إصلاح لخطأ تاريخي.. هل تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، خرج وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يعلن أن بريطانيا قد تقر بشكل رسمي بدولة فلسطينية بعد تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عن التفاصيل الكاملة حول تلك التصريحات وأيضا أهميتها في تلك الفترة وهل إسرائيل تغضب منها.
تصريحات كاميرون
صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، لوكالة الأسوشيتدبرس بأن بريطانيا قد تقر بشكل رسمي بدولة فلسطينية بعد تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، دون الحاجة إلى انتظار نتائج مفاوضات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين.
وأدلى كاميرون، الذي كان رئيسًا للوزراء البريطانيين سابقًا، بهذه التصريحات خلال زيارة قام بها إلى لبنان يوم الخميس بهدف التهدئة في التوترات الإقليمية.
وأشار إلى أن الاعتراف الرسمي لن يحدث مادامت حركة حماس موجودة في غزة، ولكن يمكن أن يتم الاعتراف خلال استمرار المحادثات بين إسرائيل وقادة الفلسطينيين.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك الاعتراف في الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون في بداية العملية، ولكن ليس من الضروري أن يكون في نهاية العملية.
وأشار كاميرون إلى أنه قد يكون هذا شيئًا نناقشه عندما تصبح هذه العملية، عندما يصبح التقدم نحو الحل أكثر واقعية، ما يجب علينا فعله هو توفير آفاق مستقبلية أفضل للشعب الفلسطيني، مستقبل يشمل دولتهم الخاصة.
وأكد أن هذا السيناريو ضروري للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة.
وعد بلفور
وعد بلفور هو إعلان صدر في 2 نوفمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور، كان الوعد يتضمن التعبير عن دعم بريطاني لإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، دون التأثير على حقوق الأفراد غير اليهود في المنطقة، تمثل هذه الخطوة تحولًا هامًا في السياسة البريطانية تجاه فلسطين والمنطقة العربية.
إصلاحات تاريخية أم تصريحات لتهدئة الأوضاع
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والمحلل السياسي الفلسطيني، إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بخصوص الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر أن بريطانيا تقوم بإصلاح تأريخي تجاه الدولة الفلسطينية ونحن نتمنى ذلك مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف سيكون بشكل سياسي وليس اعتراف بحدود الدولة الفلسطينية أو على جغرافية الدولة الفلسطينية ولكن هذا الاعتراف سيكون تطورًا كبيرًا بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وأضاف «الرقب» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخوف أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون هذه التصريحات من أجل الوصول إلى تهدئة الأوضاع في قطاع غزة لافتًا إلى أن مراحل التهدئة التي أعلنت لا يوجد بها مشروع سياسي.
أيمن الرقبأكمل المحلل السياسي الفلسطيني حديثه قائلًا:" أن هذا الاعتراف سيكون خطوة من أجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن وهذا يعتبر أمر جيد جدا وبعد ذلك سوف يتم تحركات الدولة للحصول على حقوقهم الكاملة".
تغيير في سياسة بريطانياأوضح المحلل السياسي أشرف ابو الهول، أن هناك سياسية بريطانيا جديد يتبناها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وذلك يدل على التغيير سياسية بريطانيا تجاه القضية الفلسطينية خصوصًا بعد الموقف المتشدد والتأييد البريطاني إلى إسرائيل دون قيد أو شرط في الاعتداء الغاشم على قطاع غزة؛ مشيرًا إلى أن بريطانيا تقترح مبادرة للسلام هذا المبادرة تتضمن:" تبادل الأسري ووقف الحرب، الانسحاب الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية " هو تغيير إيجابي تجاه القضية الفلسطينية.
أضاف « ابو الهول» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بريطانيا أصبحت تشعر بضغط كبير من خلال الرأي العام العالمي والعربي الذي يحمل إسرائيل المسئولية الكارثة الإنسانية بقطاع غزة وأيضا يحمل بريطانيا بوصفها أنها التي أصدرت وعد بلفور وكما يحمل الولايات المتحدة الأمريكية أنها أكبر الدول الداعمة إلى إسرائيل.
أشرف أبو الهول
واستكمل حديثه قائلا:" أعتقد أن بريطانيا مثل الدول الأوروبية أصبحت مستعدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبات مستعدة لإقامة مؤتمر دولي للسلام والتي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية"
نوه المحلل السياسي، إلى أن الفترة القادمة سنواجه أيضا بعض المشكلات بخصوص القضية الفلسطينية وأبرزها حدود تلك الدولة وعاصمتها ولكن المهم الان هو تغيير الرأي البريطاني.
موجه من الغضب في إسرائيل
أكد الدكتور هيثم نايف، المحلل السياسي الفلسطيني، أن بريطانيا تقوم الآن بتصويب تاريخي تجاه القضية الفلسطينية خصوصًا بعد الدعم الكبير الاي قدمته لندن إلى تل أبيب مشيرًا إلى أن هذا القرار الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني سيؤدي إلى موجه غضب من قبل إسرائيل.
وأضاف «نايف» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بريطانيا تشجعت بإعلان عن هذا القرار عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن دراسة الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لذلك خرجت تعلن عن استعدادها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الدكتور هيثم نايفتابع حديثه، قائلًا:" أن بريطانيا تسعي إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط خصوصًا مع تطورات الأوضاع في المنطقة بالإضافة إلى أن هناك تنسيق بين الدول الأوروبية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية خصوصًا بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي بذلك".
واختتم المحلل السياسي الفلسطيني، أن الدول العربية لعبة دورًا كبيرًا من أجل إحياء القضية الفلسطينية على المشهد السياسي العالمي والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية وذلك ظهر في مبادرة بيروت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بريطانيا قطاع غزة وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بريطانيا و الاعتراف بالدولة الفلسطينية الاعتراف بالدولة الفلسطينية اخبار غزة
إقرأ أيضاً:
"تصميم" فرنسي على الاعتراف بدولة فلسطينية... وشكوى ضدّ إسرائيل بتهمة ارتكاب "إبادة"
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو تصميم فرنسا على الاعتراف بدولة فلسطين، مشدداً على ضرورة تنسيق دولي واسع يشمل السلطة الفلسطينية والدول العربية، قبل مؤتمر دولي مشترك مع السعودية في الأمم المتحدة منتصف يونيو الجاري. اعلان
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، يوم الجمعة، أن فرنسا متمسكة بإقرار دولة فلسطينية، مشدداً في الوقت ذاته على أن هذا الاعتراف لن يكون منفرداً، بل سيتم في إطار جهد دولي مشترك، قبيل مؤتمر دولي سيعقد بالأمم المتحدة في نيويورك خلال أيام.
وفي تصريح لإذاعة "إر تي إل"، أوضح بارو أن باريس "مصممة على القيام بهذا الاعتراف"، مشيراً إلى أن الهدف من وراء المبادرة هو "ضم عدد من الدول والأطراف المعنية، خصوصاً السلطة الفلسطينية والدول العربية، إلى هذا المسعى". وأكد الوزير الفرنسي أن فرنسا اختارت عدم اتخاذ قرار اعتراف رمزي فقط، بل تحملت مسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، لتمنح إقامة دولة فلسطين مصداقية وفاعلية أكبر.
وشدد بارو على أن الاعتراف المرتقب يهدف إلى "تغيير المعطيات على الأرض، وتعزيز فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة"، في خطوة تدعم جهود استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين.
Relatedغزة: مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 2 بكمين في خان يونسنتنياهو يقرّ بتسليح جماعات معارضة لحماس اتُّهمت بنهب المساعدات الإنسانية في غزةللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.. غرينبيس تنظم تحركًا أمام نافورة أكوا باولا في رومافي سياق متصل، جدد الوزير الفرنسي موقف بلاده بشأن "الضرورة القصوى" لنزع سلاح حركة حماس ضمن أي تصور مستقبلي لقطاع غزة عقب الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس.
ويأتي هذا التصريح قبيل مؤتمر مشترك ترأسه فرنسا والسعودية، وينعقد في مقر الأمم المتحدة بين 17 و20 حزيران/يونيو، بهدف إعادة إطلاق مسار حل الدولتين.
من جهة أخرى، ندّد بارو بالنظام "المُعسكر" الذي ينظم توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وسط حصار إسرائيلي مشدد منذ مطلع مارس/آذار، والذي تسبب بفوضى وعنف دموي داخل مناطق توزيع المساعدات، مشيراً إلى أن "نتائج هذا النظام كانت مأساوية"، بعد تسجيل حوادث دامية خلفت عشرات القتلى، مع اتهامات فلسطينية للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المدنيين.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة، في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
خطوات قضائية ضد إسرائيل
في سياق متصل، فتحت النيابة العامة الوطنية الفرنسية تحقيقاً في قضايا مكافحة الإرهاب، تتعلق بتهم التواطؤ في ارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية بحق فرنسيين-إسرائيليين يشتبه في مشاركتهم بتحركات لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال الفترة بين يناير ومايو 2024، على خلفية شكاوى قدمها الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام وضحية فرنسية-فلسطينية.
كما قُدّمت في فرنسا شكوى ضد إسرائيل بتهمة القتل وارتكاب إبادة، رفعها محامٍ نيابة عن جدة طفلين فرنسيين قتلا في قصف إسرائيلي بغزة في أكتوبر 2023. تتهم الشكوى، التي تستند إلى مقتل الطفلين جنة وعبد الرحيم أبو ضاهر، إسرائيل بالتخطيط لـ"إبادة جماعية" من خلال العنف والقصف المنتظم للمدنيين الفلسطينيين، موجهة الاتهام إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وقوات الجيش.
هذه الخطوات القضائية والسياسية تعكس تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، وسط أزمة إنسانية حادة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة