لجريدة عمان:
2025-06-25@16:15:25 GMT

ماكرون ينعطف نحو اليمين للحيلولة دون فوز لوبان

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

اقتحم إيمانويل ماكرون المشهد الأوروبي في عام 2017 بوصفه السياسي المبتكر الذي أوقف موجةً شعبوية كانت تكتسح بريطانيا وأمريكا وإيطاليا وبلدان وسط أوروبا.

في الشهر الماضي وفي إقرار ضمني بفشله كشف عن خطة لإنقاذ فترته الرئاسية الثانية وتجنُّب أسوأ كوابيسه. أي تسليم مفاتيح قصر الإليزيه في عام 2027 إلى مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف والتي هزمها مرتين.

وفيما يخرج الألمان إلى الشوارع للاحتجاج ضد مؤامرات حزبهم اليميني المتطرف (البديل لألمانيا)، يناقش المعلقون الفرنسيون في برامج الصباح الإذاعية سيناريو مستقبلي يتصورون فيه لوبان رئيسة للدولة وجوردان بارديلا (28 عاما) الذي عينته لقيادة حزبها «التجمع الوطني» رئيسا للوزراء.

هذا إنجاز لافت لحزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا- المترجم). فالحزب الذي جرت شيطنته قبل خمسة أعوام يزعم الآن أنه يمثل التيار الرئيسي السائد بفضل الإدارة الحصيفة لأعضائه الـ88 في الجمعية الوطنية الفرنسية. وهو أيضا يشكل تحديا لافتا للذين يرون في هذه المقبولية الجديدة التي حققها الحزب لنفسه خطرا كامنا على الديمقراطية. ويفاقم إحساسهم بالجزع الاحتمالُ القوي لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر.

يريد ماكرون اتخاذ اتجاه جديد مع إظهار الاستطلاعات تقدما بحوالي 10 نقاط للتجمع الوطني على حزبه (حزب النهضة وكان اسمه سابقا الجمهورية). إذ يقول حوالي 30% تقريبا من الناخبين إنهم ينوون التصويت للتجمع الوطني.

من الواضح أن هذا الاتجاه (الماكروني الجديد) انعطافٌ نحو اليمين كما أظهر ذلك مشروع قانون الهجرة الإشكالي الذي دفع به وأجيز أخيرا في ديسمبر بعدما أوشك على شق صفوف أنصاره.

لقد مضى عهد شعار الرئيس الفرنسي ماكرون «أون ميم تان» خلال فترة رئاسته الأولى والذي مكَّنه من اقتراض الأجندة من اليمين واليسار معا.. (عبارة أون ميم تان بالفرنسية والتي كان ماكرون يكثر من ترديدها تعني «في الوقت نفسه». وقصد بها اتخاذ موقف وسط من خلال تطبيق سياسات متنوعة من اليمين والمسار في آن معا - المترجم).

ماكرون الآن يعتقد أن المواطنين الفرنسيين يريدون بسط النظام وحضور السلطة. وهذا بالضبط ما جعل رئيس وزرائه الجديد يحظى بالشعبية خلال فترته القصيرة التي قضاها وزيرا للتربية. فقد بدأها جابرييل أتال (34 عاما) بحظر ارتداء العباءة في المدارس العامة.

إنه اليوم يذهب بالأمور إلى أبعد من ذلك. ففي مؤتمر استغرق ساعتين ونصف الساعة في وقت الذروة على قناة التلفزيون الوطني أوضح ماكرون «بصرامة العاهل» الكيفية التي يجب أن تستعيد بها فرنسا السيطرة على شبابها.

فإعادة التسلح بالقيم والسلوكيات المدنية، حسب وصفه، ستجعل المجتمع المتشظي قويا مرة أخرى. وستكون المدارس ثكنات جديدة لهذه الاستراتيجية. إنه ما يمكن أن تطلق عليه تسليح التعليم. فالنشيد الوطني الفرنسي «لا ماغسييز» سيُدَرَّس في المدارس الابتدائية. وستُضاعف دروس التعليم المدني. وسيعمَّم الزي المدرسي بعد تجربته ونجاحه على النظام التعليمي بأكمله في عام 2026. وستستأنف مراسم التخرج لاستعادة تقدير الجدارة والفخر بالنجاح. كما اقترح ماكرون تنظيم مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات قائلا من الممكن إعطاء دروس في الدراما بدلا عن ذلك.

إضافة إلى كل هذا وفي وقت يشهد تدهورا ديموغرافيا (تناقصا في أعداد السكان) لدى ماكرون أيضا خطة لملء هذه المدارس بجنود جدد. إذ سيتم تدشين حملة وطنية لمحاربة عدم الإنجاب وستحل محل نظام إجازة الأمومة والأبوة الحالية إجازة لرعاية المواليد الجدد مدفوعة الأجر لمدة 6 أشهر لكل من الأم والأب.

سرعان ما تعرَّف الخبراء على «أثر» سياسات الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي الذي ظل ماكرون قريبا منه. ففي عام 2007 تمكن ساركوزي من «سرقة» حوالي مليون صوت من جان ماري لوبان بشعاره «مزيد من العمل من أجل مزيد من الدخل».

شعار ماكرون الذي يماثله بشكل واضح «كسب معيشة أفضل من خلال العمل» وأيضا تركيزه على الطبقة الوسطى أحدث محاولتين من جانبه لاجتذاب الناخبين الساخطين من اليمين المتطرف إلى يمين الوسط. وكذلك أيضا اختياره ثمانية وزراء من جملة 14 وزيرا من صفوف المحافظين للحكومة التي أعيد تشكيلها بمن فيهم رشيدة داتي وهي من بين المفضلين لساركوزي.

إنها مهمة صعبة. أوروبا قلقة ولا يمكن لفرنسا أن تهدأ بالا. فبعد أقل من أسبوعين من توليه منصبه كأصغر رئيس وزراء لفرنسا مع أصغر رئيس فرنسي يواجه جابرييل أتال أول اختبار قاس له. إنه التعامل مع مزارعين غاضبين.

ظهور حركة «سترات خضر» آخر شيء يحتاجه ماكرون. ومارين لوبان تعلم ذلك. فسرعان ما اشترى جوردان بارديلا الشاب حذاء مطاطيا واعتلى قطارا متجها إلى ميدوك لحشد المزارعين المحتجين ضد الصفقة الخضراء التي أبرمتها بروكسل.

هذه أول معركة كبيرة في حملة الانتخابات الأوروبية. وماكرون لا يملك أن يخسرها إذا أراد تجنب المصير الذي لحق بباراك أوباما (أن يخلفه في الحكم مثيل لترامب) وإنقاذ أجندته الأوروبية الطموحة.

ماكرون يخشى من أن يتحول إلى بطة عرجاء (رئيس بلا حول ولا قوة- المترجم) لذلك ينشط في الساحة السياسية. هذا يربك مؤيديه في يسار الوسط والذين ليس لهم بديل آخر. كما يحاول تجاهل تناقض جذري بين اعتباره اليمين المتطرف العدوّ وفي الوقت ذاته إضفاء الشرعية على بعض أحلامه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

ماكرون يحذر من تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "تصعيد لا يمكن السيطرة عليه" في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية، مؤكدًا أن الحل العسكري وحده لا يمكن أن يحقق السلام أو الأهداف المرجوة.

جاءت تصريحات ماكرون في مستهل اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي في قصر الإليزيه، هو الثالث من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران في 13 يونيو الحالي.

أخبار متعلقة الأمم المتحدة تحذر من إمكانية اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسطبعد الضربة الأمريكية.. عراقجي في موسكو للتباحث مع المسؤولين الروسالعودة إلى المسار الدبلوماسي

وأوضح الرئيس الفرنسي أن "العودة إلى المسار الدبلوماسي هي السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتجنب حرب شاملة في المنطقة"، مشددًا على أن "المنطقة تمر بلحظة خطيرة تتطلب الحذر والعمل الحازم".

في تحركات دبلوماسية موازية، أجرى ماكرون اتصالات هاتفية مع قادة إقليميين ودوليين، بينهم نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، ودعا إلى "خفض التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وفي منشور على منصة "إكس"، أكد ماكرون ضرورة فتح الباب مجددًا أمام الحلول الدبلوماسية، مشددًا على أن الحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دمار بمنشأة أصفهان النووية للتخصيب في إيران بعد الغارات الجوية الأمريكية - أ ف ب

تنسيق أوروبي ثلاثي

في بيان مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، دعا ماكرون إيران إلى عدم الإقدم على خطوات من شأنها زعزعة استقرار المنطقة، وحثها على الانخراط في مفاوضات شاملة بشأن برنامجها النووي.

وأكد القادة الثلاثة استعداد دولهم للإسهام في إيجاد حل سلمي يضمن منع الانتشار النووي، وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية.

باريس ترفض المشاركة في الضربات

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن فرنسا لم تشارك في الضربات الأمريكية ضد إيران، ولم تكن طرفًا في التخطيط لها، معبرًا عن قلق بلاده من تداعيات التصعيد الأخير.

وشدد بارو على أن "الحل الدائم لأزمة الملف النووي الإيراني يجب أن يكون عبر التفاوض، وفي إطار معاهدة عدم الانتشار النووي"، داعيًا إلى ضبط النفس من جميع الأطراف.


مقالات مشابهة

  • الأمن الوطني يتعبئ لمكافحة الجرائم البيئية التي تستهدف الثروة الغابوية
  • ماكرون: الأحداث الأخيرة تزيد خطر تخصيب اليورانيوم سرًا في إيران
  • بالصور: وزيران جديدان يؤديان اليمين القانونية أمام الرئيس عباس
  • ردا على ترامب.. ماكرون “لا يجب مناقشة وضع القرم حاليا”
  • أمير قطر يبحث مع ماكرون وميلوني تداعيات عدوان أمريكا على إيران
  • ماكرون: ندعم الشعب السوري في كفاحه ضد الإرهاب ومن أجل السلام
  • ماكرون يحذر من تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط
  • ابن سلمان يبحث مستجدات المنطقة مع ماكرون وميلوني وهيثم بن طارق
  • ماكرون يحذّر من الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية
  • ولي العهد يبحث استهداف المنشآت النووية الإيرانية مع ماكرون وميلوني