أويل برايس: لماذا تُسارع الولايات المتحدة وأوروبا إلى تعزيز إنتاج اليورانيوم المحلي؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرًا تحدّث فيه عن التنافس بين الولايات المتحدة وأوروبا لتعزيز إنتاج اليورانيوم المحلي، حيث يركّز الطرفان على تأمين مصادر الوقود النووي لدعم برامج الطاقة النووية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك إمكانات كبيرة للعديد من أسواق إنتاج اليورانيوم الجديدة حيث تتطلع الولايات المتحدة وأوروبا إلى تنويع مورديها بعيدًا عن روسيا من أجل مساعي جديدة للطاقة النووية.
أدت العقوبات التي فُرضت على منتجات الطاقة الروسية وغيرها من المنتجات، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في سنة 2022، إلى نقص عالمي في الغاز الطبيعي واليورانيوم وغيرها من المواد الحيوية. دفع هذا العديد من القوى الحكومية إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها وزيادة الإنتاج الإقليمي لمجموعة متنوعة من مصادر الطاقة والمواد ذات الصلة. وهذا يعني أننا قد نرى قريبًا ظهور أسواق جديدة لإنتاج اليورانيوم في أوروبا والولايات المتحدة.
ذكر الموقع أن الولايات المتحدة وأوروبا فرضت عقوبات صارمة على استيراد منتجات الطاقة، مثل النفط والغاز، في حين أنه كان من الصعب فعل الشيء نفسه مع اليورانيوم بسبب نقص الإمدادات البديلة. وأدى الانخفاض في واردات اليورانيوم الروسية إلى تأخير العديد من مشاريع الطاقة النووية في الولايات المتحدة، على الرغم من المشاريع النووية الطموحة للحكومة.
تستأثر روسيا بتعدين خمسة بالمئة فقط من إمدادات اليورانيوم العالمية محليًا، في حين أن شركة "روساتوم" الحكومية للطاقة النووية الروسية لديها العديد من الشركات التابعة التي تقوم بتعدين خام اليورانيوم في الخارج، في دول مثل كازاخستان. وإجمالا، تسيطر روسيا على نحو 40 بالمئة من منشآت المعالجة العالمية و46 بالمئة من إجمالي قدرة التخصيب في العالم. كما أنها تتفوق على منافسيها عندما يتعلق الأمر بإنتاج أنواع مبتكرة من اليورانيوم، مثل اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة تخصيب تتراوح بين 15 بالمئة و19.75 بالمئة، اللازمة لتشغيل أحدث جيل من المفاعلات النووية.
مع تنويع أوروبا إمداداتها بعيدًا عن الإمدادات الروسية من اليورانيوم، أصبحت كازاخستان موردا رئيسيا، حيث قدمت 26.82 بالمئة من اليورانيوم للاتحاد الأوروبي في سنة 2022.
وزادت كازاخستان قدرتها الإنتاجية بشكل مطرد في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، قدّمت النيجر 25.38 بالمئة من إمدادات الاتحاد الأوروبي، في حين قدمت كندا 21.99 بالمئة. مع ذلك، يجب على أوروبا والولايات المتحدة تطوير قدراتهما الخاصة لإنتاج اليورانيوم إذا أرادتا تجنب اليورانيوم المرتبط بروسيا تمامًا، فضلاً عن ضمان بقائهما قادرين على المنافسة في مجال الطاقة النووية.
في كانون الأول/ ديسمبر، صوتت الولايات المتحدة على مشروع قانون يحظر استيراد اليورانيوم الروسي منخفض التخصيب إلى الولايات المتحدة حتى سنة 2040. ويأتي ذلك بعد عدة عقوبات أكثر صرامة على الطاقة الروسية والابتكارات الأخيرة في صناعة الطاقة الأمريكية، مثل زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتحسين قدرات إنتاج اليورانيوم.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت شركة "سنترز إنرجي" أنها حققت إنتاج أول 20 كيلوغرامًا من اليورانيوم عالي التخصيب في الجزء الأمريكي من مشروع اليورانيوم عالي التخصيب التجريبي التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، وقد قدم المشروع أول إنتاج من نوعه في البلاد منذ أكثر من 70 سنة. وتأمل وزارة الطاقة إنتاج 16 جهاز طرد مركزي متقدم في منشأة التخصيب في بيكيتون بولاية أوهايو.
