عادل الفار: في مرضي لم يسأل عني أحد من الوسط الفني باستثناء شخصين
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قال الفنان عادل الفارّ إنني أحب أن يطلق عليا لقب فنان لأنه شامل وأنا أغني وأقدم مونولوج ، مشيراً إلى أن فن المونولوج يعتبر انتهي ولا يوجد جمهور يسمع والكل عايز يرقص، ومنذ سنتين قدمت فقرة في فرح وقمت بالغناء ثم المونولوج ولكني وجدت عدم استماع أو اهتمام والكل يريد الرقص ومن هنا توقفت عن تقديم المونولوج.
وأضاف خلال حلوله ضيفا ببرنامج واحد من الناس مع الإعلامي د. عمرو الليثي ، أن هناك على الساحة حاليا من الخامات الجيدة في فن المونولوج مجدي عيد وفيصل خورشيد وهما يقدمان المونولوج والغناء، ومثلي الأعلي في المونولوج فكري الجيزاوي وكان يهتم بأن يطرح مواضيع، وأنا حاليا أنتظر أي عرض تصوير أو تمثيل لأني توقفت عن المونولوج.
وأشار لو رجع بي الزمن كنت ساختار الفن لأنه في دمي ومنذ صغري وأنا أعشق هذا الأمر ، ولم أحقق كل أحلامي في الفن وأنا مازالت لدي القدرة أن أقدم أعمال فنية.
وأضاف:" في محنة مرضي لم يسأل عليا أحد من الوسط الفني، والوحيد الذي قام بزيارتي المطرب خالد عجاج وسامح يسري ، بينما مصطفي قمر ومحمد فؤاد ما سألوش عليا واحنا جيل واحد.
وأشار إلى أزمة مرضه بالكبد .. أنني فجأة وجدت نفسي لا أستطيع الكلام وفي شبه غيبوبة وذهبت إلي المستشفى والحمد لله عديت على خير ، وابني كتب وقتها أدعو إلى أبي بالشفاء ولكن بعدها بعام توفي ابني شادي وكانت صدمة كبيرة لي ، وابني كان مريض وذهبت به إلى المستشفي وكنت زعلان منه لأنه كان يدخن ولا يسمع الكلام ، واتصدمت بخبر وفاته ثاني يوم ولم يمكث بالمستشفي سوي يوم واحد ، وبكيت بشدة عندما رأيته متوفياً ولم أودعه وهو ابني الوحيد.
وتابع ابني ارتاح من الألم وللأسف كان مدمن مخدرات وندمت اني أعلنت كده ، ولم اكن أستطيع أن أسيطر عليه وحاليا أدعو له بالرحمة، وأسرتي زعلت لما قلت انه كان مدمن ، ولكنهم تفهموا الأمر لاني كنت مصدوم ولا أشعر بنفسي وكانت ازمة كبيرة لانه تم القبض عليه وتم تحرير قضايا وهو في سن ٣٥ سنة ولكنه توفي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفنان عادل الفار برنامج واحد من الناس عادل الفار واحد من الناس
إقرأ أيضاً:
الحياد في زمن الجنجويد وقانون الوسط المستحيل
ما زلت أجد صعوبة في استيعاب موقف الذين يقفون على مسافة واحدة من جيش الدولة المعيوب وعصابات الجنجويد، رغم أنه من الواضح تمامًا الآن أن الحياة تعود إلى أي منطقة يسيطر عليها الجيش، وأن الأحياء يهروبون من أي منطقة يقترب منها الجنجويد خوفا علي أعراضهم وسلامتهم. يبدو هذا التموضععلي مسافة واحدة من الجانبين بمثابة هروب يُخفي هروبه تحت ستار أخلاقية منفصلة تمامًا عن الواقع الموضوعي لانه يؤمن بإمكانية إنتصار طرف ثالث متخيل في هذه الحرب.
لفهم سبب إشكالية هذا التموضع ، دعنا نطرح بعض الأسئلة:
– هل تعتقد أن أي طرف آخر غير الجيش أو الجنجويد سينتصر في هذه الحرب؟ أعني، هل هناك أي قوى مدنية أو تشكيل شعبي، جذري أو قاعدي قادر على كسب حرب لا يشارك في معاركها؟ الإجابة هي لا بالطبع.
– إذا كان المنتصر في الحرب حتمًا هو معسكر الجيش أو معسكر الجنجويد، فهل سيدعو الطرف المنتصر أي قوى مدنية أو منظمة شعبية لتكون لها اليد العليا في تشكيل حكومة ما بعد الحرب؟ أشك في ذلك بشدة.
إذا كانت إجاباتي على الأسئلة أعلاه صحيحة، فهذا يعني أن هذه الحرب سينتصر فيها إما الجيش أو الجنجويد، وأن الطرف المنتصر سيشكل النظام السياسي لما بعد الحرب.
وإذا كان ما سبق صحيحًا، فإن السؤال الجوهري الذي تواجهه الحركة السياسية السودانية هو: أيهما أفضل، أم أيهما أهون الشرين، أيهما أخفّ ضررًا: انتصار الجيش أم الجنجويد؟
هناك ثلاث إجابات على السؤال أعلاه:
– معسكر يُفضل انتصار الجنجويد، وكلنا نعرف من هم.
– معسكر آخر يُفضل انتصار الجيش رغم كل عيوبه المعروفة.
– ولكن هناك معسكر وسط غريب عمليا لا يكترث أعضاؤه بمن يفوز في الحرب لأنهم ضد المعسكرين بنفس القدر.
لسوء الحظ، أو لحسن الحظ، فإن معسكر اللامبالاة هذا معزول تمامًا عن عامة السودانيين بسبب أن الغالبية العظمى من الشعب السوداني ترى انتصار الجنجويد أسوأ شر ممكن، كما يتضح من نزوحهم من أي منطقة يقترب منها جندهم إذ يفضلون الرحيل إلى مناطق يسيطر عليها جيش يشعرون بالأمان في وجوده. ورغم أن كثيرين من هذا المعسكر تردد أدبياتهم علي ضرورة التعلم المتبادل من الجماهير إلا أنهم يمارسون السياسة كأستاذة بعثتهم العناية الألهية لتنوير شعب لا يدرك ألا فرق بين جنجويد اغتصبوا قراه وبين جيش يهربون إلي مناطق سيطرته.
هذا الشعبيدرك أنه يُجبر على الاختيار بين نارين، والفرق بينهما شاسع. ويدرك أن الجيش (رغم فساده) هو مؤسسة وطنية يُمكن إصلاحها ولا تجوز مقارنته بميليشيا إجرامية ممولة من الخارج ، تقوم على التطهير العرقي والعبودية.
الشعب يدرك أن الحياة لا تعطينا دائمًا خيارات بيضاء. أحيانًا، يكون الاختيار بين سيءٍ وأسوأ. والراشدون يختارون الأقل سوءًا، لا ليبرروا الشر، بل ليوقفوا شرًا أكبر. من يرفض الاختيار بحجة “النقاء الأخلاقي” هو إم: غير مدرك لخطورة الواقع (فالجنجويد ليست مجرد “طرف صراع”، بل مشروع إبادة) أو يتهرّب من تبعات الموقف الصحيح التي قد تكلفه إزاء رعاة الجنجويد في الداخل والخارج.
الشعب الذي يهرب من الجنجويد إلي مناطق الجيش ليسوا أغبياء أكلوا العلف، فهم لا يجهلون عيوب الجيش، لكنهم يدركون أنه الخيار الأمثل بلا منازع. بالنسبة لهم، الخيار ليس مجرد تمرين أسافير أو ترف أخلاقي سطحي.هم يعلمون أن العالم نادرًا ما يمنحهم خيارًا بين ملائكة طاهرين وشياطين آثمة .
وإذا كان هناك خيارًا ثالثًا — مثل تنظيم جماهيري قادر على هزيمة الجيش والجنجويد معًا — فكيف؟ بأي سلاح؟ بأي دعم شعبي؟ الواقع يقول إن هذه التنظيمات لا وجود لها خارج غرف الفيسبوك والوتسب. وان التنظيمات الجماهيرية الموجودة علي الأرض غير محايدة كما إنها في كل الأحوال لن تستطيع الإنتصار علي الجيش والجنجويد معًا إلا في خيال بلغت خصوبته درجة لا قبل لنا بها.
الحياد في زمن الإبادة ليس فضيلة: إن هذا الشعب من الرشد بحيث يدرك أن هذه الحياة الماكرة أحيانًا تجبره على التفضيل بين خيارين سيئين. وعندما يكون الفرق في درجة السوء شاسعًا كالفرق بين سوء الجيش وسوء والجنجويد، فإن الوقوف علي مسافة واحدة يُعدّ هروبًا مكلفًا من الواقع وتنصل من المسؤولية الأخلاقية حيال غزو أجنبي علي رماح ميليشيا إجرام غير مسبوق.
موقف حزب المسافة الواحدة عمليا يعني أنه في غياب خيار كامل النظافة في أي قضية حياة أو موت علي الإنسان أن يقف علي حياد. وهذا موقف عبثي تماما لا يهمه ما يترتب عمليا علي خياره – أما عن قصورفي التحليل أو بهدف الهروب من تكلفة الخيار الصحيح المحتملة.
لا أقول بان تحليلي أعلاه قران أو إنجيل أو كجور منزل، وانا علي إستعداد لتغيير رايي لو أقنعني أحد بوجود خيار مدني واقعي قادر علي حسم المعركة والإنتصار علي الجيش والجنجيويد معا ليقيم نيرفانا ديمقراطية علي أنقاض جيشي الدولة والجنجويد. أصحاب التكوينات الشعبية المستعدة لإستلام السلطة من غرف الأسافير المدارة من مهاجر مريحة يمتنعون.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب