نهيان بن مبارك: هدفنا عالم توحده العدالة والمساواة والتسامح والازدهار
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، «قمة التحالف العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية»، في دورتها الثالثة والتي تنظمها وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، على مدى يومين بمجلس الطاقة بالعاصمة أبوظبي، وتضم القمة المنظمين كافة لمبادرة التحالف العالمي للتسامح من المنظمات العالمية والتحالفات الحكومية والقيادات الدينية والمؤسسات التعليمية وشبكات تكنولوجيا وعلمية وكيانات ثقافية، والتي تجتمع للاحتفال بما تم تحقيقه بالفعل في مجال التسامح والتفاهم بين الأديان والتعايش السلمي.
وتحدث في الجلسة الرئيسة للمؤتمر الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، الرئيس المشارك للجنة العليا للأخوة الإنسانية، والكاردينال ميغيل أيوسو جيكسوت، رئيس مجلس الأمن البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي، وإيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لـ«اليونسكو»، عضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والدكتورة وداد بوشماوي، الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2015.
وطرحت وزارة التسامح نسخة محدثة من برنامج فرسان التسامح، بحضور سفراء الدول الشقيقة والصديقة، وعفراء الصابري، المدير العام لوزارة التسامح والتعايش، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
كما شهدت القمة دعوة تحالف التسامح العالمي إلى القضاء على التعصب من خلال التعاون بين الجميع لتحقيق هذا الهدف، وليتحقق شعار القمة، وهو «متحدون من أجل إنسانيتنا المشتركة» بطريقة متبادلة ومفيدة.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية أن «الأخوة الإنسانية يمكنها أن تمنح الجميع هذا العالم الذي يتمناه كل سكان الكوكب، كي يصبح عالماً توحده فضائل العدالة والمساواة والتسامح والأخوة والازدهار، عالماً من الحوار الحر والمفتوح بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات، عالماً خالياً من التطرف والعنف والحرب والكراهية، عالماً يسوده السلام والتقدم والسلامة ويرسم مستقبلاً أفضل لنا جميعاً»، مؤكداً أن هذا ما يجب أن يلتزم به الجميع.
ورحب معاليه في مستهل كلمته بالمشاركين في القمة، وقال معاليه: يسعدنا أن نحتفل في هذا الشهر بالذكرى الخامسة لوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية وباليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ونعلن التزامنا بالعمل المشترك لبناء مستقبل يسوده السلام والتسامح والاحترام والتضامن وتقدير القيم النبيلة التي تربطنا معاً، مشيراً إلى أن وزارة التسامح والتعايش يحدوها الأمل في أن تنجح هذه القمة في وضع تصور واضح، وبناء مستقبل مشرق لعالمنا.
صياغة المستقبل
أضاف معاليه: «نحن نعمل اليوم على صياغة ذلك المستقبل، ولنا أن نتخيل معاً عالماً لا يضطر فيه المحتاج إلى طلب المساعدة لكونه بالفعل عضواً في مجتمع يحترم ويعتني بالجميع، نأمل في عالم يعمل فيه كل فرد، وكل منظمة، وكل حكومة، على ضمان توفير حياة آمنة وكريمة ذات معنى للجميع بغض النظر عن العرق أو الجنس أومكان الميلاد أو المعتقدات، وعالماً يتمتع فيه كل فرد برعاية صحية متطورة وتعليم متميز، عالماً تتضافر فيه الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي وغيره من التحديات البيئية، عالماً يركز جهوده على إنهاء الحروب والنزاعات السياسية والعسكرية».
وتابع معاليه: «دعونا نتخيل معاً عالماً يدافع عن حقوق الإنسان ويشجع الابتكار واكتساب المعرفة، يحافظ على التراث والتقاليد المحلية، ويشجع الأفراد على الاعتزاز بهوياتهم الوطنية».
وقال معاليه: «إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية والتي نحتفل بها اليوم، تضع معالم واضحة لهذا العالم. حيث أكد كل من قداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب في تلك الوثيقة أن مفاهيم التسامح والتعاطف والحوار كفيلة بتحقيق هذا العالم المنشود للجميع. وحمدوا الله فيها على تفرد كل واحد فينا، وعلى ما نمتلكه من قيم عالمية مشتركة تساعدنا على تجاوز اختلافنا، وتمنحنا القدرة على تحقيق ما نبتغيه من مستقبل أفضل، حيث كانت زيارة قداسة البابا والإمام الأكبر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، وتوقيعهما على وثيقة الأخوة الإنسانية، لحظة تاريخية سلطت الأضواء على هذه الوثيقة ودورها في تحقيق التطور الإنساني حول العالم».
مجتمع متنوع
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن مجتمع الإمارات المتنوع ممتن لصدور هذه الوثيقة الهامة حول الأخوة الإنسانية بمبادرة ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي لم يتزعزع التزامه بالتسامح والتعايش والسلام والازدهار، ولم تهتز قناعته بأن حب الإنسانية أهم عناصر تشكيل حاضر ومستقبل المجتمع.
ووجه معاليه كلمته إلى أعضاء القمة، قائلاً: «منذ اجتماعنا العام الماضي، دخل العالم مرحلة غير مسبوقة من التوترات والمواجهات، وشهد صراعات وتحولات لم يتوقعها ولم يرغب فيها أحد، تتمثل فيها حقائق سياسية واقتصادية جديدة، تتهدد فيها سلامة الإنسان وكرامته، وتتراجع فيها جودة التعليم، وتتعثر فيها جهود التنمية البشرية، وتتدهور فيها معدلات المشاركة الاقتصادية والرفاه، ويتنشر فيها الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وفي خضم هذه الأحداث ما زالت الإمارات والعالم أجمع، متمسكين بالحفاظ على البيئة وحمايتها وتلبية الاحتياجات الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم».
عالم من الأمل
أوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن انعقاد القمة اليوم يعبر عن قناعة الجميع بأنه في مواجهة هذه التطورات، سنثابر في السعي لرسم عالم من الأمل والسلام والازدهار والتعايش. ولكي يترسخ هذا العالم، يجب أن يراعى الجميع ويحترم الجميع الروابط التي توحدنا كأعضاء في مجتمع عالمي، ويجب أن يبذل كل فرد ومؤسسة أقصى ما في وسعه للقضاء على الفقر وفتح الفرص الاقتصادية للجميع، ويجب أن يسلط الضوء على النماذج الناجحة من جميع أنحاء العالم لتأكيد ما يمثله السلام والتعايش في المجتمعات المتعددة من قوة إيجابية خلاقة للتقدم والاستقرار، ويجب أن يتم التعامل مع التنوع في المجتمعات الإنسانية على أنه قيمة مضافة، مع اليقين بأن العمل المشترك والإيمان بخيرية الآخر قادران على إحداث التغيير.
منارة للتسامح
من جانبه، أكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي يحتفي العالم هذا العام بالذكرى الخامسة لتوقيعها انطلقت من أبوظبي لتصبح منارة للأمل والتسامح حول العالم الذي بات يواجه العديد من التحديات والحروب والصراعات، لافتاً إلى أن «الوثيقة» ثمرة جهود مباركة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، راعي الأخوة الإنسانية.
وأشاد بجهود وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في دعم القيم الإنسانية الراقية محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن انعقاد القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية بالتعاون بين وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، يأتي في إطار العمل على تحويل القيم الإنسانية السامية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية إلى واقع معيش وخطة عمل يشارك فيها العمل على تنفيذها كل محبي الخير والسلام حول العالم.
مبادرات داعمة
أكد الكاردينال ميغيل أيوسو جيكسوت، رئيس مجلس الأمن البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي، أننا نقف جميعاً خلف الإمارات في مساعيها نحو إقرار السلم العالمي، ومبادراتها الداعمة للتعايش والتسامح، وأن على العالم أن يدرك أهمية وثيقة الأخوة التي رعتها ووقعت بدولة الإمارات، بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وقال: إن العالم إن التزم هذه الوثيقة، وتم تطبيق ما احتوت عليه لعاش الجميع في إخاء وسلام، مثنياً على الدور بالغ الأهمية الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الدفع بعجلة التسامح والأخوة الإنسانية، وأن دولة الإمارات رائدة في مجال التسامح والتعايش.
احترام العقائد
من جانبه، قال الدكتور محمد حسين المحرصاوي، الرئيس المشارك في لجنة الأخوة الإنسانية، رئيس جامعة الأزهر الأسبق: «الإسلام حث على احترام العقائد دون أن يعني ذلك الإيمان بما يعتقده الآخر، ولكن اندماج مع المختلفين في العقيدة وعيش مشترك، وأن الجميع في الوطن سواء، وأن يكون الجميع يداً واحدة في مواجهة الأفكار المنحرفة والتطرف».
