أكد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب، موضحا أنه يجب على الدول التركيز على الوقف الفوري للحرب، وعلى الحل السياسي لأزمة غزة والضفة.

وحسب وكالة الأنباء الإيراية "إرنا"، تباحث حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري، حول التطورات الأخيرة في العلاقات الثنائية، بما في ذلك المحادثات بين رئيسي البلدين في الرياض ومكالمتهما الهاتفية الأخيرة، واتفقا على مواصلة الاتصالات والاجتماعات في المستقبل.

من جهته، لفت أمير عبد اللهيان إلى تصاعد التوترات في منطقة غرب آسيا والقلق بشأن استمرار النهج المسبب للتوتر لبعض اللاعبين من خارج المنطقة، معتبرا أن "جذور الأزمة تكمن في استمرار الحرب على غزة والاحتلال وجرائم الكيان الصهيوني".

وأردف: "إيران لا تسعى إلى توسيع دائرة الحرب، لأننا لا نرى في الحرب حلاً للأزمات المتفاقمة في المنطقة"، متابعا: "على جميع الدول التركيز على الوقف الفوري للحرب والجرائم ضد غزة، وعلى الحل السياسي للأزمة في غزة والضفة الغربية".

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن شكره لجهود الحكومة المصرية في مجال إرسال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مؤكدا استعداد إيران لإرسال المواد الأساسية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني المظلوم بمساعدة وتنسيق الحكومة المصرية والأمم المتحدة.

ووفق "إرنا"، شدد الطرفان في هذه المحادثة على "ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية للوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وتقديم المساعدة لهذا الشعب، ومعارضة الخطط الصهيونية الهادفة إلى إعادة توطين الفلسطينيين قسرا في مصر والأردن بشكل جدي وفعال".

وأكد الوزيران "أهمية الجهود الجماعية لدول المنطقة للحفاظ على الاستقرار والسلام"، مشددان على أن "وقف الحرب على غزة مفتاح إحلال السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها"، حسبما ذكرت "إرنا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عبد اللهیان

إقرأ أيضاً:

وقف الصافوطي في القدس عقارات تستغلها ذريته منذ قرون

وقف الصافوطي هو أحد الأوقاف الذُرِّية الإسلامية التاريخية في مدينة القدس، أوقفه الشيخ إبراهيم بن محمد الصافوطي -وهو من أصول مغربية- عام 998هـ/1589م، بهدف حماية الممتلكات من الضياع والتسرب في ظل محاولات تهويد المدينة. 

الموقع

يقع وقف الصافوطي ضمن أسوار البلدة القديمة في القدس الشرقية، بمنطقة باب الخليل تحديدا.

ويتصل موقعه بسوق علّون المحاذي لميدان عمر بن الخطاب قرب باب الخليل​، وقد ظلّ أحفاد الواقف يقطنون في منازل هذا الوقف على مدى قرون​.

وقد أوقف الصافوطي عقاراته (منازل ومحالّ تجارية) في البلدة القديمة، بحيث ينتفع منها أولاده ونسله في السكن والحياة من دون بيعها أو تصرف خارج إطار الوقف​.

وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 250 وارثا حسب شهادة المتولي السابق للعائلة، إذ اشترط الواقف تقسيم ريعه بالتساوي على ذريته من الذكور والإناث.

يشمل وقف الصافوطي مجموعة من العقارات الواقعة في محلة بني حارث في القدس، وتتضمن هذه العقارات دورا سكنية مكونة من طابقين تحتوي على بيوت ومساكن وساحات، وفرنا ملاصقا لتلك الدور، وصهاريج لجمع مياه الأمطار، وحاكورة بها زراعة.

وقف الصافوطي في مدينة القدس تتوارث الانتفاع به ذرية الصافوطي منذ قرون (الجزيرة نت) تاريخ وقف الصافوطي

ورد في أحكام السجلات الشرعية أن الشيخ إبراهيم بن المرحوم الحاج محمد الصافوطي كان من الأعيان المقدسيين القادمين من المغرب، وقد أوقف جميع عقاراته في البلدة القديمة لوجه الله​.

فالواقف المعروف بلقب الحاج إبراهيم خصص تلك الأملاك لأبنائه وذريته مدى الأجيال بلا تمييز جنسي (ذكرًا كان أم أنثى)​، ويأتي ذلك في سياق تقليد راسخ عند الأجداد الفلسطينيين، أوقف بموجبه السلف الصالح عقاراتهم في القدس الشريف سعيا للثواب وحفظ ممتلكاتهم​.

إعلان

وأوقف الحاج إبراهيم الصافوطي على عهده بتصديق الجزء الأكبر من أملاكه لذريته وإحسان المستفيدين المقيمين فيها، ووضع في الحسبان أن غالبية الأوقاف الذُرِّية في القدس تهدف بالأساس إلى منع انحلال ملكيات العائلة وضياعها لغير ذويها​.

