جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-09@21:58:24 GMT

الفرار من الموت

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

الفرار من الموت

 

محمد رامس الرواس

استكمالًا للمقال المنشور بتاريخ 14 أكتوبر 2023، بعنوان "طفل من غزة"، لا يزال الطفل مهند ينتقل من مكان إلى آخر، بحثًا عن الأمن والأمان من القصف الإسرائيلي على غزة الذي لا يفرق بين صغير وكبير؛ بل القتل وحسب هو الهدف، وحكاية الطفل مهند الذي يطارده الموت منذ أن سقط عليهم مسكنهم بشمال غزة ولم ينج من أسرته إلّا هو بمعجزة، بات اليوم من النازحين إلى الجنوب مع أقرانه من الأطفال والأسر الذين لجأوا إلى إيواء موقت بمدارس "الأونروا" لكن تم قصفها أيضًا بجنوب غزة.

استمرت رحلة المعاناة للطفل مهند ذي الأحد عشر ربيعًا، يلاحقه هو ومن معه، قصفٌ متواصلٌ، فيشاهدون جثث الشهداء تتناثر حولهم بالعشرات وهم يواصلون الفرار نحو الأماكن الآمنة التي لم تعد آمنة؛ فالفرار من الموت أصبح مستحيلًا فرائحته في كل مكان.

الآن أصبح مهند في مدينة رفح يعاني هناك معاناة أطفال غزة والمدنيين عمومًا في مثل هذه الأجواء المشحونة بالآلام التي تتمثل في انعدام المسكن وندرة الطعام والدواء؛ فأصبحوا في وضع قاسٍ جدًا لا يُمكن احتماله.

"لا يمكننا في هذه الأيام وصف صعوبة تحمل برد الشتاء القارس ونحن في مثل هذا الوضع المأساوي الصعب".. هذا ما قاله أحد الأطفال ممن كانوا مع مهند لأحد المراسلين الصحفيين، عندما سأله عن وضعهم. لقد أصبح أطفال غزة ذوي أجساد نحيلة وملابس مُبللة بماء المطر، والبرد القارس يلسع أجسادهم بقسوة، يعيشون في خيام لا تستطيع أن تقيهم صعوبة فصل الشتاء البارد، فلا نار تدفئهم أمام خيامهم ولا وجبات تُغنيهم من الجوع.

بالأمس القريب كان مهند يقف أمام منزلهم الذي تم قصفه واستشهدت أسرته عن بكرة أبيها ونجا هو بمعجزة إلهية، واليوم يقف أمام خيمة الإيواء في رفح، وقد انتصف الليل وهو يُحدِّث نفسه، لقد رجعت به الذاكرة إلى منزلهم في الشمال؛ حيث كان ينعم بالمسكن الآمن والفراش الدافئ والطعام الطازج الذي أعدته أمه له، وأصوات أهله حوله يستأنس بهم، وهي لا يزال صداها يتردد في أذنيه بين الحين والآخر.. الآن لم يعد له من أحلامه وذكرياته شيء، ولم يعد يحلم إلّا بالنجاة من الموت. كان مهند في تلك الساعة المتأخرة من الليل واقفًا أمام خيمة الإيواء، يُحدِّث نفسه وشريط رحلة الفرار من الموت من القصف الوحشي والعشوائي يُلاحقه هو ومن معه جوًا وبرًا وبحرًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في تلك الخيمة التي تجمَّع فيها العديد من الصبية، دخل مهند ليضع رأسه يحاول أن ينام على فراشٍ مُبللٍ بماء المطر، ويطوي بطنه من الجوع الشديد ويلتحف من البرد القارس تُظلّه خيمة إيواء مُهلهلة.

من لم يحزن لوضع هؤلاء الصبية من أبناء الشهداء من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلِدُوا في فلسطين؛ فليُراجع نفسه وضميره، فلا شك أنَّ الرحمة قد غابت من قلب أمثاله، ومثل هذه المآسي وتلك المشاهد تذوب لها القلوب، إن لم نكن عونًا لهم في إحدى المبادرات الإنسانية التي تستهدف غوثهم وتوفير الملابس والبطانيات والطعام والدواء والاحتياجات الضرورية التي ينتظرونها بفارغ الصبر، على أحر من الجمر في هذه الفترة الصعبة من الشتاء القارس كي تقيهم الجوع والأمراض والمخاطر والمعاناة في مثل هذه الظروف شديدة الصعوبة، فليس هناك أقل من الدعاء بأن يُفرِّج الله كربتهم.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تفاصيل معركة الموت في قنا.. سقوط أخطر 3 مجرمين بعد تبادل ناري عنيف

تمكنت الأجهزة الأمنية من تصفية 3 عناصر إجرامية شديدة الخطورة، خلال تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة بمحافظة قنا، وذلك في إطار جهود وزارة الداخلية لملاحقة مرتكبي جرائم المخدرات والأسلحة.

وكشفت التحريات، أن العناصر المتورطة كانوا هاربين من أحكام بالسجن المؤبد في عدة قضايا جنائية، منها مخدرات، سلاح، استعمال قوة، وقتل عمد، كما كان أحدهم محكومًا عليه بالسجن المشدد لمدة 31 عامًا في جنايات متنوعة.
 


10 نقاط لكشف تفاصيل معركة الموت في قنا


معلومة سرية: بدأت القصة عندما حصلت أجهزة البحث الجنائي في قنا على معلومات خطيرة عن نشاط 3 مجرمين هاربين.

تحريات دقيقة: التحريات أكدت أن المتهمين يشكلون عصابة إجرامية شديدة الخطورة، هاربين من أحكام بالسجن المؤبد في جرائم تتعلق بالمخدرات، السلاح، القتل العمد، واستعمال القوة.

أحكام ثقيلة: أحدهم محكوم عليه بالسجن المشدد 31 سنة في جنايات تتضمن "مخدرات – سلاح ناري – شروع في قتل".

تجارة سوداء: العصابة كانت تتاجر بكميات ضخمة من المخدرات والأسلحة والذخيرة غير المرخصة في محافظة قنا.

الساعة صفر: بعد تقنين الإجراءات، انطلقت قوة مشتركة من الأمن العام والأمن المركزي لاستهدافهم في عملية أمنية خاطفة.

تبادل نارٍ عنيف: واجهت القوات مقاومة مسلحة شرسة، واندلع تبادل إطلاق نيران كثيف بين الجانبين.

نهاية دامية: أسفر الاشتباك عن مصرع العناصر الثلاثة، لتنتهي أسطورتهم الإجرامية في معركة نارية.

كنز أسود: عثرت القوات بحوزتهم على أكثر من 16 كجم من مخدري الحشيش والشابو، و13 قطعة سلاح ناري متنوع.

ثروة ممنوعة: تُقدّر القيمة المالية للمضبوطات بنحو 17 مليون جنيه.

العدالة تنتصر: تم اتخاذ الإجراءات القانونية، ووجهت وزارة الداخلية ضربة موجعة لعالم الجريمة في صعيد مصر.

مقالات مشابهة

  • الموت يغيب نجم الكرة العراقية گلوي
  • قصة أليمة من قلب مأساة فاس.. طفل يفقد والديه وأشقائه و يصارع الموت في المستشفى
  • حسام موافي: الموت المفاجئ ظاهرة.. وهذه أبرز أسبابه
  • ذكاء وشجاعة سائق مركبة تنقذه من سطو مسلح على طريق نائي .. فيديو
  • فيديو.. أسد يلتهم مالكه حتى الموت في العراق
  • فاجعة بالصخيرات.. الكلاب تنهش طفلاً حتى الموت
  • 1.1 مليون طفل بغزة على شفا الموت جوعا
  • الموت يلاحق الفلسطينيين.. وغزة تصبح "منطقة مجاعة" وسط "سقوط أخلاقي" دولي
  • الموت بأنينٍ مكتوم!
  • تفاصيل معركة الموت في قنا.. سقوط أخطر 3 مجرمين بعد تبادل ناري عنيف