وشرح في كلمته ماهية ونوع السلام والحث عليه في ضوء الكتاب والسنة، وأهمية الحفاظ على النفس البشرية، وعدم سفك الدماء، وأن جميع الناس سواسية، كما أنه ترك للأفراد حرية العقيدة. وقال المحرصاوي: إن وثيقة الأخوة الإنسانية تعد من أهم منجزات العصر الحديث لحماية الإنسان وحقوقه أياً كان معتقده وجنسه، وإن صدورها من أبوظبي وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يعكس دور سموه في العمل نحو إقرار السلام، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وإن دولة الإمارات تعد النموذج الأبرز للتسامح والتعايش.
العمل الجماعي
فيما يتعلق بأهمية العمل الجماعي، دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك الجميع للتفكير والعمل كأسرة واحدة، لصياغة مستقبل يمكنه مواجهة التحديات العالمية كافة، ويُحترم فيه الجميع، وتقدر جهودهم. يُلتزم فيه بمبادئ الأخوة الإنسانية، لكي تتحقق جودة الحياة للجميع، معبراً عن ثقته في نجاح هذه القمة بتحقيق الرفاه والازدهار للجميع. لثقته الكاملة في التزام أعضائها كافة بمبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، وسعيهم المخلص لتحقيقها على أرض الواقع.
دور رائد
ثمنت إيرينا بوكوفا المديرة العامة السابقة لـ«اليونسكو»، عضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، دور الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأن من حسن الطالع أن تكون جميع المبادرات منطلقة من دولة الإمارات، التي تحتضن العديد منها، وخطواتها الداعمة للسلم العالمي والتسامح والتعايش، تعد نبراساً يضيء حياة الأمم والشعوب في جو تسوده الألفة والتعايش، وأن هذا العالم في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات، وتطبيقها على أرض الواقع، إذ أنشأت وزارة للتسامح والتعايش، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، ووثيقة الأخوة الإنسانية، واحتضانها لحوار الأديان، وغير ذلك مما جعلها تحظى بتقدير العالم نظراً لما تبذله من جهود.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نهيان بن مبارك الإمارات التحالف العالمي للتسامح مجلس حكماء المسلمين وزارة التسامح والتعايش صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید آل نهیان وزارة التسامح والتعایش وثیقة الأخوة الإنسانیة مجلس حکماء المسلمین والأخوة الإنسانیة للأخوة الإنسانیة دولة الإمارات رئیس الدولة هذا العالم حفظه الله
إقرأ أيضاً:
من ملاعب التنس إلى عالم الرياضات الإلكترونية: كيرجيوس يشيد بأجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
هاني البشر (الرياض)
وسط أجواء مليئة بالترقب والحماس، حيث تتعالى أصوات آلاف الجماهير المتأهبة على مقاعدها دعمًا للاعبين والفرق، يتجلّى التنافس في الرياضات الإلكترونية كمعركة حقيقية لا تعرف سوى القوة والإصرار، ما يؤكد أن العالم الرقمي يتطلب جرأة وشجاعة لا تقل أبدًا عن تلك المطلوبة في أعرق المنافسات الرياضية التقليدية. وفي إطار هذه الأجواء التنافسية، عبّر لاعب التنس الأسترالي والشغوف بالألعاب الإلكترونية، نيك كيرجيوس، عن إعجابه الكبير بمستوى المهارات الاحترافية التي أظهرها اللاعبون العالميون في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، مسلطًا الضوء على حجم الضغط النفسي الهائل الذي يواجهونه خلال المنافسات. وقال كيرجيوس: “الأمر أبعد ما يكون عن السهولة، وبصراحة لا أظن أنني قادر على مجاراتهم. يعتقد البعض أن الوصول إلى هذا المستوى مجرد مسألة بسيطة، لكن هؤلاء اللاعبين يتمتعون بمهارات لا تصدق، فهم يجمعون بين التفوق التكتيكي