وحسب الموقع، تعد بيكيتون حاليًا المنشأة الوحيدة المرخصة لإنتاج هذا النوع من اليورانيوم، ولكن إذا نجحت، فيمكن للولايات المتحدة إنشاء مواقع إنتاج أخرى. وقد سلّمت شركة "سنترز إنرجي" قبل الموعد المحدد بشهرين أول 20 كيلوغرامًا من اليورانيوم عالي التخصيب.
ونقل الموقع عن الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، دانييل بونمان، أن "هذا الإنجاز الحاسم ضروري لتلبية احتياجات الوزارة على المدى القريب من اليورانيوم عالي التخصيب مع وضع الأساس للاستعادة الكاملة لقدرة الولايات المتحدة المحلية المفقودة على تخصيب اليورانيوم. وأضاف "نحن ملتزمون بالعمل مع الوزارة والصناعة لبناء شراكة بين القطاعين العام والخاص حتى نتمكن من زيادة الإنتاج في السنوات المقبلة لتلبية مجموعة كاملة من متطلبات الأمن التجاري والوطني لليورانيوم المخصب. وتأمل شركة "سنترز إنرجي" في زيادة إنتاجها السنوي من اليورانيوم عالي التخصيب في سنة 2024، وأكثر من ذلك في المستقبل. وسيتم استخدام الوقود لتشغيل النوى الأولية لمفاعلين تجريبيين تم منحهما بموجب برنامج عرض المفاعلات المتقدمة التابع لوزارة الطاقة.
علاوة على ذلك، تقوم المملكة المتحدة بتطوير برنامج إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب. وقد أعلنت وزارة أمن الطاقة وصافي الطاقة في المملكة المتحدة مؤخرًا عن خطط لإنتاج ما يصل إلى 24 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول سنة 2050. ولتحقيق هذا الإنجاز، ستستثمر حوالي 12.7 مليون دولار لتطوير المهارات والمواقع اللازمة لإنتاج أنواع الوقود النووي المتقدمة الأخرى في البلاد.
وذكر الموقع أن المملكة المتحدة تخطط لاستخدام اليورانيوم عالي التخصيب لتشغيل مفاعلات الجيل التالي، التي من المتوقع أن يتم تشغيلها بحلول مطلع ثلاثينيات القرن الحالي.
وتتوقع وزارة أمن الطاقة وصافي الطاقة في المملكة المتحدة أن يدعم التمويل تطوير قدرات إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب في شمال غرب إنجلترا. وذكرت أن "هذا يعتمد على عمل المملكة المتحدة لإزاحة روسيا عن سوق الوقود النووي العالمي، لا سيما في خدمات تحويل اليورانيوم، حيث تستثمر الحكومة والصناعة معًا ما يصل إلى 26 مليون جنيه إسترليني لإعادة هذه القدرة إلى المملكة المتحدة بحلول نهاية العقد".
وبينما تتطلع الولايات المتحدة وأوروبا إلى تحويل اعتمادهما النووي بعيدا عن روسيا من خلال تطوير سلاسل توريد بديلة وتطوير قدراتهما على إنتاج اليورانيوم، يمكن توقّع رؤية ارتفاع في عدد أسواق إنتاج اليورانيوم حول العالم. وهذا من شأنه أن يدعم خطط الطاقة النووية الطموحة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، فضلا عن تطوير مشهد عالمي للطاقة النووية أكثر قدرة على المنافسة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليورانيوم النووي الطاقة أوروبا امريكا أوروبا نووي طاقة يورانيوم صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وأوروبا إنتاج الیورانیوم المملکة المتحدة الطاقة النوویة للطاقة النوویة بالمئة من
إقرأ أيضاً:
بيعملوا الذهب من الزئبق .. طريقة جديدة لصناعة المعدن النفيس تثير ضجة في العالم
أعلنت شركة ماراثون فيوجن الناشئة في مجال الطاقة أنها تمكنت من التوصل لطريقة صناعة الذهب من الزئبق.
وفقًا لموقع gizmodo تزعم شركة ناشئة في مجال الطاقة أنها تمتلك وصفةً للكيمياء الحديثة تحويل الزئبق إلى ذهب داخل مفاعل اندماج نووي.
في الأسبوع الماضي، قدّمت شركة ماراثون فيوجن ، وهي شركة ناشئة في مجال الطاقة مقرها سان فرانسيسكو، مسودة بحثية تُفصّل خطة عمل لتصنيع جزيئات الذهب عبر التحويل النووي، وهي عملية تحويل عنصر إلى آخر عن طريق تعديل نواته وتؤكد الورقة البحثية، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، بن النظام المقترح سيوفر مصدر دخل جديد من إجمالي الذهب المُنتَج، بالإضافة إلى فوائد اقتصادية وتكنولوجية أخرى.
طريقة تحويل الزئبق لذهبتتضمن الطريقة المقترحة تحديدًا إدخال الزئبق-198 في مفاعل اندماج نووي وقصفه بالنيوترونات حتى يتحول إلى الزئبق-197، وهو نظير أقل استقرارًا بكثير من الزئبق. وبسبب عدم استقراره، يتحلل الزئبق-197 إلى الذهب-197، وهو النظير المستقر الوحيد للذهب.
تستغرق هذه العملية حوالي 64 ساعة، وتعتمد على الانطلاق المستمر للنيوترونات عالية الطاقة الناتجة عن اندماج نظيري الهيدروجين الديوتيريوم والتريتيوم.
وفقًا لمؤلفي الدراسة، سيفصل "التكوين الشامل" الخاص في مفاعل التوكاماك وهو جهاز على شكل دونات يستخدم المجالات المغناطيسية لاحتجاز البلازما وسيتم إنتاج الذهب عن توليد الطاقة في محطة الاندماج ونتيجةً لذلك، لن يؤثر إنتاج الذهب على الوظيفة الأساسية للمحطة، وهي توليد الطاقة النووية.
وكتب المؤلفون في ورقتهم البحثية أن هذا الإعداد سيسمح للمحطة "بتلبية متطلبات دورة الوقود لاندماج [الديوتيريوم والتريتيوم] في آنٍ واحد، وتحقيق إنتاجٍ اقتصاديٍّ ذي قيمةٍ اقتصاديةٍ للذهب".
بافتراض إمكانية تحقيق ذلك وهو افتراض نظري بحت و يمكن للمفاعلات التي تستخدم هذا النهج إنتاج حوالي 11,000 رطل (5,000 كيلوجرام) من الذهب سنويًا لكل جيجاواط من الكهرباء المُولّدة.
ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة ماراثون فيوجن، كايل شيلر، ورئيس قسم التكنولوجيا، آدم روتكوفسكي ولتوضيح ذلك، يُستخرج حوالي 3,000 طن متري من الذهب سنويًا.
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز ، صرّح الممثلان للشركة بأن هذا "المنتج الثانوي" يمكن أن يُضاعف إيرادات المحطة.
لكن تجدر الإشارة إلى أن العملية نفسها من المرجح أن تؤدي إلى إنتاج نظائر غير مستقرة وربما مشعة من الذهب وبناءً على ذلك، أقرّ روتكوفسكي بأنه يجب تخزين الذهب لمدة تتراوح بين 14 و18 عامًا قبل أن يُصنّف بأنه آمن من الإشعاع.
يزعم الخبراء الذين راجعوا الدراسة بشكل غير رسمي أن المقترح يطرح نقاطًا مثيرة للتفكير تستحق مزيدًا من النقاش.
وصرح أحمد ديالو، فيزيائي البلازما في المختبر الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية في برينستون، والذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة فاينانشال تايمز: "نظريًا، يبدو الأمر رائعًا، وكل من تحدثت إليه حتى الآن لا يزالون مهتمين ومتحمسين لكن ليس كل ما يلمع ذهبًا - خاصةً وأن البحث، مجددًا، لم يخضع بعد لمراجعة الأقران، ولا يقدم أي إثباتات تجريبية للتركيب المقترح وإذا نجحت هذه الشركة، فربما نكون قد حققنا أخيرًا الكيمياء الحديثة دون الحاجة إلى مسرعات جسيمات عملاقة.
تهدف شركة Pulsar Fusion إلى إطلاق أول صاروخ اندماج نووي في العالم بحلول عام 2027.