تشو شيوان **

تصادف هذه الأيام احتفالات الصينيين بقدوم العام الجديد أو ما يُسمى عيد الربيع الصيني أو رأس السنة الصينية، ويصادف أيضًا أن يكون هذا العام هو عام التنين حسب التقويم الصيني الذي يحمل فيه كل عام اسم حيوان مُعين ويرمز كل حيوان لرمزيات ودلالات كثيرة.

وهذا العام هو عام التنين كما ذكرت سابقًا، ويرمز التنين إلى القوة والازدهار والحكمة، ويعتبر عام التنين عامًا مهمًا في الثقافة الصينية؛ حيث إن التنين رمز للثقافة الصينية والحيوان الأسطوري المرتبط بعمق بالتاريخ الصيني، وأن يأتي عام التنين فهذا يعني الكثير بالنسبة للصينيين، حتى إن مواليد هذا العام لديهم رمزية بأن حظوظهم عالية ومرتفعة في حياتهم.

وأودُ من خلال هذا الطرح أن نتعمق قليلًا في الثقافة الصينية وكيف يحتفل الصينيون بعيد الربيع وهو العيد الأهم والأكبر في الصين، وفي هذه الأيام لو كانت زائرًا للصين فستجد الشوارع والميادين والمحالات والأسواق وحتى البيوت قد تزينت واكتست بألوان الفرح والاحتفال بقدوم العيد وبالسنة الجديدة، ومن عادات الصينيين في هذا العيد الاجتماع واللقاء بالعائلة والأصدقاء، ولهذا يسمي البعض هذا العيد بعيد لم الشمل، لم شمل العائلة والتجمع معهم في مكان واحد، والاحتفال سويًا باستقبال العام الجديد.

في مثل هذه الأيام من كل عام، يتشارك معنا الكثير من الأصدقاء من جميع أنحاء العالم أجواء البهجة والسرور والفرح والاحتفال، وما لفت انتباهي هذا العام هو حفاوة الاحتفال التي شاهدتها في عيون الكثير من أبناء الجنسيات المختلفة، فقد نظمت مجموعة الصين للإعلام فعالية سهرة عيد الربيع الصيني في دبي قبل بضعة أيام، بمناسبة عيد "شياونيان" الصيني وهو العيد الذي يعد بداية الاحتفال بعيد الربيع؛ حيث شارك في الفعالية أكثر من 1000 شخص من الجالية الصينية في دبي، ومواطنون إماراتيون، ومواطنون من العديد من الجنسيات العالمية، وقد شاهدت كيف يتفاعلون بفرح مع الأغاني والرقصات التقليدية الصينية وحبهم للثقافة الصينية، ووجدتُ أنه عاماً بعد عام يصبح عيد الربيع الصيني أو رأس السنة الصينية أكثر انتشارًا في العالم، والكثير من الأشخاص ينتظرون هذا العيد للتعرف والتقرب من الثقافة الصينية وتقاليدها الكثيرة، وأيضًا عندما عرضت مجموعة الصين للإعلام مقتنيات وتحف ورمزيات صينية في أحد الأسواق الكبرى في الإمارات، وجدت إقبالًا كبيرًا على هذه الرمزيات وسؤال الناس عن معاني ودلالات هذه الرمزيات ومدى حب الناس للتعرف على الصين والصينيين وتاريخهم الكبير عن قرب.

خلال السنوات الماضية، أصبحت مشاهدة سهرة عيد الربيع التي تنتجها مجموعة الصين للإعلام من التقاليد المهمة للصينيين في ليلة رأس السنة الصينية، وسهرة عيد الربيع الصيني عبارة برنامج تلفزيوني ضخم يُعد من أهم البرامج التلفزيونية في الصين. وتُمثل هذه السهرة فرصة للعائلة والأصدقاء للالتقاء والاحتفال بقدوم العام الجديد، كما تُعد فرصة للترويج للثقافة الصينية وتعريف العالم بها، وقد حققت السهرة الرقم القياسي في أعداد المشاهدين كأكبر برنامج تلفزيوني مشاهدة عالميًا، ومعترف بذلك من قبل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، وأجدُ أن هذه السهرة كانت بوابة لنشر الثقافة الصينية عالميًا؛ حيث هناك أكثر من 1000 وسيلة إعلامية عالمية ستنقل الحفل ليصل للجماهير العالمية.

