الكحل والحناء وتصفيف الشعر.. سر جمال المرأة فى مصر القديمة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وإشراف قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار وفى إطار برنامج الصحة من وحى الطبيعة والتراث بمشاركة الأقسام التعليمية بمتحف رشيد الوطنى ومتحف المجوهرات الملكية بالتعاون مع إدارة رشيد التعليمية تعقد ندوة بالحديقة المتحفية لمتحف رشيد صباح الخميس المقبل 8 فبراير تحاضر بها الدكتورة عبير صادق مفتش آثار أول مسئول الشئون الأثرية بمنطقة آثار الإسكندرية تحت عنوان "التجميل عند المصرى القديم"
الآثار تحسم جدل “تبليط” الهرم الأصغر.
. فيديو معرض القاهرة للكتاب .. زاهى حواس يستعرض حكايات استرداد الآثار
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن المحاضرة تأتى عرضًا لرسالة الماجستير الخاصة بالباحثة الدكتورة عبير صادق وتتضمن أهمية التجميل عند المصري القديم ومواد التجميل (أنواعها وأماكن استخراجها وطرق صناعتها) وأدوات التجميل وأدوات الزينة (الملابس- الأحذية - العقود والسلاسل -الأقراط – دبايس الشعر- الأساور – الخواتم) ومواد وأدوات التجميل في البرديات والأدب وعقود الزواج والطلاق و رمزية مواد وأدوات التجميل
وأوضحت الدراسة الفرق بين التجميل والتزين، التجميل يقصد به الألوان والعطورالتي توضع على الوجه والجسم والشعر، وأدوات التجميل هي الأدوات التي تستخدم لوضع هذه الألوان أو العطور على الجسم مثل مراود الكحل والأمشاط والدبابيس والباروكة والمرايا وأوعية العطور
أمّا التزين فهو إضافة بعض القطع لإظهار الجمال بشكل أفضل وهي الاكسسوارات مثل العقود والدلايات والأساور والخواتم والأقراط والملابس
قال الحكيم "بتاح حتب" في نصائحه إلى ولده " إذا كنت عاقلًا فأسس لنفسك دارًا، وأحبب زوجتك حبًا جمًا، وآتها طعامها، وزودها بالثياب، وقدم لها العطور، لينشرح صدرها".
رعاية الفنون
ونوه الدكتور ريحان أن المحاضرة تتناول صناعة مواد التجميل منذ أقدم العصور، وقد أنشأ لها قدماء المصريين دورًا لصناعتها كانت كعبتها مدينة " منف " وتحت رعاية المعبود " بتاح " معبود الفنانين والصُناع حيث اتخذ المصريون القدماء " بتاح" راعيًا لفنونهم وفنانيهم
واهتم المصري القديم بالتغذية الصحية والرياضة وتنسيق القوام وتدليك الجسم للمحافظة على جمال الجلد ونعومته وصحته وتغذيته ومنع تجعده وذلك بتنشيط دورته الدموية واستخدم في التدليك قطعة من الحجر والمناشف والزيوت.
الكحل
فوائد الكحل يُقوي البصر ودفع الحسد، وإبعاد المرض وكان ذلك منتشرًا في جو مثل مصر لكثرة الرمال وشدة الحرارة بها.
كما كان للكحل فائدة تجميلية، فهو يجعل العيون تظهر أكثر حجمًا وأكثر بريقًا، والخط الداكن حول العين يمنع تأثير وهج الشمس ودخل الكحل في الوصفات الطبيعية لعلاج أمراض العين.
وكان هناك نوعان من الكحل :الكحل الأخضر أو ما يُسمى " الملاخيت"، وهو خام أخضر من خامات النحاس، وكان يُلون به الجفن السفلي للعين، والثاني هو الكحل الأسود أو ما يُسمى " الجالينا"، وهو خام أشهب قاتم من خامات الرصاص، والذي كان يُزجج به الحواجب، وتطلى به الأجفان.
