البحر لا يصمت.. البصريون يعيدون فتح جرح “اتفاقية 2012” بصوت السيادة
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
26 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: وسط سخط شعبي متصاعد، تصدّر مشهد التظاهرات أمام القنصلية الكويتية في البصرة يوم الجمعة، مشهدًا يعيد إلى الواجهة أحد أكثر الملفات حساسية في العلاقات العراقية الكويتية، وهو ملف “اتفاقية خور عبد الله”.
ولم تعد القضية محصورة في إطارها القانوني أو السياسي، بل تمدّدت إلى الشارع العراقي، حيث عبّر مئات المتظاهرين عن رفضهم الصريح لما اعتبروه “تفريطًا بالسيادة البحرية”، في رسالة مباشرة إلى حكومة يُنظر إليها من قبل المحتجين على أنها تنأى بنفسها عن نبض الشارع الوطني.
وارتكز المحتجون في مطالبهم على ما وصفوه بـ”تضارب الخطاب الرسمي”، إذ لم تكد تهدأ أصداء قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية قانون التصديق على الاتفاقية، حتى جاء تصريح رئيس مجلس القضاء الأعلى ليقلب المعادلة، معتبرًا الاتفاقية “محصنة” من أي طعن لاحق، في إشارة تحمل دلالات دستورية معقدة، وتثير تساؤلات حول موقع السلطة القضائية بين النصوص القانونية وتوازنات السياسة الإقليمية.
وتبدو مفردات هذا الجدل مزيجًا بين الإرث التاريخي المتشابك، وضغوط الواقع الجيوسياسي، فالاتفاقية المُبرَمة عام 2012 لم تكن وليدة لحظة دبلوماسية، بل جاءت في سياق “إعادة هيكلة العلاقات” بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990، واستندت إلى قرار مجلس الأمن 833 لعام 1993، الذي رسم الحدود بين البلدين كأمر واقع فرضه المجتمع الدولي، وليس خيارًا تفاوضيًا نابعًا من إرادة سيادية عراقية كاملة.
وتتّجه الأنظار اليوم إلى البرلمان العراقي، الذي يُطالب بتحمّل مسؤوليته الدستورية في مراجعة الاتفاقية، وسط اتهامات شعبية بأن التصويت الذي أقرّ الاتفاقية عام 2013 تمّ تمريره بـ”أغلبية سياسية هشّة”، دون نقاش وطني واسع أو تدقيق في تبعاته الاستراتيجية، خصوصًا في ملف الأمن البحري والملاحة في الخليج العربي.
ويأتي هذا الحراك الشعبي في توقيت إقليمي دقيق، حيث تتشابك ملفات الحدود، والنفوذ البحري، والتحالفات الأمنية، في مشهد معقّد يفرض على العراق تحديًا كبيرًا في موازنة مطالبه السيادية مع التزاماته الدولية، وبين خطاب السيادة ومقتضيات الدبلوماسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الأمن الوطني: تفكيك شبكة تجنيد مرتبطة بكيان متطرف واعتقال “القرشي”
24 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: عملية استخباراتية نوعية تكشف شبكة دعم وتجنيد مرتبطة ببقايا تنظيم متطرف
تمكّن جهاز الأمن الوطني، وبجهد استخباري دقيق وتنسيق عالي المستوى بين مديرياته في أربع محافظات، من الإطاحة بشبكة تقدم دعماً مالياً ولوجستياً لعناصر مرتبطة ببقايا كيان متطرف، واعتقال عنصرين متورطين في أنشطة تمويل وتجنيد.
وفي هذا السياق، رصدت مديرية أمن كركوك، وبالتعاون مع مديرية أمن الأنبار، شبكة تمويل خفية تقودها إحدى المتورطات من سكنة الفلوجة، جرى توقيفها بناءً على مذكرة صادرة وفق المادة (4/إرهاب). المتهمة كانت تضطلع بمهمة توزيع مبالغ مالية وكفالات داخل مخيمي الجدعة والهول، ما وفّر منفذاً لتمرير الدعم إلى بعض العائلات والعناصر المرتبطة بالكيان.
وفي محور آخر من العملية، أسفر تنسيق نوعي بين مديرية أمن ديالى ومفارز أمن نينوى عن اعتقال أحد المطلوبين في محافظة نينوى بعد متابعة ميدانية وتحقيقات استمرت ثلاثة أيام. المتهم المعروف بلقب “أبو عمر القرشي” ارتبط بمحاولات محدودة لاستقطاب بعض الشباب وتلقّى تدريبات خلال فترات سابقة على مواضيع أمنية وتقنية، كما تبين صدور مذكرة قبض بحقه من قبل القضاء المختص.
التحقيقات كشفت سلسلة مترابطة من الأدوار والعلاقات التي حافظت بعض العناصر من خلالها على صلاتها بالتنظيم المنهار، في وقت تواصل فيه مفارز الجهاز عملياتها الوقائية لرصد أي تحركات مشبوهة ومنع إعادة تجميع هذه الشبكات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts