سودانايل:
2025-05-20@07:17:23 GMT

المسار الطائش!!

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

أطياف
صباح محمد الحسن
والحرب على أعتاب عام من الفوضى وإستمرار آلة الدمار والقتل والتشريد، والسودان يتخطى الرقم القياسي للنزوح ويتصدر قائمة الدول بأعلى نسبة في العالم وصلت إلى عشرة ملايين، الأمر الذي يكشف خطورة التلكؤ والتأخير في إيجاد الحل للأزمة، تجاهل إعترف به مدعي المحكمة الجنائية كريم خان الذي رأى بعينه حجم المعاناة التي تخيم على المواطن السوداني في ظل إنشغال العالم بقضايا أخرى
لكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا ً خرجت من حالة التوهان التي كانت تعيشها خلال رحلتها في البحث عن حل للأزمة ، ففتح ملف الإخوان المسلمين في السودان والعمل بجدية في مواجهتم يُعد من أفضل الخطوات المُثمرة منذ بداية السعي في الحل لأنه يشكل إزاحة حقيقية لحجر العثرة الوحيد الذي يعترض مسار التفاوض
ثانيًا أن الرؤية أضحت واضحة بلاشك أن كل المنابر والمنصات الإقليمية والعربية والافريقية التي تبحث في حل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب في السودان تؤكد أن جدة هي (منبر المصب) لخلاصة هذه الجهود
وكما ذكرنا أنه قد تتعثر خطوات الوصول الي طاولة التفاوض ولكنها لن تتوقف أبداً
وتأكيدًا على أن الحراك العربي الأفريقي بجميع واجهاته يتم برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ويخدم مساعي الوساطة للوصول إلى الهدف، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، (مولي في) أمس إن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء الأفارقة، والشركاء العرب، والشركاء الدوليين الآخرين، وتشارك عبر عدة طرق في محاولاتها لتعزيز وقف إطلاق النار والانتقال إلى الحكم المدني والتركيز على الجوانب المختلفة للنزاع ولديها مسارات متعددة لإقناع القادة العسكريين بالتخلي عن مسارهم المدمر الطائش
ومولي وكأنها تعتذر عن بطء الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع حل الأزمة السودانية، الأمر الذي يجعلها تخفض نبرة صوتها قائلة (أتفهم بالتأكيد أن الجميع يشعر بالإحباط بسبب الوضع الرهيب في السودان، ومعاناة الشعب السوداني، وسلوك القادة الأمنيين غير المسؤول وتجاهلهم لحياة المدنيين والبنية التحتية).


وبهذا ترى الولايات المتحدة أنها بحاجة لتجدد عهدها بحل الأزمة، فمن حديث كريم خان وحديث مولي في، تجد ان أمريكا تلعب على مسارين متوازيين لحل الأزمة وهذا مايؤكد قناعتها ان العودة للتفاوض لن تتم إلا بضغوط من الدوائر العدلية لذلك أن الخارجية الأمريكية والمحكمة الجنائية سيقدمان ورقة ضغط مشتركة في وقت واحد بعد حالة الإنتباه بخطى أكثر إسراعا تعيد بها القادة العسكريين للتفاوض .
طيف أخير:
#لا_للحرب
قرارات قادمة وأخبار غير جيدة لفلول النظام البائد تؤكد ان الأمر لن يتوقف عند ملاحقة هارون وان الحركة الإسلامية يجب أن تحضر عدة بيانات
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • ”التعليم“: موافقة ولي الأمر أبرز شروط مسار الطالب بالثانوي
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • العفو الدولية تدعو إلى التحقيق في الضربات الجوية الأمريكية باليمن التي خلفت عشرات القتلى من المهاجرين
  • الإمارات تؤكد رفضها القاطع لادعاءات سلطة بورتسودان حول دورها في الأزمة السودانية
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • خط السيطرة في كشمير فاصل الأمر الواقع الذي فرضته الحروب
  • الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية يجددون التزامهم بوحدة السودان وإنهاء الحرب
  • صفقة سلاح إلى الإمارات.. مجلس النواب الأمريكي يقود جلسة ونداء عالمي من أجل السودان
  • قادة أوربيون في بيان مشترك: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا في غزة