخر، وربما الأكثرية، فحينما تصف الوضع الراهن بـ"المصيري"، إنما تفعل ذلك من قبيل القلق والهلع بشأن المشروع الاستيطاني الإحلالي الصهيوني نفسه.

أسباب عدة، موضوعياً، تقود إلى هذا النوع من الشعور. وهو في المناسبة، قلق عرفه مسؤولو كيان العدو، لمدة، بعد انطلاق حرب عام 1973 حين حطَّم الجيش المصري "خط بارليف"، وتقدّم الجيش السوري في معظم الجولان:

- أولها، عملية السابع من أكتوبر نفسها التي كانت صاعقة ومدوية.

- السبب الثاني، عجز الجيش الإسرائيلي، بعد 110 أيام على بدء الحرب، عن تحقيق أي إنجاز عسكري يُعتدّ به. هذا يعني، بالضرورة، عجزه المتفاقم عن تحقيق أهداف الحرب الثلاثة التي أعلنتها أركان السلطة، وهي: القضاء على "حماس" والمقاومة، استعادة الأسرى، عدم تكرار عملية 7 أكتوبر. كما يعني سقوط ما كسبه، أو نسبه لنفسه، من قدرة على الردع والحسم السريع وفائض القوة لحماية المطبّعين أيضاً!

- السبب الثالث، طول مدة الحرب، وهو استثنائي، وحجم الخسائر، البشرية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية... وهو هائل وإلى ازدياد، ما يرجح، إلى حد كبير، هزيمة إسرائيل في هذه الحرب، مهما أصرت وعاندت حكومة أقصى اليمين والتطرف والفاشية.

- الرابع، هو تعدد الجبهات التي فتحت على العدو وعلى أقرب حلفائه: على الحدود اللبنانية، وفي اليمن والبحر الأحمر، وفي العراق وسوريا (على القواعد الأميركية)...

- الخامس، أن "الإنجاز" الإسرائيلي الوحيد، في التدمير الهائل لكل أسباب الحياة ومظاهرها في قطاع غزة حجراً وبشراً وخدمات... بما هو محاولة تهجير وإبادة جماعية، تحوّل، بشكلٍ متصاعد وسريع، سلاحاً ذا حدَّين. حدّة الثاني، هو تلك الحملة العالمية الصاخبة التي اجتاحت عشرات البلدان، وخصوصاً الغربية، والتي شارك فيها ملايين الأشخاص للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة الهمجية الصهيونية وداعميها والمشاركين، وخصوصاً واشنطن.

- السادس، هو الانقسام الداخلي في إسرائيل، قبل 7 أكتوبر وبعدها. وهو انقسام بين العسكريين والسياسيين، وبين المتطرفين الفاشيين واليمين العنصري التقليدي. تضاف إلى ذلك المشكلات والمتاعب الشخصية لرئيس الوزراء في تقاذف مسؤولية الإخفاق مع العسكر، وفي ملفه القضائي، وارتهانه للمتطرفين الفاشيين.

- السابع، والمهم أيضاً، فإنه بنتيجة الوحشية الصهيونية، من جهة، وتضحيات وبطولات مقاومي غزّة والصمود الأسطوري لشعبها، من جهة ثانية، فقد سقط القسم الأكبر من أكاذيب الكيان وحماته، بشأن طبيعة الصراع وموقع الكيان الصهيوني فيه، وخبرية "الدفاع عن النفس" التي تبنّاها الرئيس الأميركي بايدن وقادة "الأطلسي"، وهم يهرعون إلى تل أبيب: وكأن المقاوم الفلسطيني هو المحتل والمعتدي، وليس الكيان الصهيوني، ومنذ ثلاثة أرباع القرن!

كل ذلك، وسواه، بلور تحوّلات مهمة واستثنائية لجهة إدانة الفاشية العنصرية الصهيونية، من جهة، وفهم جوهر الكفاح الفلسطيني بما هو مقاومة احتلال إحلالي تصفوي لا يتورع، بدعم من الغرب الاستعماري، وواشنطن خصوصاً، عن شن حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني. لعل أبرز ما يوضح ذلك موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخصوصاً في موقف أمين عام الأمم المتحدة الذي بكّر في العودة إلى الأسباب التي قادت إلى 7 أكتوبر. وهو واظب، رغم السوقية والوقاحة والتهديدات الإسرائيلية، على فضح الكيان الصهيوني الذي يرتكب على حدِّ وصفه مجازر "غير مسبوقة في التاريخ"! (هل يغتالونه؟!). يتضح ذلك حتى في موقف الاتحاد الأوروبي. فهو، رغم انحيازه التقليدي لإسرائيل، وتبعيته لواشنطن، اضطر، تحت وقع المجازر وحرب الإبادة وهولها، وضخامة التظاهرات في دوله، المؤيدة للمقاومة الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، إلى المطالبة بضرورة إقامة دولة فلسطينية. ولقد بلغ بمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد أن يتساءل: "ماذا تريد إسرائيل؟ تهجير الفلسطينيين أو قتلهم"! بمعزل عن الجدية ومدى الالتزام، فإن هذا الموقف يتعارض مع المشروع التوسعي الصهيوني ووظيفته في المنطقة: أداة للهيمنة الاستعمارية وهراوة ضد استقلال شعوبها وسيادتها وتقدمها.

في السياق. وبشكل مباغت للعدو وشركائه في المقتلة، جاءت الشكوى التي قدمتها حكومة جنوبي أفريقيا لمحكمة العدل الدولية. وهي شكوى حاصرت العدو وفضحت أكاذيب دائماً ما نجح، بدعم واشنطن والحكومات الغربية، بتعميمها إعلامياً، كحقائق: بزعم أنه واحة للديموقراطية وحقوق الإنسان والتقدم والحضارة والتفوق والريادة والقوة!

لا جدال بأن نقطة الضعف الأساسية كانت قبل 7 أكتوبر وبعده، في الموقف الرسمي العربي: في التخلي والتطبيع والتواطؤ والإذعان. رغم ذلك، فرضت الوقائع والأسباب التي أوردناها، بعض التقدم الخجول في بيان الاجتماع "الاستثنائي" الأخير للسفراء المندوبين الدائمين لدول الجامعة العربية. انتقد البيان "الدول التي تزوِّد إسرائيل بالسلاح والتي تعتمد ازدواجية المعايير" واعتبر تلك الدول "شريكة في المسؤولية عن الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني"، لكن سقط سهواً (!)، أو فات المجتمعين، مساءلة بعض زملائهم في الاجتماع، بشأن استمرار العلاقات والتطبيع مع العدو، وكذلك بشأن تزويده بما يحتاجه بعد إقفال البحر الأحمر (من قبل سلطات صنعاء)، في وجه السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة إلى إسرائيل!

قال زعيم المعارضة الإسرائيلية أخيراً: "الإسرائيليون يشعرون بالهزيمة والانكسار ويطرحون أسئلة مُرّة حول المسؤول عن الهزيمة والخسائر". لم يكن مثل هذا القول وارداً، أو حتى ممكناً، خصوصاً بعد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وآخر "فرسانها" ولي العهد السعودي! بل إن ما ردده بعض قادة محور المقاومة بشأن إمكانية هزيمة ذلك الكيان، قد كان موضع استهجان أو تندر. لقد أكّدت عملية السابع من أكتوبر، بما هي محطة باهرة وانعطافية في الكفاح الفلسطيني والعربي مع العدو الصهيوني والمستعمرين القدماء والجدد الذين تعهدوا تأسيسه ومده بوسائل الحياة والعدوان، أن الصراع مع هؤلاء ومع المتواطئين معهم، هو جوهر النضال والفعل التحرريين الشاملين في هذه المرحلة التاريخية برمّتها. لقد أكّدت هذه العملية، وسواها من المحطات المنتصرة وخصوصاً في هزائم العدو في لبنان، كما التجارب المنتصرة ضد المحتلين في كل مكان، حقيقة أنه لا يضيع وطن أو حق وراءه شعب مقاوم: وإن غلت التضحيات وطال الزمن!

الأخبار

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيليون غزة احتلال إسرائيل احتلال غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني

الثورة نت/..

شهدت محافظة مأرب  نصرة ووفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وآله ونصرة للأقصى وغزة، تحت شعار “لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان”.

وأُقيمت بساحة الجوبة مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي، ردد المشاركون خلالها هتافات منددة باستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتدنيس الأقصى الشريف من قبل قطعان الصهاينة المستوطنين.

وفي مديرية مجزر خرج أبناء المربع الشمالي في مسيرة حاشدة، أكد المشاركون فيها الجاهزية القتالية والنفير العام والتعبئة الشاملة لمواجهة العدو الصهيوني، واستهدافه بالمسيرات والصواريخ المجنحة وكل أشكال الاستهداف لإجباره على وقف عدوانه على غزة.

كما خرج أبناء مديرية صرواح في مسيرتين بساحتي سوق صرواح والمحجزة، جددّوا خلالها العهد والولاء والوفاء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله بالسير على نهجه في نصرة المستضعفين والمقدسات الإسلامية، دون تراجع أو تخاذل أو تهاون مهما كانت التضحيات.

ونظم أبناء مديرية حريب القراميش، مسيرات بساحات باب حرة وشجاع والحزم وحرة واللواء وساحة الإمام علي، حثوا أبناء الشعب الفلسطيني على الصبر والثبات على الحق والجهاد في سبيل الله.

وخرج أبناء مديرية بدبدة في مسيرتين بساحتي التضامن والجريداء، دعوا فيها شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك نصرة للشعب الفلسطيني والدين والمقدسات الإسلامية ووقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة.

وباركت الجماهير المحتشدة في ساحات قانية والعمود وجبل مراد ورحبة، العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية ونجاحها في فرض حصار جوي وبحري على كيان العدو.

وأكدت أن استهداف العدو الصهيوني للمرافق والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية لن يثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في نصرة غزة.

وجدّد بيان صادر عن المسيرات الحاشدة، العهد والوفاء والولاء لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله، بأن الشعب اليمني لن يكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة للنبي الكريم ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة، بل الرد بالنفير والخروج المليوني.

ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك مع أحفاد الأنصار في ذلك كلاً بما يستطيع، فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم.

وخاطب البيان، العدو الصهيوني المجرم “إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع أو التوقف أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني والجهادي المساند لغزة مهما فعلت ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة”.

ودعا أبطال القوات المسلحة إلى تصعيد عملياتها ضد الكيان الصهيوني ما دامت غزة تحت العدوان والحصار .. مضيفًا “اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك”.

كما خاطب البيان الأشقاء في غزة وفلسطين بالقول “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله”.

مقالات مشابهة

  • 16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني
  • 7 شهداء من عائلة واحد ومصابون بقصف العدو الصهيوني لمنزل في جباليا
  • السيد القائد عبدالملك: المحبة والميل إلى اليهود الصهاينة والولاء لهم من قبل العرب حالة مرضية
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: ذكرى احتلال اليهود الصهاينة للقدس من أسوأ ذكريات أمتنا الإسلامية
  • الرئيس المشاط يؤكد من مطار صنعاء أن اليمن لن يتراجع عن مساندة فلسطين وعلى الصهاينة انتظار صيف ساخن
  • الرئيس المشاط يؤكد من مطار صنعاء .. على الصهاينة انتظار صيف ساخن
  • السيد القائد: كلما استمر العدو الإسرائيلي في إجرامه ضد الشعب الفلسطيني فالمسؤولية على الأمة الإسلامية أكبر
  • عاجل| علي فرج يعلن اعتزاله لعبة الاسكواش.. ويوجه رسالة للشعب الفلسطيني
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى
  • قمة الإعلام العربي تسلط الضوء على دور الإعلام المهني في مواجهة تحديات العصر