توجّهت بعثة من سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي لعاصمة دولة الإمارات، الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، استجابةً للأقبال غير المسبوق من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في إدارة الأصول هناك، ومن بينها صناديق تحوط وصناديق أسهم خاصة وشركات رأس المال المغامر.

وزار وفد السوق، مدينة ميامي لحضور سلسلة من المباحثات الثنائية خلال مؤتمر أي كونيكشنز جلوبال آلتس 2024 (iConnections Global Alts 2024) الحدث الأكبر الذي يجمع محترفي الاستثمار البديل، والذي يوفر منصة تتيح إرساء علاقات التعاون وتبادل الأفكار في هذا المجال.

وضم وفد سوق أبوظبي العالمي كلا من، إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في السوق، وآرفيند رامامورثي، رئيس شؤون الأسواق، وغيرهم من كبار المسؤولين التنفيذيين في السوق.

وحظي الوفد باهتمام كبير، حيث ساهم بأفكار قيمة، قدمها رئيس شؤون الأسواق، الذي شارك كمتحدث رئيسي في جلسة حوارية بعنوان “وجهات نظر المخصصين الماليين حول الفرص في الشرق الأوسط”، لاستكشاف الفرص في منطقة الخليج العربي.

وتأتي هذه الجولة لسوق أبوظبي العالمي في إطار سلسلة من المشاركات الإستراتيجية المرتقبة، التي تسعى لتحفيز المزيد من الشراكات الجديدة، وإرساء علاقات هادفة، بما يرسخ مكانة سوق أبوظبي العالمي كمركز مالي عالمي رائد.

وقال آرفيند رامامورثي رئيس شؤون الأسواق في سوق أبوظبي العالمي: “يشهد سوق أبوظبي العالمي تدفقًا كبيرًا لشركات عالمية تعمل في قطاع إدارة الأصول، أسست تواجدها في المركز المالي الدولي بأبوظبي. ومن أبرزها “بريفان هوارد”، و”ابولو”، و”ناينتي وان”، و”روتشايلد أند كو”، و”جي كيو جي بارتنرز”، و”تي سي أي”، وقد اجتذب هذا التطور الملحوظ اهتمام الصناديق العالمية الكبرى في الولايات المتحدة، ما أدى إلى دعوة سوق أبوظبي العالمي لتبادل الأفكار حول الفرص الفريدة والتطورات التي تحدث في القطاع المالي في أبوظبي. واستجابة لهذا الاهتمام الكبير وغير المسبوق من الشركات العالمية التي تدرس تأسيس تواجد لها في سوق أبوظبي العالمي، شاركنا في أكثر من 40 جلسة مباحثات ثنائية مع صناديق تحوط وصناديق أسهم خاصة وشركات رأس مال استثماري”.

جدير بالذكر أن دولة الإمارات رسخت مكانتها كمركز أعمال ومال محوري، وأصبحت إمارة أبوظبي وجهة مفضلة لشركات إدارة الأصول والصناديق العالمية؛ إذ ارتفعت أعدادها بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وشهد قطاع إدارة الأصول في سوق أبوظبي العالمي نموًا ملحوظًا، من خلال أسماء عالمية كبيرة، أسهمت في نمو الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 52% في الربع الثالث من العام 2023.

كما شكل أسبوع أبوظبي المالي للعام 2023 مناسبة إضافية لترسيخ مكانة أبوظبي وسوق أبوظبي العالمي كمركز مالي عالمي، حيث شهد هذا الحدث إعلان 14 مؤسسة مالية كبرى، تدير مجتمعة أصولًا تبلغ قيمتها 452 مليار دولار أمريكي، عن تأسيس عمليات جديدة لها في سوق أبوظبي العالمي.

وبينما تشهد ساحة الأعمال العالمية تحولات كبرى، تأتي هذه الجولة لتؤكد التزام سوق أبوظبي العالمي بتعزيز علاقاته الدولية وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي ومحفز للنمو والابتكار في مجتمع الأعمال العالمي.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

62 تريليون دولار أصول المؤسسات المشاركة في أسبوع أبوظبي المالي

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة اختتام مسابقة مهرجان الشيخ زايد التراثي للصقور متحف زايد الوطني يستضيف ندوة «اكتشاف التاريخ وصون التراث»

أكد رؤساء شركات مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025»، أن أبوظبي أصبحت من أهم مراكز جذب الشركات العالمية وتمكينها من الانطلاق إقليمياً وعالمياً، وهو ما تترجمه استضافتها لمجموعة استثنائية من القادة والرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجالس الإدارة ورؤساء ومؤسسي شركات يديرون أصولاً، تتجاوز قيمتها 62 تريليون دولار حول العالم، أي ما يعادل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال هؤلاء في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن أبوظبي انتقلت من موقع المصدّر لرأس المال إلى فاعل رئيسي في صياغة هيكل الاستثمار العالمي، حيث يتركّز الاهتمام حالياً على تعميق أسواق رأس المال، واستقطاب مديري الاستثمار الدوليين، وبناء بيئة تتيح للمستثمرين الوصول المباشر والموثوق إلى المنتجات المتقدمة، مشيرين إلى أن أسبوع أبوظبي المالي، الذي يعد تجمعا لصنّاع السياسات والمؤسسات والمبتكرين في حوار موحّد، يمثل منصة للشركات العاملة بالدولة لعرض حلولها المبتكرة في القطاع المالي وقطاع إدارة الثروات ومختلف القطاع، وتالياً تعزيز مكانة أبوظبي واحدة من أبرز مراكز الثروة على مستوى العالم.

