جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-15@13:28:25 GMT

السعي للعلم والعمل

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

السعي للعلم والعمل

 

أحمد العامري

لم يخلق الله تعالى الإنسان عبثا، وإنما خلقه لهدفين عظيمين الأول العبادة والأخير عمارة الأرض، ولا يتحققان إلا بالسعي والمثابرة. نجد الكثير من النَّاس يسعون لأن تكون حياتهم لا معنى لها ولا يريدون في اليوم إلا عيش ذلك اليوم فقط وليس لهم نظرة مستقبلية ولا يستثمرون ذلك اليوم ليوم بعده.

ويجب على الإنسان أن يكون حريصاً على وقته وأن يكون هذا الوقت بين عبادة وعمارة الأرض، والله تعالى كرمنا بالعقل فيجب أن نتفكر وأن نسعى ولا نعيش للأكل والنوم فحسب، بل نكون ممن تبنى الأمم بسواعدهم.

ولأنَّ الله تعالى كرمنا بأجل النعم وهي نعمة العقل فيجب أن نستغل هذه النعمة، فقد خلق الملائكة بعقول دون شهوات وخلق الحيوانات بشهوات دون عقل وخلق الإنسان بعقل وشهوات. فإن بذل الإنسان ووازن بين متطلبات العقل والنفس ارتقت منزلته وإن أتبع شهواته فقد خاب وخسر.

وكيف للإنسان أن يعبد الله على الوجه المطلوب وهو لا يعلم! وكيف للإنسان أن يعمر الأرض وهو يفتقر للعلم وأسس المعرفة! وخصوصا في العصر الذي تتطور فيه الأمم بين الثانية والأخرى. فلا بُد للإنسان أن يسعى للعلم والعمل ويربط وجوده بغايات عظيمة وأهداف نبيلة.

سبحان الله! عندما تخطط لهدف علمي أو عملي وفي المنتهى يتحقق ذلك الهدف تشعر براحة غير معهودة، وما ينسيك التعب إلا لذة الإنجاز، وتشعر بأنك فرد منتج يسعى لبناء وطنه ويسهم في تطور العالم برمته، وتأكد أن الإنتاجات الكبيرة انبثقت من فكرة بسيطة في البدء.  

صحيح أحيانًا تخفق أي بعد عناء واجتهاد وسهر تجد نفسك لم تبلغ المُراد وتجد أن الأرض ضاقت عليك بما رَحُبت، ولكن واصل المسير وربما إذا فشلت هنا نجحت هناك وهذه الحياة ما بين نهوض وسقوط، ومنك العمل ومن الله التوفيق.

وإذا وجدت من يعيقونك عن تحقيق أهدافك العلمية والعملية، لا تحزن لذلك وتأكد أنَّ الأمر بيد الله وحده، ونقول لمن يسعى لتنكيس أعلام الإنجاز والمنجزين أنك أسأت لدولتك ومجتمعك ولم تسئ لهذا المجتهد فحسب؛ لأننا نعيش في مكان واحد يضرنا سوء الآخرين وينفعنا صالح عملهم.

يجب علينا أن نساند بعضنا البعض، ونكون كالبنيان المرصوص، نشجع هذا ونتعاون مع ذلك؛ لأنَّ من هذا المنطلق تتطور الأمم، ويحضرني مقولة أحمد زويل الصادقة التي يقول فيها الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.

في المنتهى.. يجب أن نتذكر أن العلم والعمل من أهم الأدوات للتقدم والازدهار، ولم تصل الدول المتقدمة إلى ما وصلت إليه، إلا بالمعرفة والعمل وعلينا أن نحذو حذوهم لتحقيق المُراد، والوصول بعُمان الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كلما أتوب أعود للذنب مرة أخرى.. فهل يقبل الله توبتي وماذا أفعل؟

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان المؤمن يجب ألا ييأس من رحمة الله أبدًا مهما كانت ذنوبه، مشددًا على أن الله سبحانه وتعالى يفتح باب التوبة دائمًا لعباده، وأن الخطأ البشري لا يعني الهلاك إذا تبعه توبة صادقة وندم حقيقي.

وجاء ذلك في فتوى مسجلة عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ردًا على سؤال من إحدى المتابعات تعتقد أن الله لن يغفر لها بعد ذنب ارتكبته.

وقال الدكتور علي فخر في رده: "ظنكِ خطأ تمامًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)"، موضحًا أن الإنسان بطبيعته يخطئ ويتوب، وأن الأهم هو ألا يستمر في الخطأ أو يتكبر عن التوبة. 

وأضاف أن الحق سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، أي أن رحمة الله تشمل كل من تاب إليه بصدق مهما بلغ ذنبه.

وأشار فخر إلى أن هناك فئة من الناس إذا أذنبوا يظنون أن الله لن يغفر لهم، فيسيطر عليهم اليأس والوساوس التي قد تدفع بعضهم للتفكير في الانتحار، مؤكدًا أن هذا من وساوس الشيطان الذي يسعى دائمًا لأن يجعل الإنسان يبتعد عن ربه.

 وأضاف أن المؤمن الحق لا ييأس من رحمة الله، بل يحسن الظن بربه ويثق في مغفرته وكرمه.

ونصح أمين الفتوى كل من يقع في الذنب بأن يملأ وقته بذكر الله، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الذكر والدعاء والالتزام بالطاعة تجعل القلب مطمئنًا وتقي الإنسان من الوقوع في الذنوب مجددًا.

هل تعيد الصلاة إذا نسيت عدد الركعات؟.. أمين الإفتاء يوضح التصرف الصحيحتفاصيل المسابقة الثقافية البحثية الكبرى بين وزارتي الأوقاف والتعليممتى يكون سجود السهو في حالة نسيان التشهد الأوسط؟.. الإفتاء توضحربنا يكفينا شره.. خالد الجندي: احذروا من الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل

وفي السياق نفسه، أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن الله تعالى يقبل توبة عباده من الصغائر والكبائر على حد سواء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما: «لو كان لابن آدم واديانِ من مالٍ لابتغى ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب»، مؤكدًا أن التوبة النصوح شرط أساسي لقبول المغفرة.

وأضاف الشيخ عويضة أن على المسلم أن يحافظ على علاقته بربه، ويحرص على الرجوع إليه كلما أذنب، وأن تكون توبته خالصة لا يشوبها نفاق أو تردد، فالمؤمن الذي يعزم على عدم العودة إلى الذنب هو من صدق في توبته.

واختتم قائلًا: "دعك من الذنوب ولا تصرّ عليها حتى لا تلقى الله وأنت مذنب، فهناك فرق كبير بين من يلقى الله على طاعة ومن يلقاه على معصية".

طباعة شارك الإفتاء التوبة دار الإفتاء علي فخر وساوس الشيطان

مقالات مشابهة

  • كلما أتوب أعود للذنب مرة أخرى.. فهل يقبل الله توبتي وماذا أفعل؟
  • الرئاسة الفلسطينية: السعي لتكريس حكم حماس بغزة سيتسبب بمنع قيام دولة فلسطين  
  • قيمة التناصح
  • رحيل عبدالله نصيف.. رجل الدولة والعمل الخيري
  • طبقات الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
  • رضى الله عنها
  • حكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروط
  • يوسف البناي: العلم ليس عزاءً بل وعيٌ بموقع الإنسان في التاريخ الكوني
  • إن لروحك عليك حقًا في أمور كثيرة ..
  • أمين عام البحوث الإسلامية: الإيمان والعلم طريقان متكاملان