القدرات الصاروخية تمنح الجهات الفاعلة- مثل من أسماهم بـ “الحوثيين في اليمن” – القدرة على فرض تكاليف على خصومها

الثورة / أحمد المالكي
قال البروفيسور في العلاقات الدولية “ستيفن والت”: أن كل الحروب التي خاضتها أمريكا فاشلة، لأنها كانت لأهداف استكبارية، وأن خصومها الحاليين في محور المقاومة يثبتون أنهم أكثر تصميماً على تحقيق مرادهم في مواجهتها، مهما تطلب ذلك منهم من بذل للتضحيات.


مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الأميركية في السنوات الأخيرة كانت عبارة عن سلسلة من المغامرات، والحروب الفاشلة كما حدث في العراق وأفغانستان، وجهود السلام الفاشلة في الشرق الأوسط، والقدرات النووية المتزايدة في بعض القوى المتنافسة، وعدد من الأمور الأخرى التي وضعت الولايات المتحدة الأمريكية في وضع محرج.
وأوضح البروفيسور “ستيفن والت” في مقال نشره موقع “فورين بوليسي – Foreign Policy» أن الفشل الأمريكي في السياسة الخارجية، وخاصة في الحروب التي حاولت تجميل صورتها من خلال إسباغ صفة الواجب عليها أو المصلحة الاستراتيجية أصبحت واضحة وجلية، حيث تثير الانتكاسة الأخيرة بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن في هجوم بطائرة بدون طيار شنته حركات مدعومة من إيران – حسب وصفه، تثير تساؤلات جديدة حول ما تفعله القوات الأمريكية في هذه المناطق المضطربة وما إذا كان من المنطقي إبقاؤها هناك.
وبيّن والت، أن المشكلة تكمن في صعوبة الحفاظ على هامش ميزة بهذا الحجم، في الوقت الراهن، خاصة أن لحظة القطب الواحد انتهت مع عودة القوى الكبرى المتنافسة إلى الظهور، وعلاوة على ذلك فإن المزايا الأمريكية العسكرية تتراجع عند مواجهة ما وصفها بحركات التمرد وغيرها من أشكال المقاومة المحلية.
كما أن التطورات التكنولوجية، حسب “ستيفن والت”، مثل الطائرات بدون طيار، وتعزيز المراقبة، وانتشار القدرات الصاروخية، وما إلى ذلك تمنح الجهات الفاعلة، مثل من أسماهم بـ “الحوثيين في اليمن” القدرة على فرض تكاليف على خصومها الذين تكون قدراتهم الإجمالية أقوى بكثير.
وأضاف ستيفن والت بالقول: “ قد لا تتمكن الجهات الفاعلة المحلية الضعيفة، ولكن ذات الدوافع العالية – مثل من أسماهم “الميليشيا” التي نفذت هجوم الطائرات بدون طيار في الأردن – من إجبار الولايات المتحدة على فعل ما تريد، لكنهم يمكن أن يجعلوا من الصعب على الولايات المتحدة التصرف مع الإفلات من العقاب الذي تمتعت به قبل عقدين من الزمن”.
واستدرك خبير العلاقات الدولية بالقول: إذا كان العالم يدخل فترة من الهيمنة الدفاعية، وإذا كانت عزيمة أغلب الدول أعظم في محيطها المباشر، فإن قدرة أي دولة على ممارسة نفوذ عالمي واسع بلا منازع سوف تتراجع جزئياً، بسبب انخفاض القدرة على إظهار القوة مع المسافة خارج الأراضي الأمريكية وتعدد تنافس الأقطاب الدولية .
إضافة إلى أن ميزان العزيمة يتحول نحو الآخرين كلما غامر المرء بالذهاب إلى أبعد من ذلك، وأنه في مثل هذا العالم، سيتعين على الولايات المتحدة أن تختار معاركها بعناية أكبر مما كانت عليه في الماضي، لأن تكاليف الذهاب إلى كل مكان والقيام بكل شيء سوف ترتفع، وسيكون المعارضون البعيدون أكثر استعداداً لدفع هذه التكاليف في مناطق أقرب إليهم منا كما أن بعض حلفاء أمريكا الحاليين بدأوا في بذل المزيد من الجهد لحماية أنفسهم ومحيطهم، لأنه من مصلحتهم أن يفعلوا ذلك، وأن العالم الذي عاش الأمريكيون والعالم فيه طوال 75 عامًا سيكون عالمًا مختلفًا .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

باراك يتوقع حل الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن “قريبا”

أبوظبي – أكد السفير الأمريكي في أنقرة توماس باراك، إن معظم الملفات المهمة التي يجري التفاوض عليها بين تركيا والولايات المتحدة قد حُلت، وأن المتبقي منها سيحل “قريبا”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها باراك، الجمعة، أمام مؤتمر “ميلكن” للشرق الأوسط وإفريقيا الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وتوقع باراك حل كافة المسائل العالقة بين تركيا والولايات المتحدة خلال مدة تراوح بين 4 و6 أشهر.

وتطرق إلى “الصداقة” التي تجمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترامب.

ولفت السفير الأمريكي إلى أن “تركيا هي أكبر حليف لنا في الناتو بعد الاتحاد الأوروبي”.

وأوضح أنه رغم هذا الوضع لتركيا، فإنها “لا تحظى بالاحترام اللازم” من جانب أوروبا و”لا يرغبون في قبولها بالاتحاد الأوروبي”.

** نظرة ترامب للعقوبات على تركيا

وأشار باراك إلى أن قضية قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات “كاتسا”، وصفقات شراء مقاتلات “إف 16″ و”إف 35” بين تركيا والولايات المتحدة مستمرة منذ 10 سنوات.

وذكر أن الرئيس ترامب يرى العقوبات المفروضة على أنقرة “لا معنى لها”، ويدرك إنتاج تركيا للصناعات الدفاعية وتصديرها طائرات مسيرة إلى أوكرانيا.

ولفت باراك إلى أن تركيا تشتري مقاتلات يوروفايتر تايفون، في وقت لا تصدر فيه الولايات المتحدة إليها طائرات مقاتلة.

ولفت إلى أن تركيا كانت جزءا مهما من برنامج “إف 35” ولديها 4 طائرات من هذا الطراز رابضة في حظيرة، إلا أنها لا تستطيع الوصول إليها.

** مفاوضات مستمرة

وأضاف باراك بشأن تركيا: “تقولون إنهم جزء من الناتو، وتطالبونهم بالدفاع عن أوروبا، لكن أوروبا لا تريدهم أن يمتلكوا أعلى وأفضل المعدات لأنهم قلقون مما يحدث في روسيا. هذا جنون”.

وبخصوص اللقاء الثنائي بين أردوغان وترامب في البيت الأبيض، أشار باراك إلى وجود 6 قضايا مهمة كانت مطروحة على جدول الأعمال بين البلدين لمدة 10 سنوات، وأن الرئيسين قاموا بحل معظمها.

ومن بين القضايا شرطان يتعلقان بمنظومة “إس 400” الروسية التي تملكها تركيا وهما التشغيل، وقد تم حلها، والثاني الملكية، وهو “الأصعب قليلا” بحسب باراك.

وقال: “قناعتي أن هذه القضايا ستُحل بين 4 و6 أشهر المقبلة، وسيتم الانتقال إلى المرحلة التالية من العلاقات. هذه العلاقات متينة وجيدة. والجميع يفي بالتزاماته”.

** ممرات الطاقة

وأكد باراك أن تركيا كانت فعالة في تحرير سوريا من نظام بشار الأسد، وأن الولايات المتحدة تدعم الإدارة الجديدة في هذا البلد العربي.

وتابع بالخصوص: “ممر الطاقة بين سوريا وتركيا، وممر الطاقة بين تركيا وأذربيجان، مفيدان بشكل لا يصدق للمضي قدما”.

وذكّر باتفاقية الغاز الطبيعي المسال الموقعة بين تركيا والولايات المتحدة، قائلا إن قضية الغاز الطبيعي المسال أصبحت أكثر أهمية بسبب هذه الاتفاقية.

كما أشار باراك إلى السلام الذي تم التوصل إليه بين أذربيجان وأرمينيا، معرباً عن أمله فتح الحدود بين تركيا وأرمينيا.

وتوصلت أذربيجان وأرمينيا في مارس/ آذار 2025، إلى تفاهم بشأن نص اتفاقية السلام المزمع توقيعها بين البلدين.

وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، وقع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إعلانا مشتركا باسم “خريطة طريق في سبيل السلام”، عقب قمة ثلاثية استضافها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

ويُعقد مؤتمر “ميلكن” للشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2025 بمشاركة نخبة من القادة وصناع القرار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ليشكل منصة استراتيجية لتبادل الرؤى وبناء الشراكات المؤثرة التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعزيز الاستقرار والنمو طويل الأمد في المنطقة، وفق إعلام إماراتي.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الخارجية الصينية: سندافع بقوة عن سيادتنا وجاهزون للعمل مع واشنطن لتحسين العلاقات
  • التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • العدو الصهيوني يقتحم مقر وكالة “الأونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس
  • باراك:العراق دولة “محترمة”
  • سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد يقدم أوراق اعتماده
  • الكرملين: اختفاء “التهديد الروسي” من استراتيجية الأمن القومي الأمريكية أمر إيجابي
  • العفو الدولية: المجتمع الدولي ابتعد عن مساءلة “إسرائيل” ولم يعد يركز على غزة
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية يشيد بالأمن السوري بعد اعتراض شحنات أسلحة موجهة “لحركة الفصائل اللبنانية”
  • حصري لـCNN.. تفاصيل مفاجئة بقضية القارب الذي ضربته القوات الأمريكية في الكاريبي: لم يكن متجها إلى الولايات المتحدة
  • باراك يتوقع حل الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن “قريبا”