أصول الائتمان الرقمية
وأكد دانوش أرجون، الرئيس التنفيذي لـ«زيلو»، منصة الائتمان الخاص المبتكرة في دولة الإمارات والتابعة للشركة العالمية القابضة، أن «زيلو» تقدم حلول التمويل للموردين والشركات الصغيرة والمتوسطة للدفعات المستحقة للجهات الحكومية والشركات الكبرى والمؤسسات الإقليمية الرائدة، وحصلت مؤخراً على تمويل بقيمة 715 مليون دولار من الشركة العالمية القابضة، بهدف توسيع قدراتها في تمويل سلاسل الإمداد بمنطقة الشرق الأوسط. 
وقال: تشهد دول مجلس التعاون الخليجي طلباً متزايداً على حلول الائتمان الخاص القائم على المستحقات، وترتكز استراتيجيتنا على تكرار نموذج دولة الإمارات في أسواق خليجية ذات أولوية تتميز بسلاسل توريد واسعة وجهات دائنة قوية، موضحاً أن تنفيذ التوسع سيتم وفق نهج منضبط يركّز على مواءمة الأطر التنظيمية، وجاهزية المنظومات المحلية، وتوفير قنوات نشأة مستدامة.
وأشار أرجون، إلى أن الإمارات تتجه إلى تطبيق الفوترة الإلكترونية الإلزامية بحلول عام 2026، وسيسهم تطبيق الفوترة الإلكترونية في رقمنة الفواتير على مستوى الدولة، وتوفير بيانات موثوقة وفورية تعزز جودة التقييم الائتماني وتسرّع قرارات التمويل. وذكر أن نموذج «زيلو» المدمج من الفاتورة إلى التحصيل يتماشى مع هذا التحول، حيث يتيح للموردين الوصول إلى رأس المال بمجرد إنشاء الفاتورة أو اعتمادها، مما يعزّز السيولة عبر سلاسل الإمداد، ويدعم طموحات دولة الإمارات في أن تصبح مركزاً إقليمياً لأصول الائتمان الخاص الرقمية.
ولفت أرجون، إلى أن التمويل الجديد الذي حصلت عليه المنصة من «العالمية القابضة» سيسمح بتسريع وتيرة النمو وتوسيع نطاق عملياتها بشكل كبير، وتهدف خريطة الطريق إلى تحقيق حجم تمويل إجمالي يتجاوز مليار دولار خلال عام 2026، إلى جانب زيادة ملموسة في حجم الأصول المدارة سنوياً، متوقعاً أن تستفيد آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة والموردون ضمن شريحة السوق المتوسطة في القطاعات ذات الأولوية، مع توسع برامج تمويل الموردين المدمجة وتعميق الشراكات مع كبار المشترين.
وبيّن أرجون، أن المنطقة تشهد وجود مشترين من الجهات الحكومية والشركات الكبرى، ممن يتمتعون بسجلات سداد منتظمة وموثوقة، وبمجرد اعتماد الفاتورة من قبل هذه الجهات، تُصبح بنداً مستحقاً عالي الجودة، وهنا تقوم «زيلو» بتمويل هذه المستحقات بسرعة وتحويلها إلى تعرضات ائتمانية قصيرة الأجل قابلة للسداد الذاتي ضمن فئة الائتمان الخاص، مختتماً بالتأكيد على أن هذا النموذج يسهم في توفير السيولة الفورية التي يحتاج إليها الموردون، ويؤسّس في الوقت ذاته لتدفق منتظم من أصول الائتمان الخاص المرتبطة بالاقتصاد الحقيقي، وهي فئة من الأصول التي لم تكن متاحة تقليدياً للمستثمرين العالميين. 

فاعل رئيسي
من جهته، قال روجر روحانا، الرئيس التنفيذي لشركة ألفيا، المنصة التكنولوجية المتخصّصة في إدارة الثروات ومقرها أبوظبي: إن أبوظبي تنتقل من موقع المصدّر لرأس المال إلى فاعل رئيسي في صياغة هيكل الاستثمار العالمي، حيث يتركز الاهتمام حالياً على تعميق أسواق رأس المال، واستقطاب مديري الاستثمار الدوليين، وبناء بيئة تتيح للمستثمرين الوصول المباشر والموثوق إلى المنتجات المتقدمة. وأكد أن أبوظبي تتمتع بقدرة واضحة على إعادة تشكيل النموذج الأساسي لقطاع إدارة الثروات، وبفضل المنصات المعيارية الحديثة القائمة على الذكاء الاصطناعي واسع النطاق، بات من الممكن خدمة قاعدة أكبر من العملاء من دون الإخلال بالجودة، وتقديم إرشادات أكثر عمقاً ووعياً بالسياق، وبتكاليف أقل بكثير من الأنظمة التقليدية، منوهاً بأن ذلك الأمر يسمح للمصارف ومديري الأصول بتوسيع نطاق خدماتهم، وتعزيز مستوى الشفافية، وتوجيه المزيد من الثروات الإقليمية نحو قنوات رسمية تُدار بمهنيّة عالية. وأوضح روحانا، أن القيمة الجوهرية تكمن في تعزيز تنافسية قطاع إدارة الثروات، وهو هدف يتحقق من خلال تطوير البنية الأساسية لأساليب تقديم الاستشارات، فمن خلال تحسين هذه المنظومة، تستطيع أبوظبي تمكين مؤسساتها المالية من ترسيخ علاقاتها مع العملاء، والاحتفاظ بحصة أكبر من الأصول محلياً، والعمل وفق معطيات اقتصادية أكثر وضوحاً، لافتاً إلى أن هذه العملية تتيح فرصة مهمة لبناء سوق يدعم النمو طويل الأمد، ويعزز مكانة أبوظبي واحدة من أبرز مراكز الثروة على مستوى العالم.
ويرى روحانا، أن أسبوع أبوظبي المالي يجسّد هذا التوجه بوضوح، حيث تركّز نقاشات هذا العام على القضايا العملية التي تهم المستثمرين، وتشمل هذه القضايا آليات تحسين مرونة المحافظ الاستثمارية، وتطوير منهجيات أكثر دقة لتقييم المخاطر الإقليمية والعالمية، وكذلك دور التكنولوجيا -بما في ذلك الذكاء الاصطناعي- في دعم عمليات بحث واستشارات أكثر فعالية، مختتماً بالإشارة إلى أن أسبوع أبوظبي المالي يشمل منصة تجمع صنّاع السياسات والمؤسسات والمبتكرين في حوار موحّد، الأمر الذي رسّخ مكانته كإحدى المنصات المؤثرة على الصعيد الإقليمي.

تعزيز الحضور بالأسواق العالمية 
وأفاد خافيير رودريغيز سولير، الرئيس العالمي للاستدامة والخدمات المصرفية للشركات والاستثمار لدى بنك بي بي في إيه (BBVA)، بأن منطقة الشرق الأوسط تمثل فرصة كبيرة للبنك لتنويع حضوره العالمي وتعزيز قاعدة عملائه حيث تسعى الاقتصادات المحلية إلى تنفيذ خطط طموحة للتنويع ولتعزيز حضورها في الأسواق العالمية. 
وقال: لهذا الغرض حصل البنك على الموافقة المبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM) للحصول على ترخيص يسمح له بتوسيع نطاق أنشطته في مجال الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار وتعزيز مكانته كشريك استراتيجي للعملاء من الشركات والمؤسسات في المنطقة، مؤكداً أن هذه البيئة توفّر إمكانات كبيرة للبنك لتوطيد العلاقات مع صناديق الثروات السيادية والمستثمرين المؤسساتيين والشركات الكبرى، وجميعها جهات فاعلة رئيسية في عملية التحول العالمي في مجال الطاقة وتطوير البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • “كابيتال دوت كوم” وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي تتعاونان لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد وتمكين جيل جديد من المواهب الإماراتية الجاهزة للمستقبل
  • باراك: العلاقة الإيجابية بين ترامب وأردوغان مهدت لتقدم مباحثات “إف 35”
  • 62 تريليون دولار أصول المؤسسات المشاركة في أسبوع أبوظبي المالي
  • عطّاف يجري مباحثات مع نظيره اليوناني ويؤكد التزام الجزائر كشريك موثوق في مجال الطاقة
  • «أبوظبي العالمي» يُعلن تحسينات على الإطار التنظيمي للأصول الرقمية
  • دونغ-وون كيم: أبوظبي نموذج عالمي للجيل القادم من التمويل
  • “رئيس الشورى” يعقد جلسة مباحثات رسمية مع نظيره القطري في الدوحة ويوقعان مذكرة تفاهم ثنائية
  • تقرير: ليبيا تصدّر 87 ألف برميل يوميًا من الخام إلى الولايات المتحدة
  • “الصحة العالمية”: استمرار انتشار جميع أنماط فيروس جدري القرود عالميًا
  • «بينانس» تحصل على ترخيص عالمي شامل ضمن إطار عمل أبوظبي العالمي