جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-07@06:35:02 GMT

السعي للعلم والعمل

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

السعي للعلم والعمل

 

أحمد العامري

لم يخلق الله تعالى الإنسان عبثا، وإنما خلقه لهدفين عظيمين الأول العبادة والأخير عمارة الأرض، ولا يتحققان إلا بالسعي والمثابرة. نجد الكثير من النَّاس يسعون لأن تكون حياتهم لا معنى لها ولا يريدون في اليوم إلا عيش ذلك اليوم فقط وليس لهم نظرة مستقبلية ولا يستثمرون ذلك اليوم ليوم بعده.

ويجب على الإنسان أن يكون حريصاً على وقته وأن يكون هذا الوقت بين عبادة وعمارة الأرض، والله تعالى كرمنا بالعقل فيجب أن نتفكر وأن نسعى ولا نعيش للأكل والنوم فحسب، بل نكون ممن تبنى الأمم بسواعدهم.

ولأنَّ الله تعالى كرمنا بأجل النعم وهي نعمة العقل فيجب أن نستغل هذه النعمة، فقد خلق الملائكة بعقول دون شهوات وخلق الحيوانات بشهوات دون عقل وخلق الإنسان بعقل وشهوات. فإن بذل الإنسان ووازن بين متطلبات العقل والنفس ارتقت منزلته وإن أتبع شهواته فقد خاب وخسر.

وكيف للإنسان أن يعبد الله على الوجه المطلوب وهو لا يعلم! وكيف للإنسان أن يعمر الأرض وهو يفتقر للعلم وأسس المعرفة! وخصوصا في العصر الذي تتطور فيه الأمم بين الثانية والأخرى. فلا بُد للإنسان أن يسعى للعلم والعمل ويربط وجوده بغايات عظيمة وأهداف نبيلة.

سبحان الله! عندما تخطط لهدف علمي أو عملي وفي المنتهى يتحقق ذلك الهدف تشعر براحة غير معهودة، وما ينسيك التعب إلا لذة الإنجاز، وتشعر بأنك فرد منتج يسعى لبناء وطنه ويسهم في تطور العالم برمته، وتأكد أن الإنتاجات الكبيرة انبثقت من فكرة بسيطة في البدء.  

صحيح أحيانًا تخفق أي بعد عناء واجتهاد وسهر تجد نفسك لم تبلغ المُراد وتجد أن الأرض ضاقت عليك بما رَحُبت، ولكن واصل المسير وربما إذا فشلت هنا نجحت هناك وهذه الحياة ما بين نهوض وسقوط، ومنك العمل ومن الله التوفيق.

وإذا وجدت من يعيقونك عن تحقيق أهدافك العلمية والعملية، لا تحزن لذلك وتأكد أنَّ الأمر بيد الله وحده، ونقول لمن يسعى لتنكيس أعلام الإنجاز والمنجزين أنك أسأت لدولتك ومجتمعك ولم تسئ لهذا المجتهد فحسب؛ لأننا نعيش في مكان واحد يضرنا سوء الآخرين وينفعنا صالح عملهم.

يجب علينا أن نساند بعضنا البعض، ونكون كالبنيان المرصوص، نشجع هذا ونتعاون مع ذلك؛ لأنَّ من هذا المنطلق تتطور الأمم، ويحضرني مقولة أحمد زويل الصادقة التي يقول فيها الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.

في المنتهى.. يجب أن نتذكر أن العلم والعمل من أهم الأدوات للتقدم والازدهار، ولم تصل الدول المتقدمة إلى ما وصلت إليه، إلا بالمعرفة والعمل وعلينا أن نحذو حذوهم لتحقيق المُراد، والوصول بعُمان الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمل.. بالتخطيط والعمل!

* سنتجاوز نهج التعيين (بالقطاعي) للحكومة الجديدة، أو حكومة الأمل كما أسماها رئيسها الدكتور كامل إدريس، لندلف إلى مهامها ومطلوباتها والتحديات الجسام التي تنتظرها وتواجهها، حرصاً منا على نجاحها، سيما وأننا نوقن تماماً بأن نجاحها واجبٌ ولازمٌ لا خيار سواه.
* من مداخل فشل الحكومات السودانية المتعاقبة أن تعيين الوزراء لا يتم بمعيار الكفاءة، ونجزم أن د. كامل مجتهد في مراعاة ذلك المعيار، وأنه لن يأتي إلا بأصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة، ومن مداخل الفشل الأكيد أن الوزراء يُتركون ليعلموا على هواهم، بلا برامج ولا أهداف ولا موجهات تحكمهم، فيمارسون عملهم اجتهاداً، ويصيبون ويخطئون، ومن ينظر إلى حال بلادنا بعد مرور سبعة عقود من الاستقلال سيوقن أن حكوماتنا المتعاقبة كانت إلى الفشل أقرب من النجاح.. والحال يغني عن السؤال!

* الناظر إلى مسيرة الحكومات الوطنية التي قادت بلادنا منذ العام 1956 سيجد أن أكثرها إنجازها _على قِصر أمدها_ كانت حكومة الفريق إبراهيم عبود رحمة الله عليه، إذ شهدت خلال فترة حكم قصيرة امتدّت ست سنوات فقط إنجازات كبيرة، بل لافتة في كل المجالات.. فلماذا حدث ذلك؟

* خلال السنوات الست المذكورة شهدت بلادنا طفرة تنموية كبرى، إذ تم إنشاء خزاني الروصيرص وخشم القربة، ومد خطوط السكة حديد إلى نيالا غرباً وواو جنوباً (مروراً بمدينة بابنوسة)، مع استبدال محركات البخار لقاطرات السكة حديد بقاطرات الديزل، وتم تشييد مصانع سكر الجنيد وحلفا الجديدة وملوط، وزيادة الرقعة المزروعة في مشروع الجزيرة بإضافة امتداد المناقل (800 ألف فدان)، وتم إنشاء مشاريع الزراعة الآلية في منطقة الدالي والمزموم (500 ألف فدان)، ومشروع حلفا الزارعي، كما تم تشييد صوامع الغلال في القضارف.

* في عهد حكومة عبود تم إنشاء الخطوط الجوية السودانية (سودانير) والخطوط البحرية السودانية (سودانلاين)، كما تم إنشاء بنك السودان المركزي وبقية البنوك المتخصصة، وصك العملة، علاوةً على تشييد محطة بري الحرارية وإنتاج الكهرباء من خزان سنار، وتشييد جسر شمبات وتوسيع جسر النيل الأبيض.

* شهدت السنوات الست تدشين بث تلفزيون السودان والمسرح القومي وعدد من المسارح في الولايات، كما تم تشييد عدد كبير من المصانع في شتى بقاع السودان، وإنشاء مراكز متخصصة للشباب في معظم المدن فاحتضنت نشاطهم ورعت الموهوبين منهم.
* وفي مجال الطرق ابتدرت حكومة عبود العمل في طريق الخرطوم مدني وأوصلته إلى الحصاحيصا (وأكمله الرئيس نميري رحمة الله عليه)، كما تم الشروع في تشييد طريق الخرطوم شندي فوصل إلى الجيلي وتم استكماله في عهد حكومة البشير.

* الشاهد أن كثرة الإنجازات وتعددها في عهد حكومة عبود كان سببه اتباع برنامج حكم واضح المعالم، حيث تم وضع برنامج تنموي خماسي وإلزام الوزراء بتنفيذه، مع مراجعة أدائهم بدقة.
* نتوقع من الدكتور كامل إدريس أن ينظر إلى تلك التجربة الناجحة، وأن يقتفي أثرها بوضع خطة محددة الملامح تحكم عمل الحكومة كلها، والوزارات على وجه الخصوص، ويوضح المطلوب بالأرقام (والشهور والأيام)، ومتابعة أداء كل وزير لمعرفة مدى تقيده بالبرنامج والأهداف المحددة له، فإذا تكاسل إو حاد عن البرنامج يتم تنبيهه أو استبداله!

* ما ضرَّ بلادنا أكثر من تعيين الوزراء وتركهم يعملون على هواهم بلا خطة ولا برنامج عمل ولا مراجعة ولا متابعة، وعادةً ما يسير الخلف على درب السلف بالمِمسحة، ليبدأ من الصفر!
* لن تنجح حكومة الأمل ما لم يصحبها عمل، ويسبقها تخطيط وتنظيم، وترافقها متابعة وتدقيق ورقابة وتوجيه ومحاسبة.. فليحدد الدكتور كامل لحكومته خطة ولكل وزير برنامجاً محدداً يرتبط بأمد زمني ومراحل للتنفيذ، ولا يتركهم يعملون على هواهم كما فعل السابقون فلم يحصدوا سوى الندامة والفشل.

* دعواتنا تسبق أمنياتنا للدكتور كامل وحكومته ونعاهده أن نظل داعمين له بالنصح المخلص والنقد الإيجابي الذي يستهدف الإشارة إلى مواضع الخلل بمعزل عن الظلم والغرض والترصد.. كي ينجح وينجز ويحقق المرامي والأهداف التي جيء به لتحقيقها.. في أصعب مرحلة في تاريخ السودان الحديث.

د. مزمل أبو القاسم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يسعى لحصر السلاح.. نواف سلام يتمسك بـ”استعادة الدولة”
  • إعلام عبري: ترمب يسعى للاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء الحرب على غزة
  • الأمل.. بالتخطيط والعمل!
  • العمل والسعي لطلب الرزق.. الإفتاء توضح مفهوم العبادة في الإسلام
  • رئيسة البديل من أجل ألمانيا: السعي إلى حظر الحزب يذكرني بـ أزمنة مظلمة
  • وقفة للتأمل
  • خبير أسري: السعي للمساواة لا يجب أن يكون على حساب تماسك الأسرة
  • رائد العيد : الـلايك أصبح الأفيون الرقمي للإنسان المعاصر
  • عباس شومان: المدينة كانت الأرض الأقل عنادا من مكة وقت الهجرة
  • مالك عقار: الأرض أرض الله، ولا كأننا سمعنا حاجة