ويصحن الكحل على أحجار من الشست تسمى صلايات ويستخلصون الكحل من خاماته وأهمها النحاس وذلك بخلط الخام المجروش بفحم نباتي، ثم يُوضع هذا المخلوط على شكل كومة على سطح الأرض ثم يوضع في أوعية صغيرة وتغلق لحفظ مادة الكحل لحين استخدامها.
مراود الكحل ( الماسكرا)
وجد بمقصورة "حسي رع - الأسرة الثالثة" تصوير لبعض الأواني تحتوي على طلاء عين سائل، ويوجد أسفل الإناء المصور تصوير لثلاثة أعواد يرجح البعض انها أعواد الكحل، وقد يكون الغرض من هذه الأعواد أن تبلل أطرافها وتغمس في مسحوق طلاء العين.
وكان مرود الكحل يستخدم لطلاء الجفون ، وكان طرف المرود يُغمس في الكحل وكان شكله كمثري، وكان طرف المرود السميك يوضع في ماء أو مرهم عطري ويمرر على طول الجفن فوق العين أو أسفلها وعند عدم استخدام المرود يوضع في جراب خاص أو في حلقة تثبت في أناء أو في أنبوبة الكحل.
وكان الإصبع الصغير يستخدم للتكحيل في البداية، وقد أخذت مراود الكحل شكل عصا رفيعة ولها نهاية منتفخة وكانت هذه المراود تصنع من الخشب أو البرونز أو المغرة الحمراء أو الأبسيدان أو الزجاج وتوجد أمثلة لهذه المراود لها نهاية على شكل ملعقة منبسطة أو ملعقة دقيقة.، وكان مرود الكحل يستخدم أيضا في تهذيب الرموش واطالتها واظهارها بشكل جذاب ( الماسكرا).
الروجاجو
كانت تستخدم المغرة الحمراء لطلاءات الوجه وهي عبارة عن أكسيد طبيعي للحديد وتسمى أحيانًا " هيماتيت"، وكذا هناك نوع آخر هو المغرة الصفراء وهي عبارة عن أكسيد طبيعي النحاس.
الحــناء
وتابع الدكتور ريحان بأن محاضرة الدكتورة عبير صادق تتناول أيضًا أهمية الحناء فى مصر القديمة والتى استخدمت فى شكل عجائن لصبغ راحات الأيدي وبواطن الأقدام والأظافر والشعر، والحناء هي شجيرة دائمة الخضرة تُزرع بكثرة في مصر، وتُزرع في الحدائق لزهورها الشذية الرائحة، وفي الحقول لأوراقها التي تستعمل أساسًا في التجميل، ويُقال أن المستخلص من الأوراق بالماء المغلي يُستعمل أحيانًا لصبغ الأقمشة.
واستخدمت الحناء في الطب، فمسحوق الأوراق الجافة من الحناء يعتبر مهدئًا وقابضًا، وكذلك يستخدم هذا المسحوق بشكل واسع في صبغ الشعر، وأحيانًا في صبغ الأقمشة، وفي النوبة تُوضع أوراق الحناء تحت الإبطين لإزالة رائحة العرق، ويستخدمها النسوة أصحاب البشرة السمراء في صبغ أجسادهن؛ لكي يصبح لون بشرتهن كلون البلح الرطب الناضج، كذلك يستخدمونها مخلوطة مع السنط في تدليك الأيدي والأرجل المصابة بالقرح، وقد وجد أن الدهان بالحناء مفيدًا أيضًا في مداواة الحروق والبثران
ودخلت الحناء ضمن المواد التي استخدمها المصريون القدماء في التحنيط، وتخضيب أيادي وأقدام المومياوات وفي التجميل وصناعة العطور، وقد وردت كلمة " حنة " في وصفة استفاد المصريون القدماء منها بصفات هذه الشجيرة المنبهة، واستخدموها في علاج المرض المسبب لسقوط الشعر، وهو أن يُغلي خليط من التيل والحنة ثم يُغمر في الزيت مع الهبو( السناج)، وبعد ذلك يُطحن الخليط حتى يصبح معجونًا يُدهن به فروة الرأس.