إنَّ الصين والصينيين يحتفلون هذه الأيام بعيد الربيع الصيني وهي فرصة لكل شخص ليتعرف على الثقافة الصينية وطريقة الاحتفال بالعيد، وهناك تقارب كبير بين التقاليد الصينية والتقاليد العربية في استقبال الأعياد من حيث تجمع الناس والعائلة والأصدقاء وتزيين الشوارع والميادين، وأيضًا تنظيف البيوت استعدادًا لاستقبال الزوار، وحرص المغتربين على العودة إلى ديارهم ولبيوت أهلهم؛ ليجتمعوا بهم في العيد.

كل هذه التقاليد المتشابهة تجعلنا نتقارب أكثر ونتعرف على بعضنا البعض بشكل أوسع وأعمق. وفي نهاية المقال أود أن أهنئ الأصدقاء العرب الذين يشاركوننا هذا الاحتفال.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استشارية نفسية: الأمومة غريزة ثابتة.. لكن البيئة الحديثة أرهقت الجميع

قالت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية، إن التغير في أداء الأبوين داخل الأسرة لا يرجع لاختلاف الأدوار بين الرجل والمرأة، بل إلى تغيرات مجتمعية أعمق، أبرزها التقدم التكنولوجي غير المنضبط، والانشغال المفرط بالسعي المادي.

الصحة النفسية تستعرض تجربتها في مكافحة الإدمان بمنتدى منظمةدراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسيةالتكنولوجيا والانشغال أنهكا الأسرة

وأضافت شبانة، خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" مع الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الضغوط النفسية والذهنية التي يتعرض لها الآباء والأمهات اليوم تفوق بكثير ما كان عليه الحال في الماضي، رغم قلة عدد الأبناء، وذلك بسبب التشتت المعرفي والاعتماد المفرط على التكنولوجيا.

الماضي كان أبسط.. لكنه أقوى من حيث الدعم العائلي

وأوضحت أن "زمان، كانت الأسرة تنجب عددًا كبيرًا من الأبناء، ومع ذلك كانت قادرة على تربيتهم بفضل وجود ترابط مجتمعي وعائلي قوي"، لافتة إلى أن شبكة الدعم التي كانت تحيط بالأسرة لم تعد موجودة بنفس الشكل اليوم، ما زاد من ثقل المسؤولية.

وعي مضاعف وتوازن في الأدوار

وشددت الاستشارية النفسية على أن البيئة التربوية الحديثة باتت أكثر تعقيدًا، وتحتاج إلى وعي نفسي عالٍ وتوازن حقيقي في الأدوار بين الأب والأم، مؤكدة أن التربية لم تعد مجرد واجب، بل تحدٍ يحتاج إلى دعم مستمر وخطاب تربوي جديد يراعي متغيرات العصر.

طباعة شارك استشاري الصحة النفسية التقدم التكنولوجي برنامج خط أحمر

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس جمهورية القمر الاتحادية بذكرى العيد الوطني
  • الصين تقدم إعانات مالية لتشجيع الأزواج على الإنجاب
  • استشارية نفسية: الأمومة غريزة ثابتة.. لكن البيئة الحديثة أرهقت الجميع
  • “حياكة السدو”.. تراث أصيل وعمل فني تقدمه فعاليات مهرجان “بيت حائل” لزوارها
  • فيلم شرق 12.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
  • الرئيس المشاط يهنئ الرئيس الجزائري بذكرى العيد الوطني
  • الصين تعتزم دفع إعانات نقدية لتشجيع الأزواج على الإنجاب
  • بمشاركة المخرج خيري بشارة..الفيلم الكوميدي "آخر سهرة في طريق ر" لأول مرة الليلة على قنوات ART
  • العكروت: أبهرني اللون الأبيض على مباني درنة الحديثة  
  • خبير فلسطيني: إسناد اليمن لغزة يؤكد تحوله إلى جزء أصيل في المعركة ضد العدو الإسرائيلي