أطياف
صباح محمد الحسن
والحرب على أعتاب عام من الفوضى وإستمرار آلة الدمار والقتل والتشريد، والسودان يتخطى الرقم القياسي للنزوح ويتصدر قائمة الدول بأعلى نسبة في العالم وصلت إلى عشرة ملايين، الأمر الذي يكشف خطورة التلكؤ والتأخير في إيجاد الحل للأزمة، تجاهل إعترف به مدعي المحكمة الجنائية كريم خان الذي رأى بعينه حجم المعاناة التي تخيم على المواطن السوداني في ظل إنشغال العالم بقضايا أخرى
لكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا ً خرجت من حالة التوهان التي كانت تعيشها خلال رحلتها في البحث عن حل للأزمة ، ففتح ملف الإخوان المسلمين في السودان والعمل بجدية في مواجهتم يُعد من أفضل الخطوات المُثمرة منذ بداية السعي في الحل لأنه يشكل إزاحة حقيقية لحجر العثرة الوحيد الذي يعترض مسار التفاوض
ثانيًا أن الرؤية أضحت واضحة بلاشك أن كل المنابر والمنصات الإقليمية والعربية والافريقية التي تبحث في حل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب في السودان تؤكد أن جدة هي (منبر المصب) لخلاصة هذه الجهود
وكما ذكرنا أنه قد تتعثر خطوات الوصول الي طاولة التفاوض ولكنها لن تتوقف أبداً
وتأكيدًا على أن الحراك العربي الأفريقي بجميع واجهاته يتم برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ويخدم مساعي الوساطة للوصول إلى الهدف، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، (مولي في) أمس إن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء الأفارقة، والشركاء العرب، والشركاء الدوليين الآخرين، وتشارك عبر عدة طرق في محاولاتها لتعزيز وقف إطلاق النار والانتقال إلى الحكم المدني والتركيز على الجوانب المختلفة للنزاع ولديها مسارات متعددة لإقناع القادة العسكريين بالتخلي عن مسارهم المدمر الطائش
ومولي وكأنها تعتذر عن بطء الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع حل الأزمة السودانية، الأمر الذي يجعلها تخفض نبرة صوتها قائلة (أتفهم بالتأكيد أن الجميع يشعر بالإحباط بسبب الوضع الرهيب في السودان، ومعاناة الشعب السوداني، وسلوك القادة الأمنيين غير المسؤول وتجاهلهم لحياة المدنيين والبنية التحتية).
وبهذا ترى الولايات المتحدة أنها بحاجة لتجدد عهدها بحل الأزمة، فمن حديث كريم خان وحديث مولي في، تجد ان أمريكا تلعب على مسارين متوازيين لحل الأزمة وهذا مايؤكد قناعتها ان العودة للتفاوض لن تتم إلا بضغوط من الدوائر العدلية لذلك أن الخارجية الأمريكية والمحكمة الجنائية سيقدمان ورقة ضغط مشتركة في وقت واحد بعد حالة الإنتباه بخطى أكثر إسراعا تعيد بها القادة العسكريين للتفاوض .
طيف أخير:
#لا_للحرب
قرارات قادمة وأخبار غير جيدة لفلول النظام البائد تؤكد ان الأمر لن يتوقف عند ملاحقة هارون وان الحركة الإسلامية يجب أن تحضر عدة بيانات
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
السودان يغرق في دوامة العنف.. مئات القتلى ونزوح واسع في كردفان وانهيار شامل للخدمات
تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث جنوب السودان تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف منذ بداية عام 2025، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين ونزوح جماعي هائل، حسب ما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صدر مؤخرًا.
وأكدت اللجنة أن المعارك المتواصلة أدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والأسواق والمناطق السكنية، ما تسبب في سقوط ضحايا جدد وتفاقم الأوضاع الإنسانية إلى حد كارثي، وحثت الأطراف المتنازعة على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والأعيان المدنية.
وقال دانيال أومالي، رئيس بعثة الصليب الأحمر في السودان: “القتال في كردفان ازداد حدة منذ بداية العام الجاري، وأسفر عن مقتل المئات ونزوح 90% من السكان في بعض المناطق، مع تدهور متزايد في الخدمات الصحية ونظام الرعاية الطبي الذي كان ضعيفًا أصلًا”.
ولم تقتصر المخاطر على القتال المباشر، بل أضاف أومالي أن وجود مخلفات الحرب المتفجرة يشكل تهديدًا مستمرًا للمدنيين، خاصة الفارين أو العائدين إلى مناطق النزاع، هذا بالإضافة إلى تفشي مرض الكوليرا وسط موسم الأمطار، مع تسجيل أكثر من 7,800 حالة وسط قدرة طبية محدودة للغاية.
وأدى تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب القيود على حركة البضائع وتدهور الأمن الغذائي، دفع آلاف العائلات إلى الفرار بحثًا عن ملاذ آمن، وسط مخاوف من ازدياد حدة الأزمة في الأشهر القادمة.
ويأتي هذا في ظل اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” التي تسعى للسيطرة على ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، ما يزيد من معاناة السكان الذين باتوا محاصرين بين النار والدمار.