مــصفــفــات الشعــر أو الكوافيرة
كان يوجد مصففات للشعر للسيدات ومصففين للشعر للرجال، وهناك مناظر كثيرة لعملية تصفيف الشعر منها منظر الأميرة "كاويت وأيضا عثر على نقش بمعبد "ني أوسر رع" يلقب فيه رجلين بمصففي الشعر الملكي، وكانت الإمشاط تستخدم في حك الجلد وفروة الرأس وكانت تستخدم للتزين وتثبيت تسريحات الشعر، وكان المشط له جانبان أحدهما عريض السنون والآخر ضيق، وصنعت الإمشاط من خشب أبنوس وسنط وغيره وكذلك من العاج و العظام.
مــواد وأدوات التــجميل في عقود الزواج والطلاق.
كان الرجل يقدم الهدايا إلى محبوبته ليعبر عن حبه لها ولم تخل الهدايا من مواد التجميل التي كانت ضرورية بالنسبة للرجل والمرأة على السواء.
وجاء في عقد زواج أن الزوج تعهد أن يقدم لزوجته نصيبًا من الحنطة كل صباح ومقدار واحد من الزيت كل شهر، وراتبًا لنفقاتها الشخصية كل شهر، وراتبًا مفروضًا لتكاليف زينتها كل عام، أما في حالة الطلاق فإن الزوج سيعطي الزوجة ممتلكاتها أو متاعها.
استخدم المصرى القديم كل ما يحيط به من عناصر البيئة لكي يعبر عن حبه للتجميل وصنعه لمواد التجميل والنظافة من استخدام أدوات الطعام الصحية وأداوت التجميل المختلفة ، وأن صنع مواد وأدوات التجميل كان لها رمزية دنيوية ودينية وجنائزية، وكان للمرأة فى مصر القديمة السبق في معرفة جميع صيحات الموضة الحديثة واستخدموا المستحضرات الطبيعية التي اضفت ثبات للمكياج وروعة في إظهار جمالهم، وأن الأزياء الي استخدمتها المرأة المصرية القديمة أصبحت الآن من أحدث صيحات الموضة في الأزياء في بيوت الأزياء العالمية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة السياحة والآثار قطاع المتاحف المجلس الأعلى للآثار برنامج الصحة متحف المجوهرات الملكية مواد التجمیل
إقرأ أيضاً:
كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟
نجح فريق من الباحثين في جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية في إعادة محاكاة بيئة الأرض العتيقة داخل المختبر، مما أتاح لهم إعادة تمثيل أحد أقدم المسارات الأيضية التي يُعتقد أنها أسهمت في تكيف الحياة على كوكب الأرض قبل نحو 4 مليارات سنة. وقد نشر الفريق نتائج دراسته في دورية "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن".
ويعتقد أن أول صور الحياة انتشارا على سطح الأرض كانت في أعماق المحيطات، وسط بيئة ساخنة وغنية بالمعادن، وتقول مي مبروك، أستاذة برنامج المعلوماتية الحيوية بجامعة النيل المصرية وهي غير المشاركة في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت إن هذه الدراسة تقدم دليلًا عمليا على أن صور الحياة الأولى على الأرض ربما لم تحتج للضوء أو الأكسجين.
لإعادة تمثيل هذه البيئة، اعتمد الباحثون على ما تعرف بـ"الحدائق الكيميائية"، وهي تراكيب معدنية تتشكل عند تفاعل محاليل كيميائية مختلفة، وقد استخدم الفريق مزيجًا من كلوريد الحديد وكبريتيد الصوديوم لتشكيل معدنين يعتقد أنهما كانا شائعين في محيطات الأرض القديمة، وهما الماكيناويت والغرايغيت.
تقول مي "ركزت التجربة على محاكاة بيئة المحيطات العميقة في الأرض القديمة، التي كانت غنية بالحديد، وخالية من الأكسجين، ودرجة حرارتها مرتفعة بفعل النشاط البركاني والينابيع الحارة".
وفي بيئة خالية من الأكسجين وبدرجة حرارة تقارب 80 درجة مئوية، بدأت هذه المعادن في إنتاج غاز الهيدروجين بشكل طبيعي. هذا الغاز، الذي لم يكن مسؤولًا عن إنتاجه أي كائن حي، قد شكّل مصدر طاقة حيوية لبكتيريا بدائية تُعرف باسم "ميثانوكالدوكوكس جاناشي" أو بكتيريا الميثان الأحمر المغلي.
رغم أن التجربة لم تتضمن أي مغذيات إضافية أو فيتامينات أو معادن أثرية، فإن البكتيريا المستخدمة، التي تعيش عادة في ظروف قاسية، لم تكتف بالبقاء فقط، بل نمت وتكاثرت. تعلق مي مبروك "هذا يعني أن الهيدروجين الناتج عن المعادن كان كافيًا لتزويدها بالطاقة اللازمة".
إعلانلكن، لم تكن الأمور سهلة، فمع تسخين السوائل تشكلت فقاعات غازية تسببت في انهيار التراكيب المعدنية. تضيف مي "نمو البكتيريا كان أبطأ بنسبة 30% مقارنة بالنمو في بيئة مخبرية مثالية تحتوي على كل المغذيات. ومع ذلك، يعتبر مجرد نمو البكتيريا في بيئة تفتقر للعناصر الحيوية أمرا مذهلًا، ويُظهر أن الحياة قد تنشأ في ظروف صعبة وبموارد محدودة".
تكمن الأحجية الأساسية في هذه التجربة في المسار الأيضي الذي استخدمته تلك البكتيريا لتوليد الطاقة اللازمة لنموها. فكما تسير السيارات بالبنزين، تعتمد غالبية الكائنات الحية التي تعيش على ظهر الأرض في الوقت الحالي على الأكسجين والضوء. لكن في غياب كليهما في بيئة الأرض العتيقة، يتعقّد اللغز ويظهر السؤال: كيف تمكنت البكتيريا من مد نفسها بالطاقة بالهيدروجين؟
في ظل تلك الظروف القاسية في التجربة، فعّلت البكتيريا مجموعة من الجينات بداخلها مرتبطة بمسار كيميائي حيوي هو أحد أقدم المسارات المعروفة لإنتاج الطاقة في الخلية.
وتقول مي مبروك "التعبير الجيني أعطى أدلة قوية على تنشيط المسار البدائي. الجينات المرتبطة بمسار "أسيتيل كو إنزيم أ" كانت أكثر نشاطًا في البيئة المحاكية مقارنة بالبيئات الأخرى حتى تلك المثالية للنمو، مما يشير إلى أن المعادن ساعدت في تحفيز هذا المسار الحيوي".
يُنتج هذا المسار الطاقة بطريقة طاردة للحرارة، أي أنه يولد الطاقة دون الحاجة إلى مدخلات خارجية، وهي ما يصفها العلماء بـ"وجبة مجانية مدفوعة الثمن مسبقًا". المعادن نفسها، الماكيناويت والغرايغيت، تُشبه من الناحية التركيبية مراكز التفاعل في بعض الإنزيمات الحديثة، مما قد يشير إلى أن الإنزيمات الحالية قد نشأت من تراكيب معدنية طبيعية وجدت في بيئة الأرض العتيقة.
تضيف مي مبروك "هذا المسار قادر على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة ومركبات عضوية".
ولا تقتصر أهمية هذه الدراسة على إعادة فهم أقدم صور الحياة على الأرض فحسب، بل تمتد إلى الفضاء. تقول مي "تشير الدراسة إلى أن البيئات الغنية بمعادن الكبريتيد الحديدي والمياه، مثل تلك التي يُعتقد بوجودها على قمر إنسيلادوس، قد تكون مؤهلة لدعم الحياة حتى في غياب الضوء".
إذ يُعد القمر "إنسيلادوس"، التابع لكوكب زحل، من أبرز الأماكن التي قد تحتوي على بيئات مشابهة، حيث يُعتقد أن تحت سطحه الجليدي محيطًا مالحًا نشطًا حراريا. ويخطط الفريق البحثي لمحاكاة ظروف هذا القمر في المختبر للكشف عن قدرة الكائنات البدائية على البقاء فيه، في خطوة جديدة نحو استكشاف الحياة خارج كوكبنا.