وسرعة البديهة، وأي خطأ بسيط قد يكلّف الكثير، خصوصًا في المواعيد الكبرى، كما أن الضغط النفسي المصاحب لهذه البطولات يفوق الوصف؛ إذ يتنافس اللاعبون على الساحة العالمية حيث تشاهدهم أعين الملايين، ما يخلق مزيجًا من الخوف والإثارة في آنٍ واحد”. ورغم شهرته الواسعة في ملاعب التنس، يخصص كيرجيوسجزءًا من وقته للألعاب الإلكترونية، إذ تمثل جزءًا لا يتجزأ من حياته الاجتماعية والشخصية. وأوضح: “لطالما كنت عاشقًا للألعاب الإلكترونية، مثل Call of Duty أو Pokémon، إذ تشكل هذه الألعاب بالنسبة لي وسيلة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع، خصوصًا أثناء تنقلاتي المستمرة التي تمتد لأكثر من ثمانية أشهر كلاعب تنس محترف. وكانت فرصة اللقاء بالمحترفين والحضور بينهم تجربة فريدة من نوعها، خاصة بصفتي من محبي هذا المجال المتميز. شغفي بعالم الألعاب الإلكترونية عميق وحقيقي، إذ تشكلت معظم صداقاتي وعلاقاتي عبر هذا العالم الرقمي الذي أجد فيه مجتمعًا رائعًا”. وبالنظر إلى المستقبل بعد انتهاء مسيرته في التنس، أعرب كيرجيوس بصراحة عن رغبته في الانخراط في مجال الألعاب الإلكترونية، وتحويل شغفه العميق إلى مسيرة مهنية جديدة تعكس تطلعاته وشغفه المتجدد. وقال: “أجد نفسي بلا شك مندمجًا في عالم الرياضات الإلكترونية، حيث تربطني علاقات وثيقة مع العديد من المحترفين في هذا المجال، ومن بينهم صديق يمتلك فريقًا في واشنطن. لا أتطلع للمشاركة كمنافس، لكنني أحرص على أن أكون جزءًا فعالاً من هذا المشهد المتنامي بأي طريقة ممكنة. لدي حب كبير لهذا المجال، وأستمتع بمشاهدة اللاعبين وهم يشاركون في المنافسات العالمية، حيث يظهرون شغفهم ويطلقون العنان لإمكاناتهم”. وأشاد كيرجيوس، باستضافة الرياض وبالبنية التحتية المتطورة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، واصفًا إياها بأنها من بين الأفضل على مستوى الرياضة والترفيه. وصرّح: “لدي محبة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، فكل زيارة إليها هي سلسلة من اللحظات والتجارب التي لا تُنسى. أغتنم بكل حماس أي فرصة للعودة، لما أجده فيها من أناس يتسمون بصدق الود والترحاب. لكن ما أدهشني حقًّا هو ذلك الصرح الرياضي الفريد في بوليفارد رياض سيتي. إنه حقًّا أحد أبرز المعالم الرياضية التي رأيتها على الإطلاق، وميزته أنه يظل مفتوحًا على مدار العام. وأثناء استعراضه أوجه التشابه بين مسيرته كلاعب تنس محترف ومسيرة نجوم الرياضات الإلكترونية، أشاد كيرجيوس بتفانيهم والتزامهم في تطوير مهاراتهم، ما يسهم في تحولهم إلى أساطير في مجالاتهم. وقال: “قابلتُ أحد المحترفين الذي عبّر عن اشتياقه لمتعة اللعب مع أصدقائه، وهو شعور أتفهمه تمامًا. عندما يطلب مني أحدهم لعب التنس، لا أجد الرغبة حتى في لمس المضرب، فقد تحول الأمر بالنسبة لي إلى عمل ومسار مهني. هؤلاء اللاعبون يتدربون ثماني ساعات يوميًّا؛ فالمنافسة بالنسبة لهم ليست مجرد تسلية، بل مواجهات مصيرية تتطلب أقصى درجات التركيز. أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير”. وتُواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للألعاب والرياضات الإلكترونية والترفيه من خلال استضافة النسخة الأكبر والأكثر تميزًا من كأس العالم للرياضات الإلكترونية. الحدث الذي يُعد علامة فارقة في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية يعود في هذا العام مع أرقام قياسية ومشاركة دولية واسعة، مع تقديمه تجربة جماهيرية فريدة من نوعها تؤكد أن الحدث أكثر من مجرد بطولة، وأنه منصة عالمية تسهم في صياغة مستقبل القطاع.