توافق عليه الكونغرس.. مبعوث جديد للأزمة السودانية بين فرص النجاح والفشل
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تزامن التعيين الجديد مع استقالة السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لتقارير امريكية.
كمبالا: التغيير: سارة تاج السر
قال المتحدث الرسمي الأسبق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي صادق، إن الكونغرس الأمريكي وافق على تعيين جون بيريلو، مبعوثا خاصا للسودان، ولم يتبقى غير إجراءات روتينية تتعلق بالتصريح الأمني.
وجاء تعيين المبعوث الجديد، بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، بتعيين خبير له وزن في حل المشكلات للمساعدة في منع واحدة من أكبر الدول في أفريقيا من الانزلاق بشكل أعمق في الحرب الأهلية والتطهير العرقي وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبيرييلو سيناتور ديمقراطي، ودبلوماسي سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. في وقت أكد بدوي لـ (التغيير) إن التصريح الأمني لن يأخذ وقتا. وقال صادق: “لا يمكن تعيين شخص بهذا المستوى إذا كانت هناك أي شبهة أمنية”. وذكر أن توافق الكونغرس، “سينعكس على تأثير المبعوث القوي على القرار الأمريكي في كل دوائر الحكم في الولايات المتحدة”.
وتزامن التعيين الجديد مع استقالة السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لتقارير امريكية.
وأوضح صادق أن جودفري استقال بالفعل لتجاوزه في التعيين للمجلس، بسبب اعتراض الجمهوريين عليه، بالرغم من دعمه بواسطة الرئيس جو بايدن.
واعتبر صادق أن ذلك يدل على قوة المركز الذي سيتمتع به بريليو، الذي اشترط أن يعين كافة طاقم مكتبه، وأن تكون لديه استقلالية في اتخاذ القرار، وأن تكون نافذة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، هي ما يقدم عبره تقاريره وليس عبر مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولى في، وأن يقدم تقاريره مباشرة للرئيس بايدن إذا تطلب الأمر.
ومع أن وزير الخارجية لم يقبل الشرط الأخير، فقد تم التوافق جزئياً على أن يكون بريليو من أكثر المبعوثين الخاصين نفاذاً لوزير الخارجية وللرئيس إذا تطلب الأمر، في وقت تكون مولي في، وبلينكن في الصورة.
واعتبر السفير السابق، أن كل هذا يدل على جدية الولايات المتحدة في التعاطي القوي مع الشأن السوداني بعد الضغط الشديد من الكونغرس على بايدن لبذل المزيد من الجهد نحو إيقاف الحرب في السودان وتغليب الخيار الديمقراطي بعد إيقافها.
واضاف: “بلا شك سينعكس ذلك على حل الأزمة في السودان. وذلك عبر ضغط دول الإقليم الضالعة في الأزمة، وحث الأوربيين والأمم المتحدة على ممارسة ضغوط أكبر تجاه إيقاف الحرب، وقبل ذلك فتح ممرات آمنة لإيصال مواد الإغاثة لملايين المحتاجين”.
شأن أمريكيبينما قلل مصدر دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية، من الخطوة واعتبر أن تسمية المبعوث هو شأن أمريكي في المقام الأول، وقال: “ليس من المرجح أن يساهم في حل الأزمة او يعقدها رغم تأثير الإدارة الأمريكية لأن الحل المرغوب فيه هو حل سوداني سوداني”.
واستبعد المصدر أن يكون لواشنطن أهداف غير معلنة، لكنه أكد أن القوى العظمى تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة.
وقال: “ربما تلعب واشنطن مع الرياض في ظل وجود مبعوثين، من خلال منبر جدة، دورا في تجسير الهوة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان و قائد الدعم السريع حميدتي، لان وقف إطلاق النار يحتاج إلى ارادة و جدية اقليمية لاقناع الدعم، بالخروج من منازل المواطنين”.
واعتبر أن واشنطن لا تملك كروت ضغط على الخرطوم، بخلاف سلاح العقوبات، لافتا إلى تراجع دورها في القرن الأفريقي وعدد من أماكن النزاعات.
فيما اعتبر الكاتب الصحفي وائل محجوب، أن الولايات المتحدة تتحرك، تجاه الملف السوداني وفقا لقاعدة قانونية تتعلق بقانون دعم الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان، المجاز من الكونغرس وهو يتضمن فيما يتضمن ممارسة كافة الضغوط السياسية والقانونية بما يصل لفرض العقوبات حيال من يعيقون ذلك الانتقال.
وقال: من هذا الباب يمكن تفسير كل الخطوات التي تتخذها واشنطن سواء كانت عقوبات موجهة للأفراد والمؤسسات الاقتصادية والضغط على أطراف الصراع العسكري وفتح المجال للمفاوضات، وراى محجوب أن تعيين مبعوث خاص يندرج في هذا الإطار وهو إشارة لمستوى الاهتمام السياسي حيال ملف السودان لدى الإدارة الامريكية
موقع أعلىالكاتب والمفكر السياسي النور حمد، اعتبر في حديثه مع (التغيير) أن هناك عدد من المؤشرات التي يمكن أن يستنتج منها الراصد للأوضاع في السودان أن الازمة بدأت تأخذ موقعا أعلى في سلم الاولويات الامريكية.
وأن من هذه المؤشرات وفقا لحمد، رصد وزارة الخارجية الأمريكية 10 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي للقبض على رجل الأعمال البارز في حزب المؤتمر الوطني عبد الباسط حمزة و 5 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي للقبض على أحمد هارون القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني.
ثم اتباع الادارة الامريكية، ذلك بفرض عقوبات على شركة الفاخر وبنك الخليج التابعين لقوات الدعم السريع وشركة زادنا التابعة للقوات المسلحة. يضاف إلى ذلك تعيين مبعوث أمريكي جديد للسودان، بعد استقالة السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري الغامضة الأسباب.
وأضاف: “الإجراءات المذكورة، لا يعني بالضرورة أن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في السودان”، وتابع: “ربما يكون المقصود منها مجرد التلويح بأن العقوبات التي جرى فرضها على شركات الدعم السريع والجيش قابلة للاتساع، وينتظر من ثم أن تدفع هذه الخطوات الطرفين لمعاودة الانخراط في مفاوضات جدة بروح جديدة”.
من جانب آخر، أشار حمد في تحليله لما وصفها بـ “الخطوة الابتزازية” التي قام بها البرهان وقوى الإسلاميين الواقفة وراءه بإعادة العلاقات مع إيران، ثم مسارعة الأخيرة، الفورية بدعم البرهان وقواته بالمسيرات وغيرها من الأسلحة.
وقال: “هذه الخطوة مزعجة لأمريكا وحليفتها المملكة العربية السعودية، ولمصر أيضا، خاصة في هذا الوقت الذي هدد فيه الحوثيون ذراع طهران في اليمن حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر بصورة غير مسبوقة”.
.
مع كل ذلك، يرى أنه ربما لا تقدم أمريكا على اتخاذ إجراءات أكثر قوة من مجرد فرض العقوبات والتلويح بالمزيد، لأن المصالح الأمريكية في الإقليم متشابكة ومتعارضة، فأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الاوسط توجد في قطر المعروفة بتعاطفها الشديد مع إسلاميي السودان.
وأضاف: “كما أن الحلف السعودي الإماراتي الذي كان منخرطا في حرب الحوثيين في اليمن لم يعد متماسكا، وأبوظبي حليفة أمريكا لها علاقات قوية بقوات الدعم السريع ذات الصلة بقوات فاغنر”.
واعتبر حمد أن هذه التشابكات والتقاطعات تجعل أمريكا منحصرة في خيار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية، وأن أي انخراط في عمل عسكري أمريكي في السودان لحفظ التوازن الجيواستراتيجي في البحر الأحمر، رغم التدخل الإيراني السافر في الصراع السوداني يحتاج تماسكا قوياً من قوى الإقليم وأن ذلك ليس متوفرا حاليا.
الوسومالكونغرس الأمريكي المبعوث الأمريكيي الخاص حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الكونغرس الأمريكي حرب الجيش والدعم السريع الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تندد بانحياز المبعوث الأممي في بيانه بشأن الوضع في البحر الأحمر
الثورة نت/سبأ نددت وزارة الخارجية والمغتربين، بانحياز المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في البيان المنسوب إليه بشأن الوضع في البحر الأحمر. وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن البيان يعكس عدم حيادية المبعوث الأممي الذي تجاهل بشكل كامل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر والمتمثلة في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم الذي لم يحرك ساكنا. وأشارت إلى أن البيان الذي افتقر إلى التوازن والحياد، كان يفترض أن يُعرب عن القلق من العدوان الصهيوني المستمر على اليمن والذي يستهدف أعياناً مدنية لأغنى عنها للسكان المدنيين، كما كان ينبغي أن يتضمن مطالبة الكيان الصهيوني بوقفها. ولفت بيان الوزارة إلى أن هذا البيان جاء بعد يوم واحد من تطرق المبعوث الخاص لذات الموضوع في الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن في حين أنه يلوذ بالصمت عندما يُقدم الكيان الصهيوني على استهداف المدنيين والأعيان المدنية في اليمن. وأوضح أن هذا الانحياز هو الذي يجعل صنعاء تجد صعوبة في التعاطي مع مبعوث الأمين العام الذي يتطلب منصبه أن يقف على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع لا أن ينحاز إلى طرف على حساب آخر ، كما أن استمرار تعاطي المبعوث السلبي بل والمنحاز إزاء قضية الشعب اليمني والعدوان الأمريكي، الصهيوني عليه، قد يدفع الحكومة اليمنية إلى تصعيد أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه. وأكدت وزارة الخارجية، مجددا حرصها على حرية وسلامة الملاحة في البحر الأحمر وأن حظر الملاحة البحرية يقتصر على الكيان الصهيوني فقط وجاء بعد عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن فك الحصار المفروض على غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يزيد عن 21 شهرا. وأفادت بأن الهدف من هذا الحظر هو الضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة ودخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من المجاعة، كما أن صنعاء أوقفت هجماتها عندما تم التوصل لوقف إطلاق النار في غزة واستأنفتها عقب انقلاب الكيان الصهيوني على الاتفاق. وذكّرت الوزارة المبعوث الأممي بأن صنعاء لم تستخدم هذه الورقة بالرغم من تعرضها لعدوان جائر وحصار غاشم منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥. كما أكدت بأن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني الذي يباد في غزة، ينسجم مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام ١٩٤٩م. وجددت وزارة الخارجية التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية المبدئي والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة. وشددت على ضرورة التزام المبعوث الخاص بولايتة المتمثلة في بذل المساعي الحميدة لتحقيق التسوية السياسية في اليمن والعمل على كل ما من شأنه تمهيد الطريق لهذا الهدف والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتكبدها الشعب اليمني للعام العاشر على التوالي.