الاسم الرسمي للوقف هو "وقف الشيخ إبراهيم بن محمد الصافوطي"، ومع مرور الزمن بسبب تغير النظار وارتباط الأحفاد بأسماء عائلية أخرى، أصبحت السجلات تشير إلى الوقف بأسماء متفرعة أو مرتبطة بمن تولى نظارته مثل "وقف آل زريق"، كما سمته بعض الوثائق العائلية "وقف جدي الأعلى".

وتنص وثيقة الوقف على أن صاحبه "أوقفه على نفسه مدة حياته ثم على أولاده الموجودين من بعده من الذكور محمد وعلي، ومن الإناث فاطمة وعائشة وحليمة وصفية القاصرة، على السوية الذكر والأنثى في ذلك سواء، لا ميزة لأحدهم على الآخر".

وتضيف الوثيقة "ثم بعد أولاده المذكورين أولادهم ثم أولاد أولادهم ثم أولاد أولاد أولادهم، ثم على نسلهم وعقبهم؛ على أن من مات منهم انتقل نصيبه لولده أو لولد ولده أو أسفل من ذلك، وإن لم يكن ولده موجودا، ومن مات من غير ولد ولا ولد ولد ولا أسفل من ذلك عاد نصيبه إلى من هو في درجته وذوي طبقته، وإذا انقرضوا ولم يبق للواقف نسل ولا عقب كان ذلك وقفا على الحجرة النبوية الشريفة المحمدية على الحال أو للفقراء، ويكون النظر عليه للمحاكم الشرعية".

وكان المحامي علاء البكري متولي وقف الشيخ علاء الصافوطي، والقاضي فواز إبراهيم نزار عطية من المنتفعين منه ومن المهتمين بصيانة مواقعه.

الوقف يضمن لذرية الصافوطي حق السكن والانتفاع من ريعه مدى الحياة (الجزيرة نت) وقف للسكن والانتفاع

وقف الصافوطي وقف ذرّي (عائليّ) بالدرجة الأولى، وليس وقفا خيريا عاما. وبحسب نصوص الوقف المتداولة، فقد ضمن الواقف للذريَّة حق السكن والانتفاع من ريعه مدى الحياة، مع إلزام الحراس الشرعيين (المتولي) بإصلاح عقارات الوقف من عائداته والمحافظة عليها​.

إعلان

وإذ إن هذه العقارات لم تتجاوز قديما نحو 12 بناء (من بيوت ومحال) وكان عائدها السنوي ضئيلا، فقد ظل مجموع الإيجارات السنوية لا يتجاوز 3500 دينار أردني، منها 10% أجرة للمتولي، والنسبة الباقية تُقسم على المئات من المستحقين​، ويستخدم الورثة الوقف للسكن والعيش والتجارة.

ومن العائلات العريقة المستفيدة من هذا الوقف عائلة زريق التي يتمسك أهلها بسكناهم في مباني الجد الحاج إبراهيم منذ 443 عاما.

فقد تولى نظارة الوقف مثلا عبد القادر زريق ومحمد بن خليل زريق وعطية زريق وموسى بن عطية بن محمد زريق.

على غرار أوقاف مقدسية أخرى يتعرَّض وقف الصافوطي لضغوط من جهات استيطانية (الجزيرة نت) وقف الصافوطي تحت الاحتلال

لا تعترف إسرائيل بالأوقاف الذرّية الإسلامية كما تنص عليها الصيغ الشرعية، وتعتبر مثل هذه الأوقاف التقليدية تحدّيا لمخططاتها في المدينة​. وعلى غرار أوقاف مقدسية أخرى، يتعرَّض وقف الصافوطي لضغوط من جهات استيطانية أو إجراءات قانونية إسرائيلية.

فقد وثقت مصادر مقدسية محاولات متكررة للاستيلاء على عقارات وقفية بالقدس (أحيانا عبر تزييف الوثائق أو تحريض ضعفاء النفوس)، وذلك جزء من حملة تهويد المدينة. ورغم عدم إغلاق وقف الصافوطي أو إلغائه رسميا، فإنه يتعرض للتهديد، فالإجراءات التشريعية الإسرائيلية وأحكام أملاك الغائبين قد تُفرض على أملاك الوقف كما وقع لعقارات عربية أخرى.

ويؤكد القائمون على الوقف أنه لا يزال قائما اسميا، وأن الأدلة الشرعية تحمي حق ورثة الواقف في الانتفاع بعقاراتهم​، وإن ظلت الحاجة قائمة لتعزيز صموده والالتفاف على الإجراءات التعسفية.

مقالات مشابهة

  • روسيا: إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي
  • النيابات والمحاكم: المنطقة العربية تدفع ثمنًا باهظًا للنزاعات المدفوعة
  • السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
  • لماذا يخشى المصريون من طرح أصول الوقف أمام الخواص؟
  • وقف الصافوطي في القدس عقارات تستغلها ذريته منذ قرون
  • أمير الكويت والرئيس السوري يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • عائلات قتلى الأسر في غزة تجتمع بزامير وتحذر من توسيع الحرب
  • كفى تحريضا.. الصين تتهم أمريكا بإشعال فتيل الحرب في آسيا
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي